لقد أضحى عالم الأعمال مكاناً يكتنفه الغموض، ويتخلله كل تارة زعزعات مختلفة تقلبه رأساً على عقب، وكما شهدنا خلال السنوات القليلة الماضية فقد كانت هذه الزعزعات خارجة عن إرادة الإنسان كالكوارث الطبيعية أو الحروب، أو كانت نتيجة التطورات التكنولوجية المهولة التي أثرت بشكل مباشر على أسلوب عملنا وكيفية تعاطينا مع فكرة الابتكار، ولكي نستعد لمواجهة الموجة المقبلة من التطورات يجب علينا أن نسترق النظر إلى السنوات القادمة. فكيف سيكون مستقبل العمل؟ وما هي أبرز التغيرات التي ستطرأ عليه نتيجة التحول الرقمي متسارع الخُطى؟ هل ستختفي المكاتب من حياتنا بسبب نموذج العمل الهجين؟ وهل سيصبح مديرك في العمل روبوتاً يتجول في الشركة ويتابع إتمام المهام على أكمل وجه؟
إن الأمر المسلم به فيما يتعلق بمستقبل العمل هو أن التطورات التكنولوجية ستستمر بالاستحواذ على الجزء الأكبر من حياتنا العملية، وقد لاحظنا بوادر هذا الاستحواذ منذ الآن بسبب إيكال بعض المهام إلى الروبوتات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، وإذا استمر الأمر على هذا المنوال فتشير التقديرات إلى أننا سنفقد ملايين الوظائف خلال السنوات القليلة المقبلة بسبب تطور تقنيات تعلم الآلة ما يعني أنه يجب على الأفراد إثبات كفائتهم الفريدة لئلّا تأخذ الآلات أعمالهم وتنجزها بسرعة أكبر.
وإذا لم تخطف الآلات عمل الإنسان بشكل كامل فقد يستمر التعاون بينهما كما هو حاصل الآن على نطاق ضيق عبر تقنيات الدماغ البشري الموصول بالكمبيوتر التي تستطيع ترجمة نشاط الدماغ إلى تعليمات تتلقاها الأجهزة الرقمية، ما يعني أن واجهات التخاطب بين الدماغ والكمبيوتر ستتمكن من كتابة تقارير العمل أو التحكم في العروض التقديمية المصممة عبر برنامجي \”باوربوينت\” أو \”إكسل\” مثلاً ، وكل هذا باستخدام أدمغتنا فقط، ولكن هذه الطريقة لا تسلم من وجود بعض الأخطاء أو الثغرات ولعل أبرزها هو أنها عرضة للاختراق مثل أي تقنية أخرى، وبالطبع لا أحد منا يرغب في أن يعرف الآخرون ما يدور في رأسه.
ومن جانب آخر متعلق بمستقبل العمل، ستغير الشركات حول العالم نظرتها إلى مفهوم المواهب وقد يصبح مفهوم \”متعدد المهارات\” أول شيء تجده في متطلبات التوظيف، فإذا كنت من الأشخاص متعددي المواهب، فتوقع أنه سيزداد الطلب عليك مستقبلاً، ولهذا فإن تطوير المهارات الشخصية والعملية لتصبح موائمة لمهارات المستقبل هو الهدف الذي يجب على كل فرد أن يسعى إلى تحقيقه لئلّا يجد نفسه خارج سوق العمل.
إن مستقبل العمل سيكون مزدهراً إذا جهزنا أنفسنا للتعامل معه بشكل مدروس، ولن يكون للأشخاص الذين يخشون الخروج من مناطق راحتهم مكان في خضم التطورات المتسارعة، ولهذا سنقدم لكم في هذه القائمة مجموعة من المقالات التي تستشرف مستقبل العمل القادم ليكيّف القادة والأفراد أنفسهم وأعمالهم مع الواقع القادم.
إليكم 10 مقالات عن \”مستقبل العمل\” اخترناها لكم.
ملخص: أثبتت البحوث أن الغالبية العظمى من موظفي المعرفة يريدون ترتيبات عمل مرنة بعد الجائحة. ويواجه قادة الشركات تحدياً صعباً…
ملخص: مع بداية تلمس طريق الخروج من أزمة جائحة "كوفيد-19"، تشير البيانات المتعلقة بالتوظيف في عصر العمل الهجين إلى أن…
ملخص: على الرغم من أن عام 2020 كان من أكثر الأعوام تقلباً في التاريخ الحديث، من غير الحكمة أن نفترض…
تخيل لو كان بمقدور مديرك أن يعرف ما إذا كنت قد حضرت الاجتماع الأخير المنعقد على منصة "زووم" وأنت في…
بينما يتراوح موقف الكثيرين بين القلق من التأثيرات المحتملة للروبوتات واستبدالها للبشر في العديد من الوظائف والحماس لإمكانات الثورة الصناعية…
تحدّت جائحة "كوفيد-19" قرارات الشركات التي وُضعت منذ عقود بخصوص العقارات وتصميم أماكن العمل دون سابق إنذار، من خلال التشكيك…
تُشير التقديرات إلى أننا قد نفقد أكثر من خمسة ملايين وظيفة بحلول عام 2025 بسبب الأتمتة، في المقابل، ستظهر في…
إن سألت نفسك أو أي شخص من حولك، فستجد أن المرحلة الحالية في حياة الجميع تحمل معاناة متشابهة تسمّى "عدم…
تُعد سلسلة التوريد في الولايات المتحدة بشكل عام جزءاً لا يتجزأ من الاقتصاد الأميركي. وابتداء من أشباه الموصلات التي تنتجها…
إنه ذلك الموعد السنوي الذي يتقدم فيه طلاب الجامعات إلى مقابلات من أجل الوظائف التي يأملون في شغلها بعد التخرج.…
المحتوى محمي