لطالما اعتُبرت الشركة وحدة اقتصادية واضحة المعالم، لكن مع ظهور علاقات التعاون والاندماج بين الشركات، أصبحت الحدود التي تفصلها عن محيطها غير محددة بدقة وتتداخل مع حدود بعض الشركات الأخرى، لاسيما المنافسة منها، فمع مطلع ثمانينيات القرن العشرين، تغيّرت الرؤية التنافسية التي كانت تستند إليها العلاقات القائمة بين الشركات، إذ ظهرت نماذج للتعاون تنطوي على اتفاق بين شركتين أو أكثر، يقضي بتقاسم الموارد الضرورية مثل التكنولوجيا وشبكات التوزيع والموارد المالية، من أجل تحقيق الأهداف الاستراتيجية المسطرة لكل شريك؛ كما ازدهرت عمليات الاندماج والاستحواذ التي استخدمتها الشركات الكبرى لتحقيق أهداف مختلفة بدءاً من القضاء على منافس \”مزعج\” إلى الحصول على كفاءة نادرة تحوز عليها شركة ناشئة، مروراً بالامتثال للقيود القانونية للبلد المُضيف (في حالة التوسع الدولي).
يوجد فرق جوهري يميّز التحالفات الاستراتيجية عن عمليات الاندماج والاستحواذ (M&A)، ففي حالة الاندماج، تذوب الشركات المعنية في وحدة تنظيمية جديدة سواء كانت الشركات المندمجة من نفس الحجم أم لا، وتقريباً الأمر ذاته بالنسبة لعمليات الاستحواذ، إذ يُستحوذ على الشركة الأصغر حجماً بإرادتها أو عكس إرادتها، وتُنقل أصولها للشركة المستحوذة؛ أما التحالفات، فهي باختصار تمثل حلاً وسطاً بين المواجهة المباشرة (ممثلة في المنافسة) والاندماج أو الاستحواذ، وتعد هذه الوضعية الوسط بين المنافسة الحرة التي يحكمها السوق والتقارب الكلي داخل نفس الوحدة التنظيمية هي ما يميّز التحالفات الاستراتيجية عن باقي علاقات التعاون؛ لكن الملاحظ هو أن معظم التحالفات تتم بين شركات تنشط في المجال نفسه، وهو ما يبرر الرغبة في تجنب المواجهة المباشرة سواء كانت هذه الشركات متعددة الجنسيات ذات قدرة تنافسية كبيرة أو شركات محلية توفر لها حكوماتها نوعاً من الحماية، وبالتالي، فإن هذه التحالفات أصبحت وسيلة للتقليل من المخاطر عن طريق عدم المغامرة بصفة منفردة، وأداة فعالة للتعلم من الشريك، سواء كان هذا التعلم بهدف الحيازة على مهارات خاصة أو الحصول على تكنولوجيا متقدمة، كما يمكن اعتبارها أداة لخفض التكاليف عن طريق ضم القدرات الإنتاجية لقدرات الحليف، ما جعل منها خياراً استراتيجياً أساسياً للشركات التي ترغب في بناء مزايا تنافسية أو تطويرها على المستوى الوطني أو الدولي.
حتى يُحسّن القادة من جودة قراراتهم الاستراتيجية، عليهم الاستنارة بتجارب الشركات السابقة المتعلقة بعمليات الاندماج والاستحواذ أو التحالفات الاستراتيجية، والاستفادة منها وتعلم كيفية اقتناص الفرص التي ستظهر مع الوضع الجديد، وتحييد المخاطر مثل الصدمات الثقافية التي أدت إلى فشل الكثير علاقات التعاون المؤسساتي، على غرار الفشل الذي مُنيت به عملية اندماج شركة \”دايملر بنز\” مع شركة \”كرايسلر\” في مجال تصنيع السيارات.
تضمّ القائمة التالية 10 مقالات ثرية بالمعلومات والإحصائيات ستمكنكم من الإحاطة بمختلف جوانب عمليات الاندماج والاستحواذ والتحالفات، وتعمّق خبراتكم فيها.
لا تزال معظم الشركات في المراحل الأولى من عملية تقييم آثار أزمة "كوفيد-19" على أعمالها. ولكن مع بدء التخطيط للمستقبل،…
كيف ستكون عمليات الاندماج والاستحواذ خلال كورونا ؟ هل تستلزم الجائحة وما يصاحبها من انكماش اقتصادي وقف هذه العمليات أم…
على الرغم من الفرق بين الشراكة والاندماج والاستحواذ (M&A)، إلا أنّ الكثير يستخدم هذه الكلمات في غير موضعها. ففي حالة…
ليس من السهل تحقيق قيمة من عملية اندماج بين شركتين. والشركات المستحوِذة التي تفهم الأمر على نحو صحيح تبدأ بقياس…
تُعدّ عمليات الاندماج والاستحواذ من بين القرارات الاستراتيجية التي يترتب عليها أكثر الآثار تبعية من بين القرارات التي يتخذها المدراء،…
في قلب استراتيجية شركتك ثمّة معضلة، ملفوفة في مشكلة، وقابعة داخل تحد. ومع ازدياد معاناة الشركات فيما يتعلق بتحقيق النمو…
لاقى استحواذ أمازون في عام 2017 على هوول فودز (Whole Foods) الكثير من التهليل؛ إذ من المفترض أن تتيح هذه…
على الرغم من استثمار بعض الشركات الكبرى في الشركات الناشئة أو استحواذها عليها، فإنّ التوجه المتنامي نحو الابتكار المؤسسي ينطوي…
على الرغم من إنفاق 2.5 تريليون دولار أميركي سنوياً على الطرق والسكك الحديدية والموانئ والمياه وغيرها من مشروعات البنية التحتية…
يقول أبراهام لينكولن: "عليك أن تمحق عداء عدوك بجعله صديقاً". يبدو أن الرئيس السادس عشر في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية…
المحتوى محمي