مقالات من هارفارد بزنس ريفيو لتعميق الخبرة في أفضل سياسات العمل داخل المكاتب
لطالما كانت كلمة سياسة مذمومة الذكر، لكنها وفي الوقت ذاته لا تتعدى أن تكون فناً من فنون الحيلة والدهاء، ولحسن الحظ لا تعتبر السياسة كلها شر إذ يلجأ الأفراد لتطبيق حيلها بكل المجالات، ولهذا لا يمكن الاستغناء عن سياسات العمل داخل المكاتب فكما قال أرسطو: "إن الإنسان بطبيعته حيوان سياسي" وسواء قررت المشاركة في السياسة أو أعرضت عنها، فإنها تملك تأثيراً كبيراً على ما يحدث لك، وعلى علاقتك مع فريق العمل. لذا من الصعب ألا تعيرها اهتمامك.
في كل ميدان يعرف أصحاب الاختصاص مفهوم السياسة على طريقتهم، إذ قال العالم السياسي هارولد لازويل عن سياسات العمل داخل المكاتب: "أنها القواعد غير المدونة التي تحدد من يحصل على ماذا، ومتى، وكيف، مثل الحصول على ترقية، أو ميزانية مشروع جديد، أو التأثير على قرار الرئيس، وكذلك تحدد من لا يتسنى له الحصول على تلك الأمور". ويحمل هذا التعريف بين طياته السبب الرئيس لنفور بعض الموظفين من السياسات المستخدمة داخل المكاتب فعندما يتعلق مصيرهم بالعرف العام السائد داخل الشركة، وبالقواعد غير المكتوبة، خاصة التي قد تتعارض مع القواعد الرسمية المنصوص عليها فإنهم يشعرون أن المؤسسة قد تبدو مزيفة أو على الأقل قائمة على الرياء، وكما أظهرت البحوث أن الموظفين قد تفتر همتهم، وتتراجع إنتاجيتهم، وربما يقررون مغادرة العمل حين يرون أن سياسات العمل داخل المكاتب تلعب دوراً أكبر من مكانهم بمعنى أن وجودها يطغى على وجودهم.
بالبحث عن حل لمعضلة سياسات العمل داخل المكاتب، سيظهر للعيان أن الطريقة الصحيحة للتعامل معها هي المشاركة والانخراط فيها بطريقة إيجابية للوصول للنهايات الجيدة، وليس اللجوء إلى "سياسة النأي بالنفس" كحل تروّح به عن نفسك، بعبارة أخرى أن تشارك في اللعبة بدلاً من أن تشكو منها باستمرار، وتحقيق الربح أو الخسارة في هذه اللعبة يتوقف على حنكتك السياسية داخل مكاتب العمل، إذ من المهم جداً أن تفرق بين السياسات المحمودة والسياسات المذمومة فالأولى هي تحقيقك لمصالحك الشخصية مع الأخذ بعين الاعتبار حقوق الآخرين، وأهداف المؤسسة ككل، أما السياسات المذمومة داخل مكاتب العمل فجوهرها هو تحقيق التقدم لشخص ما ولجوئه إلى أي وسائل لازمة لبلوغ ذلك مثل: المساومات، والغيبة، ونشر الشائعات، والمراءاة، إضافة لتحقيق المصالح الشخصية على حساب فريق العمل وفقاً لمبدأ "أنا ومن بعدي الطوفان."
ومن جانب آخر، هناك اختلاف في وجهات النظر بين الرجال والنساء فيما يخص أفضل سياسات العمل داخل المكاتب وحركة السلطة فيها إذ أظهرت البحوث أن الرجال يميلون للحديث عن "المنافسة" عندما يصفون سياسة المكتب بينما تفضل النساء توصيفها كـ "جزء طبيعي من النفوذ" كما يستخدم الرجال كلمات مثل "تحقيق النتائج" عبر سياسات العمل داخل المكاتب بينما تتحدث النساء مراراً عن دور هذه السياسات في "التأثير في الآخرين".
يمكن أن تمارس مهاراتك السياسية داخل أماكن العمل دون أن تضع نفسك ضمن دائرة السوء، ودون أن تبيع مبادئك أو جوهرك، ولكي تُحسن اختيار السياسات المناسبة سنقدم لكم في هذه القائمة مجموعة من التجارب والمقالات المتخصصة التي ستعمق خبرة الأفراد والقادة في أفضل سياسات العمل داخل المكاتب من خلال طرح مجموعة من النصائح والتجارب العلمية التي تساعد على تطبيق علم السياسة في العمل بالشكل الأفضل.
إليكم 10 مقالات عن أفضل سياسات العمل داخل المكاتب اخترناها لكم.