ما مفهوم نظرية البجعة السوداء؟
نظرية البجعة السوداء (Black Swan Theory): نظرية تشير إلى عدم القدرة على التنبؤ بالأحداث النادرة وكأنها مستحيلة الحدوث. أخذت النظرية اسمها من طائر البجع، إذ كان الاعتقاد سائداً أن كل طيور هذا النوع لونها أبيض، حتى تم اكتشاف البجع الأسود في غرب أستراليا في القرن الثامن عشر.
حتى يأخذ حدث ما صفة البجعة السوداء، يجب أن يكون مفاجئاً غير قابل للتوقع وله تأثير كبير، وبعد وقوعه تظهر التفسيرات التي تعتبِره قابلاً للتوقع. من الأمثلة على أحداث البجعة السوداء اختراعات الحاسوب والإنترنت وهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001.
وصف النظرية الباحث اللبناني "نسيم نقولا" في كتابه "البجعة السوداء" (The Black Swan) عام 2007، إلا أن أول من استخدم المصطلح كان الاقتصادي "جون ستيوارت ميل" في القرن التاسع عشر عند حديثه عن "قابلية الدحض" (Falsifiability).
لا توجد معايير متفق عليها يمكن من خلال تصنيف حدث ما على أنه "بجعة سوداء"، لذلك يمكن أن يكون كارثة طبيعية أو حرباً نشبت فجأة أو انهياراً مالياً أو تفشياً عالميا لفيروس قاتل مثل ما حدث مع جائحة كوفيد-19، لكن، ووفقاً لنسيم نقولا، فإن أحداث البجعة السوداء تتصف عادة بثلاث خصائص رئيسية هي:
- لم يقع مثلها في الماضي القريب، ولا يمكن لأدوات التنبؤ والتوقع المستخدمة وقت وقوعها رصدها.
- تترك أثراً عميقاً على مستوى المجتمعات عبر العالم.
- تكون غير قابلة للتفسير وقت وقوعها، ولا يمكن استيعابها إلا بعد مرور زمن كاف على وقوعها، ويؤدي ذلك إلى وقوع الكثير من الأفراد في انحياز سلوكي يُسمى "انحياز الإدراك المتأخر"، ويُقصد به ميل الأفراد للمبالغة في الاعتقاد أنهم كانوا قادرين على التوقع الصحيح لنتيجة حدث ما وقع في السابق، لذلك تجدهم يستخدمون عادة عبارات مثل "كنت متأكداً من حصول ذلك" للتعبير على الأحداث الحاصلة، رغم أنها كانت غير متوقعة.
اقرأ أيضاً: