الشركات متعددة الجنسيات Multinational Corporations

ما هي الشركات متعددة الجنسيات؟

الشركات متعددة الجنسيات (Multinational Corporations. MNC): يطلق عليها أيضاً الشركات الدولية أو القومية أو العابرة للوطنية؛ وهي الشركات التي لديها أصول في بلد واحد آخر على الأقل بالإضافة للبلد الأم الذي يوجد به مقرها الرئيس، وتقدم هذه الأصول التابعة لها تقاريرها إلى المقر الرئيس للشركة.

تعد شركة الهند الشرقية من أقدم الشركات متعددة الجنسيات في العالم، إذ تأسست عام 1600 من قبل حكومة بريطانيا وكان مقرها الرئيس في لندن لكنها تملك فروع في عدة دول حول العالم، مثل هولندا والدنمارك والبرتغال وفرنسا والسويد، لكن ظهور الشركات متعددة الجنسيات بشكلها المعاصر يعود إلى عام 1914، وقد وردت تسمية “الشركات عابرة القوميات” في تعريف الأمم المتحدة عام 1974.

تتصف الشركات متعددة الجنسيات بالتوسع العالمي وضخامة حجم الأصول والإيرادات ومركزية اتخاذ القرار. ووصلت إيرادات أكبر 500 شركة متعددة الجنسيات إلى 44% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي مع بداية القرن الحالي، ويقدر عددها اليوم بأكثر من 65 ألف شركة يتبع لها نحو 850 ألف شركة أجنبية، معظمها مقرها الرئيس في الدول المتقدمة.

طبيعة عمل الشركات متعددة الجنسيات

تعد الشركة متعددة الجنسيات شركة دولية تنتشر أنشطتها التجارية بين دولتين على الأقل، وتعتبر بعض السلطات أن أي شركة لها فرع أجنبي هي شركة متعددة الجنسيات؛ في حين يقصر البعض الآخر التعريف على تلك الشركات التي تجني ما لا يقل عن ربع إيراداتها خارج بلدهم الأم. وسواء كان حضورها في الدول الأخرى على هيئة مكاتب أو مقرات فرعية أو مصانع وخطوط إنتاج، ينسّق المقر الرئيس كافة العمليات الدولية ويتحكم بالفروع ويخطط لها، على أن يدع لها مجالاً من الحرية في التصرف. وتمتاز هذه الشركات بخصائص رئيسية من أهمها امتلاك أصول هائلية مادية ومالية ومعدل دوران عالي، والسعي إلى النمو المستمر من خلال التطوير وإجراء عمليات الاندماج والاستحواذ، والاستفادة من التكنولوجيا في أنشطة الإنتاج والتسويق، وإنفاق قدر كبير من الأموال على التسويق والإعلان.

مميزات الشركات متعددة الجنسيات

هناك العديد من النقاط الإيجابية التي تمتاز بها الشركات متعددة الجنسيات، من أهمها:

  • الكفاءة: تستطيع الشركات متعددة الجنسيات الوصول إلى أسواقها المستهدفة بسهولة أكبر لأنها تصنع في البلدان التي تتواجد فيها الأسواق المستهدفة، بالإضافة إلى سهولة الوصول إلى المواد الخام وتكاليف العمالة الأرخص.
  • التنمية: تدفع الشركات متعددة الجنسيات أجوراً أفضل من الشركات المحلية، ما يجعلها أكثر جاذبية للقوى العاملة المحلية، وتفضلهم الحكومة المحلية بسبب المبلغ الكبير من الضرائب المحلية التي يدفعونها، ما يساعد على تعزيز اقتصاد الدولة.
  • الابتكار: نظراً لأن الشركات متعددة الجنسيات توظف كلاً من السكان المحليين والعاملين الأجانب، فإنها قادرة على ابتكار منتجات أكثر إبداعاً وابتكاراً.

عيوب الشركات متعددة الجنسيات

يؤخذ على الشركات متعددة الجنسيات بعض الجوانب السلبية؛ من أبرزها أنها تخلق تكاليف بيئية أعلى نتيحة افتقار دول العالم النامي إلى تشريعات بيئية قوية وميل الحكومات الضعيفة إلى مبادلة الضرر البيئي بأرباح إضافية، كما أن الشركات متعددة الجنسيات لا تترك أرباحاً محلية على نحو دائم، إذ تميل الشركات لاستخدام أرباحها الناتجة عن الاستثمار  في مناطق أخرى ما يجعل الفائدة الفعلية التي تقدمها للبلدان التي يجري الاستثمار فيها منخفضة جداً.

اقرأ أيضاً: