ما هي الماركة التجارية؟
الماركة التجارية (Trademark): هي إشارة أو رمز أو تعبير يمكن التعرف عليه وتمييزه عن غيره، ويستخدم للإشارة إلى منتج أو خدمة أو شركة ما. ويمكن استخدام مزيج متكامل من عدة عناصر للإشارة إلى شركة ما دون غيرها بما فيها أشكال التغليف والألوان الموحدة والأصوات والروائح والتواقيع والإشارات والأعداد والأسماء والتصنيفات وغيرها.
وضع الملك "هنري الثالث" أول قانون يشرّع العلامات التجارية في عام 1266، وذلك عندما طلب من كافة الخبّازين استخدام علامات مميزة لمنتجاتهم من الخبز، إلا أن أول قانون معاصر للعلامات التجارية صدر في القرن التاسع عشر.
تعود أقدم ماركة تجارية مسجلة في الولايات المتحدة الأميركية، وما زالت مستخدمة حتى اليوم إلى شركة "سامسون روب تكنولوجيز" (Samson Rope Technologies) المتخصصة في صناعة الحبال، ويعود تاريخ تسجيلها إلى 27 مايو/أيار 1884، حيث كان اسمها حينها "جي بي تولمان" (J.P. Tolman).
كيف أقوم بحماية الماركة التجـارية؟
عادة ما يجري حماية الماركة التجارية عبر تسجيلها قانونياً حتى يُمنع على أي جهة أخرى ما عدا مالكتها استخدامها للإشارة إلى منتجاتها وخدماتها، وإلا اعتبر ذلك تزويراً وتزييفاً يمكن مقاضاته قانونياً.
يُستخدم رمز (™) للإشارة إلى أن الماركة التجارية تخص الشركة وذلك وفق الأنظمة والقوانين العامة المعمول بها، لكن لو جرى تسجيل الماركة التجارية في البلد رسمياً، فإنه يستخدم رمز (®) للإشارة إلى مستوى أعلى من حماية العلامة التجارية.
تشمل خطوات حماية الماركة التجارية الرئيسية مايلي:
- اختيار اسم الماركة التجارية الصحيح: إذ تُقسّم العلامات التجارية إلى علامات تجارية "وصفية" تصف المنتج أو الخدمة ولا تتلقى مستويات عالية من الحماية، وعلامات إيحائية تشير إلى المنتج أو الخدمة المقدمة وتوفر مستوى أعلى من الحماية إلا أنها قد تواجه المزيد من النزاعات المتعلقة بالعلامات التجارية، حيث قد يختار آخرون استخدام لغة وصفية مماثلة قليلاً. أما العلامات الكيفيّة فهي أقوى من العلامات التجارية الوصفية والإيحائية إلا أنها بحاجة إلى توعية المستهلكين بالسلع أو الخدمات المقدمة بالفعل بموجب الماركة التجارية حتى يتم ترسيخ الماركة التجارية. في حين توفر العلامات التجارية الخيالية أقوى حماية، ويُقصد بالخيالية ابتكار مصطلحات لا علاقة لها بالمنتج أو الخدمة المقدمة، وتتطلب المزيد من التسويق والإعلان لترسيخها في أذهان العملاء.
- إجراء بحث حول الماركة التجارية: يحدد هذ البحث ما إذا كانت الماركة التجارية مستخدمة بالفعل من قبل شركة أو فرد آخر. ومن الأفضل العمل مع محامٍ متمرس في مجال الماركات التجارية، لضمان عدم حدوث ارتباك مع علامة حالية أخرى.
- تسجيل الماركة التجارية: وتعني التسجيل في مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية للحصول على الحماية الكاملة للماركة التجارية، إذ على الرغم من أن استخدام العلامة التجارية في التجارة يمنح صاحبها حماية بموجب القانون العام إلا أنها حماية محدودة للغاية وعلى المستوى المحلي فقط، ومن الممكن أن يستخدمها شخص آخر موجود في منطقة أخرى ضمن البلد نفسه.
- مراقبة الماركة التجارية: تتمثل الخطوة الأولى في بدء استخدام رمز ® بمجرد تسجيل طلب الماركة التجارية، الأمر الذي يعطي إشعاراً عاماً للشركات أو الأفراد الآخرين بأن الماركة مسجلة فيدرالياً ومحمية، وتضمين الرمز في أي مكان تظهر فيه الماركة التجارية.
- التسجيل الدولي للماركة التجارية: يكون ذلك عبر معاهدة تسمى بروتوكول مدريد وتضم أكثر من 90 دولة عضو، وذلك من خلال ملء طلب واحد بلغة واحدة. يضمن بروتوكول مدريد الموافقة على أي طلب، إذ تراجع كل دولة الطلب وتتخذ قراراً بشأن الموافقة عليه. من المهم ملاحظة أنه ليس كل بلد مرتبط ببروتوكول مدريد، للتسجيل في بلد غير عضو، يتوجب القيام بذلك من خلال مكتب العلامات التجارية المحدد للبلد.
- الحفاظ على الماركة التجارية: يعد الاستخدام المتسق للماركة أمراً ضرورياً، أي استخدام نفس الكلمات أو التصميم أو الشعار كما جرى تسجيله في الأصل. بالإضافة إلى تجديد تسجيل الماركة التجارية لضمان حمايتها.
مكونات الماركة التجارية
هناك مكونات رئيسية للماركة التجارية وتشمل:
- هوية العلامة التجارية: أي الطريقة المرغوب أن ينظر بها الجمهور إلى العلامة، وينبغي لتكوينها معرفة هدف الشركة، والميزة التنافسية الخاصة بها، بالإضافة إلى العمل على توليد الوعي بالعلامة التجارية من خلال الجهود التسويقية.
- شخصية العلامة التجارية: الطريقة التي تتجسد بها رسالة العلامة التجارية، يعد أمراً حيوياً يتيح التواصل العاطفي مع الجمهور، ويكون ذلك عبر تحديد الجمهور والتفاعل معه.
- صورة العلامة التجارية: الطريقة الفعلية التي ينظر بها الجمهور إلى العلامة التجارية، أي أنها السمعة السائدة، وينبغي لبناء صورة علامة تجارية إيجابية إنشاء تواجد عبر منصات التواصل الاجتماعي، واستخدام محتوى عالي الجودة، ونشر رسالة العلامة التجارية الأمر الذي يزيد الوعي بالعلامة التجارية.
- ثقافة العلامة التجارية: توضح قيم الشركة الأساسية، وتشمل الموثوقية والصدق، وينبغي لتأسيسها تحديد قيم الشركة وطريقتها في العمل لتحقيق هذه القيم، ونشر الوعي بالقيم، والتأكد من أن أداء الشركة يعكسها.
أهمية الماركة التجارية
تعتبر الماركة التجارية أحد أصول الشركات الهامة التي تُقيّم مالياً وقيمتها متغيّرة وتستمد هذه القيمة من قوة المنتج أو الشركة التي تمثلها كما أنها تضيف قيمة وتقدير للشركة. ويمكن للشركات بيع علامتها التجارية أو الاحتفاظ بها وبيع كافة أصولها الأخرى. كما تعد ضماناً لهوية العمل التجاري الأمر الذي يمكّن المستهلكين من تمييز السلع أو الخدمات عن سلع أو خدمات الشركات الأخرى، ويسهّل عليهم العثور على المنتجات أو الخدمات الخاصة بالشركة، بالإضافة إلى أنها تساهم في تقوية قاعدة السوق، وتسهّل عملية التوظيف إذ يمكن للعلامات التجارية الجيدة التي تترك مشاعر إيجابية لدى الافراد أن تجعل فرص العمل ضمن كادرها أكثر جاذبية للمرشحين.
اقرأ أيضاً: