مفهوم الملكية الفكرية
الملكية الفكرية (Intellectual Property): معروفة أيضاً بالاختصار الإنجليزي (IP)، ويُقصد بها الأعمال الإبداعية غير الملموسة التي تنتج من خلال إعمال الفكر، ويحق لصاحبها تملّك نتائجها وحمايتها ببراءات اختراع أو علامات مسجلة أو حفظ للحقوق.
ظهر مصطلح الملكية الفكرية لأول مرة في مقالة نُشرت عام 1769 في دورية المراجعة الشهرية البريطانية (Monthly Review)، إلا أن أول استخدام حديث للمفهوم كان في عام 1808.
تاريخ الملكية الفكرية
يعود تاريخ إحدى أولى الإشارات المعروفة لحماية الملكية الفكرية إلى عام 500 قبل الميلاد؛ عندما منحت مستعمرة "سيباريس" (Sybaris) اليونانية المواطنين احتكارات لمدة عام من أجل ابتكار أطباق شهية خاصة.
أما في مجال الملكية الفكرية فقد كانت حقوق التأليف والنشر وبراءات الاختراع وغيرها من مسائل قانون الملكية الفكرية نادرة في التاريخ المبكر، ولم تُمرر بعض التشريعات الرئيسية والمعروفة حتى أوروبا في العصور الوسطى، وكان أولها قانون الاحتكارات البريطاني الذي وُضع عام 1623، وغيّر سير الأمور من خلال السماح للمؤلف أو المخترع بالاحتفاظ بحقوق الملكية، وأوقف الاحتكارات التي كانت تمنحها النقابات، وكفل القانون للمخترع فترة 14 عاماً يتمتع خلالها بالحق الحصري في التحكم في كيفية استخدام اختراعه. ثم كان تشريع عام 1710 وهو "قانون آن" الذي منح المؤلفين حقوقاً في الترفيه وتوزيع أعمالهم، ونص على فترة حماية لمدة 14 عاماً، مع إعطائه المخترع خيار السعي للحصول على فترة تجديد لمدة 14 عاماً.
في أوائل القرن التاسع عشر بعد فترة وجيزة من انفصال الولايات المتحدة عن بريطانيا العظمى، أنشأت معظم المستعمرات الـ 13 نظامها الخاص لحماية الملكية الفكرية، ليجري لاحقاً إنشاء قوانين فيدرالية لها الأسبقية على أي قوانين ولاية، ثم ظهرت اتفاقية باريس الدولية عام 1883 التي يمكن من خلالها للمخترعين حماية ابتكاراتهم حتى لو جرى استخدامها في بلدان أخرى، وتلتها اتفاقية "برن" عام 1886 التي أدت إلى توفير الحماية على المستوى الدولي لجميع أشكال التعبير الكتابي بالإضافة إلى الأغاني والرسومات والأوبرا والمنحوتات واللوحات وغيرها.
بدأت العلامات التجارية تكتسب حماية أوسع في عام 1891 باتفاقية مدريد، في حين دُمجت المكاتب التي أنشأتها اتفاقيتا باريس وبرن في النهاية لتصبح المكتبين الدوليين المتحدان لحماية الملكية الفكرية، وهي المؤسسة الموجودة اليوم للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، وهي عبارة عن مكتب للأمم المتحدة.
أهمية الملكية الفكرية
تعد حماية الملكية الفكرية أمراً بالغ الأهمية لتعزيز الابتكار؛ إذ تسهل التدفق الحر للمعلومات من خلال تبادل المعرفة الفنية المحمية الضرورية للاختراع الأصلي المحمي ببراءة، ما يؤدي إلى ابتكارات جديدة وتحسينات على الموجود منها، بالإضافة إلى أنها تخلق الوظائف ذات الأجور المرتفعة، وتدفع النمو الاقتصادي والقدرة التنافسية، وتساعد المستهلكين في اتخاذ قرار مستنير بشأن سلامة مشترياتهم وموثوقيتها وفعاليتها. وتضمن أن المنتجات أصلية وذات جودة عالية يتعرف عليها المستهلكون ويتوقعونها، ما يعزز الثقة وراحة البال التي يطلبها المستهلكون وتعتمد عليها الأسواق.
أنواع الملكية الفكرية
تتعدد أشكال الملكية الفكرية، إذ أن أي عمل فكري يعطي نتيجة خلّاقة يعد ملكية فكرية، بدءاً من الأسرار التجارية والوصفات السرية مروراً بالتصاميم والأعمال الأدبية والفنون والموسيقى وغيرها.
يمكن أن يستخدم مالكو الملكية الفكرية أكثر من نوع واحد من أنواع الملكية الفكرية لحماية نفس الأصول غير الملموسة؛ على سبيل المثال، يحمي قانون العلامات التجارية اسم المنتج، بينما يغطي قانون حقوق الطبع والنشر شعاره. وهناك أربعة أنواع رئيسية من حقوق الملكية الفكرية:
- براءات الاختراع: يحمي قانون براءات الاختراع الاختراعات من استخدامها من قبل الآخرين ويمنح حقوقاً حصرية لمخترع واحد أو أكثر، ويُشاع استخدامه في شركات التكنولوجيا. وله ثلاثة أنواع؛ براءات اختراع التصميم، وبراءات الاختراع النباتية، وبراءات اختراع المنفعة.
- العلامات التجارية: تحمي الشعارات أو الأصوات أو الكلمات أو الألوان أو الرموز التي تستخدمها الشركة لتمييز خدمتها أو منتجها، ويمكن أن تغطي مجموعة من المنتجات.
- حقوق التأليف والنشر: يحمي قانون حقوق النشر حقوق المؤلف الأصلي للأعمال الأصلية للملكية الفكرية. على عكس براءات الاختراع، يجب أن تكون حقوق التأليف والنشر ملموسة.
- الأسرار التجارية: هي ملكية فكرية لشركة ليست عامة ولها قيمة اقتصادية وتنقل المعلومات، قد تكون صيغة أو وصفة أو عملية تستخدم لاكتساب ميزة تنافسية.
اقرأ أيضاً: