ما هو حديث المصعد؟
حديث المصعد (Elevator Pitch): هو حديث سريع يصف باختصار فكرة أو منتجاً أو شركة بحيث يتم توضيح مفهومها أو طريقة عملها ليفهمها المستمع خلال فترة زمنية قصيرة تشبه مجازياً الزمن اللازم لصعود المصعد من الطابق الأرضي إلى الطابق المقصود.
عادة ما يشار إلى هذا المفهوم عندما يتحدث رواد الأعمال عن شركاتهم للمستثمرين المنشغلين على الدوام بحيث تصلهم الفكرة الرئيسة حولها خلال زمن قصير.
- يمكنك الاطلاع على: رواد الأعمال غالباً ما يحرّفون الحقيقة.
أصل مفهوم حديث المصعد
توجد عدة قصص تدور حول أصل المصطلح من بينها قصة الصحفي مايكل كاروسو (Michael Caruso) الذي كان يعمل محرراً في مجلة فانيتي فير (Vanity Fair)، ويحاول على الدوام إقناع رئيسة التحرير بفكرة قصة ما ليعمل عليها، إلا أنه لم يفلح بذلك قط لأنها كانت منشغلة على الدوام وعلى عجلة من أمرها، لذلك ومن أجل الوصول إليها، لم يكن أمامه إلا البحث عن فترة زمنية قصيرة تكون فيها رئيسة التحرير غير منشغلة مثل وقت صعود المصعد.
من القصص الأخرى حول ظهور المصطلح؛ قصة رجل الأعمال والكاتب فيليب كروسبي (Philip Crosby) عندما ذكر في كتاب أصدره عام 1981 أنه يدرّس طلابه كيفية تعلم "حديث المصعد"، والذي يتضمن مجموعة من الأفكار التي تُشرح ضمن المصعد مع مدير لمدة دقيقة واحدة.
- قد يهمك: فن عرض الأفكار في حديث المصعد.
متى يستخدم حديث المصعد وكيف؟
صُمّم حديث المصعد في الأساس ليُستخدم في المصعد، إلا أنه قابل للاستخدام في مجموعة متنوعة من المواقف ومنها:
- خط الانتظار في مطعم أو مقهى: في كثير من الحالات، تتاح الفرصة لبدء محادثة مع شخص يقف أمامك أو خلفك في الصف. إذا اتضح أن هذا الشخص يمكنه مساعدتك، فلديك فرصة لإقناعه بالاستمرار في التحدث إليك طيلة فترة الانتظار.
- المراكز المؤقتة في المعارض: يجب أن تكون على استعداد للرد في حال تعرضت لسؤال من زائر أو صحفي يسألك عن طبيعة عمل شركتك.
- التقديم الفردي: يمكن استخدام حديث المصعد عندما يقدّمك صديق ما إلى شخص، ويتوجه إليك هذا الشخص بسؤالك عن نفسك وماذا تفعل، يجب حينها أن تكون قادراً على الرد ببيان موجز عن هويتك.
يُستخدم حديث المصعد لإثارة الاهتمام بما يفعله الفرد أو شركته، ومن الممكن استخدامه لإثارة الاهتمام بمشروع أو فكرة أو منتج معين، وهو طريقة رائعة لاكتساب الثقة أثناء تقديم الفرد نفسه لمديري التوظيف وممثلي الشركة، أو لمجموعة كبيرة أثناء حدث معين، وينبغي أن يكون ممتعاً وموجزاً ومميزاً، مع الحفاظ على التواصل البصري مع المستمع.
- يمكنك الاطلاع على: 38 سؤالاً ذكياً يمكنك طرحها على محاورك في مقابلة العمل.
ما الذي ينبغي تضمينه في حديث المصعد؟
ينبغي أن يتصرف الشخص بطريقة مقنعة بما يكفي لإثارة اهتمام المستمع، وأن يمارس حديث المصعد ويتدرب عليه من ناحية السرعة وطبقة الصوت ليكون الفرد طبيعياً قدر الإمكان ويتمكن من إجراء الحديث بسهولة في أي موقف ومن الأفضل التدرب عليه أمام المرآة أو تبادل الأدوار مع الأصدقاء، ويوجد نقاط عدة ينبغي تضمينها في حديث المصعد ومن أبرزها:
- مشاركة المهارات: ينبغي أن يوضح حديث المصعد هوية الشخص، ومؤهلاته، ومهاراته، والقيمة المضافة التي يمتلكها، دون أن يبدو الأمر تفاخراً، بالإضافة إلى تضمين جانب مثير للاهتمام ليدفع المستمع إلى طرح الأسئلة، وتقديم أمثلة على نتائج ناجحة أو إنجازات.
- الإيجابية والمرونة: ينبغي أن يبدو الشخص منفتح الذهن ومرناً، وأن يتحنب ذكر الأمور التي لا يفض القيام بها، على سبيل المثال يعد عدم الرغبة في السفر كثيراً من أجل العمل تفضيلاً طبيعياً، لكن ليس من الضروري ذكره أثناء حديث المصعد.
- ذكر الأهداف: أي التصريح عما يبحث عنه الشخص، مثل فرصة لتطبيق مهاراته في المبيعات في سوق جديد، أو الانتقال إلى مدينة معينة مع وظيفة في نفس قطاع الصناعة الذي يعمل به.
- تقديم بطاقة عمل: ينبغي عرض بطاقة العمل في نهاية المحادثة كطريقة لمتابعة الحوار، أو يمكن الاستعاضة عنها بالهاتف الذكي لمشاركة معلومات الاتصال، ونسخة من السيرة الذاتية.
ما لا يجب قوله أو فعله أثناء حديث المصعد
توجد بعض الأقوال والأفعال التي ينبغي تجنبها أثناء حديث المصعد، وتشمل:
- التكلم بسرعة كبيرة؛ إذ أنه على الرغم من الوقت القصير المتاح لحديث المصعد، إلا أنه لا ينبغي التحدث بسرعة لأن الأمر يصعب على المستمع استيعاب الرسالة.
- ذكر مصطلحات أو اختصارات قد لا يفهمها المستمع.
- التجهم أو التحدث بطريقة رتيبة؛ إذ من الممكن أن يتسبب التدريب المفرط على حديث المصعد في التركيز على تذكر الكلمات الدقيقة وإهمال لغة الجسد ونبرة الصوت.
- ذكر جمل غير واضحة أو الخروج عن المسار الصحيح للحديث، وعدم منح المستمع فرصة للتدخل والاستيضاح في حال كان هناك أمر مبهم.
- قد يهمك: لماذا يعتبر التبسيط لغة العظماء والناجحين.
اقرأ أيضاً: