ينصح عالم السلوك دانيال كانيمان بألا تتخذ قراراتك خلال اتصال هاتفي، وهو يطبق ذلك بنفسه.فهو يفضل التريث عندما يتصل به شخص ويعرض عليه أمراً يحتاج لقرار، ويخبر المتصل أنه سيرد على اقتراحه أو فكرته بعد الاتصال.
وترى مؤلفة كتاب "كيف تقرر"، الخبيرة آنى دوك، أن بعض القرارات لاتحتاج للتفكير، بل يمكن اتخاذها بسرعة وكأنك تلعب لعبة "الطرة والنقش" أو "الكتابة والصورة" على العملة المعدنية.
لا يوجد تناقض بين الطريقتين في اتخاذ القرارات، فالأولى تتحدث عن قرارات استراتيجية مهمة، تحتاج للتفكير البطيء كما يسميه عالم السلوك دانيال كانيمان، والثانية تتعلق بالقرارات السريعة التي لدينا فيها خبرة وتجربة مماثلة وتعتبر قرارات "تكتيكية" أو شكلية.
ولكن هل القرارات بهذه البساطة؟
إنها معقدة وصعبة وتختلف من شخص لآخر ومن حالة لأخرى، فبعض الناس ليست لديهم القدرة على تحمل المسؤولية في اتخاذ القرارات، كما قال الرئيس التنفيذي السابق لشركة ماجد الفطيم، آلان بجاني، في مقابلة أجريتها معه في بودكاست "طريقتي". وبعض الناس مثل الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة بيت دوت كوم للتوظيف، ربيع عطايا، يقول إنه يفضل أن يتخذ قراراً سريعاً ويخطئ ويعدل بدلاً من التأخر باتخاذ القرار في الوقت المناسب.
ولكن كيف نميز بين أنواع القرارات؟
في كل يوم يتخذ الإنسان حوالي 30 ألف قرار، هل تصدق ذلك؟ نعم هذه حقيقة، حسب عدة أبحاث ذكرتها المؤلفة أماندا ريل في هارفارد بزنس ريفيو. فكر في الاختيارات التي تمارسها من لحظة استيقاظك من النوم. رن المنبه، هل تقوم أم لا؟ هذا قرار. ثم ما الذي تفعله أولاً؟ وماذا ترتدي؟ وأين تتجه؟ وماذا تستخدم على هاتفك؟ وكيف ترد وعلى من ترد؟ وماذا تشرب وماذا تأكل؟… وتابع لنهاية اليوم.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هذه القرارات التي تصل لثلاثين ألف قرار في اليوم بعضها روتيني وبعضها عملياتي وبعضها مهم ومصيري، كيف نتخذها؟ وكيف يجب أن نتخذها على نحو أفضل؟ وخاصة، أننا مقبلون على قرارات كبرى مع بداية عام جديد، أو خلال عملنا اليومي، أو بعد حصول تحول في حياتنا؛ مثل ترك العمل السابق، أو التفكير في مشروعنا الخاص، أو الانتقال في حياتنا الشخصية من حالة إلى حالة، بما في ذلك التحولات البسيطة مثل عيد ميلادنا الذي يجعلنا نفكر في مستقبلنا ككل، وصولاً إلى القرارات التحولية الكبرى في مسيرتنا المهنية بسبب الذكاء الاصطناعي وغيره من التغيرات التي تحدث في حياتنا.
في هذا المقال جمعت أفضل 10 طرق ونصائح اتبعها وأوصى بها عظماء من الناجحين، ممن اختلفوا عن معظم الناس برؤيتهم العميقة والواضحة لاتخاذ القرارات التي أثبتت نجاحها، وعرفوا بوضوح كيف يرون الواقع الذي قد يربكنا بسبب تحيزاتنا وانفعالاتنا وغرقنا في التفاصيل.
الطريقة الأولى مصفوفة آيزنهاور
تعود الفكرة الأساسية لمصفوفة آيزنهاور إلى الرئيس الأميركي الـ 34 وقائد قوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، دوايت آيزنهاور، ثم طورها ونشرها بشكلها الحالي عالم الأعمال ستيفن كوفي في كتابه الشهير "العادات السبع للناس الأكثر فعالية".
وهي أداة لفرز المهام والقرارات بناء على معيارين فقط: الأهمية (حيث تسأل نفسك، هل يسهم هذا القرار في تحقيق أهدافي الطويلة المدى؟) والعجلة (هل يتطلب هذا القرار اهتمامي الآن؟). الهدف الرئيسي للمصفوفة هو مساعدتك على الهروب من "الإلحاح الآني" (الاستجابة المستمرة للظروف والقرارات المستعجلة والطارئة) والتركيز على المربع الثاني (المهم وغير العاجل)، وهو مربع التخطيط الاستراتيجي والنمو الحقيقي الذي يهمله معظم المدراء.
لماذا هذه المصفوفة مهمة في اتخاذ القرار؟ لأنها تحول القرار من رد فعل الى اختيار واع. وهي طريقة تكشف وهم الانشغال، أي الحالات التي نكون فيها مشغولين بأمور غير مهمة لأهدافنا الرئيسية، وهي طريقة تساعد القادة على تخصيص وقت التفكير، لا وقت التنفيذ فقط، ويلخصها ستيفن كوفي بوضوح: الناس الفعالون لا يديرون الوقت، بل يديرون الأولويات.

تنسجم مصفوفة آيزنهاور مع فكرة "تحديد الهدف" التي يعتبرها الخبير الإداري روب دايل الأساس في اتخاذ القرارات بتركيز، حيث ينصح بتحديد هدفنا الرئيسي في الحياة والعمل عبر ما يسميه "نورث ستار"، وبعدها احرص على أن تكون كل قراراتك تصب في هذا الهدف. فالمهم والعاجل هو دوماً مرتبط بالهدف النهائي لك ولعملك، وفقاً للهدف الكبير مع تجنب الغرق في تفاصيل ثانوية قد تشغلك وتستهلك وقتك وطاقتك.
الطريقة الثانية، هي قاعدة "الأبواب ذات الاتجاهين"
وهي طريقة مؤسس شركة أمازون جيف بيزوس، التي ذكرها بالتفصيل في كتابه "ابتكر وانطلق" يمكنك طلب الكتاب من متجر مجرة.
الفكرة الجوهرية، يرى بيزوس أن القرارات تنقسم إلى نوعين: قرارات من نوع (باب باتجاه واحد): قرارات لا رجعة فيها ولها عواقب وخيمة، وهذه تتطلب تأنياً وحذراً شديداً.
وقرارات من النوع (باب باتجاهين): قرارات يمكن التراجع عنها وتصحيحها إذا أخطأت، حيث يمكنك بعد دخول الباب الذي قررت دخوله أن تعود مرة أخرى من الباب الثاني. وهذا النوع من القرارات يجب اتخاذها بسرعة. والخطأ الشائع، هو أن كثيراً من الشركات تتعامل مع القرارات كلها على أنها من النوع الأول ذي الباب الوحيد الاتجاه، ما يبطئ قراراتها ويقتل السرعة والابتكار.
ومن هذه القرارات ما ذكرناه في البداية، حول قرارات روتينية شكلية، حيث ذكرت الكاتبة آني دوك أنها عندما تجد بعض المدراء والموظفين محتارين في قرارات بسيطة، فإنها تنصحهم باختيار لعبة رمي العملة المعدنية واختيار ما يقترحه الحظ "الكتابة أو الصورة"، لأن الاختلاف على لون المقاعد في حفل، أو تصميم معين في الموقع الإلكتروني، هو أمر لا يحتاج إضاعة الوقت، ويمكن إصلاحه في حال ثبت أن له نتائج غير جيدة.
بينما في القرارات المهمة، يقول جيف بيزوس إنه يؤدي أحياناً دور "الرئيس التنفيذي للبطء" أي التمهل في اتخاذ القرارات كما قال في الكتاب.
الطريقة الثالثة، استراتيجية "التركيز عبر الحذف"
صاحب الفكرة هو المؤسس المشارك لشركة آبل، ستيف جوبز، بناء على قصته الشهيرة عند عودته للشركة عام 1997.
كانت فكرته الجوهرية هي أن التركيز على الهدف الكبير لا يعني فقط بذل الجهد فيما تفعله، بل هو الشجاعة في تحديد ما "لا" يجب أن تفعله. حيث يعاني معظم المدراء "لعنة الخيارات المفتوحة"؛ فهم يخشون إلغاء خطوط إنتاج أو منتجات أو مشاريع متوسطة خوفاً من اللوم إذا فشل المشروع الوحيد المتبقي. ولكن، كما يوضح الكاتب غريغ ماكوين عن تجربته مع ستيف جوبز، فإنه كان يرى بأن "التركيز على كل شيء، يؤدي إلى عدم التركيز على أي شيء". النجاح الساحق يتطلب ترجيح خيارات قد تكون مؤلمة، والتخلي حتى عن منتجات "مربحة" إذا كانت تشتت التركيز عن المنتج "الجوهري".
كانت آبل تنتج 12 نوعاً من حواسيب ماكنتوش، والشركة على حافة الإفلاس. لم يقلل جوبز التكاليف فقط، بل "قتل" خطوط إنتاج مربحة وقرر التركيز على 4 منتجات فقط. بالنتيجة، تحول الموظفون من الحيرة إلى الوضوح التام، ما مهد الطريق أمام آبل لتصبح الشركة الأعلى قيمة في العالم.
الطريقة الرابعة، طريقة راقب ثم فسر السياق ثم قرر ونفذ
مبتكر الفكرة التي تسمى سلسلة "OODA" هو، جون بويد وهو مفكر استراتيجي وقائد عسكري سابق.
الفكرة العملية: في البيئات المتغيرة، لا تبحث عن قرار "مثالي"، بل عليك تصميم سلسلة سريعة: راقب، فسر السياق، قرر، نفذ. ثم كرر السلسلة. السرعة مع التعلم المتكرر يصنعان الفرق.
جوهر طريقة OODA للإداريين هو أن الميزة التنافسية لا تأتي من السرعة المطلقة، بل من السرعة النسبية المدعومة بفهم أعمق للواقع عبر تحسين التوجيه الذهني واتخاذ قرارات أذكى.
كيف تطبقه في فريق عمل:
راقب: حدد 3 إشارات فقط تتابعها أسبوعياً (مبيعات، شكاوى، منافس، تكلفة).
- فسر السياق: اجتماع 15 دقيقة لتفسير الاشارات (لماذا حدث؟ ما الفرضية؟).
- قرر: قرار واحد قابل للقياس خلال 7 أيام.
- نفذ: تنفيذ فوري + مراجعة بعد 7 أيام: ماذا تعلمنا؟
الطريقة الخامسة، الاستباق عبر تخيل الفشل
صاحب طريقة الاستباق عبر تخيل الفشل هو الباحث والمفكر الإداري غاري كلاين.
وتدور الفكرة، حول اتباع المنهج التالي قبل اتخاذ القرار؛ افترض أن المشروع فشل بالفعل، ثم اجعل الفريق يكتب “أسباب الفشل” وكأنها حدثت أو اكتبها بنفسك إذا كان القرار فردياً. وعندما تمارس هذا التمرين، فإنك تكشف مسبقاً عن المخاطر التي يخفيها التفاؤل والإحراج اللذان قد يدفعانك لاتخاذ قرارات غير مناسبة ضمن بيئة العمل أو على الصعيد الشخصي.
كيف تطبقه؟ قل للفريق: "تخيلوا بعد 3 أشهر فشلنا. ماذا ستكون الأسباب المتوقعة؟"، كل شخص يكتب 5 أسباب بصمت، وامنحهم (5 دقائق)، ثم اجمع الأسباب وادمج المتشابه منها. عندها ستكتشف أن لكل سبب محتمل للفشل إجراء وقائياً، مع تحديد شخص مسؤول، ووضع مؤشر إنذار مبكر.
ولدى الخبير غاري ملاين نموذج آخر للقرار يعتبر مهماً ويستحق الذكر، وهو طريقة القرار المعتمد على التشخيص. وملخصها أنك عندما تملك خبرة ولديك الحاجة لاتخاذ القرارات بسرعة مثل إطفاء حريق أو تنفيذ عمل إسعافي أو طارئ، عندها عليك ألا تقارن 10 بدائل. بل عليك أن تعتمد على خبرتك بتحديد "الخيار المعقول الأول" من خلال مقارنته مع نمط مألوف أو أمر سابق، ثم جربه بمحاكاة ذهنية سريعة: هل يعمل؟ ما الذي قد يتسبب بفشله؟
هذا النموذج يذكرنا بكتاب "اللمحة" للكاتب والباحث مالكوم غلادويل، الذي يرى فيه أن الخبرة كافية لجعل الشخص في بعض الأحيان قادراً على اتخاذ قرار سريع بلمح البصر.
الطريقة السادسة تقليل التشويش، والتحيز عبر قواعد إجرائية ثابتة
وهي طريقة ابتكرها علماء كبار في السلوك وهم: دانيال كانيمان وأوليفييه سيبوني وكاس سنستين. وتقوم الفكرة على أن اتخاذ القرارات يواجه دوماً مشكلات ليست التحيز والتشويش، منها الاختلافات الكبيرة في الأحكام بين أشخاص ولجان في مواقف متشابهة.
يقول الباحثون إن الإنسان، حتى القاضي والمدير، يتخذ قرارات وهو شبعان تختلف عن قراراته وهو جائع، كما تختلف قراراته في الصباح عن قراراته بعد الظهر. ولذلك ينصح الباحثون باعتماد قوائم تحقق ومناهج تقلل التحيز والتشويش، وينصحون باعتماد أدوات التكنولوجيا بدلاً من البشر في كثير من القرارات التي يمكن الاعتماد عليها.
الطريقة السابعة، التفكير بالمبادئ الأولى
أبرز من طبق هذه الطريقة مؤسس تيسلا وسبيس إكس وغيرهما، إيلون ماسك، وهي طريقة مستوحاة من فيزياء أرسطو. وفكرتها الجوهرية: بدلاً من اتخاذ القرارات بناء على "المحاكاة"، أي فعل ما يفعله الآخرون أو تحسين الموجود قليلاً، ترتكز هذه الطريقة على تفكيك المشكلة إلى حقائقها الأساسية، ثم البناء من الأساس.
ويشرح ماسك مثالاً عملياً طبقه عبر هذه الطريقة، موضحاً أن اتخاذ القرار بناء على المبادئ الأولى يعني تفكيك أي مشكلة إلى مكوناتها الأساسية المؤكدة، بدلاً من تقليد ما اعتاد عليه الآخرون أو البناء على تجارب سابقة، لأن القياس على الماضي يؤدي إلى تقييد الابتكار. ويضرب مثال البطاريات: فبدل قبول فكرة أنها "غالية دائماً" لأن سعرها تاريخياً 600 دولار لكل كيلوواط/ساعة، فكّكها إلى مكوناتها الخام (كوبالت، نيكل، ألومنيوم، كربون…) وحسب كلفتها الفعلية في السوق فوجدها تقارب 80 دولاراً فقط لو اشترى مكوناتها على نحو مباشر، ما يفتح المجال لإعادة تركيبها بطرق أذكى وأرخص.
عملياً، يمكن للإداري تطبيق هذا الأسلوب عبر سؤالين ثابتين قبل أي قرار، هما: ما الحقائق الأساسية التي تبدو من المسلمات حول هذه المشكلة؟ وما هي الافتراضات الموروثة التي يمكن كسرها وتفكيكها لإيجاد حل أسرع وأقل كلفة؟
الطريقة الثامنة، اتخاذ القرار عبر ترجيح المصداقية
صاحب هذه الطريقة هو المستثمر الكبير راي داليو، مؤسس أكبر صندوق تحوط في العالم "بريدج ووتر".
وتقوم الطريقة على مبدأ؛ هو أن اتخاذ القرارات بديمقراطية، أمر سيئ في القرارات الاستثمارية والإدارية المعقدة. بدلاً من ذلك، يجب ترجيح رأي الأشخاص بناء على "مصداقيتهم" في مجال محدد. والمصداقية تقاس بسجل حافل من النجاح في هذا المجال تحديداً، إضافة إلى القدرة على شرح وجهة نظرهم منطقياً. وحسب رأي داليو، إذا اختلف خبير مع مبتدئ، لا نأخذ المتوسط، بل نميل لرأي الخبير.
تقوم طريقة ترجيح المصداقية في اتخاذ القرار على أن أفضل القرارات لا تبنى على رأي الأغلبية ولا على فرض القائد لرأيه، بل على إعطاء وزن أكبر لآراء الأكثر خبرة ونجاحاً في الموضوع محل القرار، ممن أثبتوا نتائج فعلية ويفهمون منطق السبب والنتيجة.
فمثلاً، عند اتخاذ قرار تقني، يقدم رأي المختص الذي نفذ مشاريع ناجحة مشابهة على رأي مدير لم يخض تجربة التنفيذ بنفسه، حتى لو كان عدد المؤيدين له أقل.
النصيحة العملية للإداريين: عند كل قرار مهم، اسأل نفسك بصدق: من هو الشخص الذي من المرجح أن يكون خبيراً في هذه المسألة؟ ثم امنح رأيه الوزن الذي يستحقه، حتى لو خالف رأيك.
الطريقة التاسعة، نموذج التفكير بالعكس
أبرز من طبقها نائب رئيس بيركشاير هاثاواي، المستثمر الكبير تشارلي مونغر. والفكرة الجوهرية مقتبسة من عالم الرياضيات جاكوبي، الذي كان يقول دوماً: "اعكس المسألة، دائماً اعكسها". بدلاً من التفكير في "كيف أجعل هذا المشروع ينجح؟" (وهو سؤال معقد)، اسأل "ما هي الأشياء التي ستدمر هذا المشروع بالتأكيد؟" ثم تجنبها. تجنب الغباء أسهل وأكثر فعالية من السعي وراء الذكاء الخارق.
وحسب هذه الطريقة إذا أردت تعزيز الابتكار، لا تبدأ فقط بما يشجعه، بل حدد ما يقتله، مثل العقاب على الخطأ أو البيروقراطية أو قتل الأفكار مبكراً، ثم أزله.
وبدلاً من السؤال ما الذي يصنع حياة جيدة، اسأل ما الذي يضمن التعاسة، مثل الديون المزمنة أو العلاقات السامة، ثم تجنبها.
التفكير بالعكس يقلل الأضرار غير المقصودة، لأن الإضافة غالباً تحمل مخاطر، بينما الإزالة أكثر أماناً ووضوحاً.
قبل اي قرار، اسأل ما الذي سيقود هذا القرار إلى الفشل أو الغباء الواضح، وابدأ بإزالة هذه الأسباب قبل البحث عن حلول ذكية.
الطريقة العاشرة، إطار تقليل الندم
صاحب الطريقة هو مؤسس أمازون جيف بيزوس. والفكرة العملية كما شرحها بيزوس: عندما تحتار بين خيارين كبيرين، اسأل نفسك: لو صرت في عمر 80 سنة، أي قرار سأندم أكثر لو لم أتخذه؟ هذا يقلل هيمنة الخوف القصير المدى، ويعيد القرار إلى منظور الحياة الطويلة وهدفك النهائي في حياتك.
كيف تطبقه بسرعة؟ اكتب خيارين فقط بصياغة واضحة (ليس قائمة طويلة). ثم تخيل نفسك في عمر الثمانين، ثم اكتب أموراً قد تندم عليها لكل خيار. وبناء على ذلك اختر القرار الذي يترك حالات أقل من الندم للفرص التي ستضيع منك.
وتنسجم هذه الطريقة مع اختبار يسمى (10/10/10)، وهو طريقة تلجأ إليها عند الشعور بالقلق تجاه احتمال فشل قرار ما واستحواذ هذه الفكرة على تفكيرك، عندها تخيل شعورك حيال هذا القرار بعد 10 أسابيع أو 10 شهور أو 10 سنوات من الآن، إذ من المحتمل أن يكون القرار بلا عواقب، أو قد لا تتذكر حتى أنه كان مهماً وقتها، فإجاباتك يمكن أن تساعدك على وضع الأمور في نصابها واتخاذ القرار المناسب.
الجرأة
سألت شخصاً مقرباً مني وأنا أهم بكتابة هذا المقال، ماذا يفضل أن يجد في مقال عن طرق اتخاذ القرارات؟ ما الذي يحتاج إليه لتحسين طريقته في اتخاذ القرارات؟ فذكر "الجرأة" أو "الشجاعة" في اتخاذ القرارات. ستفيدنا الطرق السابقة، بكل تأكيد لنطبقها حسب الحالة التي نتعامل فيها مع قرارات تصل إلى 30 ألف قرار يومياً، لكننا بحاجة للشجاعة والجرأة.
يقول رجل الأعمال محمد العبار، إن الفكرة التي تدور في رأسك تدور الآن في أذهان الكثيرين، لكن الإنجاز هو لمن يبادر وينفذ.
ويقول رائد الأعمال ريتشارد برانسون: قد لا يعيش الشجعان إلى الأبد لكن المترددين لا يعيشون أبداً.
ونختم بما يقوله تشرشل رئيس الوزراء البريطاني الأشهر والذي كان رأس حربة في الحرب العالمية الثانية، إن الشجاعة هي أول الخصال الإنسانية وأهمها، "لأنها تضمن ما تبقى".