هل تتردد قبل اتخاذ قرار؟ هل تؤجل الحسم في الاجتماعات؟ أو ربما تميل للحدس وتختار أسرع حل؟ إذا كنت مديراً شاباً في الخليج، فهناك احتمال كبير أنك لست وحدك.
هناك ثقافة عمل تدفع المدراء للتردد في اتخاذ القرار. وهي ثقافة تعكس بيئة مؤسسية بدأت تتشكل بهدوء في بعض المؤسسات الإماراتية بسبب الخوف من الخطأ. فوفق دراسة شملت مدراء شباب في مؤسسات خاصة وحكومية كبيرة وصغيرة، وجدت أن 88% من المدراء الشباب يؤجلون قراراتهم حتى اللحظة الأخيرة، و60% يحتاجون للمساعدة عند اتخاذ القرار، و36% يتسرّعون أحياناً بالحسم دون تحليل كافٍ.
هذه الأرقام، حين تُقرأ مجتمعة، ترسم مشهداً مقلقاً: بيئة عمل متسارعة لكن مشبعة بالتردد، تكثر فيها اللجان والاستشارات، لكنها تفتقر للثقة بالذات وتحمّل المسؤولية. فالمدير الشاب في الإمارات، رغم كفاءته التقنية، يبدو واقعاً بين ضغطين: ضغط الإدارة العليا التي تطالب بنتائج دقيقة بلا أخطاء، وثقافة عمل تعاونية قد تُضعف القرار الفردي.
كشفت هذه الدراسة على مدراء الموارد البشرية في الإمارات كشفت أرقاماً لافتةً عن نمط اتخاذ القرار لدى جيل المدراء الجدد:
%92 يناقشون قراراتهم مع الفريق قبل اتخاذها.
هذا يدل على ثقافة عمل تشاركية، لكن أحياناً تعكس غياب الجرأة لاتخاذ القرار الفردي. كثير من الشباب يعتمدون على دعم زملائهم أو توجيه المشرفين لتقليل المخاطر.
%88 يؤجلون القرار حتى اللحظة الأخيرة.
وغالباً بسبب انتظار موافقات، أو أمل بأن تُحل المشكلة من تلقاء نفسها، أو بسبب تدخل الإدارة العليا. بعضهم يؤجل عمداً لتجنّب الصدام أو الانتقاد، لكنه يخسر الوقت والفعالية.
إذا كنت مهتماً بمتابعة المزيد من أفكار الدكتور حمود المحمود، فإنه سيطلق قريباً نشرة بريدية موجهة للمدراء العرب والطامحين للقيادة، سجل على الرابط من هنا لتصلك النشرة عند انطلاقها.
%36.8 يتخذون قرارات متسرعة.
المفارقة؟ بينما البعض يتردد، فهناك من يتحمس بلا تحليل. يتّكلون على "الإحساس" أو تجارب سابقة دون دراسة واقعية. الضغط الزمني أو رغبة إثبات الذات يدفعهم للحسم قبل التفكير.
%31.6 قراراتهم لا تحل المشكلة فعلاً.
لأنها تبقى شكلية أو غير منسجمة مع الأسباب الجذرية. قرارات ارتجالية أو منقولة من سياقات سابقة قد تفشل ببساطة لأنها لم تُفصّل على الحالة الفعلية.
%60.5 يحتاجون للمساعدة عند اتخاذ القرار.
أي أن أكثر من نصف المدراء لا زالوا يعتمدون على رأي مديرهم أو زميلهم الأكبر. وهذا طبيعي في بدايات المسار القيادي، لكنه مؤشر على فجوة في الثقة والخبرة.
الأمر الجيد؟ بعد التدريب العملي، تحسّنت كفاءة 95% من هؤلاء المديرين. فقط لأنهم تعلموا أدوات تحليل القرار، ودرّبوا أنفسهم على التفكير النقدي بدلاً من رد الفعل.
الخلاصة لك كمدير شاب: لا تتسرع… لكن لا تتردد أيضاً. القرار القوي ليس في السرعة أو التأخير، بل في وضوح الرؤية.
فكر، استشر، ثم احسم… بثقة.