خيميائي الإدارة: كيف تصبح المدير الذي يقدّم إكسير الحياة للمؤسسة؟

7 دقيقة
خيميائي
freepik.com

نشأت الخيمياء منذ آلاف السنين كفنٍّ غامض يطمح إلى تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب، وصناعة إكسير يُطيل العمر ويشفي من الأمراض. وسرعان ما انتشرت هذه الممارسة في جميع أنحاء العالم، شرقاً وغرباً، مكتسبةً مفاهيم فلسفية ودلالات روحية. إذ انشغل مريدوها (أتباعها) باكتشاف التركيب السري القادر على قلب طبيعة الأشياء، وخاضوا رحلة الصهر والتقطير والبلورة في مسعى لتخليص المادة، ومن ورائها الإنسان من قيودهما ورفع قيمتهما إلى أقصى حد.

وعلى الرغم من اندثار الخيمياء بوصفها علماً تجريبياً بعد صعود الكيمياء الحديثة، ظلت استعاراتها حاضرة في الثقافة. فالمؤرخون يتحدثون اليوم عن معرفة خيميائية تحوّل حلم صبّ الذهب إلى حلم صبّ القيمة المعرفية في اقتصاد الابتكار.

ما الذي يمنعنا إذاً من استدعاء هذه الرمزية إلى عالم الإدارة؟ أليست القيادة هي ذلك العمل الخيميائي الذي يحاول تحت ضغط الأسواق، تحويل موارد محدودة وأنظمة متقادمة إلى مؤسسات عالية القيمة؟ من هنا أطرح الخيمياء الإدارية إطاراً أدبياً يحفّز القادة على إعادة التفكير والتأمّل أدوارهم في زمن عنوانه العريض هو التحوّل الرقمي والذكاء الاصطناعي.

حجر الفلاسفة والرؤية الاستراتيجية

أفنى الكثير من الخيميائيين عمرهم وهم يترصدون حجراً يخرق نواميس الطبيعة ويقلب الرصاص ذهباً. أما في مختبر الأعمال المعاصر، فإن هذا الحجر يتمثل في رؤية استراتيجية مُحكمة تعيد ترتيب الفرص المبعثرة وتحولها إلى قيمة اقتصادية ورأس مال معنوي مستدام. القائد الخيميائي الحقيقي لا يكتفي بتعليق بيان مذهّب على الحائط؛ بل يغرس رؤيته في وعي المؤسسة، ويشبكها بمؤشرات الأداء وبمنظومة الحوافز والمساءلة، بحيث تصبح بوصلة يومية للسلوك الفردي والجماعي. ويشير العديد من الدراسات والتحليلات الحديثة، مثل الدراسة التي صدرت عن كلية ستيلمان للإدارة في جامعة سيتون هول حول مستقبل القيادة 2024، إلى أن امتلاك صورة مشتركة للمستقبل يضاعف معدل الابتكار ويقلص الاستقالات الطوعية بنحو الثلث.

وهناك العديد من الإنجازات المؤسسية التي تبرهن على قوة هذا الحجر، مثلاً ما حققته شركة مايكروسوفت عند تولي رئيس تنفيذي جديد قيادتها عام 2014، فقد استهل حقبته بتعريف رؤيةٍ طموحة وهي: "تمكين كل شخص وكل مؤسسة على الكوكب من إنجاز المزيد"، ثم حولها إلى منظومة قرارات صلبة وطقوس يومية تضبط الاستراتيجيات والموارد والثقافة معاً. والنتيجة أن الشركة قفزت من تراجع قياسي إلى صدارة تتجاوز قيمتها السوقية 3 تريليونات دولار، كما ارتفعت إيراداتها السنوية إلى أكثر من 245 مليار دولار عام 2024 مع نمو كبير وصل إلى 15% مقارنة بعام 2023 في الابتكار السحابي والذكاء الاصطناعي. من الواضح أن هذا التحوّل لم يكن نتاج استثمار مالي فحسب، بل نتاج غرس الرؤية في السلوك التنظيمي.

العمل العظيم وأطوار التحوّل المؤسسي

أطلق الخيميائيون على مشروعهم الكوني اسم العمل العظيم (Magnum Opus)، وهو مسار صهر وإعادة تشكيل مكون من أربع مراحل ويهدف في نهايته إلى توحيد المادة وتحويلها إلى ذهب. لم يكن هذا المشروع مجرد تجربة مختبرية، بل كان رؤية فلسفية تؤمن بأن أي واقعٍ مهما بدا عادياً قابل لأن يُصهر ويُعاد تخليقه أو تشكيله إذا توافر العلم والإرادة. وبالمنطق نفسه، يخوض القادة رحلة التحول المؤسسي عبر أطوار مماثلة تنقل المؤسسة من الفوضى إلى النمو المستدام.

1. طور الاسوداد والتفكّك

تبدأ العملية بإحراق المادة الخام حتى يسود لونها ويتحلل تركيبها، فالسواد إيذان بموت الهيكل القديم تمهيداً لولادة شكل أنقى. في الإدارة، نتجه نحو التشخيص الجذري بهدف كشف الاختلالات الصامتة، وتفكيك العمليات المترهلة، والإشارة إلى السلوكيات السامة بلا مواربة، كما نرسم خريطة مخاطر دقيقة تضع المؤسسة أمام حقيقتها الأولى.

2. طور البياض والتطهير

بعد التحلل، تُغسل المادة وتقشّر شوائبها حتى تستعيد صفاءها، يرمز البياض إلى النقاء واستعادة الإمكان الكامن. في الإدارة، يأتي دور تبسيط الهياكل وتقصير سلاسل اتخاذ القرار، وتنقية البيانات والإجراءات من التعقيد. معيار النجاح هنا هو انخفاض زمن الإنجاز، وولادة ثقافة شفافة يتوحد فيها الموظفون حول قواعد عمل واضحة.

3. طور الاصفرار وبداية التجلّي

يُمثل الاصفرار بزوغ الضوء الأول، تختلط المادة المُصفاة بالروح وتحمل إرهاصات تحولها إلى ذهب. في الإدارة، هذه هي لحظة إطلاق مختبرات الابتكار وتجارب المنتجات الأولية السريعة (MVPs)، حيث يتحوّل الموظفون من منفّذين إلى مبتكرين. تُقاس هنا الفاعلية بإيقاع ثابت لإطلاق منتجات أو خدمات مجددة، مدعومة بتعلم سريع يعيد استثمار الدروس على نحو سريع ومباشر.

4. طور الاحمرار واكتمال النضج

حين يحمر المزيج يعلن بلوغه الذهب الخالص؛ تتوحد العناصر في كيان ثابت لامع هو خاتمة العمل العظيم. في الإدارة، تُترجم هذه الذروة إلى ترسيخ نموذج الأعمال وتحويل الأفكار الجديدة إلى أرباح مركّبة أو قيمة واضحة. يُقاس نجاح العمل الإداري العظيم بنمو واضح، وببناء منظومة مستدامة تواصل النجاح من تلقاء نفسها.

هذا التعاقب ليس وصفة جامدة بقدر ما هو عدسة تتيح للقائد أن يعرف موقعه على الخريطة، ويتنبه إلى الطقس القيادي المطلوب عند كل منعطف. بهذه البصيرة يتحول (العمل العظيم) من أسطورة خيميائية إلى منهج عملي لصناعة القيمة المؤسسية.

مثلّث رؤوس الأموال الثلاثة

قسّم جابر بن حيان المعادن إلى ثلاثة مبادئ صاغ منها ثالوثه الخيميائي وهي: الكبريت رمز الاشتعال، والزئبق رمز التقلّب، والملح رمز الصلابة. في الإدارة المعاصرة، يمكن أن نحوّل ثالوث جابر إلى خريطة لرؤوس الأموال التي تحتاج إليها المؤسسة كي تحوّل رصاص مواردها إلى ذهب. فالكبريت في منظوره، هو ذلك العنصر الذي يمنح النار حياتها، وفي عالم الإدارة يتجسد في رأس المال الإبداعي، الشرارة الأولى التي تطلق الأفكار وتكسر قبضة الروتين. أما الزئبق، الذي لا يستقر على شكلٍ واحد ويتحرك بخفة بين أصابع الخيميائي، فيماثله اليوم رأس المال البشري بقابليته الفطرية للتشكّل والتكيف؛ فهو طاقة التعلم السريع التي تسمح للمؤسسة بأن تغيّر هيأتها مع تقلب الأسواق. ويبقى الملح، صخرة الحفظ والاستقرار، معادلاً لرأس المال التنظيمي بما يشتمل عليه من حوكمة صلبة، وهياكل راسخة، وسجلات بيانات موثوقة تحفظ للابتكار والشغف إطاراً يقيهما من التبخّر.

وحين تبلغ هذه المبادئ الثلاثة حالة توازن ديناميكي ما بين شرارة تدفع، ومرونة تستجيب، وصلابة تضبط، يحدث التحوّل الحقيقي، وتتلألأ القيمة المضافة كما يتلألأ الذهب تحت ضوء النار الهادئة.

المختبر الخيميائي من حاضنات الابتكار إلى منصات الاختبار

لم يكن معمل الخيميائي مجرد أفران وأنابيب، بل حاضنة للتجريب والجرأة الفكرية، حيث كانت المواد تتكسر وتعيد تركيب نفسها لتوليد قيمتها النهائية. وبالروح أو الطريقة نفسها تؤسس الشركات الرائدة اليوم مختبرات داخلية أو بيئات اختبارية رقمية (sandbox) تُمكّن فرقاً صغيرة متعددة التخصصات من اختبار الأفكار بسرعة ثم صقلها وإطلاقها إلى السوق. تشير دراسة لشركة ماكنزي إلى أن المؤسسات المصممة على شكل شبكة من الفرق لا كسلسلة هرمية جامدة، تحقق قفزات كبرى في سرعة القرار والابتكار، شريطة توافر أربعة شروط هي: تفويض واضح للسلطات، وتدفق مفتوح للبيانات، وآليات تعلّم سريع تجيز التكرار والفشل، وثقافة من الثقة تسمح بالنقاش الصريح.

إن إنشاء مصنع رقمي أو مختبر يتيح عشرات التجارب الصغيرة شهرياً حتى لو فشل قسم كبير منها، هو المعادل الحديث للحوجلة الخيميائية التي تتفاعل فيها العناصر فيتبخر بعضها، ولكنها تعود في صورة أنقى. وينطبق هذا على العديد من القطاعات، فالمؤسسات التي تهيّئ بيئة آمنة لتطوير البرمجيات تطلق ابتكارات أسرع بأربع إلى خمس مرات من منافسيها، لأنها ترفع الحواجز الثقافية وتمنح المطورين أدواتٍ متقدمة ومساراً مختصراً نحو العميل.

الإكسير هو التعلّم مدى الحياة

بحث الخيميائيون عن إكسير يوقف الشيخوخة ويحافظ على الشباب، لكن في الاقتصاد المعرفي، اتضح أن الإكسير الحقيقي هو التعلم المستمر؛ فكلما ازداد ضخ المهارات الجديدة في شرايين المؤسسة طال عمرها الاستراتيجي وتباطأت شيخوختها. إذا أردت معرفة المزيد عن الشيخوخة المؤسسية، فأنصحك بقراءة مقالي المنشور في هارفارد بزنس ريفيو العربية بعنوان "كيف نتفادى شيخوخة المؤسسة؟".

أظهر تقرير التعلم في مكان العمل لعام 2024 أن 90% من التنفيذيين يرون الاستثمار في برامج التطوير المهني أهم وسيلة للاحتفاظ بالمواهب. كما يربط التحليل بين ثقافة التعلم القوية وارتفاع معدلات الاحتفاظ والتنقل الداخلي والترقية الإدارية على نحو يفوق الشركات الأقل التزاماً بالتعلم. في المقابل، تكشف دراسة أخرى أن ثلاثة من كل أربعة موظفين حول العالم باتوا يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي من تلقاء أنفسهم، غالباً من دون دعم مؤسسي، ما يعني أن الأفراد يهرولون إلى الأمام بينما تتلكأ الشركات خلفهم. كما حذّر المنتدى الاقتصادي العالمي من أن 60% من القوى العاملة ستحتاج إلى التدريب مجدداً قبل عام 2027، وأن 44% من مهارات الموظف الواحد سيتعين تحديثها كي تظل صالحة للسوق الرقمية المتسارعة.

لذلك، فإن برامج تطوير المهارات، وتدوير الأدوار الوظيفية، ومنصات المحتوى الداخلي هي "الإكسير" الذي يقي من شيخوخة الاستراتيجية، فهي تضبط إيقاع المعرفة مع تسارع الابتكار، وتحوّل حماس الأفراد إلى عوائد منظمة، كما حاول الخيميائيون تحويل تفاعلات أفرانهم إلى معدن نفيس.

الخيمياء الزائفة ومواجهة ضجيج المساحيق السحرية

كان بعض الدجالين في العصور الوسطى يجوبون الأسواق بأكياس مسحوق يزعمون أنه قادر على تحويل الحديد إلى ذهب، فيدفع الحالمون أموالهم ثم يكتشفون أنه لم يكن سوى رماد ملون. المشهد يعيد نفسه اليوم في هيئة ضجيج رقمي حول خوارزميات تُقدَّم لمجالس الإدارة والتنفيذيين كعصا سحرية قادرة على حل كل مشاكل العمل بضغطة زر. ومع أن الذكاء الاصطناعي يحمل بالفعل إمكانات هائلة، فإن الأرقام تكشف اتساع الفجوة بين الوعود والنتائج. فقد أظهر مسح أجرته مجموعة بوسطن الاستشارية في أواخر عام 2024 على 1,800 مسؤول تنفيذي في 20 دولة، أن 75% من الشركات تضع الذكاء الاصطناعي في صدارة أولوياتها الاستراتيجية، لكن مسؤولاً تنفيذياً واحداً فقط من كل أربعة أبلغ عن قيمة ملموسة أو مردود مالي حقيقي من هذه الاستثمارات حتى الآن.

وتذهب دراسة حديثة صادرة عن مجلة إم آي تي سلون مانجمنت ريفيو إلى أبعد من ذلك، إذ وجدت أن 7 من كل 10 مؤسسات لم ترَ سوى أثر ضئيل أو معدوم لمبادرات الذكاء الاصطناعي، وأن أقل من 40% منها حقق مكاسب مهنية خلال الأعوام الثلاثة السابقة على الرغم من الإنفاق السخي على التقنية.

هنا يتجلى دور القائد الخيميائي في العصر الرقمي. يجب أن يميز بين التجربة المحسوبة والدجل التقني، فيعتمد على دراسة جدوى عملية واضحة (Business Case) تربط كل مشروع ذكاء اصطناعي بمشكلات محددة في سلسلة القيمة، ويحدد مؤشرات أداء قابلة للقياس، ويُخضع النماذج لحوكمة بيانات صارمة تراقب التحيز والمخاطر. ومن دون هذا التمحيص ستتحول أحلام الذهب بسرعة إلى خسائر ثقيلة تذكّرنا بمصير أولئك الذين ابتاعوا مساحيق الخيميائيين الزائفة. فالتقنية وحدها لا تصنع ثروة؛ ما يصنعها هو الجمع بين الرؤية الاستراتيجية، والانضباط المالي، وإدارة التغيير التي تنقل المؤسسة من الانبهار بالبريق إلى امتلاك منجم القيمة الحقيقي.

قوة الرموز وطقوس الانتماء المؤسسي

استخدمت الخيمياء عدة رموز كالأفعى التي تلتهم ذيلها (الأوروبوروس) إيحاءً بالدورة اللامتناهية للتجدد، أو ثنائي الشمس والقمر دلالةً على اتّحاد الأضداد، أو رسوم الـماندالا التي تجمع العناصر في مركز واحد كزخارف على هوامش المخطوطات. تم تسخير هذه الرموز عمداً لغرس الرسائل في عقل المريد أو المتدرب بحيث يراها حالما يغمض عينيه. ومتى رسخت الصورة، عَبَر المعنى. المنطق نفسه يصح اليوم في عالم الشركات، فالطقوس المؤسسية مثل قصص التأسيس التي تُحكى للموظف في يومه الأول، أو احتفالات الإنجاز السنوية، أو حتى تصاميم البيانات التي تُعرض باستمرار على الشاشات الداخلية، تعمل عمل تلك الرموز القديمة في توحيد الوعي الجمعي، وضبط البوصلة القيمية، وإعادة شحن الانتماء كلما هدّه الروتين.

إن وضوح الرموز والسرديات المؤسسية يعزز في آن واحد شعور الانتماء ويرفع معدل الابتكار، إذ يتشرب الموظفون مغزى العمل لا مجرد إجراءاته. تُظهر دراسة منشورة في مجلة هارفارد بزنس ريفيو بعنوان "القوة الخفيّة لطقوس بيئة العمل" أن الشعائر المنتظمة تُنمّي الأمان النفسي وتُغذي الدافعية، ولا سيما في أوقات الضبابية أو الضغط الشديد، ويؤكد مقال أحدث في المجلة نفسها بعنوان "القوة المفاجئة لطقوس الفريق"، أن الفِرق التي تعتمد ممارسات بسيطة ومتكررة مثل بدء الاجتماع بسؤال إنساني أو اختتام الأسبوع بدقائق امتنان، تحقق مستويات أعلى من الالتزام والإبداع مقارنةً بالفرق التي تفتقر إلى مثل هذه الطقوس.

هكذا تكشف لنا الخيمياء الإدارية عن سرّها، ليس بتحويل الرصاص إلى ذهب، بل بتحويل الرؤية إلى واقع، والاختلال إلى ابتكار، والجمود إلى تجدد. فحين يجرؤ القائد على خوض أطوار السواد والبياض والاصفرار والاحمرار، ويوازن بين شرارة الإبداع ومرونة البشر وصلابة النظم، ويجعل من التعلم طقساً يومياً، تتبدد أوهام المساحيق السحرية ويولد معدن نفيس هو قيمة مضافة ومستقبل مستدام. بذلك تكتمل دورة العمل العظيم، ويتحول مختبر المؤسسة إلى منجم ثراء فكري واقتصادي، فتصدِّر ذهباً حقيقياً يلمع في أذهان أصحاب المصلحة قبل أن يلمع في دفاتر المحاسبة.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2025.

المحتوى محمي