القيمة الرقمية أداة لتحقيق مستهدفات رؤية 2030

5 دقيقة
رسال
المصدر: shutterstock/ Jokiewalker - تعديل: هارفارد بزنس ريفيو

ملخص: انطلقت رسال عام 2018 وفق نموذج تقليدي للإهداء، إلى أن حدث الانتقال في 2021 وأصبحت شركة متخصصة في البطاقات الرقمية وبرامج الولاء والمكافآت في نموذج جديد يركّز على القيمة المخزنة (Stored Value) بناءً على نقاط الولاء والقسائم الشرائية وبرامج الأميال والبطاقات والمحافظ الرقمية. وأصبحت منتجات رسال تخدم 3 فئات رئيسية:

  • شبكة العلامات التجارية: تساعد رسال الشبكة في عملية إصدار القسائم الشرائية والبطاقات الرقمية وإصدار بطاقات الولاء، وتمكّنها من الوصول إلى شريحة أكبر من العملاء.
  •  قطاع الأعمال: تتيح رسال للشركات استخدام برامج الولاء سواء لمكافأة العملاء أو مكافأة الموظفين واستخدامها بديلاً من النقد في عمليات مالية متعددة.
  • الأفراد: الذين بإمكانهم جمع نقاط الولاء والقسائم الشرائية من مصادر متعددة، مثل البنوك وشركات الاتصالات والطيران والجهات الحكومية وغير الحكومية، ونقلها إلى محفظة إلكترونية محددة للاستخدام عبر شبكة العلامات التجارية التابعة لرسال.

يظهر انعكاس التحول الرقمي على الاقتصاد من خلال التطور الملحوظ الذي تشهده القيمة الرقمية، مثل البطاقات الرقمية ونقاط برامج الولاء وأكواد التخفيض والعروض، إضافة إلى أميال شركات الطيران وغيرها، إذ يبلغ حجم السوق العالمية للبطاقات المدفوعة مسبقاً وبرامج الولاء تريليوني دولار، بمعدل نمو سنوي يقارب 10%، ومن المتوقع أن يصل حجم هذه السوق في منطقة الشرق الأوسط إلى 20 مليار دولار بحلول 2027. كما من المرجح أن تسجل سوق البطاقات المدفوعة مسبقاً والمحافظ الرقمية في السعودية نحو 11 مليار دولار بحلول 2027. ومع الإعلان عن رؤية 2030، بدأت إعادة النظر في الكثير من القضايا المتعلقة بالسوق وإعادة اكتشاف الفرص المهملة من خلال الاستثمار في الشباب وفي المنتجات الرقمية. من هنا انطلقت رسال عام 2018 وفق نموذج تقليدي للإهداء، إلى أن حدث الانتقال في 2021 وأصبحت شركة متخصصة في البطاقات الرقمية وبرامج الولاء والمكافآت في نموذج جديد يركّز على القيمة المخزنة (Stored Value) بناءً على نقاط الولاء والقسائم الشرائية وبرامج الأميال والبطاقات والمحافظ الرقمية.

الرحلة: من البداية إلى التحول

انطلقت رسال من عقلية رائد الأعمال الذي يبحث عن تحديات يستكشف فيها قدراته وفرصه في النمو، فعملت بدايةً في مجال إهداء الورود والأزهار وهو سوق غير منظمة وغير مستغلة جيداً، وكان لا بد من لاعب جديد قادر على تنظيم السوق وتطويرها. وعندما كنت أعمل على رسالة الماجستير الخاصة بي عن التسويق عبر تحليل سلوك العملاء، كنت ارتاد محال الورود وأجلس 3 أو 4 ساعات لأراقب سلوك المستهلكين. ووجدت أن أغلب شرائح الزبائن من "المتورطين" أو "المزنوقين" كما أسميهم، الذين يصلون إلى محل الورد بصفته ملاذاً أخيراً بحثاً عما يهدونه عند زيارة مريض أو لحضور حفل زفاف أو عيد ميلاد أو أي مناسبات أخرى.

وعلى مبدأ "اعرف عميلك" الذي طرحه مستشار الأعمال كلايتون كريستنسن، فإن فهم السبب الذي يدفع العملاء إلى اتخاذ اختياراتهم يساعد على نجاح الابتكار وتقديم عروض منتجات أو خدمات يرغب الناس في شرائها واستخدامها.

فعقلية رائد الأعمال لا يمكن بناؤها على ارتباط عاطفي تجاه شيء معين، بل يجب أن تواكب حاجات الأفراد ومتطلباتهم المتغيرة باستمرار. وعندما لاحظت رسال وجود فرص في سوق البطاقات الرقمية بدأت بتحليلها لمعرفة سلسلة القيمة والبنية التحتية الرقمية اللازمة لإصدار هذه البطاقات، فقررت خوض التجربة بهذا المجال وأنشأت منصة تابعة لرسال تبيع البطاقات لتكون وسيلة إهداء مع الاستمرار بتقديم الهدايا العينية.

ووفقاً للتحليلات الشهرية التي تجريها رسال، تبيّن أن خيارات الجيل الجديد تركزت على البطاقات الرقمية بنسبة 88% مقارنةً بإهداء الورود، لذا، قررت إجراء إعادة الهيكلة في عام 2021 لتقديم حلول برمجية متخصصة في البطاقات الرقمية المدفوعة مسبقاً والمكافآت الرقمية وحلول الولاء. ومثّل هذا الهدف تحدياً صعباً لأنه يتطلب إعادة بناء الهوية والعلامة التجارية والفريق والبنية التحتية الرقمية.

ومع التحول، أصبحت منتجات رسال تخدم 3 فئات رئيسية:

  • شبكة العلامات التجارية: تساعد رسال الشبكة في عملية إصدار القسائم الشرائية والبطاقات الرقمية وإصدار بطاقات الولاء، وتمكّنها من الوصول إلى شريحة أكبر من العملاء.
  •  قطاع الأعمال: تتيح رسال للشركات استخدام برامج الولاء سواء لمكافأة العملاء أو مكافأة الموظفين واستخدامها بديلاً من النقد في عمليات مالية متعددة.
  • الأفراد: الذين بإمكانهم جمع نقاط الولاء والقسائم الشرائية من مصادر متعددة، مثل البنوك وشركات الاتصالات والطيران والجهات الحكومية وغير الحكومية، ونقلها إلى محفظة إلكترونية محددة للاستخدام عبر شبكة العلامات التجارية التابعة لرسال.

وتضم رسال اليوم ما يزيد على 1.5 مليون مستخدم لبرامج الولاء، وأكثر من ألف جهة ومؤسسة في أكثر من 15 قطاعاً. وتغطي 10 أسواق مختلفة، ووصل عدد مستخدمي التطبيق إلى أكثر من 350 ألف مستخدم، وتبلغ القيمة الناتجة من شبكة برامج الولاء نحو 400 مليون ريال جاءت من استخدام 700 مليون نقطة.

وزادت إيرادات الشركة بنسبة 91% في عام 2023 مقارنةً بإيرادات عام 2022، وارتفع معدل العملاء بنسبة 150% خلال الفترة نفسها.

وفي النصف الأول من عام 2024 قفزت الإيرادات بنسبة 300% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، وزاد حجم العملاء الأفراد 15% والشركات والمؤسسات 31%. وشكّلت السوق المحلية السعودية أكثر من 80% من هذه الأرقام.

وحصلت رسال مؤخراً على تمويل بقيمة 9 ملايين دولار، ستستثمره في تسريع عجلة نمو أعمالها في المملكة عبر توسيع نطاق استهدافها لقطاعات جديدة، وإطلاق منتجات تقنية لحلول المدفوعات البديلة، وبرامج الولاء والمكافآت، إضافة إلى توسيع شبكة شركائها وبنيتها في عدة قطاعات مختلفة.

وتمنح هذه الجولة التمويلية المستثمرين ثقة بدور شركة رسال في تطوير منظومة رقمية فاعلة تسهم في تقديم حلول مبتكرة في برامج الولاء والمكافآت الرقمية والمدفوعات البديلة، وتعزيز الاقتصاد الرقمي بما يتماشى مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030.

وتخطط رسال مستقبلاً إلى دخول سوق المال السعودية بهدف الوصول إلى قنوات تمويل أوسع، وتحقيق نمو مستدام، وتعزيز الميزة التنافسية والموثوقية، وكذلك لتكون وسيلة لبعض المساهمين الذين يفكرون في التخارج وجمع أموال أخرى لتحقيق مستهدفات بعيدة المدى.

وصفة النجاح في ريادة الأعمال

ترتبط ريادة الأعمال ونجاح الشركات الناشئة بشخصية رائد الأعمال ورؤيته للحياة، فقد يكون مجازفاً ومحباً للمغامرة وينظر إلى المخاطر على أنها محفز للابتكار والنمو، وقد يميل إلى حالة الاستقرار واليقين والسير في طريق مستوية خالية من العراقيل.

لذا، لا يمكن القول إن هناك مدرسة واحدة في ريادة الأعمال تناسب الجميع. فبحسب نموذج الشلال يجري بناء الأعمال وتطويرها وفقاً للتدرج الثابت في المراحل من أعلى لأسفل، وتحديد نقاط البداية والنهاية، ووضع الأهداف والنطاق ونموذج العمل بوضوح في كل مرحلة.

ولكنني شخصياً أميل إلى منهجية الشركات الناشئة الرشيقة التي تعتمد على اختبار المنتج أو الخدمة والتعلم من النتائج وتعدّل نموذج العمل أو المنتج وفقاً لتقييمات المستخدمين. ومع ذلك، من الضروري عدم استنزاف الموارد في تجارب تكون فيها احتمالية الفشل أعلى. وفيما يخص القطاعات التي تشهد تحولات سريعة مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي، يجب البدء بأقل تكلفة ممكنة لاختبار التجربة ثم البناء عليها.

وعند التفكير في إطلاق شركة رسال، كنت أدير مشاريع وشركات أخرى، وكان من الجنون أن أتجه نحو مشروع جانبي جديد، ولم أتفرغ لشركة رسال إلا في أثناء مرحلة بدايات التحول (2019-2020)، لأنني أدركت لاحقاً أن الفرص والمشاريع الكبيرة تحتاج إلى التزام كبير وقد تنجح أو تفشل.

وعادةً ما يخجل الناس من تجاربهم الأولى، لكن في مجال الشركات الناشئة والمنتجات التقنية، يقول المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة لينكد إن، ريد هوفمان: "إذا لم تخجل من منتجك، فأنت متأخر"، إذ يجب ألاّ تتأخر في إطلاق النسخة الأولى من منتجك حتى وإن كانت ستسبب لك الإحراج بين الناس، فالهدف ليس الإبهار أو نيل الثناء بل التعلّم والتجريب.

ومن جهة أخرى، عند بناء منتج جديد غالباً ما نقع في فخ الارتباط العاطفي به فنراه جيداً ولا نرغب في تغييره. لكن في الحقيقة، نحن نبني المنتجات للآخرين لذا، يجب أن تكون لدينا قدرة على خلق نموذج عكسي، يركز على آراء العميل وتقييماته، ومن ثم إعادة بناء المنتج وفقاً لاحتياجاته.

وهذا بالضبط ما فعلته رسال قبل إعادة الهيكلة والتحول إلى البطاقات الرقمية، لأن المحرك الرئيسي هو تغير سلوك الأفراد. ففي مرحلة إهداء الورود كان العملاء يبدون للمرسل إعجابهم بالهدية حتى إن كانت لا تناسب ذوقهم، أما الآن مع البطاقات الرقمية، فتتعدد الخيارات أمام المستخدم من ملابس إلى اشتراك في منصة إلكترونية أو نادٍ رياضي ليختار منها ما يناسبه.

رؤية 2030 والاستثمار في الحلول الرقمية

تخلق رؤية 2030 فرصاً مهمة في قطاعات واعدة، مثل الذكاء الاصطناعي والسياحة والترفيه والرياضة والألعاب الإلكترونية، وتولّد احتياجات أو "مناطق ألم" يمكن لروّاد الأعمال الانطلاق منها لخلق منتجات مبتكرة.

ويتطلب هدف تنويع مصادر الدخل خلق صناديق استثمارية وبيئة مشجعة ومستوى تعليمي مختلف يساعد على بناء مجتمع حيوي حي يستطيع التفاعل مع التحولات الرقمية.

على سبيل المثال، تقدم الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة "منشآت" برنامج "طموح"، الذي يستهدف دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة المتسارعة النمو لتطوير قدراتها وتعزيز نموها من خلال ربطها بمقدمي الخدمات وجهات الدعم من القطاعين العام والخاص.

وحصل بعض المستثمرين في شركة رسال على استثماراتهم من شركة الاستثمار الجريء (SVC)، وهي نتاج الرؤية وهدفها في تنويع الاقتصاد وتطوير قطاع رأس المال الجريء.

في الواقع، نحن بحاجة إلى رواد أعمال حقيقيين يبحثون عن الأسئلة الكبرى ويسعون للإجابة عنها، ولديهم حس المجازفة وشيء من الجنون والإيمان بأن الحياة أوسع من خوض تجربة واحدة أو اتباع مسار واحد.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2025.

المحتوى محمي