الرجاء تفعيل الجافاسكربت في متصفحك ليعمل الموقع بشكل صحيح.

3 أساليب قيادية على كل قائد معرفتها 

3 دقيقة
مفاهيم قيادية
shutterstock.com/Sergii Gnatiuk

القيادة في أبسط تعريفاتها هي فن التأثير في الآخرين وتحفيزهم للعمل نحو تحقيق هدف مشترك، لذلك فممارسة القيادة ليس حكراً على أصحاب المناصب الرفيعة في الشركات أو الحكومات أو المؤسسات السياسية، وإنما تُمارس كلّ على حسب مستوى المسؤولية الذي يقع على عاتقه.

اخترنا لكم 3 أساليب قيادية مبتكرة تعزز معارف كل شخص يسعى للترقي إلى منصب قيادي.

المستوى الخامس من القيادة (Level 5 Leadership)

اكتُشف المستوى الخامس من القيادة عقب أبحاث قادها الباحث جيمس كولينز وفريقه ابتداء من عام 1996، ويأتي هذا المستوى فوق أربع مستويات أخرى هي:

  • المستوى الأول: قدرة عالية فردية وتقديم مساهمات مثمرة بفضل الموهبة والمعرفة والانضباط؛
  • المستوى الثاني: عضو فريق يساهم بفعالية في تحقيق أهداف المجموعة؛
  • المستوى الثالث: المدير الكفء الذي يوجّه الأفراد نحو تحقيق الأهداف المسطرة بفعالية؛
  • المستوى الرابع: القائد الفعال الذي يحفز الأفراد لتحقيق أداء عال ضمن رؤية واضحة؛
  • المستوى الخامس: القائد الذي يعتمد على مزيج من التواضع الشخصي والعزيمة المهنية لتحويل شركته إلى شركة عظيمة.

يشير "المستوى الخامس" إلى أعلى مستوى في التسلسل الهرمي للقدرات التنفيذية، ويمكن للقادة على المستويات الأربعة الأخرى في التسلسل الهرمي تحقيق درجات عالية من النجاح، لكن ليس بما يكفي لنقل الشركات من الرداءة إلى التميز المستمر. تُظهر نتائج الدراسة المنشورة في هارفارد بزنس ريفيو أن المستوى الخامس من القيادة شرط ضروري لتحويل شركة جيدة إلى شركة عظيمة، إلا أنه ليس الوحيد، إذ تضم القائمة أيضاً عوامل أخرى على غرار وجود الأشخاص المناسبين في الشركة (ومغادرة الأشخاص غير المناسبين) وخلق ثقافة الانضباط؛ لكن ببساطة، لا يحدث تحوّل شركة من جيدة إلى عظيمة من دون قائد من المستوى الخامس.

بوتقة القيادة (Crucible of Leadership)

يُقصد بالبوتقة الأوعية التي كان يستخدمها الكيميائيون في العصور الوسطى في محاولاتهم لتحويل المعادن الأساسية إلى ذهب، أما في مجال القيادة المؤسسية، فهي تجربة تحوليّة يخوضها القائد ليصل إلى إحساس جديد أو متغير بالهوية، أي أنها تمثل التجربة التي كوّنت لحظة الحقيقة والاختبار العملي بالنسبة للقادة، وكانت نقطة للتأمل الذاتي العميق الذي أجبرهم على أن يطرحوا أسئلة على أنفسهم حول من يكونون وما الذي يهمهم. تتطلب هذه اللحظة فحص قيَم القادة والتشكيك في افتراضاتهم وصقل حُكمهم، ويخرج القادة دائماً من تلك البوتقات أقوى وأكثر ثقة في أنفسهم وأهدافهم مع خضوعهم لتغيير جوهري في داخلهم.

أكثر أنواع البوتقات شيوعاً هي تجربة التعرض للتحيز، إذ يُعتبر وقوع القائد ضحية للتحيز أمراً مؤلماً بشكل خاص لكونه يجبره على مواجهة صورة مشوهة عنه، والتي غالباً ما تُطلق العنان لمشاعر عميقة من الغضب والحيرة وحتى الانعزال، لكن تُمكّن هذه التجربة القائد من رؤية الدرب على الرغم من كل الصدمات التي قد تسبِبها، إذ تجعله قادراً على اكتساب نظرة أوضح حيال نفسه، والدور الذي يؤديه ومكانته في البيئة التي يعمل بها.

منهج جاك ويلش في القيادة (Jack Welch's Approach to Leadership)

جاك ويلش هو الرئيس التنفيذي السابق لشركة جنرال إلكتريك والمدير الحاصل على لقب "قائد القرن" في مجلة "فورتشن"، فقد استطاع تحويل جنرال إلكتريك إلى شركة ضخمة ومتعددة الجنسيات خلال الفترة الممتدة من عام 1981 إلى 2001.

تقوم طريقة جاك ويلش في القيادة على ثلاثة مبادئ أساسية هي:

  • الحرص على سلامة قرارات التوظيف: أكد جاك على الاهتمام بعمليتيْ التوظيف والإقالة، علاوة على قياس أداء المدراء وتقييمهم من خلال قرارات التوظيف الصادرة عنهم، حتى أنه اقترح تقييم أي شخص يشارك في تعيين الموظفين أو ترقيتهم بناء على نجاحاتهم وإخفاقاتهم، وهو ما أسماه "متوسط الضرب"، وأشار إلى أنّ هذا لن يُسهم في تقييم مهارات اختيار المسؤولين فحسب، بل سيحثهم أيضاً على دعم الموظفين الجدد أو التراجع عن اختياراتهم السيئة عند الحاجة.
  • الصراحة: اعتبر جاك عدم الصراحة سلوكاً "مدمراً" لأنه "يقف حجر عثرة أمام الأفكار الذكية وسرعة الحركة، ويحول دون إسهام الموظفين المتميزين بكل ما في جعبتهم"، كما أنه كان يدعوا إلى تقسيم الموظفين إلى ثلاث فئات: أعلاهم أداء بنسبة 20%، وأوسطهم أداء بنسبة 70%، وأدناهم أداء بنسبة 10%، ويرى أنه "يجب إقالة هذا الصنف الأخير دون محاباة"، غير أنّ البعض اعتبر أن القسوة تغلّف هذا النوع من الصراحة المتمثلة في الآراء التقويمية الصريحة أو الإقالة، لكن جاك دافع عنها واعتبرها نوعاً من حسن المعاملة إذ قال: "ماذا سيحدث إذا لم تخبر شخصاً لسنوات وسنوات بأن أداءه دون المستوى، ولم تمنحه الفرصة لمحاولة تحسين مستواه، ومشاورته للتحقق مما إذا كان بإمكانه أداء دور آخر في الشركة، أو حتى البحث عن مكان آخر يناسب إمكاناته؟ ثم يحل الركود وتضطر إلى إقالة هذا الشخص بعد أن كبِر وصار غير مستعد لمواجهة سوق أكثر تنافسية؟ أيهما أكثر قسوة؟"
  • الفضول اللامحدود: عُرف جاك بحب الاستطلاع النهم وطرح أسئلة كثيرة ومتنوعة، ليس لاستعراض ذكائه أو مكانته، بل بهدف التعرّف على أكبر قدر ممكن من المعلومات. عندما درس "بوريس غرويسبيرغ" و"تريشيا غريغ" خمسة من أبرز قادة شركات قطاع التكنولوجيا، لاحظوا أيضاً أهمية هذه السمة الشخصية لمواكبة التطورات، واستنتجوا ما يلي: "لا يصح أن يملك الرؤساء التنفيذيون مهارات عفا عليها الزمن، بل يجب أن يكونوا نهمين للمعرفة"، وكان جاك متفوقاً في هذا الميدان.

تبقى القيادة إحدى أهم مقوّمات نجاح الفرد على المستوى المهني والشخصي، إذ يقول بيتر دراكر: "كلما رأيت شركة ناجة، تأكد بأن شخصاً ما قد اتخذ قراراً شجاعاً"، ويُضيف "اتخاذ قرارات صحيحة هو مهارة حاسمة على كل المستويات"، فقد أدرك "أب الإدارة الحديثة" أهمية عملية صنع القرار والآثار المترتبة عنها سواء على المستوى الفردي أو المستوى الجماعي، فحياتنا ببساطة هي عبارة عن عدد لا نهائي من القرارات التي نتخذها يومياً وفي كل الأوقات.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي