ملخص: تؤدي شركة سيسكو القابضة دوراً بارزاً في تحقيق رؤية السعودية 2030، من خلال تعزيز الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية وجذب الاستثمارات لتوطين الصناعات. وتحتل سيسكو القابضة الصدارة في قائمة الشركات التي تعمل على تجسيد رؤية السعودية 2030، فهي محرك رئيسي لبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، ويتجلى ذلك من خلال:
- المشاركة في رفع نسبة إسهام المصنّعين ومقدمي الخدمة المحليين في المشتريات والنفقات الرأسمالية والتشغيلية.
- تنمية رأس المال البشري.
- جذب الاستثمارات لتوطين الصناعات في القطاع.
- الإسهام في دعم وصول المملكة إلى درجة 4.01 في مؤشر الأداء اللوجستي، بما يعادل المرتبة العاشرة عالمياً بحلول عام 2030.
تؤدي شركة البنى التحتية المستدامة القابضة سيسكو القابضة دوراً بارزاً في تحقيق رؤية السعودية 2030، من خلال تعزيز الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية وجذب الاستثمارات لتوطين الصناعات. وتسهم الشركة في رفع مؤشر الأداء اللوجستي للمملكة وتتميز بمزيج فريد من الأجيال والخبرات التقنية، مع تركيزها على الشفافية والاستدامة في استراتيجياتها منذ عام 2015. هذا ما استعرضه الرئيس التنفيذي لسيسكو القابضة، خالد عبد الغني سليماني، في مقابلة خاصة مع هارفارد بزنس ريفيو العربية، مسلطاً الضوء على ما حققته الشركة من إنجازات مثل بناء أول محطة حاويات خاصة وتحلية المياه في السعودية، كما وضّح قدرتها على التكيف مع الأزمات.
هارفارد بزنس ريفيو العربية: إن تطوير القطاع اللوجستي من ضمن أولويات رؤية 2030، إذ شهدنا مبادرات مثل إطلاق المخطط العام للمراكز اللوجستية، وبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية. ما هو دور شركتكم في تعزيز هذا القطاع الحيوي؟
سليماني: تحتل سيسكو القابضة الصدارة في قائمة الشركات التي تعمل على تجسيد رؤية السعودية 2030، فهي محرك رئيسي لبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، ويتجلى ذلك من خلال المشاركة في رفع نسبة إسهام المصنّعين ومقدمي الخدمة المحليين في المشتريات والنفقات الرأسمالية والتشغيلية، وتنمية رأس المال البشري، وجذب الاستثمارات لتوطين الصناعات في القطاع. كما أسهمت سيسكو القابضة في دعم وصول المملكة إلى درجة 4.01 في مؤشر الأداء اللوجستي، بما يعادل المرتبة العاشرة عالمياً بحلول عام 2030.
تركز استراتيجيتكم للنمو والتطوير على إبرام المزيد من صفقات الاندماج والاستحواذ، لكن دمج العمليات بين شركتين يواجه تحديات مثل قلة المعلومات قبل إتمام الصفقة وتحديات النموذج التشغيلي والتنظيمي والاختلافات الثقافية وغيرها، فكيف تواجهون هذه التحديات لتسريع عملية الاندماج؟
سليماني: تمتلك سيسكو القابضة فريقاً من التنفيذيين ذوي الخبرة العالية والمتمرسين في مواجهة التحديات. وقبل إتمام أي صفقة، نجري دراسات تحليلية معمقة بالتعاون مع خبراء في هذا المجال، لجمع المعلومات الضرورية كافة واتخاذ قرارات استثمارية مدروسة. قد يستغرق هذا النهج الدقيق ما بين 6 إلى 12 شهراً، لكنه يضمن لنا فهماً عميقاً للكفاءات التشغيلية والهيكلية للشركة المستهدفة والتأكد من انسجامها مع استراتيجيتنا. علاوة على ذلك، نولي اهتماماً كبيراً بالاختلافات الثقافية، إذ نسعى إلى نقل خبراتنا في الحوكمة والإدارة إلى الشركات الجديدة المنضمة إلى المجموعة لضمان اندماج سلس وناجح.
يمثل الجيل زد الفئة المهيمنة داخل سوق العمل السعودية، ومعظمه يبحث عن مسار مهني وخبرة في مجال تكنولوجيا المعلومات، فكيف تستقطب سيسكو هذا الجيل للاستفادة من قدراته الرقمية والعمل على تنميتها؟
سليماني: قد اختلف معكم في هذا السؤال لأن الفئة زد هي الفئة المهيمنة فعلاً، لكن أغلبها في المجالات التي لا تتطلب خبرة عميقة، وتتميز سيسكو القابضة بوجود مزيج فريد من الأجيال والخبرات، بدءاً من الخبرات التقنية الكلاسيكية وحتى أحدث التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والسوشيال ميديا. يمثل هذا التنوع قوة كبيرة للشركة وتمكن الاستفادة منه من خلال تكوين فِرق عمل تضم ممثلين من الأجيال جميعها، ما يسهم في تبادل المعرفة والخبرات وتطوير حلول مبتكرة. ونعمل في سيسكو القابضة على توفير برامج تدريبية تتناسب مع احتياجات الموظفين جميعهم، سواء كانوا من الجيل زد أو الأجيال الأخرى، وذلك لضمان مواكبة التطورات التكنولوجية المستمرة، كما نحرص على الاستفادة من نقاط القوة التي يتميز بها كل جيل، مثل حماس الجيل زد وخبرة الأجيال الأكبر سناً.
يطالب الجيل زد أيضاً بإعطاء الأولوية لممارسات الشفافية والتعامل بمرونة والتركيز على الاستدامة البيئية، فكيف تعمل سيسكو على تلبية هذه المطالب لخلق بيئة عمل جاذبة للموظفين والعملاء والمستثمرين؟
سليماني: لطالما كانت سيسكو القابضة مهتمة بالشفافية والاستدامة، متجاوزة بذلك توقعات عصرنا الرقمي بصفتنا شركة مدرجة في البورصة منذ عام 2003. لقد التزمنا منذ البداية بتوفير أعلى مستويات الشفافية لمساهمينا جميعهم، وذلك حتى قبل ظهور الجيل زد. كما أننا تبنّينا مفهوم الاستدامة ليكون جزءاً أساسياً من استراتيجيتنا منذ عام 2015 ضمن خطتنا الخمسية الأولى، ما يثبت التزامنا الطويل الأمد ببناء مستقبل مستدام. ولدينا مجموعة كبيرة من مبادراتنا العديدة في البيئة والطاقة مثل تنظيف البحر الأحمر والمبادرات الخضراء ومبادرات في حفظ الطاقة، والتي نحرص على توثيقها بالكامل في تقاريرنا وموقعنا الإلكتروني. علماً أن سيسكو القابضة حصلت على المركز الأول بالمملكة بالنسبة للشركات ذات مؤشر الاستدامة البيئية من مؤسسة "سستاينبيليتي إكسلنس" (Sustainability Excellence).
تماشياً مع رؤية 2030، تركز استراتيجية سيسكو 6×26 على بناء القادة في مجال الخدمات اللوجستية، فما هي العوامل التي ستساعد سيسكو على صناعة قادة مميزين؟
سليماني: تحتضن سيسكو القابضة الكفاءات القيادية، سواء على مستوى الأفراد أو الشركات. وتفخر سيسكو بأن في تاريخ مجلس إدارتها 5 من الوزراء السابقين في الحكومة السعودية، بالإضافة الى كوكبة من قادة القطاع. لم تقتصر سيسكو القابضة على صناعة القادة فحسب، بل صنعت أيضاً شركات حققت إنجازات بارزة في المملكة، كأن تكون الأولى على مستوى العديد من المجالات مثل:
- أول شركة في السعودية تعمل مع الحكومة بنظام (BOT)؛ أي بناء المشروع وتشغيله ومن ثم إحالته إلى جهة أخرى (Build Operate Transfer).
- أول من بنى محطة حاويات تابعة للقطاع الخاص في المملكة وشغّلها.
- أول من شيّد محطة خاصة لتحلية المياه في المملكة العربية السعودية.
- أول من بنى منطقة حرة للإيداع وإعادة التصدير في المملكة العربية السعودية وشغّلها.
- أول مشغّل سعودي لمحطة حاويات دولية.
- كانت أول امرأة على الإطلاق تعمل في الميناء موظفة لدى سيسكو.
يشكّل قطاع الموانئ نحو 38% من إجمالي أرباح سيسكو، وواجه هذا القطاع تحديات مثل جائحة كوفيد-19 والتوترات الحاصلة في منطقة البحر الأحمر، فما هو نهجكم للتعامل مع هذه الأزمات والاستعداد لأزمات مستقبلية محتملة؟
سليماني: على الرغم من التحديات التي واجهتنا، مثل جائحة كوفيد وتوترات البحر الأحمر، أثبتت سيسكو القابضة قدرتها على التكيف والمرونة. وبفضل القيادة الفعالة والرؤية الواضحة تمكّنا ليس فقط من تجاوز هذه الأزمات، بل أيضاً تحقيق نمو ملحوظ في أرباحنا. ويعود الفضل في هذا الإنجاز إلى الاستعداد الدائم لمواجهة التحديات، والاعتماد على الخبرات والكفاءات التي نمتلكها، بالتالي لم يشعر المواطن السعودي بأي تغيير على الرغم من اختناق المسارات البحرية واضطراب سلاسل التوريد، وبفضل الله لم يحدث أي تأثير سلبي على الأعمال.
في عام 2015، صدر لكم كتاب بعنوان "84 نصيحة عملية للبدء بمشروع ريادي ناجح"، هل يمكنكم تقديم لمحة عنه بحيث يستفيد القارئ منها؟
سليماني: صدر كتابنا الأول في عام 2015، ثم أجرينا تحديثاً له في عام 2018 تحت عنوان "نسخة الرؤية". وكان الهدف من هذا التحديث الشامل استيعاب التطورات المتسارعة في رؤية المملكة 2030، التي تشرف عليها مجموعة من اللجان المتخصصة. ويسلط الكتاب الضوء على الأثر الإيجابي لمخرجات رؤية 2030 على بيئة الأعمال والاستثمار في المملكة، ويستعرض مجموعة من التوصيات العملية لرواد الأعمال والمستثمرين للاستفادة من الفرص المتاحة.