شارك
الرئيسية
4 دقيقة
ملخص: تحدّث رئيس مجلس إدارة شركة فولاذ القابضة، مشاري الجديمي، إلى هارفارد بزنس ريفيو العربية، وكشف عن تطلعات الشركة للعمل على طرق إنتاج الصلب الأخضر. وأكد مجموعة نقاط أساسية:
- تعد صناعة الحديد والصلب بالمملكة من الصناعات الاستراتيجية التي تسهم في تحقيق أهداف رؤية 2030، لما تحققه من تنويع لمصادر الدخل وتطوير الصناعات التحويلية المرتبطة.
- تدعم الاستثمارات الجديدة في السعودية سلسلة التوريد المحلية وتعزز نمو الأعمال وتوفر المزيد من فرص العمل.
- تهدف رؤية فولاذ القابضة إلى تعزيز ميزتها التنافسية والإسهام في نمو أسواق الصلب الإقليمية والعالمية.
- تشمل تطلعات شركة فولاذ القابضة المستقبلية التحول إلى طرق إنتاج الصلب المستدامة وتوسيع أعمالها في مجال الصلب الأخضر.
شكّل إطلاق رؤية المملكة 2030 بداية رحلة التحوّل في العديد من القطاعات، وكانت صناعة الحديد والصلب في قائمة الأولويات لتنويع روافد الاقتصاد السعودي وتطوير الصناعات غير النفطية، وتسهم المبادرات الاستراتيجية التي تعمل عليها المملكة العربية السعودية لتطوير هذه الصناعة وتمكينها، في فتح الأفق أمام استثمارات واعدة تُحدث نقلة نوعية في مجال المعادن والتعدين.
ومؤخراً، كشفت شركة فولاذ القابضة، وهي شركة صناعية قابضة متخصصة بالتنمية المستدامة وصناعة الصلب في دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عن خططها للاستثمار في مصنع جديد لتكوير خام الحديد في رأس الخير بالمملكة العربية السعودية، بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 6 ملايين طن متري، ، ليمثّل المشروع تناغماً واضحاً مع مستهدفات رؤية 2030.
من جهة أخرى، تعمل الشركة منذ تأسيسها في البحرين على تعزيز مكانتها كلاعباً أساسياً في قطاع الحديد والصلب إقليمياً وعالمياً، وتعزيز نمو اقتصاد البحرين، إذ تسهم شركتا حديد البحرين وصُلب التابعتان لشركة فولاذ القابضة، بنحو 5% من الناتج المحلي الإجمالي للبحرين، ونحو 25% من صادراتها غير النفطية، في حين تشرفان على أصول تتجاوز قيمتها 2.4 مليار دولار.
وحول مشروع رأس الخير وكيفية إسهام الشركة في نمو اقتصاد البحرين، تحدّث رئيس مجلس إدارة شركة فولاذ القابضة، مشاري الجديمي، إلى هارفارد بزنس ريفيو العربية، وكشف عن تطلعات الشركة للعمل على طرق إنتاج الصلب الأخضر.
1. ما الذي يميز قطاع التعدين والمعادن في السعودية؟ وكيف يلبي مصنع تكوير خام الحديد في رأس الخير احتياجات صناعة الصلب هناك؟
تواصل المملكة العربية السعودية جهودها لتنويع روافد الاقتصاد، وتعد صناعة الحديد والصلب بالمملكة من الصناعات الاستراتيجية التي تسهم في تحقيق أهداف رؤية 2030، لما تحققه من تنويع لمصادر الدخل وتطوير الصناعات التحويلية المرتبطة، إذ جرى إطلاق عدة مبادرات استراتيجية لتطوير هذه الصناعة وتحديد فرص الاستثمار فيها. ويزداد الطلب على منتجات الصلب والمواد ذات الصلة بفضل الاستثمارات الحكومية الكبيرة في البنية التحتية والمشاريع الضخمة ، في الوقت الذي من المتوقع فيه أن يرتفع الطلب على منتجات الحديد والصلب في السعودية بمعدل نمو سنوي جيد في السنوات القادمة.
وتشكّل مدينة رأس الخير الصناعية مركزاً رئيسياً لصناعة التعدين في السعودية، لذلك سيسهم مصنع تكوير خام الحديد الجديد في نمو القطاع الصناعي وتعزيز القدرات التكنولوجية داخل صناعة التعدين والمعادن، على أن يلبي احتياجات صناعة الصلب في السعودية، إذ يوفر كريات خام الحديد العالية الجودة المصممة لمختلف عمليات صناعة الصلب، بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 6 ملايين طن متري من كريات خام الحديد.
2. كيف يدعم هذا المشروع سلسلة التوريد في السعودية؟
تدعم الاستثمارات الجديدة في السعودية سلسلة التوريد المحلية وتعزز نمو الأعمال وتوفر المزيد من فرص العمل. ومن المتوقع أن يعزز مصنع تكوير خام الحديد الجديد قوة سلسلة التوريد المحلية عبر توريد جزء كبير من مواده وخدماته من المورّدين المحليين، ما يدعم الشركات المحلية، ويسهم في تطوير المهارات وتحسين الكفاءة العامة لشبكة التوريد.
3. كيف تسهم رؤية الشركة في تعزيز صناعة الصلب الإقليمية والمحلية؟ وكيف تخطط للحفاظ على توريد منتجات الحديد والصلب العالية الجودة؟
تهدف رؤية فولاذ القابضة إلى تعزيز ميزتها التنافسية والإسهام في نمو أسواق الصلب الإقليمية والعالمية، من خلال الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة وتوسيع قدراتها الإنتاجية لتلبية الطلب المتزايد على الصلب في المنطقة، ودعم التحول نحو صناعة صلب مستدامة.
وتسهم الشركات التابعة لفولاذ القابضة في نمو صناعة الصلب، إذ تنتج شركة حديد البحرين أكثر من 12 مليون طن سنوياً من كريات خام الحديد العالية الجودة، في حين تنتج شركة صُلب أكثر من مليون طن سنوياً من الصلب الهيكلي.
وللحفاظ على توريد منتجات عالية الجودة، ستواصل فولاذ القابضة الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة، وتعزيز عمليات الإنتاج، والالتزام بمعايير الجودة، بما يضمن بقاء الشركة قادرة على المنافسة والاستجابة لاحتياجات السوق مع دعم النمو الصناعي المستدام.
4. كيف توازن الشركة بين تحفيز صناعة الحديد والصلب من ناحية، ومراعاة تدابير الاستدامة البيئية من ناحية أخرى؟
نلتزم برؤية واضحة لتحفيز صناعة الحديد والصلب وتحسين كفاءتها من خلال الاستثمار في كل من التقدم التكنولوجي والاستدامة البيئية. على سبيل المثال، أعلنت شركة حديد البحرين في ديسمبر/كانون الأول 2023 عن مشاريع تصل قيمتها الاستثمارية إلى 250 مليون دولار، وتشمل هذه المشاريع بناء أكبر مستودع مسبّق الصنع في العالم، والمصمم للتحكم في انبعاثات غبار خام الحديد المحمولة جواً وتعزيز جودة الهواء وسلامة العمال. يبلغ طول هذا المستودع 1,500 متر وعرضه 172 متراً وارتفاعه 42 متراً، ومن المتوقع الانتهاء منه بحلول عام 2026.
وهناك مشروع أكبر مبادرة للطاقة الشمسية في البحرين، وهي محطة شمسية بقدرة 136 ميغا واط ذروة، وسيكون الجزء الأكبر من الألواح الشمسية على سطح المستودع بقدرة 50 ميغا واط ذروة، إذ تلبي هذه المحطة الشمسية نحو 25% من احتياجات الطاقة الكهربائية لشركة حديد البحرين، وتخفض انبعاثات الكربون بنسبة 18.75%.
وبالإضافة إلى هذه المشاريع، تستثمر شركة فولاذ القابضة في المبادرات البيئية مثل حاجز الرياح، وأنظمة إعادة تدوير مياه الصرف الصحي، ومبادرات كفاءة الطاقة الأخرى.
5. ما هي أهم التطلعات المستقبلية للشركة والحلول المبتكرة التي تشكّل جزءاً من أعمالها؟
تشمل تطلعات شركة فولاذ القابضة المستقبلية التحول إلى طرق إنتاج الصلب المستدامة وتوسيع أعمالها في مجال الصلب الأخضر. ويركز هذا المجال عادةً على استخدام مصادر الطاقة المتجددة وتنفيذ تدابير توفير الطاقة وإنتاج الصلب باستخدام الهيدروجين بدلاً من الغاز الطبيعي. ويمكن أن يساعد ذلك في تقليل استهلاك الطاقة الإجمالي والاعتماد على الوقود الأحفوري.
وبدأت الشركة خطوتها الأولى في رحلتها نحو الصلب الأخضر، إذ يسهم تأسيس محطة شمسية في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة، وستقلل من اعتماد الشركة على موارد الغاز الطبيعي في البحرين. ونتوقع أنه عند تنفيذ هذه الخطط الاستراتيجية، ستزيد الشركة من إسهاماتها في الناتج المحلي الإجمالي للبحرين والصادرات غير النفطية.
