احذر الوقوع في هذه الأخطاء الخمسة عند البحث عن وظيفة

4 دقيقة
أخطاء البحث عن وظيفة
shutterstock.com/treety

ملخص: سواء كنت متخرجاً حديثاً تبحث عن وظيفة لأول مرة، أو صاحب خبرة في العمل وتريد تغيير وظيفتك، فيجب أن تعي جيداً أنّ البحث عن وظيفة يُشبه عملاً بدوام كامل، فالاستعداد النفسي له عامل ضروري، لا سيما في سوق العمل الحالي الذي يقدّر المهارات على حساب الشهادات العلمية، ويفضّل العمل بدوام جزئي على العمل بدوام كامل. يقدم المؤلف 5 أخطاء شائعة في طريقة التفكير يقع فيها الباحث عن وظيفة وتجعله يقع في فخ الإحباط والاستسلام، مع بيان كيفية تجازوها: 1. الاعتقاد بمعرفة كيفية الحصول على وظيفة، 2. العادة والكبرياء، 3. الغضب، 4. عدم التواصل الشخصي، 5. عدم البحث الكافي.

لماذا يستسلم بعض الباحثين عن عمل قبل تحقيق أهدافهم بقليل؟ التقيتُ للتو بعميل اسمه سليمان يبحث عن وظيفة منذ 6 أشهر، بدأ مشواره بتفاؤل مثل كثير من الباحثين عن عمل في السوق ولكنه استسلم، بيد أن استسلامه لم يكن رسمياً، إذ شعر فجأة برغبة مُلحة في تجديد ديكور منزله.

استناداً إلى عملي مع العديد من العملاء مثل سليمان، تمكنت من التمييز بين 6 أنواع من الباحثين عن عمل المحبطين؛ النوع الأول هم الذين يظنون أنهم يعرفون كيف يحصلون على وظيفة، لكنهم في الواقع لا يعرفون: لديهم سير ذاتية باهتة مليئة بالعبارات المبتذلة، ولا يفهمون جيداً ما تطلبه السوق، ولا يهتمون بالرسائل (الصريحة والضمنية) التي يبثونها. إذا سبق لك أن قلت لأحد أصدقائك: "كل هذه النصائح المتعلقة بالبحث عن عمل هي نصائح بدائية جداً"، فقد تكون أنت من هذا النوع وقد يصعب عليك التقدم في بحثك عن وظيفة. يظن بعض الباحثين عن عمل أن البحث عن وظيفة والتحضير للمقابلات "مسألة بسيطة"، وفي الوقت نفسه تشتكي شركات كثيرة من أن العديد من المتقدمين يستبعدون أنفسهم من المنافسة على الوظيفة منذ البداية، حتى في ظل الركود الاقتصادي.

إن العادة والكبرياء عاملان مؤثران يظهران بقوة في الفئة التي تتبع طريقتها الخاصة في التقديم للوظائف، ولا ترغب في التغيير: من الواضح جداً أن تكرار الأداء الباهت في مقابلات العمل ما هو إلا استراتيجية ثابتة، والتمسك بسيرة ذاتية ضعيفة عاجزة عن إبراز ما يهم أصحاب العمل ينبع من التمسك بطريقة التفكير نفسها، وإجراء تغييرات جذرية على الاستراتيجية هو الحل. على سبيل المثال، اطلعت مؤخراً على اختبار رائع للسير الذاتية؛ خذ السيرة الذاتية معك إلى حفلة، إذا طلب منك شخص غريب أن تقسم الصفحة الأولى إلى قسمين وتعطيه الجزء العلوي منها، فهل ستكون بحوزته معلومات كافية ليخبر الحاضرين عن قدراتك فيما تبقّى من الأمسية؟

ثمة أشخاص يُفقدهم الغضب القدرة على تغيير استراتيجيتهم: إن المدونات مليئة بأشخاص يعبّرون عن استيائهم من أي نصيحة تحمل طابع التفاؤل، ويرون أن الحديث عن "النصف الممتلئ من الكأس" نوع من السذاجة التي تتجاهل الحقائق المرّة عن واقع الاقتصاد. لا بد أن هؤلاء الأشخاص عانوا في البحث عن عمل فترة طويلة حتى تملّكهم هذا الغضب، ومع ذلك يبدو أن الفكرة المهيمنة عليهم تقول: "هذه الاستراتيجية غير ناجحة، لكن سأجربها 100 مرة أخرى لأتأكد". قد يظن هؤلاء الأشخاص أنه لا يمكن لأي استراتيجية أن تنجح، حتى أنهم قد يحتفظون برسائل الرفض ليثبتوا لأنفسهم أنه لا يمكن الدخول إلى سوق العمل بسبب ظروفها القاسية جداً وعدم تنظيمها. ولكن في الواقع، يحتاج هؤلاء الأشخاص إلى تغيير بعض التفاصيل الصغيرة فقط للحصول على نتائج مختلفة تماماً.

ولا تنسَ الأشخاص الذين يشاركون في أنشطة تشبه البحث عن عمل: يعلم هؤلاء الباحثون عن عمل أنهم بحاجة إلى التواصل مع صنّاع القرار، لكنهم يقضون الوقت في إعداد قوائم الاتصال ولا يتواصلون مع أحد، وعلى الرغم من أنهم يدركون أهمية التواصل الشخصي فهم يرون أن إرسال السير الذاتية عبر البريد الإلكتروني أسهل بكثير؛ وهم يعلمون أن ذلك لن يمنحهم وظيفة رائعة، ولكن الجلوس أمام الشاشة يبدو وكأنه عمل ويُشعرهم بأنهم فعلوا كل ما يجب عليهم فعله. على الرغم من أن الباحثين عن عمل يعلمون أن المحادثات مع صناع القرار قد تقلل وقت البحث عن عمل فهم يختبئون خلف الشاشات ويستخدمون منصة لينكد إن وسيلة لتجنب التواصل البشري لا لتشجيعه، ويدّعون أن التفاعل الاجتماعي في عملية البحث عن العمل هو نشاط يتطلب شخصية شديدة الانفتاح، وليس تقنية يمكن حتى للأشخاص الأكثر انطوائية تعلّمها وتكييفها.

وأخيراً، هناك الباحثون عن عمل الذين يعرفون ما يجب فعله ولكنهم لا يفعلونه: يعرف معظم الباحثين عن وظائف مهنية أنه من المفترض أن يجروا بحثاً مركّزاً ومتعدد الاستراتيجيات عن الوظائف، ولكن لماذا لا يفعلون ذلك؟ صحيح أنه عمل شاق، لكن التردد الحقيقي ينبع من عدم الرغبة في الابتعاد عن منطقة الراحة ومواجهة خطر الرفض، أو أن تطلب من أحدهم أن يفعل شيئاً لا يريد فعله.

لحسن الحظ، أعتقد أن هؤلاء جميعاً لديهم القدرة على أن يتغيروا لينضموا إلى النوع السادس من الباحثين عن عمل، وهم الذين يتعلمون الطريقة الصحيحة حتى إن تأخروا في تعلّمها: لا مشكلة في ارتكاب أخطاء تقليدية في الشهر الأول من البحث؛ مثل إرسال رسائل عشوائية إلى مؤسسات عشوائية، والتحدث عن أمور لا على التعيين إلى صناع القرار الرئيسيين (بدلاً من التحدث إليهم حول طلب واضح ومحدد)، والبحث عن وظيفة قبل تجاوز الأثر النفسي الذي سببه التسريح من العمل السابق، ولكن هذا النوع يتعافى في النهاية.

عندما نصر على أن البحث عن عمل عملية بسيطة لا تستحق التفكير العميق، فإننا لا نفكر فيها على الإطلاق، ونتصرف وكأن الأمر بسيط مثل شراء سلعة عبر الإنترنت. لكن البحث عن عمل هو نشاط يستند إلى التأثير في الآخرين وترويج علامتك التجارية وحشد الدعم وإقامة علاقات، وهي مهارات تستغرق سنوات طويلة لإتقانها، وهو يعتمد على إقناع أشخاص لا تعرفهم جيداً بأن يجازفوا لأجلك. يشبه البحث عن عمل إطلاق منتج جديد، يتطلب استراتيجية متكاملة وتسويقاً فعالاً، وفهماً عميقاً للجمهور المستهدف من أجل خلق انطباع قوي وجذب الانتباه وإقناع الشركة بتوظيفك.

إليك حقيقة واقعية مهمة: لدى أصحاب الشركات إحساس قوي بأن طريقتك في البحث عن وظيفة تعكس طريقتك في العمل.

إذا كنت من الأشخاص الذين يقولون: "يمكنني تنظيم عملية البحث عن وظيفة بمنتهى السهولة"، فأعِد النظر في ذلك؛ فالبحث الجيد عن وظيفة يعني التفكير مسبّقاً في كيفية استخدام وقتك بأكبر قدر من الفعالية ومعرفة الوقت المناسب لكل استراتيجية. نعم، فكر جيداً في النصائح وطوّعها لتناسب احتياجاتك وتصرف على طريقتك، لكن احرص على استخدام الأساليب الأكثر فاعلية، حتى إن كانت متعبة.

تعلّم من التجارب السابقة وتجنب الأخطاء الشائعة.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .