لا شيء في الاستراتيجية المهنية أهم من اختيار مجال العمل المناسب. أحسِن الاختيار وحقق السعادة والإنجاز في عملك.
أفضل طريقة لاختيار مجال العمل المناسب هو الاعتماد على قدراتك بصورة رئيسية. يُظهر الكثير من الأبحاث أن الأقوياء في مجالات عملهم يستمتعون بالعمل ويتفوقون في الإنجاز. ستجد الفرص المناسبة لك من خلال تعزيز مواطن قوتك. سيعتمد المستثمرون والشركات عليك إذا كانوا يعتقدون أنك على مستوى التحدي وقادر بالفعل على مساعدتهم في تحقيق أهدافهم.
وجّه مسارك المهني من خلال التعزيز الواعي لقدراتك، إليك 3 طرق لتحقيق ذلك:
1. حدد قدراتك الأساسية
الخطوة الأولى في التفكير في المسار المهني القائم على القدرات هي معرفة القدرات التي يستند إليها. ابدأ بالتقييم الذاتي. ابحث عن المواهب والمهارات والمعرفة المميزة التي تجعلك قادراً على المنافسة بقوة في مجالات عمل محددة.
سأوضح هذه الفكرة بالحديث عن مدير مبيعات حلول الكمبيوتر. قد تتضمن قائمته فهم العملاء، وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية عبر تقديم حلول الكمبيوتر، وتدريب البائعين المبتدئين، والتواصل الشفهي الجيد. هذه السمات بالتأكيد مهمة في هذا المجال من العمل لكنها عامة جداً، وهي مشابهة لما قد يصف به مدراء المبيعات الآخرون أنفسهم.
تمثل القائمة الأدق دليلاً مهنياً أقوى. على سبيل المثال، اذهب إلى ما هو أبعد من عبارة "تلبية احتياجات العملاء المعلوماتية باستخدام حلول الكمبيوتر" من خلال الإشارة إلى معرفتك العميقة بذلك في قطاع معين، مثل البيع بالتجزئة، أو خبرتك في مجال خاص من تكنولوجيا حلول الكمبيوتر، مثل دمج وظائف جهاز آيفون مع موقع الشركة على الإنترنت. لا تكتفِ بذكر عبارة "فهم العملاء"، بل صِف أيضاً موهبتك في القدرة على تصور مشاكل العملاء واحتياجاتهم قبل أن يعرفها العملاء.
2. تعزيز القدرات المستهدفة بمرور الوقت
بعد أن تحدد مواهبك وقدراتك، فكر فيما تحتاج إليه لتنمّي مسارك المهني. قد تكون مجموعة القدرات المستهدفة هي الخبرة في مجال محدد (مثل مجال الكمبيوتر الذي ذكرناه) أو وظيفة محددة (مثل التحليل المالي أو إدارة الموارد البشرية).
كيف تعزز قدراتك المستهدفة؟ بعض الخطوات واضحة، إذ يمكنك التسجيل في برنامج الدراسات العليا في هذا المجال أو الحصول على شهادة تأهيل، وستجد عملاً بالتأكيد في هذا المجال. كما يمكنك محاولة إعادة صياغة وظيفتك لتحويل مضمونها في الاتجاه الذي تستهدفه.
ثمة خطوات أخرى أكثر تعقيداً ويمكن أن تثير بعض الإشكاليات. عليك أن تكون حذراً حيال قبول عملية نقل أو ترقية أو عرض عمل جديد مغرٍ إذا لم يعزز ذلك قدراتك في المجال الذي تستهدفه. إذا كنت تبحث بصورة استباقية عن وظيفة جديدة، فعليك أن تركز بحثك على الوظائف التي تنمّي فيها مهاراتك المستهدفة بدلاً من التركيز على الاحتمالات التي تبدو أسهل.
لا أعترض في قولي هذا على توسيع نطاق مهامك، إذ يمكن أن تكون جزءاً أساسياً من التنمية الشخصية. وفي حال ظهرت عملية توسيع مهام جذابة، فافعل أمرين، فكر في الطريقة التي تؤدي بها هذه العملية إلى فرص في مجال تخصصك المستهدف، وإذا كان من الصعب تصور ذلك، فاسأل نفسك إذا كانت استراتيجيتك الأساسية ما زالت مناسبة لك.
3. إضافة قدرات جديدة لتغيير الاتجاه
إذا اكتشفت أن المهارات التي تمتلكها والاتجاه الذي تسلكه ليس مسارك المثالي، فقد ترغب في تغيير مجال عملك. ستحتاج في هذه الحالة إلى عرض قيمة شخصية مختلف، وسيتطلب ذلك مهارات ومعارف جديدة.
عند إجراء هذا النوع من التبديل، يتخلى الموظفون أحياناً عن قدراتهم الأساسية الحالية. هذا خيار ممكن، لكنه غالباً ما يتطلب خطوة إلى الوراء، والنتيجة النهائية غير مؤكدة. ما لم تكن غير راضٍ تماماً عن مكانتك الحالية، فإن الطريق الأفضل هو الاستفادة من مهاراتك للعثور على عمل جديد. تبنَّ وجهة نظر صاحب عمل أو مستثمر في المجال الجديد أو الوظيفة الجديدة، وفكر فيما تحتاج إلى إضافته لإقناعهم بالاعتماد عليك.
قد يعرف الموظفون بالضبط ما الاتجاه الجديد الذي سيتبعونه وما الاستعدادات التي ستساعدهم في الوصول إليه، وعادةً ما يكون هدفهم غير واضح تماماً، ويجربون بعض الطرق. ومن الأمثلة الجيدة على ذلك طبيب سئم من ممارسته الطبية وأراد تولي منصب قيادي. لم يكن لديه استراتيجية واضحة في ذهنه، لكنه أخذ دروساً مسائية للحصول على درجة الماجستير في الصحة العامة وأعدّ الأساس الذي سمح له بالانتقال إلى الإدارة.
إن التطوير المهني من خلال تنمية القدرات هو الطريق الأفضل إلى المسار المهني المناسب لك. إلى أي مدى يعتمد مسارك المهني على معارفك ومهاراتك الأساسية؟