هل خططت لحياتك المهنية؟ ماذا لو لم تخطط؟ البحث عن المجال الوظيفي المناسب محبط للطلاب قبل التخرج وبعده. وهو محبط للموظفين غير الراضين عن وظائفهم الذين يريدون البحث عن مجال عمل آخر.
إذا كانت هذه هي الحال بالنسبة لك، يجب أن تتخيل أولاً ما المجال المناسب لك. إن الحديث عن ذلك سهل، ولكن التنفيذ صعب. في بعض الأحيان، يمد الموظفون أيديهم يائسين ويقبلون بأي فرصة تسنح لهم. لا تقبل بذلك، ثمة طرق مفيدة للبحث عن المؤشرات التي تدلك على المجالات التي تناسبك.
غيّر مروان (اسم مستعار) مساره المهني بعد أن أجرى تمارين التخيل. كان يعمل في وظيفة بدوام كامل، وكان يدرس للحصول على شهادة ماجستير إدارة الأعمال مساءً وفي عطل نهاية الأسبوع. إذا بقي في الشركة التي يعمل بها بعد التخرج، فإنه لن ينتقل إلى مسار إداري فحسب، بل سترد له الشركة نفقات دراسته أيضاً. لقد افترض أنه سيستفيد من هذه الصفقة استفادة كاملة، ولكن عندما أجرى ما أطلق عليه "تمرين وظيفة الأحلام"، أدرك أنها لم تكن مناسبة له. لم يكن متحمساً للعمل في الشركة ولم يرغب في تولي منصب إداري هناك.
ما اكتشفه مروان من خلال تمرين وظيفة الأحلام هو أنه يريد العمل في المجالات التي تركز على البحث الفكري. لقد شعر بذلك في أول عام أو عامين في وظيفته الحالية، ولكن ليس بالدرجة نفسها. وتذكّر اهتمامه السابق بالحصول على درجة الدكتوراة وأن يصبح أستاذاً جامعياً، وهذا ما قرر فعله في النهاية.
إذا كنت بحاجة إلى أفكار حول اتجاهك المستقبلي، فعليك ممارسة تمرين وظيفة الأحلام الخاص بك. اتبع هذه الخطوات الثلاث:
- تخيل الوظائف المثالية. اقضِ 10 دقائق في وصف الوظيفة المثالية؛ أي الوظيفة التي تلبي احتياجاتك بالكامل والممكنة بالنسبة لك. فكّر في مثال حي وملموس (مثل إدارة المنتجات الإلكترونية أو تأسيس مطعم). صِف خصائص الوظيفة، ما الذي ستفعله كل يوم، وآلية عمل المؤسسة التي تعمل بها، وتأثيرك فيها، وما إلى ذلك. وتوسع في الوصف، وكرر ذلك على وظيفة أو وظيفتين "مثاليتين" أخريين.
ثم تخيل العكس؛ أي الوظيفة التي تراها فظيعة حتى لو لم يوافقك آخرون الرأي، صفها بالطريقة نفسها.
- استفد من مواطن قوتك القصوى. انظر إلى قدراتك الخاصة لتستمد منها الإلهام. فكر في أقوى مواطن قوتك، وتخيل بعض المجالات التي قد تناسبك. ما الاحتمالات الممكنة؟ في هذه اللحظة على الأقل، لا تضع حدوداً لقدراتك. فكر في موطن قوة ثانٍ وكرر العملية نفسها، وكررها مرة ثالثة.
- تذكّر ميولك السابقة. عُد بذاكرتك إلى أيام المدرسة الثانوية أو الكلية أو وظيفتك الأولى. ما أكثر ما استمتعت به؟ كيف كنت تقضي إجازاتك؟ راجع القرارات المهنية المحورية التي اتخذتها في حياتك المهنية وكيف اتخذتها ولماذا اتخذتها وكيف كانت النتيجة. يمثل ذلك دراسات جدوى شخصية، لماذا اتخذت تلك القرارات؟ ما مدى أهمية هذه المعايير الآن؟
في أثناء تنميتك للمهارات والمعارف الجديدة في المدرسة والعمل، قد تتخلص من بعض الميول مع الزمن. ذلك أمر طبيعي، وغالباً ما يكون علامة على النضج. ولكنك قد تتخلى أيضاً عن مواهب مفيدة لك في المستقبل.
هذه الخطوات الثلاث تستحضر إلى ذهنك أكثر ما يهمك في العمل. ألقِ نظرة على قوائمك وانظر أين تتوافق مع مجالات العمل المختلفة. بمجرد أن تتكون لديك فكرة واعدة، ابحث في مجالها وتحدث إلى مَن لديهم خبرة في هذا المجال. حاول أن تتعرف على طبيعته وإذا كان يتناسب مع اهتماماتك.
بمجرد أن تعثر على الوظيفة التي تبدو مناسبة، تأكد من أنها مناسبة لك. ضع عرض قيمتك الشخصية للوظيفة المستهدفة في هذا المجال؛ أي مؤهلاتك وقدراتك الخاصة التي تجعلك مؤهلاً بامتياز لهذه الوظيفة. إذا لم تكن مؤهلاً لهذه الوظيفة ولكنك مصمم على الحصول عليها، ففكر في تحسين مؤهلاتك، سواء كان ذلك عبر البدء بمنصب أدنى في مجالها، أو العودة إلى الدراسة، أو تنمية مهاراتك باستخدام الموارد المتاحة عبر الإنترنت.
تذكّر أن هذا تمرين أولي ويناسب مَن لا يعرف من أين يبدأ ومن يرغب في تغيير مهنته. لا توجد إجابات حاسمة، فأنت تبحث عن أفكار وليس أدلة قطعية. ولكن إذا بذلت الجهد في هذه الخطوات، فستتوصل إلى أفكار جيدة لمجالات يمكنك استكشافها.
كيف تخيلت الفرص الجديدة؟