كيف تُدير فريقك بذكاء في 15 دقيقة فقط؟

3 دقيقة
ممارسة القيادة الجيدة
shutterstock.com/3rdtimeluckystudio

ملخص: "طريقة المدرب بنسبة 3.1%" مُصطلح أطلقته المؤلفة على أسلوب مُبتكر لمساعدة المدراء على إيجاد المزيد من الوقت لتطوير موظفيهم، لكن هذا الوقت الإضافي يتطلب حكمة وذكاء في كيفية استخدامه، يمكن تلخيصها في 4 خطوات رئيسية: 1. استثمر الوقت الضائع والمُهدر في تنمية موظفيك، 2. احرص على اكتشاف الوقت الضائع، 3. توجه إلى مكان عمل موظفيك، 4. احرص على إجراء مكالمتين هاتفيتين يومياً.

يرغب معظم المسؤولين التنفيذيين الشباب الذين أعمل معهم تقريباً في أن يصبحوا مدراء ومرشدين أكفاء. لكنهم يعتقدون أنهم لا يملكون الوقت الكافي لذلك. قال لي أحد القادة في مجال الخدمات المالية مؤخراً: "أجد نفسي أمام خيارين: إمّا إتمام صفقة بيع وإمّا تخصيص وقت لموظف من فريقي لمناقشة تطوره المهني خلال وجبة غداء، في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، ما الخيار الذي ترى أنه الأكثر جدوى والذي يجب عليّ تنفيذه؟"

سؤال جيد. لكنّ الإجابة بسيطة ولا تتأثر بهذه الظروف الاقتصادية الصعبة. لا تتضمن الإجابة أياً من الخيارين السابقين.

يمكنك تحقيق أهدافك التجارية وممارسة القيادة الجيدة في الوقت نفسه دون التضحية بأحدهما من أجل الآخر. لا تقع في فخ الاعتقاد بأن القيادة تتطلب التزاماً إضافياً وتكريس 50% من وقتك وجهدك إلى جانب مهام وظيفتك اليومية. يمكنك أن تكون مديراً رائعاً ومرشداً متميزاً يسهم في تنمية قدرات موظفيه دون أن يؤثر ذلك سلباً على تحقيق المبيعات ونجاح أهدافك التجارية. ما سبب ذلك؟ لأن مقدار الوقت الذي تقضيه في تدريب موظفيك وتوجيههم وتزويدهم بالملاحظات وتعزيز مهاراتهم بطرق مختلفة ليس هو العامل الرئيسي الذي يحقق نجاحك أو نجاحهم، إذ تكمن الأهمية في كيفية ممارسة القيادة، وليس في مقدار الوقت الذي يُخصص لها.

هل ترغب في تحقيق أقصى من الفعالية والتأثير بأقل وقت ممكن؟ استخدم ما أسمّيه "طريقة المدرب بنسبة 3.1%". خصّص ما لا يزيد على 15 دقيقة إضافية يومياً لأنشطة تطوير مهارات موظفيك (أي ما يعادل 75 دقيقة أسبوعياً، أو 3.1% من أسبوع عمل افتراضي مدته 40 ساعة). بعد ذلك، استخدم "نهج المدرب الذكي" (smart coach approach) للاستفادة من تلك الفترة الزمنية القصيرة لتحقيق النتائج الإيجابية.

فيما يلي 4 أساليب يمكن اتباعها لتحقيق ذلك:

  1. استثمر الوقت الضائع والمُهدر في تنمية موظفيك. هل تعود إلى مكتبك مشياً بعد حضور اجتماع ما؟ تمكنك الاستفادة من هذه الفترة الزمنية القصيرة لتقديم ملاحظات إلى مرؤوسك المباشر حول العرض التقديمي، وكيفية تحسين أدائه في المرات المقبلة. ماذا لو لم يكن هذا الموظف متحدثاً خلال العرض التقديمي؟ اسأله عن رأيه بالاجتماع وعن كيفية طرح بعض النقاط بطريقة مختلفة، ثم قدم له ملاحظاتك حول ذلك. تُعد الملاحظات الفورية والمباشرة أفضل أداة لتطوير مهارات موظفيك.
  2. احرص على اكتشاف الوقت الضائع والمُهدر باستمرار. ابحث باستمرار عن الفترات الزمنية القصيرة خلال يومك، التي يمكنك استثمارها في التحدث مع شخص آخر، غالباً تكون هذه الفترات خلال التنقل من مكان إلى آخر، وحوّل كل فترة إلى فرصة للتدريب والتطوير. هل تتوجه إلى مقهى ستاربكس لشراء القهوة؟ هل تقود سيارتك إلى المطار؟ هل تتوجه إلى سيارتك في نهاية اليوم؟ اطلب من أحد موظفيك مرافقتك وتحدث إليه عن أهدافه وأولوياته.
  3. توجه إلى مكان عمل موظفيك. يتوقع الموظفون منك البقاء في مكتبك. لكن يجب ألا تفعل ذلك؛ يُنصح بالنهوض والتوجه إلى مكتب أحد الموظفين، الذي لم تتحدث إليه في الفترة الأخيرة، مرة واحدة يومياً. خصّص دقيقتين لسؤاله عن المشروع الذي يعمل عليه. بمجرد انتهاء الموظف من الإجابة عن سؤالك، استفسر منه عمّا يلزمه لضمان نجاح المشروع أو الصفقة التي يعمل عليها. يؤدي ذلك إلى إرسال رسالة إلى الموظف مفادها أنك تعرف هذا الموظف وأنك على علم بإمكاناته وتثق بقدراته وتتوقع منه الكثير، بالإضافة إلى أنك تؤكد دعمك ومساندتك له لتحقيق النجاح.
  4. احرص على إجراء مكالمتين هاتفيتين يومياً. في طريق عودتك إلى المنزل بعد العمل، اتصل هاتفياً (أو أرسل رسالة إلكترونية) إلى شخصين التقيتَهما خلال اليوم، وقدم لهما ملاحظات إيجابية تركز على المستقبل، على سبيل المثال، يمكنك القول: "أعجبني ما أنجزتَه في هذا المشروع، في المرة القادمة، دعنا نحاول تخفيض تكاليف التسويق، شكراً لك على جهودك المبذولة". احرص دائماً على تضمين عبارات الشكر والامتنان في رسالتك؛ إذ إن الموظفين الذين يشعرون بالتقدير ويدركون أنك تسعى لتطوير مهاراتهم، يلتزمون بالعمل على المدى الطويل.

من خلال تطبيق هذه الاستراتيجيات باستمرار ويومياً، ستحقق النتائج الإيجابية المرجوة. سيشعر موظفوك بأنك لست مديراً فحسب، بل مدرباً لهم، ما يؤدي إلى صقل مهاراتهم وتحسين أدائهم وزيادة دافعهم للعمل.

بغض النظر عن الظروف الاقتصادية، يُعد تخصيص 15 دقيقة في تنفيذ تلك الاستراتيجيات استثماراً ناجحاً.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي