3 طرق لتشجيع الفريق على العمل الجماعي بطريقة أذكى

3 دقيقة
تشجيع العمل الجماعي

تعتبر المشاكل الموجودة اليوم في قطاع الأعمال أكبر من قدرة أي شخص واحد على حلها بمفرده، وبالتالي، فإن الفرق الرشيقة تعتبر أكثر فعالية في حل المشكلات من الشخص العبقري الوحيد بسبب تشجيع العمل الجماعي فيها. فلماذا لا نزال نكافئ الأشخاص الأذكى في الغرفة أكثر من الأشخاص الذين يتفوقون في العمل مع الآخرين؟ وأنتم بالطبع تعرفون من أقصد هنا، إنهم الأشخاص الذين يصادرون الاجتماعات بوقاحة ويتبجحون بمدى معرفتهم أو حذاقتهم على حساب أي صوت آخر في الغرفة – وهم من يحصلون على كامل اهتمام المدير في نهاية المطاف.

ربما كان من المنطقي سابقاً تسليم دفة القيادة إلى "أذكى الأشخاص في الغرفة"، لأنهم ضمن الهيكليات المؤسسية التقليدية، هم من كانوا يصبحون القادة الذين تُوكل إليهم مهمة إصدار الأوامر. ولكن في عالم اليوم الأكثر انفتاحاً، وحيث أفضل الأعمال تنجز على أيدي الفرق والتجمعات، نحتاج إلى إعادة النظر في تحديد أي المهارات أصبحت أكثر قيمة.

أنا لا أقصد الإيحاء هنا بأن الذكاء ليس واحدة من المهارات الأساسية جداً، ولكن عندما نبالغ في تقدير قدرات أحد الأفراد بطريقة مؤذية للفريق، فربما يعني ذلك أننا نضع مؤسستنا في موقف أضعف. فليس حاصل ذكاء الفرد أو "نسبة الذكاء" (IQ) هو ما يميز أفضل الناس لدينا عن غيرهم، بل ما يميزهم هو قدرتهم على العمل جيداً وسط فريق، وهذا ما يجب أن نحتفي به ونشجع عليه.

اقرأ أيضاً: أسرار العمل الجماعي الناجح

كيفية تشجيع العمل الجماعي

لقد اكتشفنا في شركة "ريد هات" (Red Hat)، بأن هناك مجموعة من المهارات التي يمكنكم جعلها من الأولويات، والتدريب عليها، وحتى مكافأة من يمتلكها لتكون طريقة للوصول إلى حالة العمل الجماعي الذكي التي ستعطيكم الميزة التنافسية التي تسعون إليها.

الإصغاء الفعّال

كم مرة سبق لك أن وجدت نفسك تخوض حديثاً مع شخص ما وتجد بأنك مضطر إلى إعادة نفس المعلومات أمام ذلك الشخص ذاته مراراً وتكراراً؟ غير أن الفرق العظيمة مؤلفة من أشخاص يجيدون الإصغاء.

هذا درس تعلمته من جيري غرينستين، الرئيس التنفيذي السابق لشركة "دلتا للطيران" (Delta Air). أتذكر المرة التي اجتمعنا فيها مع مجموعة من المستشارين الماليين، وكان غرينستين، على عادته، منكبّاً على تسجيل ملاحظاته. ولم أفكر كثيراً في الأمر، لأنه غالباً ما كان يدوّن الكثير من الملاحظات. ولكن في أعقاب الاجتماع، وصف أحد كبار المستشارين كيف أن من النادر أن تجد مديراً تنفيذياً "يعترف بأنه لا يعرف كل شيء" من خلال تدوينه للملاحظات. فقد ترك فعله ذاك أكبر الانطباعات الإيجابية لدى هذا المستشار.

وهذا هو السبب الذي يدفعني الآن، وفي كل اجتماع أحضره تقريباً إلى اصطحاب دفتر للملاحظات معي لتدوين الملاحظات عليه لكي أرسل تلك الرسالة نفسها إلى أي شخص قد يتحدث في حضرتي. وإضافة إلى ذلك، فقد اكتشفت بأنك عندما تدون الملاحظات، يمكنك المتابعة مع الشخص بسهولة أكبر بحيث إنك تدعه يعرف ما الذي سمعته، وما الأسئلة الاستيضاحية التي قد تكون لديك. وعندما يبدأ أعضاء الفرق بالإصغاء بفعالية إلى بعضهم البعض، فإن الجميع يصبحون أذكى.

تقديم الآراء الصحيحة إلى الآخرين وقبول هذه الآراء الصريحة منهم

يحتاج العمل الجماعي إلى الكثير من التواصل. وليس من الضروري أن يكون هذا التواصل متكرراً ودائماً. ولا يكفي الانتظار حتى نهاية العام، على سبيل المثال، لتقديم الآراء بخصوص أداء شخص معين. يجب أن يكون هناك انسياب مستمر في المعلومات بين أعضاء الفريق ومعظم احتياجاتهم إيجابية. كما يجب تشجيع أعضاء فريقك على تهنئة بعضهم البعض بعبارة من قبيل "أحسنت صنعاً"، أو شكر بعضهم البعض أكثر من توجيه الانتقادات فيما بينهم.

وفي نفس الوقت، يتعين على الأفراد أن يكونوا مستعدين لمواجهة الحقائق الدامغة المتعلقة بأدائهم، دون أن يميلوا إلى اتخاذ موقف دفاعي. وينبغي على أعضاء الفريق تبني فلسفة ترتكز على قبول النقد الموجه من الآخرين إلى عملهم، دون اعتباره نقداً شخصياً موجهاً إليهم بالذات. فالفكرة هي أنك ترغب في بناء إحساس بالمساءلة بين صفوف الفريق بحيث يدافع كل واحد منهم عن ظهر زملائه، ولا ينتظر إغماد سكين في ظهره.

اقرأ أيضاً: كيف يتحسّن العمل الجماعي عند مكافأة أفضل الموظفين؟

تقدير مساهمات الفريق، وليس تعزيز الأنانية لدى أفراده

نرغب جميعاً في أن يُنظر إلينا بوصفنا أشخاصاً أذكياء وقادرين، وخاصة في مكان العمل. لكن تقديم مساهمات فعلية إلى الفريق أو المجتمع المحلي هو ما يكسبك النفوذ والثقة فعلياً – وليس قدرتك على التباهي بمدى ذكائك. فالأعضاء العظماء في أي فريق لديهم الاستعداد للاعتراف بأنهم لا يمتلكون كل الإجابات، وإنما هم مستعدون لمناقشة المشاكل والتفكير بجدية من أجل التوصل إلى أفضل الحلول بمساعدة الفريق، عوضاً عن تحمل عبء محاولة تقديم كل الإجابات بمفردهم. وعوضاً عن أن يسعى الأعضاء العظماء في أي فريق إلى تحقيق المكاسب والإنجازات الشخصية، فإنهم يثمّنون مساهماتهم إلى إنجازات المجموعة، ومن خلال فعل ذلك، فإنهم يسهمون في إفساح المجال أمام أنفسهم ويتيحون لأنفسهم المزيد من الفرص.

لقد رأيت هذا الأمر بأم عيني في شركة "ريد هات". فالأشخاص الذين يتعاونون مع زملائهم في العمل الجماعي، غالباً ما يُطلب منهم المشاركة في المشاريع التي تضم أفراداً من عدة أقسام وظيفية في الشركة، الأمر الذي يسمح لهم بالاستمتاع بقدر أكبر من الفرص والتجارب ضمن الأقسام المختلفة للمؤسسة.

عندما تكون قادراً على توظيف أعضاء الفريق القادرين إلى إظهار مهارات مثل هذه، وتدريبهم واستبقائهم في العمل، فهذا الأمر سيساعدك في الحصول على قرارات أفضل وتفاعل أفضل وتنفيذ أفضل وفي نهاية المطاف نتائج أفضل، وهذا شيء ذكي وسيمكنك من تشجيع العمل الجماعي أليس كذلك؟

اقرأ أيضاً:

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي