في عالم اليوم المتسارع النمو، تواجه الشركات العديد من التحديات عندما يتعلق الأمر بإدارة سلاسل التوريد وضمان التدفق السلس للسلع والخدمات، لذلك تعتبر الخدمات اللوجستية أمراً حيوياً لاقتصاد اليوم، إذ إنها بمثابة العمود الفقري لسلاسل التوريد، ما يسهل حركة البضائع عبر الحدود والقارات. فقد بلغت قيمة سوق الخدمات اللوجستية العالمية 12.21 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن تصل إلى 23.02 مليار دولار بحلول عام 2032.
ومع تزايد المنافسة في السوق على الخدمات اللوجستية والنقل، يحاول عدد متزايد من شركات الخدمات اللوجستية والنقل تحقيق التميز التشغيلي للحصول على حصة سوقية للشركة من أجل التنمية المستدامة على المدى الطويل، وإحدى طرق تحقيق التميز التشغيلي هي التوسع في الخدمات وفقاً لمتغيرات السوق عبر إضافة وحدات جديدة لتلبية متطلبات العملاء، مثلما فعلت شركة سال للخدمات اللوجستية، بإضافتها مؤخراً قطاع جديد للتخزين والتوصيل.
تسعى شركة سال منذ تأسيسها في عام 2019 إلى تقديم خدمات متكاملة، لتصبح الشريك الأساسي للشركات، وترافق عملاءها في المراحل كافة، ما جعلها الرائد اللوجستي الوطني في مجال الخدمات اللوجستية وسلاسل الإمداد في السعودية. وتقدم سال خدماتها في قطاع مناولة الشحنات، وتشمل تفريغ الشحنات وتحميلها، وتفكيكها وتخزينها، وتسليمها، حيث تدير سال 95% من حجم سوق مناولة الشحنات الجوية الواردة والصادرة في المملكة. كما تقدم سال الحلول اللوجستية المتكاملة بحراً وجواً وبراً, إذ تقدم مجموعة متكاملة من خدمات الشحن، وخدمات الفسح الجمركي، وخدمات النقل، ومؤخراً اطلقت سال قطاع التخزين والتوصيل الذي تسعى من خلاله إلى تقديم حل لوجستي كامل يمتد من الميل الأول إلى الميل الأخير.
كيف يساعد قطاع التوصيل والتخزين الشركات على زيادة رضا عملائها؟
صنعت سال لنفسها طريقاً في الابتكار يعتمد على إضافة وحدات جديدة وخدمات مضافة مختلفة لتلبية احتياجات العميل، وآخرها هي قطاع التخزين والتوصيل التي أدركت حاجة السوق إليها في ظل نمو التجارة الإلكترونية المتزايد بعد جائحة كوفيد-19، ما زاد أهمية الخدمات اللوجستية بما في ذلك إدارة المخزون، ومعالجة الطلبات، والتخزين، والنقل، والتسليم إلى الميل الأخير، ما دعاها إلى إضافة قسم التخزين والتوصيل.
إذ بات قطاع التخزين والتوصيل إحدى أهم الخدمات التي يبحث عنها العملاء مؤخراً، ووفقاً لتقرير من شركة أي بي إم (IBM)، فإن قطاع التخزين والتوصيل يعد جوهر تجربة العميل، فإذا سارت على نحو صحيح ومرضي، تضمن الشركة عودة عملائها مرة أخرى إليها بدلاً من العودة إلى منافساتها.
تقدم سال خدماتها في القطاع من خلال ثلاث خطوات رئيسية، الأولى هي جمع منتجات العملاء من مصانعهم ومستودعاتهم والموانئ والمطارات، والثانية هي خدمات التخزين والقيمة المضافة، والثالثة توصيل هذه المنتجات من خلال شبكة توزيع تتمتع بمستوى عالٍ من المعايير التشغيلية القادرة على التوصيل في مختلف المناطق ونقاط التسليم، سواء لخدمة شركات (B2B) -الشركات التي تقدم خدماتها إلى شركات أخرى-، وشركات (B2C) -الشركات التي تقدم خدماتها للمستهلكين-.
وتتنوع أنشطة التخزين لتشمل احتياجات العميل كافة لدى سال، فتنقسم إلى خدمات التخزين الأساسية وخدمات القيمة المضافة. فعلى سبيل المثال تشمل خدمات التخزين الأساسية أنشطة مثل التخزين في درجة الحرارة العادية، والتخزين البارد، والتخزين المجمد، وتشمل خدمات القيمة المضافة أنشطة مثل التعبئة والتغليف، وتجهيز الطلب وإعداده، وإدارة المخزون، والتخليص الجمركي. وتتضمن أنشطة التوصيل نقل المنتجات من الميل الأول إلى الميل الأخير.
لماذا تلجأ الشركات إلى جهات خارجية مثل سال لتنفيذ أعمال التخزين والتوصيل؟
يلجأ كل من الشركات الناجحة والعاملين في قطاع التجارة الإلكترونية إلى الاستعانة بمصادر خارجية لتنفيذ عمليات التخزين والتوصيل، ما يوفر عليهم جهداً ومساحة ويزيد من كفاءة أعمالهم وزيادة إيرادتهم، عبر تقليص المساحة المادية اللازمة لتخزين المنتجات جميعها، خاصة للتجار الذين ليست لديهم القدرة على إدارة المخزون عبر عدد من المزايا:
- توفير التكاليف: الاستعانة بشركات متخصصة مثل سال حل فعال من حيث التكلفة لتجار التجزئة في مجال التجارة الإلكترونية. فمن خلال الاستفادة من البنية التحتية والتكنولوجيا والخبرة، سيتمكن التجار أو الشركات من تجنب النفقات الأولية المتعلقة بالتخزين والمعدات والتوظيف.
- انخفاض مجال الخطأ: تخسر شركات كثيرة عملاءها بسبب أخطاء واردة مثل فقدان الطلبات، أو تعبئة عنصر خاطئ، أو حتى إضافة عنوان خاطئ للتوصيل، إذ تتراوح تكلفة خطأ التوصيل أو الشحن بين 38 و50 دولاراً، دون تكاليف خدمة العملاء. لذلك يقلل الاستعانة بشركات خارجية هامش الخطأ، وبالتالي انخفاض التكلفة.
- العمليات الإدارية المنظمة: مع نمو عملك وتطوره، تصبح لوجستيات التخزين والتوصيل أكثر تعقيداً وتستغرق وقتاً طويلاً، لذلك إذا اختارت الشركات تنفيذ هذه العمليات داخل الشركة، فستضيف إلى أعمالها المزيد من المهام الإدارية المرتبطة بها.
- تعزيز عمليات الإرجاع: بعض الصناعات، مثل الأزياء وتجارة التجزئة، لديها حالات عوائد أعلى. يمكن إرسال البضائع المرتجعة إلى المستودع بدلاً من الشركة، ما يمنح أصحاب المتاجر المزيد من المرونة مع وجود مشكلات أقل في المعالجة.
- قابلية التوسع: تتيح شركات مثل سال قابلية أكبر للتوسع مع عملائها، ومع زيادة مبيعات التجارة الإلكترونية، يمكن لسال استيعاب كميات أكبر من الطلبات دون الحاجة إلى استثمارات كبيرة في البنية التحتية من تجار التجزئة، ما يسمح لهم بالنمو دون التقيد بالقيود المادية.
- التركيز على الكفاءات الأساسية: تتيح الشراكة مع الشركات المتخصصة في التخزين والتوصيل للشركات التركيز على كفاءاتها الأساسية، مثل التسويق وتطوير المنتجات وخدمة العملاء عبر التخلص من تعقيدات إدارة المخزون وشحن الطلبات.
ما فعلته شركة سال هو أمر ضروري في قطاع الخدمات اللوجستية تحديداً، إذ أفادت دراسة لشركة آرثر دي ليتل (Arthur D. Little) بأن صناعة الخدمات اللوجستية بحاجة إلى التركيز على الابتكار لتحسين الأداء، في ظل التغيرات الهيكلية في الصناعة التي تؤدي إلى سلاسل توريد أكثر تعقيداً على نحو متزايد، مؤكدة ضرورة تمحور الخدمات اللوجستية حول العميل.