يتعرّف عدد من الموظفين إلى مدراء مدرائهم عند التوظيف ثم سرعان ما تنقطع الصلة بينهم. فهل يعرف مدير مديرك ما أنجزته مؤخراً؟ وما رأيه فيك؟
إذا لم تستطع الإجابة عن هذين السؤالين فعليك أن تدرك أن التعرّف إلى هذا القائد قد يساعدك على تحقيق تقدّم في حياتك المهنية. يتمتع مدير مديرك بمنظور أوسع عن المؤسسة مقارنة بمنظورك (أو منظور مديرك)، ولديه اطّلاع على المشاريع المستقبلية سواء تعلق الأمر بالمنتجات الجديدة أو المهام المحتملة. بإمكانك أنت أيضاً تطوير ذلك المنظور من خلال بناء علاقة مع هذا المدير.
أستطيع أن أذكر أمثلة عدّة عن المناسبات التي كان فيها مدير مديري عنصراً مؤثراً في حياتي المهنية. في بدايات مساري المهني على سبيل المثال رتّبت لي مديرتي تدريباً على مهارة العرض التقديمي مع مديرها. وتمكّنتُ بفضل إشرافه من تبليغ وجهة نظري بوضوح وتعلّمت التحقّق من الدقة الشاملة للعرض التقديمي. في أثناء ذلك عبّر مدير مديرتي عن اهتمامه بالمشروع الذي قدمته في العرض وتابعه ليعرف كيف أنجزته. واستطعنا من خلال هذا التفاعل المستمر أن نطوّر علاقة وثيقة. وذات مرة خلال مناقشة عمليات الاندماج في الشركة عبّرتُ لمدير مديرتي عن اهتمامي بدورة تدريبية حول موضوع تأثير عمليات الاندماج في الموظفين. لم تكن مديرتي المباشرة مهتمة بهذا الموضوع لكنّ مديرها كان مهتماً به. فشجّعني على تلقّي هذه الدورة التدريبية. تعلّمت خلالها أسباب نجاح عمليات الاندماج ونقلت المعلومات التي حصلت عليها إليه. بعد سنة حصلت على وظيفة جديدة مهمّة حيث أصبحت ممثلة قسم الموارد البشرية في فريق عمليات الاندماج والاستحواذ.
كان تطوير هذه العلاقة مع مدير مديرتي ذا أثر إيجابي في حياتي الحياة المهنية. فكيف يمكنك إذاً أن تتعرّف إلى مدير مديرك لا سيّما إذا كان اللقاء به أمراً صعباً؟ إليك بعض الاقتراحات.
تواصلْ معه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة
اغتنم أيّ فرصة للتواصل معه. عندما يحصل على ترقية أو تكريم أرسل له رسالة تهنئة. إذا وجدت مقالاً أو كتاباً ذا صلة بالعمل فأرسل نسخة إلى مديرك واسأله إن كان يعتقد أن مديره سيرغب في نسخة هو أيضاً. حاول أن تجد فرصاً لطرح بعض الأسئلة عليه. اسأل مثلاً عن الجهات التي قد تحتاج إليها لإنجاز عملك، أو الدورات التدريبية التي عليك الاستفادة منها. اسأل مديرك أولاً عن ذلك، ثم استفسر إن كان لدى مديره اقتراحات إضافية.
عزّز فرص ظهورك في الشركة
سيؤدي تعزيز ظهورك إلى بروز أدائك على نطاق واسع في الشركة. من بين أفضل الطرق لتحقيق ذلك التطوّع في فريق متقاطع الوظائف أو فريق عمل. أرسل تحديثات دورية حول سير عملك مع هذا الفريق إلى مديرك، واطلب إرسال نسخة منها إلى مديره أيضاً. قد يبدو تطوّعك هذا عملاً إضافياً، لكنه فرصة لتوسيع شبكة علاقاتك الداخلية وتعزيز سمعتك في الشركة.
على سبيل المثال تطوّعتْ إحدى موظّفات خدمة العملاء اللواتي أشرفت عليهنّ للمشاركة في إنجاز المشروع المجتمعي السنوي للشركة التي تعمل بها. درست هي وفريقها خيارات عدّة ثم قرروا تبنّي نشاط معين، وأدركوا أنهم بحاجة إلى مبلغ إضافي في الميزانية يقدّر بنحو 2,000 دولار. قدمت هذه الموظّفة عرضاً تقديمياً أمام نائب رئيس قسم العلاقات العامة والرئيس التنفيذي للشؤون المالية ورئيس الشركة للحصول على التمويل الإضافي. لم تحصل هي وفريقها على هذا المبلغ الإضافي فحسب، بل حظيت باهتمام نائب رئيس قسم العلاقات العامة الذي عيّنها في منصب آخر في العام نفسه.
حقّق النتائج التي ستلفت انتباه مدير مديرك
عليك أن تحقّق شهرة بين عملائك، الداخليين والخارجيين، وترسل أيّ ثناء تتلقاه منهم إلى مديرك. سيحرص مديرك دون شك على تبليغ هذه الملاحظات الإيجابية إلى مديره لأن نجاحك ينعكس إيجابياً عليه، وهو حريص على أن يلفت انتباه مديره أيضاً. من المعتاد تقييم الموظفين باستخدام ردود الزبائن على قسم خدمة العملاء، لكن يمكن للموظفين العاملين في مجال الماليات أو الموارد البشرية أو تكنولوجيا المعلومات استخدام هذا النهج أيضاً.
لن تمكّنك هذه الخطوات الثلاث من التواصل بسهولة أكبر مع مدير مديرك فحسب، بل ستساعدك أيضاً على التواصل بفعالية أكبر وتحقيق التقدم في حياتك المهنية. فعندما تكون ناجحاً في عملك وتتمتّع بمكانة جيدة لدى مديرك المباشر فمن المرجّح أن ينتبه إليك أيضاً القادة الذين يشرفون عليه.