10 مهارات ضرورية لمدراء المشاريع في المستقبل القريب

5 دقيقة
مدراء المشاريع

ملخص: المهارات التقليدية لمدير المشروع، مثل حوكمة المشروع ومنهجية إدارة المشروع، ليست كافية لتلبية احتياجات المؤسسات المتغيرة باستمرار.  أجرت شركة غارتنر (Gartner) دراسة استقصائية مؤخراً شملت 373 من قادة إدارة المشاريع لتحديد مهارات "الجيل المقبل" بدءاً من المعرفة المؤسسية حتى المهارة المالية التي تمتلك تأثيراً كبيراً جداً في الأداء. كما حددت 3 أدوار مستقبلية لمدير المشروع، وهي دور المعلم، دور المُصلح، ودور المنسق، وكلها تسلط الضوء على الجوانب الإنسانية الفريدة لإدارة المشروع والتي تتجاوز أداء مهام إدارة المشروع المتفرقة المتكررة.

توصلت الأبحاث إلى 10 مهارات سيكون لها في المستقبل القريب تأثير كبير جداً في الأداء.

يدور جدل محتدم حول مستقبل وظيفة مدراء المشاريع بسبب تحولات عدة في آليات عمل المؤسسات.

  • توصلت أبحاث شركة غارتنر إلى أن الشركات تتبنى على نحو متزايد نماذج التطوير السريع ونماذج إدارة المنتجات، حيث يُسلم 44% من المشاريع عبر نماذج سريعة و39% منها عبر نماذج المنتجات.
  • باتت أنشطة إدارة المشاريع التقليدية، مثل التحقق من المتطلبات والحفاظ على نطاق المشروع وقياس الفوائد، مسؤولية فِرق التسليم المستقلة (أي الفرق المتعددة التخصصات المسؤولة عن نتائج الأعمال) مثل الفرق التي تعمل بمنهجية سكرم التعاونية (scrum) والفرق التي تعمل بمنهجية فيوجن التعاونية (Fusion).
  • علاوة على ذلك، أدى تطور التكنولوجيا الحديثة -وبخاصة الذكاء الاصطناعي التوليدي- إلى القدرة على أتمتة العديد من مهام مدير المشروع، مثل تتبع توظيف الموارد وإنشاء دراسة الجدوى.

ثمة دليلان مرجعيان شائعان لإدارة المشاريع، هما دليل سكرم (Scrum Guide) ودليل سافي المرجعي (SAFe Reference Guide) يحذفان دور مدير المشروع تماماً.

ومع ذلك، تشير دراسة استقصائية عالمية أجرتها مؤسسة غارتنر مؤخراً إلى أنه من المتوقع أن تكون وظيفة مدير المشروع إحدى أسرع وظائف مكتب إدارة المشاريع (PMO) نمواً في العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة. ستبقى الحاجة إلى مدراء المشاريع، لكن كيف يمكنهم الاستمرار في تقديم قيمة في سياق متغير؟

10 مهارات ضرورية للجيل المقبل من مدراء المشاريع

يؤدي مدراء المشاريع دوراً حاسماً في هذه البيئة الجديدة، إذ يجب على فرق التسليم المستقلة معالجة التحديات المعقدة، مثل تجاوز الحواجز التنظيمية، وإدارة علاقات الارتباط الغامضة بين مختلف عناصر المشروع، وتحقيق أفضل تعاون ممكن فيما بينها. يقدم الذكاء الاصطناعي فوائد واعدة لإدارة المشاريع، لكن الآلات لن تكون قادرة أبداً على تقليد الجوانب الإنسانية الفريدة للوظيفة، مثل بناء العلاقات وإدارة العلاقة مع أصحاب المصالح.

ومع ذلك، فإن المهارات التقليدية لمدير المشروع، مثل حوكمة المشروع ومنهجية إدارة المشروع، لن تكون كافية لتلبية احتياجات المؤسسات المتغيرة باستمرار. وتتوقع شركة غارتنر أنه بحلول عام 2026، سيعاد تصميم ثلثي مهارات مدراء المشاريع ووظائفهم لتلبية احتياجات سياق عملهم الجديد.

لفهم المهارات التي يحتاج إليها مدراء المشاريع اليوم لتحقيق النجاح، استطلعنا آراء 373 من قادة إدارة المشاريع وحددنا 10 مهارات "للجيل المقبل" لها تأثير كبير في الأداء. وتبين أن مدراء المشاريع الذين يتقنون هذه المهارات أكثر فعالية بمقدار 1.4 مرة في تحقيق النتائج الرئيسية للأعمال والأهداف الوظيفية. بالإضافة إلى ذلك، فقد توصّلت أبحاثنا إلى أن هذه المهارات كانت أكثر تأثيراً بكثير من خبرة العمل المؤسسي أو شهادات إدارة المشاريع الرسمية. وتشمل مهارات الجيل المقبل الآتي:

  • المعرفة المؤسسية
  • مهارة التعامل مع البيانات
  • العمل التعاوني مع الأقسام المختلفة
  • صناعة القرار
  • الاستعداد لاستكشاف التكنولوجيا الجديدة وتبنّيها
  • المهارة المالية
  • الخبرة في إجراءات العمل والإطارات العملية (أي تحسين العمليات التجارية والمنهجية السريعة وإدارة التغيير المؤسسي وإدارة المخاطر)
  • التركيز على العملاء
  • عقلية النمو
  • القدرة على تدريب الفرق وتحفيزها

المعرفة المؤسسية والعمل التعاوني مع الأقسام المختلفة والتركيز على العملاء مهارات ضرورية في سياق التسليم السريع المرتكز على المنتج، حيث تتضمن طبيعة العمل تجاوز الحواجز التنظيمية وتقديم قيمة على مستوى المؤسسة برمتها. على سبيل المثال، يتطلب إنشاء تطبيق جوال وصيانته التنسيق عبر العديد من وحدات الأعمال المختلفة والأقسام الداخلية مثل قسمي الماليات وسلسلة التوريد من أجل توفير تجربة سلسة للعملاء. يتعامل مدراء المشاريع مع عدد متزايد من العملاء وأصحاب المصالح، لذلك يجب عليهم العمل بنطاق أوسع وعلى نحو استراتيجي أكبر لتحقيق أقصى قدر من قيمة الأعمال.

علاوة على ذلك، نتوقع أن تكتسب مهارتي التعامل مع البيانات والاعتماد الرقمي أهمية أكبر بمرور الوقت. لقد وصلنا إلى منعطف تجمع فيه المؤسسات كميات ضخمة من البيانات ومعدل تقدم التكنولوجيا فيه يفوق قدرة الموظف العادي على الاستفادة منها.

3 أدوار لمدير المشروع تركز على المستقبل

حددت شركة غارتنر ثلاثة أدوار بالغة الأهمية يمكن لمدراء المشاريع تأديتها لتلبية احتياجات المؤسسات المستقبلية، وهي دور المعلم، ودور المُصلح، ودور المنسق. في بعض الأحيان، قد يحتاج مدراء المشاريع إلى تأدية عدة أدوار في الوقت نفسه لتلبية احتياجات أقسام مختلفة في المؤسسة.

المعلم: للمؤسسات التي تخطو خطواتها الأولى في رحلتها الرقمية.

يساعد مدير مشروع المعلم في تعزيز الكفاءات التي تحتاج إليها فرق التسليم الموزعة في أقسام مختلفة لتحقيق النجاح. وهو ماهر في تدريب الأفراد والفرق وتحفيزهم؛ وفي عمليات إدارة المشروع وأطر عمله؛ واعتماد تقنيات جديدة. ولديه مهارات تواصل قوية تمكّنه من تدريب أصحاب المصالح بفعالية على مجموعة واسعة من المفاهيم المعقدة، مثل الأنشطة التنظيمية وأنشطة الامتثال.

هذا النمط من مدراء المشاريع ذو قيمة خاصة بالنسبة إلى المؤسسات التي لديها مالكو منتجات غير متمرسين نسبياً في دورهم. يمكن للمؤسسات التي ليس لديها نسبة 1 إلى 1 صارمة من مالكي المنتجات إلى فرق التسليم أن تستفيد أيضاً من مدراء المشاريع المعلمين الذين يمكنهم التحرك بسهولة أكبر عبر فرق متعددة لضمان تركيزهم بقوة على تحمل المسؤولية المشتركة ونتائج المؤسسة، بدلاً من الجدال حول المسؤولية أو النتائج.

المصلح: للمؤسسات التي تسعى إلى تعزيز كفاءتها في التسليم.

يمكن للمؤسسات التي تواجه مشكلات في سير العمل وإدارة المحافظ الاستثمارية المعقدة الاستفادة من دور مدير المشروع المُصلح في تحديد تلك المشكلات وحلها والتخفيف من آثارها.

مدراء المشاريع المصلحون بارعون في العمل التعاوني مع الأقسام المختلفة وصناعة القرار والمهارة المالية. يستطيع المصلح معالجة المشكلات المعقدة بطرق إبداعية، وتحديد المخاطر وإدارتها على مستوى مشروع واحد أو محفظة استثمارية، والعمل على محافظ استثمارية معقدة.

يمكن للمؤسسات التي تخضع لعملية التحول الرقمي أو تغيير نماذج التشغيل الاستفادة من مدير المشروع المصلح. وكذلك الأمر بالنسبة للمؤسسات التي تعتمد كثيراً على التفاعل بين الأقسام المختلفة والتي ترى أن تنفيذ التسليم يعاني نقصاً في إسهام شركاء الأعمال والتوافق معهم.

المُنسق: للمؤسسات التي تحتاج إلى تحسين التنسيق بين أقسامها.

تحتاج مبادرات التحول الرقمي في المؤسسات إلى مدراء مشاريع قادرين على إدارة مستويات عالية من التعقيد ودعم فرق التسليم في بيئة محدودة الموارد. مدراء المشاريع المنسقون أمناء حقيقيون على موارد المؤسسة وأفكارها، ويضمنون تسليم العمل وفقاً للأولويات الصحيحة.

مدراء المشاريع المنسقون خبراء ماهرون في التعامل مع البيانات والتركيز على العملاء والمعرفة المؤسسية. يجمعون معلومات وأفكاراً متنوعة، ويوجهونها بما يتوافق مع الضرورات الاستراتيجية، ويحولونها إلى إجراءات قابلة للتنفيذ. يتمتع المنسق أيضاً بمعرفة مؤسسية قوية ومهارات التعامل مع أصحاب المصالح المتعددين، مع خبرة خاصة في العمل على محافظ استثمارية معقدة جداً، خاصة تلك التي تضم أصحاب مصالح متفرقين.

المؤسسات التي تحقق أكبر استفادة من المنسقين هي تلك التي تركز على المبادرات الموجهة للعملاء. ويمكن للمؤسسات التي تواجه صعوبات في إدارة القدرات أو اتخاذ القرارات بشأن توزيع الموارد على الأقسام المنفصلة أن تحصل أيضاً على مزايا كبيرة.

إن تنمية مدراء المشاريع لإبراز مجموعة مختلفة من المهارات وأداء أدوار جديدة لن يحدث بين عشية وضحاها. لإعداد مدراء المشاريع الناجحين في بيئة الأعمال اليوم، تحتاج المؤسسات إلى الاستثمار في مبادرات التدريب والتنمية التي تركز على مهارات الجيل المقبل العشر.

ما يلفت الانتباه في مهارات الجيل المقبل ليس أنها جديدة في حد ذاتها؛ بل إنها تسلط الضوء على الجوانب الإنسانية الفريدة لإدارة المشروع والتي تتجاوز أداء مهام إدارة المشروع المتفرقة المتكررة.

على مدراء المشاريع بطبيعة الحال معرفة طرق دراسة الجدوى وإنشاء التقارير. لكن حكمتهم في صناعة القرار -سواء كان ذلك يتعلق بالأشخاص أو البيانات أو التكنولوجيا- وقدرتهم على إحداث تأثير يتجاوز نجاحهم الشخصي ويمتد إلى المؤسسة برمتها من خلال التدريب الذي يقدمونه وبناء العلاقات هو ما يميز مدراء المشاريع من الجيل المقبل.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي