3 خطوات عملية لتُصبح مفكراً استراتيجياً

3 دقائق
فاهيت أوزالب/ غيتي إميدجيز

نمّ هذه السلوكيات الأساسية.

بعد أن ساعدت أكثر من ربع مليون مدير على مدار العشرين عاماً الماضية على صقل قدرتهم على التفكير الاستراتيجي، أدركت أن العديد من القادة ذوي الإمكانات الرائعة يُصنفون بطريقة غير عادلة على أن تفكيرهم "مرحلي، وليس استراتيجياً"، ما يؤدي إلى تعثر مسار حياتهم المهنية. لعقود مضت، كان تحديد إذا ما كان تفكير أحدهم مرحلياً أم استراتيجياً مجرد تخمين شخصي يعتمد على ألقابه الوظيفية والحدس الذاتي والملاحظة غير الموضوعية.

أخبرني رؤساء تنفيذيون وقادة إدارة المواهب بأنهم بحاجة إلى خطة توجيهية سلوكية محددة لمساعدة الموظفين ذوي الإمكانات المميزة على الانتقال من التفكير المرحلي إلى التفكير الاستراتيجي. ولتصميم تلك الخطة التوجيهية، استقصيت آراء 2,586 مديراً من أميركا الشمالية وأوروبا وإفريقيا وآسيا لفهم التحديات الحقيقية التي واجهوها في تطوير استراتيجياتهم وشرحها وتنفيذها. حددت 3 سلوكيات أساسية يمكن لأي شخص وُصِف تفكيره بأنه "مرحلي وليس استراتيجياً" العمل على تنميتها.

الحنكة

تتعلق الحنكة بآلية التفكير؛ أي القدرة على فهم الموقف، والخروج بأفكار جديدة للانتقال من الحالة المرحلية إلى الحالة المستقبلية المطلوبة، والتغلب على التحديات لإحداث قيمة جديدة. تتكون الحنكة من ثلاثة مكونات أساسية:

  • فهم السياق الذي يزودك بالمعلومات اللازمة لرؤية الصورة كاملة. عندما تفهم وضعك الداخلي (ثقافة الشركة وغايتها وسير العمليات وما إلى ذلك) والوضع الخارجي (اتجاهات السوق وسلوك العملاء والمشهد التنافسي وما إلى ذلك) ستكون قادراً على تخصيص الموارد لتحقيق أهدافك.
  • البصيرة التي تشير إلى قدرتك على استخلاص العبر استناداً إلى فهمك للسياق، وتتطلب حب الاطلاع وعقلية استكشافية. والسمة الرئيسية للمفكرين الاستراتيجيين هي التزامهم بتسجيل أفكارهم وتصنيفها وتبادلها وتدبرها باستمرار.
  • الابتكار الذي يحدث عندما توظف فهمك للسياق وأفكارك لإحداث قيمة جديدة، وينبع غالباً من التفكير في التغلب على التحديات أو حل المشكلات.

لتقييم حنكتك، اسأل نفسك الآتي:

  • هل أُقيّم وضع أعمالي بانتظام، سواء من المنظور الداخلي أو الخارجي؟
  • هل أتبادل أفكاراً مهمة مع فريقي؟
  • عند حل المشكلات، هل ألتزم بحلول مجربة ومثبتة، أم أبحث عن أساليب جديدة؟

تخصيص الموارد

يتعلق تخصيص الموارد بطريقة التخطيط، إذ يحدد المفكرون الاستراتيجيون الأهداف ويوزعون الموارد ويدركون المخاطر والتنازلات عند صناعة القرارات، ويميزون عملهم من خلال تقديم قيمة متفوقة. تعتمد فعاليتك على المكان الذي تستثمر فيه مواردك، مثل الوقت والمهارات ورأس المال، وتتطلب المكونات الآتية:

  • القدرة على تركيز الموارد: الموارد محدودة عموماً، وفي حال لم تُدر بحكمة ستتشتت وتفقد تأثيرها في تحقيق أهدافك وغاياتك. يتطلب النهج الاستراتيجي القدرة على تركيز الموارد، والشجاعة لتقديم التنازلات، والحرص على توافق استخدام الموارد مع الأهداف الاستراتيجية.
  • صناعة القرار: لا يكتفي المفكرون الاستراتيجيون بالخيار الأساسي الافتراضي بوصفه نقطة البداية في عملية صناعة القرار، بل ينتجون مجموعة من البدائل القابلة للتطبيق. ثمة تنازلات في كل قرار، لذا يحللون إيجابيات كل البدائل وسلبياتها، بالإضافة إلى مستوى المخاطر المقبولة.
  • الميزة التنافسية: الهدف المركزي للاستراتيجية هو تحقيق المكاسب أو الأرباح أو الفوائد. تتشكل الميزة التنافسية عندما يؤدي مزيج موارد الفرد وأنشطته إلى تقديم قيمة متفوقة للعملاء مقارنة بالمنافسين، وبمجرد تحقيق الميزة يواصل المفكر الاستراتيجي تطويرها باجتهاد كي يبقى في صدارة المنافسة.

ولمعرفة إذا ما كنت تخصص الموارد بفعالية، اسأل نفسك:

  • هل أنقل الموارد على نحو استباقي من المجالات ذات الأداء الضعيف إلى المجالات ذات الإمكانات الكبيرة؟
  • هل أقضي وقتي في الأنشطة التي تتوافق مع أهدافي؟
  • كيف أقيّم نفسي مقارنة بمنافسيّ؟

التنفيذ

يتعلق التنفيذ بالإجراءات، وما إعداد استراتيجية العمل إلا خطوة واحدة فقط؛ لكن طريقة تنفيذ استراتيجيتك تحدد نجاحها، وذلك يتطلب القدرة على التعاون مع الآخرين وتنفيذ الاستراتيجيات لتحقيق الأهداف وتحسين الأداء الشخصي.

  • التعاون هو قدرتك على العمل مع الآخرين لتبادل المعرفة والبيانات والأفكار التي تساعد على تعزيز تقدمك نحو هدف محدد. تعد مهارات التواصل اللفظية والبصرية والكتابية ضرورية للتعاون الناجح، بالإضافة إلى القدرة على الإصغاء دون إصدار أحكام، لأنها تتيح لك التفاعل بعقلية متفتحة تتقبل مسارات جديدة ومختلفة للتقدم.
  • التنفيذ الذي يتضمن التوظيف المنضبط للموارد لتحقيق أهدافك. ويتطلب التركيز والانضباط للتصدي للتدفق المستمر للمشوشات ومشتتات الانتباه والفرص الزائفة التي يمكن أن تحرفك عن مسارك. يعتبر التنفيذ في الغالب خطوة مرحلية، إلا أنه يحتوي على عنصر استراتيجي مهم، لأن عدم تنفيذ الأفكار سيؤدي إلى عدم الاستفادة منها وفقدان قيمتها.
  • الأداء الشخصي هو إدارة وقتك وطاقتك وعقليتك لتحقيق النتائج المرجوة. والعمل الاستراتيجي يعني تمتعك بالمرونة اللازمة للتكيف مع الظروف المتغيرة وبعقلية منفتحة على التغيير السريع للتغلب على التحديات وصياغة مسارات جديدة لتحقيق الأهداف.

لتقييم مهاراتك في التنفيذ، اسأل نفسك:

  • ما مدى استعداداي لبدء تنفيذ الاستراتيجية عندما يحين وقتها؟
  • هل أسأل الآخرين عن أهدافهم في بداية النقاشات؟
  • هل أُشتت بسهولة بسبب العقبات الأخرى على الطريق؟

عندما نعرّف الاستراتيجية على أنها امتلاك رؤية تؤدي إلى إحداث ميزة، سنتمكن من تقييم مستوى قدرتنا على وضع الاستراتيجية وتنفيذها. الحنكة وتخصيص الموارد والتنفيذ؛ أي القدرة على التفكير والتخطيط والعمل، هي ما يميز المفكرين الاستراتيجيين، وهي سلوكيات يمكن تعلمها وتطبيقها لتقديم قيمة متفوقة. الجمال مسألة نسبية تعتمد على الناظر، لكن الاستراتيجية تترجم بالأفعال.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي