أحد الأشياء التي يمكن أن تُربك الموظفين، حتى إن كانوا محنّكين، هو إجراء محادثة ودّية مع شخص أعلى في المنصب الوظيفي مثل رئيس مجلس الإدارة الشركة.
عندما تتحدث مع شخص لديه سلطة عليك، سواء كان مدير مديرك أو الرئيس التنفيذي، تصبح كلمة "ودّية" نسبية، فأي شيء يشمل شخصاً أعلى منك مرتبة يمكن أن يكون له تأثير كبير، ويمكن أن تكون المحادثة معه محفوفة بالمخاطر ولكنها قد تكون أيضاً فرصة رائعة لك: المخاطر ناتجة عن الخوف من قول شيء خاطئ، وتنشأ الفرصة لأنك تستطيع أن تكشف للآخرين عن بُعد جديد من شخصيتك.
يمكنك زيادة احتمالات النجاح إذا كنت مستعداً، لذلك خطط لما ستقوله للمدير ذي المرتبة الأعلى. هذا ممكن حين تعلم أن الرئيس التنفيذي قادم لزيارة قسمك، أو إذا أتيحت لك الفرصة للدردشة معه في تجمّع يضم جميع الموظفين. إليك ما يمكنك فعله.
استعد جيداً
اعرف الموضوعات التي يركز عليها فريق الإدارة العليا، فمن المفترض أن يكون كل شخص في الشركة على عِلم بالأولويات الاستراتيجية، لذلك احرص على أن تكون على عِلم بها أيضاً. فكّر فيما ستقوله لشخص أعلى منك مرتبة إذا قابلته شخصياً. جهز رسالة أساسية حول مشاريعك ومسارك المهني ونفسك، وهذه ممارسة جيدة سواء قابلت هذا الشخص أم لا. أخيراً، إذا كان اللقاء ذا طابع اجتماعي أكثر، فربما من الأفضل أن تحاول معرفة اهتماماته أو هواياته أو الألعاب الرياضة التي يحبها أو أنشطته التطوعية.
تصرَّف على سجيتك
عندما يُقدّمك أحدهم للقائد الأعلى مرتبة، انظر في عينه عند مصافحته وابتسم وتصرَّف على طبيعتك، ولا تتردد في طرح أسئلة حول ما يحدث في الشركة، وتحدث عما تعمل عليه إذا كان ذلك مناسباً. هذه هي فرصتك لاستخدام رسائلك التي أعددتها، فاحرص على التحدث بإيجاز وفي صلب الموضوع.
ادرس الموقف
استمر في التحدث إذا كان المدير مهتماً، وإذا لم يكن كذلك، فاشكره على وقته في محادثتك وامضِ قُدماً، حتى إذا لم تُتَحْ لك الفرصة لاستخدام رسائلك الأساسية. ففي بعض الحالات، يكون التحلي بالذوق والكياسة أهم مما تود قوله. فالإسهاب في حديث لا يهتم به أحد يشير إلى أنك تفتقر إلى الوعي الذاتي؛ فمعرفة متى يجب إنهاء المحادثة تدل على فهمك الجيد للموقف.
من الجيد أن تجري هذا التحضير عندما تعلم مسبّقاً باحتمال أن تقابل أحد كبار المسؤولين التنفيذيين أو أحد أعضاء مجلس الإدارة، ولكن ماذا عن اللقاءات التي تحدث مصادفة، في المطار أو في مناسبة اجتماعية أو حتى حدث رياضي مثلاً؟ لحسن الحظ أن ما يصلح للقاءات المخطط لها مسبقاً يصلح للقاءات غير المخطط لها. افترض فحسب أنك ستقابل قريباً أحد كبار المسؤولين بالصدفة، وحضِّر لهذا اللقاء كما تفعل في اللقاءات المتوقعة، وسيؤتي هذا التحضير ثماره في سياقات أخرى أيضاً، مثل اجتماعات الفريق أو المحادثات مع العملاء.
لهذا السبب يجب أن تتدرب على إيصال رسائلك الأساسية من وقت لآخر، في أثناء ذهابك إلى العمل مثلاً. يمكنك أيضاً التدرب عن طريق تسجيل حديثك وأنت تتدرب على هاتفك المحمول، فقط لترى كيف تبدو طريقة حديثك. سيمنحك هذا التدريب الثقة بأن لديك ما يلزم لإجراء محادثة واضحة ومترابطة مع مَن هم في السلطة.
إحدى قصصي المفضلة عن ونستون تشرشل، المأخوذة من "كتاب حكايات بارتليت" (Bartlett’s Book of Anecdotes)، هي حول لقائه مع طيار نيوزيلندي شاب خلال الحرب العالمية الثانية. كان الطيار قد زحف خارج قمرة قيادة قاذفة قنابل اشتعل محركها، وأطفأ النيران. عندما التقى تشرشل بالشاب لاحظ توتره، فقال له: "لا بد أنك تشعر بالخجل الشديد والحرج في وجودي". وعندما قال إنه كذلك، أجاب تشرشل: "إذاً لك أن تتخيل مدى الخجل والحرج اللذين أشعر بهما في وجودك".
فكبار القادة بشر قبل أن يكونوا مسؤولين تنفيذيين، ولا تنس قدراتك، وأن إجراء محادثة خفيفة يمكن أن يكون له تأثير كبير على مستقبلك المهني.