كيف تقوي علاقاتك مع معارف المؤتمرات؟

4 دقائق
كيف تقوي علاقاتك المهنية
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

كيف تقوي علاقاتك المهنية بشكل صحيح؟ يتطلب حضورك مؤتمر ما قيامك بعدة أنشطة من قبيل السفر إلى الوجهة المقصودة والانخراط في أنشطة التعارف لعدة أيام دون توقف، ثم العودة إلى المنزل لتفقد البريد الإلكتروني الذي يكون قد خرج عن نطاق السيطرة أثناء غيابك وامتلأ بالرسائل الواردة التي تنتظر الرد. أما على صعيد العمل، فمعظمنا يهرع للحاق بما فاته أثناء فترة الغياب ولا يكترث لمتابعة التواصل مع الأشخاص الذين تعرف عليهم للتو في المؤتمر. هذا هو الواقع العام وهو ينطبق بشكل أخص في حالة الموظفين الانطوائيين الذين تُرهقهم عملية التواصل برمتها.

كيف تقوي علاقاتك المهنية في المؤتمرات؟

لكن بجهد بسيط، يمكنك أن تجني فوائد على المدى الطويل تضمن بها عدم إهدار هذه الأوقات المرهقة التي قضيتها في التواصل وجهاً لوجه. إليك فيما يلي إطار عمل لهيكلة المتابعة بعد انقضاء المؤتمر لتعظيم فرص تحويل معارفك الجديدة إلى علاقات مهنية ذات مغزى:

أولاً: خصص وقتاً للجمع والاستيعاب

ربما غادرت المؤتمر ببطاقات عمل متناثرة في حقيبتك وجيوبك وحقيبة سفرك، إذا لم تنقلها بسرعة إلى أي نظام قاعدة بيانات تستخدمه، فمن المرجح أن تفقدها سريعاً. لا يهم نوع النظام الذي تستخدمه فالأمر يتوقف على تفضيلك الشخصي إذا ما كنت تستخدم تطبيقاً لبطاقات العمل أو تقوم بإضافاتها يدوياً إلى جدول بيانات تقليدي.

ما يهم هو تسجيل البيانات (بما في ذلك تدوين مكان المقابلة حتى لا تنساه مع مرور الوقت)، وكذلك إنشاء قائمة بالأشخاص الذين التقيتهم وتحدثت معهم لكنك لم تحصل على بطاقاتهم. قد يكون العدد كبيراً في حالة أن المؤتمر لم يشجع تبادل البطاقات (فبعض المنظمين يخشون أن يُنظر للمؤتمرات وكأنها “ساحة مبيعات” إن تم ذلك)، أو إن كان لقاؤك موجزاً كمحادثة قصيرة على طعام الغداء. في فيينا، وبعد أن تحدثت في منتدى بيتر دراكر العالمي الأخير، أمضيت ما يقرب من 45 دقيقة في تصفح كتيب البرنامج المدرج فيه أسماء المشاركين وأنا أضع علامات بجانب الأسماء التي أجريت محادثات معها. لم أكن قد تبادلت بيانات الاتصال مع معظمهم، لكنهم ظلوا معارف تستحق الحفاظ عليها.

ثانياً: حدد هدفك من العلاقة

لا يمكنك الاستثمار في جميع المعارف بشكل متساو بالطبع، فكيف تحدد أولويات وقتك؟ قد ترغب في تجاهل بعض المعارف مقدماً منهم، على سبيل المثال، شخص جاءك وعرّف نفسه وأعطاك بطاقته وما لبث أن عرض عليك منتجه أو خدمته لتشتريها. هذا شخص لا يستحق وقتك مستقبلاً.  

لكن معظم العلاقات الجديدة يمكن تصنيفها إلى ثلاثة أنواع هي “أشخاص متنوعون مثيرون للاهتمام” لا يوجد معهم نقطة التقاء واضحة، وأشخاص لديك سبب محدد لاستمرار التواصل معهم، وأشخاص ترغب في بناء علاقة أعمق معهم.

الأشخاص المتنوعون المثيرون للاهتمام

في منتدى دراكر مثلاً، أجريت محادثة لطيفة مع امرأة تعمل كمسؤولة تنفيذية في ميناء فيينا. لا يتقاطع عملي بشكل عام مع عملها، ولكن يسعدني البقاء على اتصال معها لأن تنوع المعارف أمر حسن. على سبيل المثال، في المستقبل، يمكن أن أتخيل حالة افتراضية تعاقدت فيها معي إحدى شركات الشحن للتحدث في مؤتمر تنظمه. حينها، ستكون معرفتك بشخص على دراية باتجاهات القطاع معرفة لها قيمتها وستساعدك في فهم ما يهم العميل. وبالمثل، قد تكون هناك طرقاً غير متوقعة يمكن أن أساعدها بها في المستقبل وأرد لها صنيعها.

لمثل هذه المعارف، أعتمد استراتيجية “الوعي المحيطي” وأرسل طلب صداقة على لينكد إن، وذلك حتى نتمكن من البقاء على اتصال عبر قناة التواصل هذه، فربما تتعرض لمنشوراتي بشكل دوري في آخر الأخبار التي تظهر لديها، والعكس بالعكس. لاحظ أنه من المهم معرفة تفضيلات الشعوب لوسائل التواصل الاجتماعية. بعد منتدى فيينا مباشرة، توجهت إلى موسكو لتدريس برنامج تعليمي تنفيذي، واكتشفت أن معظم الروس لا يملكون حسابات على لينكد إن لأن الموقع محظور هناك بشكل رسمي. كان البديل هو التواصل مع هؤلاء الزملاء على فيسبوك أو إنستغرام.

سبب محدد لاستمرار التواصل

أما بخصوص الحاضرين الآخرين في المؤتمر، فإن مهمتي معهم تكون أكثر وضوحاً بعد أن ذكروا فرص عمل وتعاون محددة (مثل دعوة للتحدث في إحدى الجامعات، أو إلقاء محاضرة في شركة كبيرة، وما إلى ذلك). أقوم بتذكيرهم في رسالة بالبريد الإلكتروني بالاقتراح الذي عرضوه عليّ خلال المؤتمر، وذلك في غضون أسبوع من انتهاء المؤتمر وهو التوقيت المثالي، وأطلب مكالمة هاتفية للمتابعة.

بناء علاقة أعمق من أجل معرفة كيف تقوي علاقاتك المهنية

وأخيراً، ستلتقي أشخاصاً سترغب في بناء علاقات طويلة الأجل معهم. قد يكون مجال عملهم مهماً ولافتاً لك (مثل كونهم شركة رأس مال استثماري مغامر “جريء” وأنت مدرب تنفيذي يعمل مع الشركات الناشئة)، وقد يكونوا مجرد علاقات شخصية رائعة فقط. في كلتا الحالتين، ستحتاج إلى تطوير استراتيجية لتحويل مقابلة واحدة إلى شيء أكثر فائدة، كما وصفتُ في كتابي الإلكتروني “التميز في شبكة المعارف” (Stand Out Networking). إذا كان هؤلاء الأشخاص يعيشون في مدينتك، فلديك العديد من الخيارات ما بين دعوتهم لمشاركتك حدثاً مهنياً في المستقبل مثل تجمع للغرفة التجارية أو اجتماع تقني وما إلى ذلك، أو دعوتهم إلى فعالية ذات طبيعة تجارية واجتماعية في آن واحد (بعد لقائي بمسؤول تنفيذي في أحد المسارح على هامش أحد المؤتمرات، دعاني للانضمام إليه بعد أسبوعين لحضور عرض برودواي مستخدماً تذكرة إضافية كانت معه).

أما إذا كنتما تعيشان في مدينتين مختلفتين، فستحتاج إلى تطوير استراتيجية مدروسة أكثر. قد تكون هناك مؤتمرات قادمة يُحتمل حضورهم فيها، يمكنك حينها التواصل معهم للاستفسار عن اعتزامهم الحضور هناك، وإذا كان الأمر كذلك، فخطط للقائهم أثناء الفعالية. إذا كنت تسافر بشكل متكرر للعمل، يمكنك أيضاً وضعهم على قائمة الأشخاص الذين تُخبرهم عند وصولك لمدينتهم لكي تزورهم. وحتى إذا كان من غير المحتمل أن تلتقيان شخصياً مرة أخرى في أي وقت قريب، فيمكنك البحث عن مقالات مثيرة للاهتمام لإرسالها لهم، أو البحث عن طرق لتساعدهم بها (على سبيل المثال، إذا ذكروا أنهم يبحثون عن كتاب مساهمين جدد في المجلة التي يقومون بتحريرها، فيمكنك اقتراح زملاء موهوبين).

من الضروري بالطبع التأكد من أن المساعدة التي تقدمها مفيدة حقاً، إذ يختلف الأمر إن كنت حلقة الوصل تربط محرراً يبحث بنشاط عن مساهمين مع مرشحين ممتازين، وبين أن تكون حلقة الوصل تربط محرراً مشغولاً لديه الكثير من الأعباء ولا وقت لديه لإهداره مع من لا يستوفي الشروط المطلوبة بمشاريع كتاب أعمدة ما زالوا في مستهل الطريق. يبقى الاستماع إلى احتياجاتهم المعلنة أمر ضروري، ولكن دون وضع افتراضات حول ما قد يكون مجدياً والمخاطرة بتحويل نفسك إلى عبء في العملية.

وفي نهاية الإجابة عن سؤال كيف تقوي علاقاتك المهنية بشكل صحيح، يحضر تقريباً كل مهني محترف في مجاله بضعة مؤتمرات على الأقل في السنة. باتباع هذه الاستراتيجيات السالف ذكرها، يمكنك التأكد من أن الوقت والجهد والمال الذي تبذله في التواصل مع معارفك الجديدة يتحول في الواقع إلى علاقات حقيقية، وليس مجرد علاقات عابرة تحدث لمرة واحدة وسرعان ما تُنسى.

اقرأ أيضاً: 

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .