على مدار أكثر من ثلاثة عقود، دعمت شركة الشربيني القطاع الصناعي في المملكة العربية السعودية، عبر تقديم الحلول والمعدات الصناعية والتركيز على تطوير المنتجات محلية الصنع.
منذ تأسيسها عام 1986؛ أدركت الشركة أهمية التعلم من تجارب الماضي لتوليد الابتكارات اللازمة لمتطلبات المستقبل، ففي ظل الأزمة التي مر بها قطاع الطاقة، حيث كان سعر برميل النفط نحو عشرة دولارات فقط؛ قررت عائلة الشربيني الدخول في سوق النفط والغاز وتقديم حلول فريدة للسوق مع التركيز على شعار "صنع في السعودية" وبناء الثقة لدى العملاء الرائدين في الصناعة مثل أرامكو، لاكتساب أسواق جديدة داخل المملكة وخارجها، ما مكّنها من إبرام عقود بقيمة تفوق الـ "600 مليون ريال" في عام 2021.
بدأت الشركة بالتطور والتوسع عبر تنويع عملياتها لدخول صناعات جديدة وتوسيع عروض منتجاتها أو خدماتها، لتشمل إلى جانب النفط والغاز، قطاعات البتروكيماويات والتعدين والطاقة والمياه. وجغرافياً أصبحت تغطي ثلاث قارات وخمس أسواق دولية استراتيجية هي: (دبي والبحرين، ودوسلدورف وبودابست وهيوستن)، لتمثل هذه الأسواق قواعد تشغيل ومراكز دعم لأعمال الشركة في السعودية.
تطور نموذج العمل ومواكبة رؤية 2030
ساعدت رؤية 2030 على تعزيز القوة الأساسية لشركة الشربيني والمتمثلة باعتبارها الشريك المحلي الموثوق للحلول الصناعية، وفتحت لها الأفق للإسهام في مشاريع ضخمة مثل نيوم والقدية من خلال توفير أنظمة نقل الكهرباء ومعالجة المياه وتوزيعها، وأنظمة الأمان والسلامة وغيرها من الأنظمة المساعدة الأخرى.
وبما أن التصنيع المحلي هو المبدأ الأساسي لعمل الشركة، عملت الشربيني على توطين المنتجات داخل الأسواق المحلية وأبرمت العديد من اتفاقات ترخيص التصنيع والمشاريع المشتركة مع الشركات المصنعة العالمية، وجرى العمل في هذا الإطار وفق مسارين:
- الأول: استخدام المنشآت الحالية للشركة كمرافق مؤقتة في المرحلة الأولى من توطين المنتجات.
- الثاني: بناء مجمع صناعي حديث على مساحة 15 ألف متر مربع، يتضمن معدات وأجهزة عالية الجودة، ومرافق للتدريب وأخرى للبحث والتطوير. وكذلك تطوير منشأة مدن 2 التي ستوفر مساحة متكاملة تجمع بين التصنيع والخدمات اللوجستية والمستودعات التخزين، لتوحيد الجهود وتمركز العمل حول رؤية الشركة للاستثمار في التصنيع المحلي وجلب أفضل التقنيات إلى السوق المحلية.
التوطين والاستثمار في المواهب والخبرات
يرى ماجد الشربيني، الرئيس التنفيذي لشركة الشربيني، أنه مع التحول الاقتصادي وسياسة التوطين التي تعمل عليها رؤية 2030، تزداد الحاجة للمواهب وذوي الخبرة، ما يتطلب زيادة فرص التدريب والتعليم للسعوديين، لذا، أنشأت الشركة أكاديمية الشربيني للمعرفة(Sherbiny Knowledge Academy) ، وهي منصة عبر الإنترنت مخصصة لتقديم دورات تدريبية للموظفين بدءاً من المهارات العامة والشخصية وصولاً إلى التدريب الفني والمتخصص، ما يساعد على نقل المعرفة وضمان استدامة أعمال الشركة.
بذلك، ستحرص شركة الشربيني على توفير العديد من الوظائف للسعوديين تماشياً مع رؤية 2030، إذ تستهدف زيادة نسبة السعوديين العاملين لديها من 54% في عام 2022 إلى 77% بحلول 2030، فيما تتطلع المملكة إلى زيادة التوطين في قطاع الطاقة من 40% حالياً إلى 75% بحلول عام 2030.
التزام بيئي واعتماد التكنولوجيا الخضراء
تمثل الاستدامة البيئية أحد جوانب التنمية التي تركز عليها رؤية 2030، لذا تلتزم شركة الشربيني بسياسة بيئية تتضمن أهداف محددة زمنياً وقابلة للقياس، على سبيل المثال عملت على تحديث نظام إدارة المباني لتصبح المنشآت التابعة لها أكثر كفاءة في استخدام الطاقة الكهربائية، إضافة إلى تحسين أنظمة التبريد والإلكترونيات والتحول إلى السيارات الصديقة للبيئة من أجل الحفاظ على الموارد، واتخذت خطوات فعّالة للحد من النفايات أبرزها إعادة التدوير وتقليل استخدام الورق، لتتمكن الشركة بفضل هذه الجهود من الحصول على شهادة آيزو 14001 (ISO 14001).
نتج عن الثورة الصناعية الرابعة التحول نحو الأتمتة والذكاء الاصطناعي، ويعتقد الرئيس التنفيذي لشركة الشربيني، بإمكانية ازدهار الأعمال في ظل هذه المرحلة، خصوصاً أن نحو 70% من الأهداف الاستراتيجية لرؤية المملكة العربية السعودية 2030 مرتبطة بالذكاء الاصطناعي والبيانات.
بدورها، تعمل شركة الشربيني على توظيف التكنولوجيا الخضراء بما في ذلك الألواح الشمسية، وتوربينات الرياح، في منشآتها الجديدة لتكون أساس مستقبل الصناعة المستدامة.
ما بعد رؤية 2030
يعد توسيع قاعدة الشركاء المحليين والعالميين، وتطوير المعدّات والخدمات الفنية والدعم، بالإضافة إلى استقطاب المواهب المحلية وتدريبها وتأهيلها للارتقاء بالقطاع الصناعي، من الاستراتيجيات التي ستسهم بها شركة الشربيني في بناء مستقبل أفضل للمملكة العربية السعودية.
لا يمكن للشراكات طويلة المدى أن تنجح إلا بالوصول إلى أعلى مستويات الثقة والنزاهة، لذا تستثمر شركة الشربيني باستمرار في أفضل المنتجات والمواهب والتصنيع المحلي للحفاظ على مستويات عالية من الجودة والخدمة التي يستحقها العملاء.
تأتي الحلول المبتكرة في شركة الشربيني من التناغم بين المعدات المتميزة والخدمة المحلية مع تغطية كاملة للمملكة العربية السعودية، وعن خطتها لما بعد عام 2030؛ فيبدو أن تحديد التحركات المستقبلية في ظل ما تشهده المملكة من تطورات حيوية ومتسارعة أمر صعب نوعاً ما، لكن يتطلع الرئيس التنفيذي ماجد الشربيني لإنشاء مركز بحث وتطوير لابتكار الحلول بالتعاون مع الجامعات والمراكز الأخرى لتقديم منتجات محلية بنسبة 100% لمختلف الصناعات.
تنقل استراتيجية شركة الشربيني رسالة لقادة الأعمال مفادها بأن التوجهات المستقبلية لا بد أن تركز على الاستثمار في الحلول المبتكرة وتقديم منتجات وخدمات محلية الصنع، وكذلك بناء المواهب والخبرات المحلية واستقطابها من خلال التدريب والتأهيل، فضلاً عن استكشاف الأسواق الخارجية وتوظيفها لدعم الاقتصاد المحلي.