بغضّ النظر عن مدى موهبتك أو نجاحك، قد لا تتمكن دائماً من جذب اهتمام الآخرين والحفاظ عليه. هناك الكثير من الأشياء التي تتنافس على جذب اهتمام الناس وعدد هذه الأشياء يتضاعف كل يوم، وبمرور الوقت، ستزداد صعوبة تجاوز عوامل التشتيت الأخرى والحفاظ على اهتمام الأشخاص المهمين في حياتك.
يمنحك الاهتمام ميزة. كلما زاد عدد الأشخاص الذين يمكنك جذب اهتمامهم وتحفيزهم لمشاركتك في مهمة أو مشروع صعب، زاد التأثير الذي يمكننا تحقيقه. إذاً، ما الأساليب الفعالة التي يمكن استخدامها لجذب الاهتمام المطلوب من الآخرين والحفاظ عليه بطريقة تساعدك على التغلب على التحديات التي تواجهها؟ فيما يلي 5 خطوات تترابط فيما بينها لمساعدتك على جذب اهتمام الآخرين والحفاظ عليه.
- تقبّل الغموض. حدد المشكلات الصعبة التي تهمك وتحتاج إلى حل. ساعد الآخرين على فهم سبب أهمية هذه المشكلات ولماذا يواجه الكثيرون صعوبات في أثناء محاولتهم حلها. قد لا يجذب هذا النهج اهتمام أولئك الذين يبحثون عن إجابات سهلة أو حلول سحرية، ولكنه قد يجذب أولئك الذين لديهم فضول طبيعي ويبحثون عن مهام صعبة تحفزهم.
- ركّز على طرح الأسئلة. لا تحاول اقتراح الحلول، ضع إطاراً للأسئلة المثيرة للاهتمام بدلاً من ذلك. ساعد الآخرين على أن يصبحوا مهتمين ومتحمسين لاستكشاف المجهول من خلال طرح أسئلة تثير اهتمامهم وتحفّزهم.
- أَثِر خيالهم. يجب عليك تحفيز الإبداع من خلال تقديم سيناريوهات افتراضية تصور النتائج المحتملة التي تنتظر أولئك الذين يستطيعون التوصل إلى حلول مبتكرة للتحديات. صِف سيناريوهات حيّة مع توضيح أنها افتراضية فقط. حفّز الناس على التفكير في الإجابة عن الأسئلة المطروحة بحماس وإبداع.
- ضع حدوداً لمدى سهولة الوصول إليك. سيبحث الكثير من الأشخاص عنك إذا نجحت في إثارة خيالهم وإبداعهم، فإذا حاولت التواصل مع الجميع، فإن المحادثات يمكن أن تشتت انتباهك كثيراً وقد يكون الأمر مرهقاً. كن انتقائياً في اختيار مَن يجب أن تتعامل معه ومتى. يمكنك من خلال ذلك تحفيز الأشخاص بفعالية أكبر للعمل على حل المشكلات المطروحة، بدلاً من مجرد التحدث عنها.
- كن صادقاً. إذا حاولت الخداع، فسوف تنكشف نواياك الحقيقية، وسيكون رد الفعل سلبياً جداً. إذاً، هنا تكمن المشكلة؛ إذا لم تكن ملتزماً بإخلاص بحل هذه المشكلات بنفسك، فلن تتمكن من الحفاظ على اهتمام الآخرين والتزامهم بإيجاد حلول إبداعية. من ناحية أخرى، إذا كنت تسعى بنشاط إلى حل هذه المشكلات وكنت قدوة يحتذى بها، فإن حماسك والتزامك يمكنهما أن يلهما الآخرين، ويمكن أن تساعد التفاعلات التي تجريها الجانبين كليهما، أنت والذين تتفاعل معهم، على اكتساب المعرفة والأفكار بعضكم من بعض.
هل هذه التقنيات فعّالة حقاً؟ حسناً، فكر كيف تمكّن مارتن لوثر كينغ من إثارة حماس عدد كبير من الناس وتعبئتهم لمعالجة بعض المشكلات الاجتماعية المعقدة. على مستوى مختلف تماماً، فكر كيف جذبت إحدى شركات التكنولوجيا الرائدة في وادي السيليكون بانتظام اهتمام مجتمع رأس المال المغامر من خلال مشاركة مشاكلها التكنولوجية الأصعب وعرض الاستحواذ على الشركات الناشئة التي يمكنها التوصل إلى حلول إبداعية لهذه المشاكل. أو انظر إلى الطريقة التي حشد بها علماء الفلك المحترفون وأشركوا من خلالها شبكة عالمية من الهواة الشغوفين بالفلك لمعرفة المزيد عن الكون الشاسع خارج كوكبنا.
هذا النوع من الاهتمام ذو تأثير كبير ولا يقدّر بثمن. سنحتاج جميعاً إلى معرفة كيفية جذب هذا النوع من الاهتمام والاستفادة منه، وذلك ليس مجرد فرصة للنجاح، بل أصبح ضرورياً أكثر فأكثر. نواجه جميعنا ضغوطاً اقتصادية متزايدة أفراداً كنا أو مؤسسات. في هذا المناخ الاقتصادي المليء بالتحديات، لا يكفي أن تكون لديك ميزة؛ بل تحتاج أيضاً إلى تحسين أدائك بسرعة أكبر. يمكن أن يساعدنا التعاون مع الآخرين على التحسن بصورة أسرع، ولتحقيق ذلك، نحتاج أولاً إلى جذب اهتمامهم. إذا لم نتمكن من جذب اهتمام الآخرين، فلن نتمكن من التحسن بسرعة في ظل اقتصاد عالمي شديد التنافسية، وقد نصبح مهمشين. لهذه الأسباب، أصبح جذب اهتمام الآخرين أكثر قيمة، وللأسباب نفسها أيضاً أصبح أكثر ندرة.