ملخص: بمقدورك أن تعدَّ نفسك لشغل أي وظيفة في أيٍّ من المجالات المطلوبة التي تقدّم رواتب عالية، دون الالتحاق بالجامعة. ولتحقيق هذه الغاية يتعين عليك أن تثبت لمسؤولي الشركات أو المؤسسات التي تريد العمل بها أنك تمتلك المؤهلات اللازمة وأن تُظهِر تميزك بوصفك منافساً لا يُشق له غبار بين زملائك. وإليك بضع أفكار لمساعدتك على البدء:
- ابحث عن شركات ترتكز ثقافتها المؤسسية على التفكير المتنوّر. لم تعد مؤسسات كثيرة اليوم تشترط الحصول على شهادات جامعية بوصفه شرطاً مسبّقاً لقبول طلبات التقديم لشغل الوظائف الشاغرة وإجراء المقابلات الشخصية. ابحث على الإنترنت عن شركات في مجال عملك لم تعد تشترط الحصول على شهادة جامعية، وستجد في الأغلب مقالات ونشرات ترشدك إلى مؤسسات محدّدة وإعلانات وظائف شاغرة تتوافر فيها هذه المواصفات.
- اسعَ للحصول على شهادات اعتماد. تفضّل الشركات التي ترتكز ثقافتها المؤسسية على التفكير المتنوّر شهادات الاعتماد وتؤثِرها على الشهادات الجامعية. وينطوي الحصول على شهادات الاعتماد عادة على دراسة مقرر تعليمي، عبر الإنترنت أو حضورياً، تتعلم من خلاله مجموعة المهارات المطلوبة في وظيفة محدّدة أو قطاع أو مجال معين. وتتوافر شهادات الاعتماد في الكثير من القطاعات، بما في ذلك تكنولوجيا المعلومات والموارد البشرية والتسويق وإدارة المشاريع.
- تدرَّب أو تطوَّع. ستساعدك كلتا التجربتين على ملء سيرتك الذاتية بالخبرات ذات الصلة وتعريفك بسلسلة من الشركات أو المؤسسات التي يمكن أن تعمل بها، إلى جانب توسيع شبكة علاقاتك.
- اسرد قصة رائعة. لا تستخف بتجربتك الحياتية. هل سبق لك أن سافرت أو اشتركت في نوادٍ معينة أو لعبت الرياضة أو مارست أنشطة فنية أو نظّمت فعاليات أسرية وبحضور الأصدقاء؟ ربما ساعدتك هذه التجارب على اكتساب مهارات يمكنك استغلالها في أي وظيفة. فكّر في المهارات الوثيقة الصلة بالدور الوظيفي الذي تريد الالتحاق به واسرد قصة في خطابك التعريفي حول كيفية استخدامها في الماضي.
لطالما كانت الشهادة الجامعية هي مفتاح الحصول على وظيفة رائعة وبدء حياة مهنية ناجحة، لكن هذا الوضع آخذ في التغيُّر. لماذا؟ لأن قدرة الجامعات على تأهيلك لمواجهة التحديات التي يفرضها عليك العالم الحقيقي باتت محل شك. في الواقع، أُجري استقصاء شمل 1,000 خريج جديد في الولايات المتحدة، وتبيَّن من خلاله أن 25% فقط من خريجي الجامعات سيختارون اتباع المسار التعليمي نفسه لو عاد بهم الزمان إلى الوراء وأُتيحت لهم فرصة الاختيار مجدداً. ويشعر 53% من أفراد المجموعة نفسها بأنهم غير مؤهلين لأداء أدوار الموظفين المبتدئين في مجالات عملهم.
إذا كنت تشاطرهم هذه الميول، أو كنت متردداً في إنفاق أموالك للحصول على شهادة جامعية باهِظة التكلفة، فهناك أخبار سارّة تدعو إلى التفاؤل: بمقدورك أن تعد نفسك لشغل أي وظيفة في أيٍّ من المجالات المطلوبة التي تقدّم رواتب عالية، دون الالتحاق بالجامعة. ولتحقيق هذه الغاية يتعين عليك أن تثبت لمسؤولي الشركات أو المؤسسات التي تريد العمل بها أنك تمتلك المؤهلات اللازمة وأن تُظهِر تميزك بوصفك منافساً لا يُشق له غبار بين زملائك. وإليك بضع أفكار لمساعدتك على البدء:
1. ابحث عن شركات ترتكز ثقافتها المؤسسية على التفكير المتنوّر
لم تعد مؤسسات كثيرة اليوم تشترط الحصول على شهادات جامعية بوصفه شرطاً مسبّقاً لقبول طلبات التقديم لشغل الوظائف الشاغرة وإجراء المقابلات الشخصية؛ إذ تدرك الشركات التي تقوم ثقافتها على التفكير المتنوّر أن توسيع نطاق عملية تعيين الموظفين الجدد، بحيث تشمل مجموعة أكبر من المرشحين، سيتيح لها الحصول على مواهب أفضل. على سبيل المثال، انخفضت نسبة الوظائف التي تشترط الحصول على شهادات جامعية من 51% عام 2017 إلى 44% عام 2021، وفقاً لبيانات معهد برننغ غلاس (Burning Glass Institute). وهذه أخبار تدعو إلى التفاؤل إذا لم تكن حاصلاً على درجة علمية أو لا تريد الحصول عليها.
تحرص الشركات على تحديث وظائفها الشاغرة واشتراطاتها وتغييرها باستمرار. وكانت شركة أوكتا (Okta) الرائدة في مجال أمن تكنولوجيا المعلومات وبنك أوف أميركا وشركة أكسنتشر (Accenture) عملاق الخدمات الاستشارية آخر مَنْ انضم إلى قافلة المؤسسات التي تسعى للحصول على الخبرات والمهارات وتفضّلها على الدرجات العلمية. ابحث على الإنترنت عن شركات في مجال عملك لم تعد تشترط الحصول على شهادة جامعية، وستجد في الأغلب مقالات ونشرات ترشدك إلى مؤسسات محدّدة وإعلانات وظائف شاغرة تتوافر فيها هذه المواصفات.
2. اسعَ للحصول على شهادات اعتماد
يعد الحصول على شهادات اعتماد إحدى أسهل الطرق لبناء سيرتك الذاتية دون السعي للحصول على شهادة جامعية والدراسة لمدة 4 سنوات كاملة. وينطوي الحصول على شهادات الاعتماد عادة على دراسة مقرر تعليمي، عبر الإنترنت أو حضورياً، تتعلم من خلاله مجموعة المهارات المطلوبة في وظيفة محدّدة أو قطاع أو مجال معين. ويتعين عليك في كثيرٍ من الأحيان أن تجتاز اختباراً بعد إتمام التدريب (أو سلسلة من التدريبات) قبل أن تحصل على شهادة الاعتماد. ويمكن عادةً الانتهاء من العملية برُمتها في غضون أسابيع مقابل مبلغ بسيط من المال يعادل جزءاً لا يكاد يُذكَر من تكلفة التعليم الجامعي.
وتتوافر شهادات الاعتماد في الكثير من القطاعات، بما في ذلك تكنولوجيا المعلومات والموارد البشرية والتسويق وإدارة المشاريع. على سبيل المثال، إذا كنت مهتماً بالحصول على دور وظيفي في إدارة المشاريع، فيمكنك دراسة مقرر تعليمي عبر الإنترنت من إعداد معهد إدارة المشاريع وتقديمه. وإذا كنت تريد بناء مستقبل مهني في مجال التسويق، فقد أعدَّت شركة ميتا برنامج شهادة مساعد التسويق المعتمد الذي يمكنك الالتحاق به بكل سهولة. ويمكن لمن يحاولون اقتحام مجال تكنولوجيا المعلومات الاطلاع على العديد من التدريبات في المجالات المتخصصة من شركة سيسكو. هذه مجرد أمثلة قليلة على الكثير من العروض المتوافرة. ما عليك سوى البحث في جوجل عن مجال اهتمامك "+ برامج تعليمية قصيرة تمنح شهادات".
قد لا تؤهلك شهادات الاعتماد هذه في بعض المجالات للحصول على وظيفة فوراً، ولكنها تُظهِر على الأقل أن لديك معرفة وثيقة الصلة بالمنصب المطلوب شغله. وتفضّل الشركات التي ترتكز ثقافتها المؤسسية على التفكير المتنوّر شهادات الاعتماد وتؤثِرها على الشهادات الجامعية.
3. تدرَّب أو تطوَّع
ماذا لو لم تكن لديك خبرة عملية ترتبط بوظيفة معينة؟ ثمة طريقة أخرى لتعزيز سيرتك الذاتية وهي العثور على فرص تطوعية في المؤسَّسات غير الربحية المجتمعية أو وظائف تدريبية مدفوعة الأجر في المؤسسات التي تعمل في مجالات ذات صلة باهتماماتك وأهدافك الوظيفية.
على سبيل المثال، إذا كنت تريد شغل وظيفة في مجال تكنولوجيا المعلومات، فيمكنك أن تعرض تقديم الدعم الفني لمؤسسة غير ربحية محلية من أجل اكتساب خبرة أوسع في مجال التكنولوجيا الفائقة. وإذا كنت ترغب في العمل بإدارة الموارد البشرية، فيمكنك التفكير في الحصول على تدريب يؤهلك لأن تصبح عضواً في شبكة الوساطة المجتمعية أو السعي للحصول على تدريب في العمل الاجتماعي للمساعدة في صقل مهارات التعامل مع الأشخاص.
لا يساعدك العمل التطوعي والتدريب العملي على ملء سيرتك الذاتية بالخبرات ذات الصلة فحسب، بل سيعرّفانك أيضاً بسلسلة من الشركات أو المؤسسات التي يمكن أن تعمل بها ويوسعان شبكة علاقاتك. وإذا أبليتَ بلاءً حسناً في العمل أو أثبتَّ أنك أحد أهم الأصول في مؤسستك من خلال إبراز المهارات التي تفتقر إليها المؤسسة حالياً، فقد تحصل على وظيفة ثابتة بدوام كامل.
4. اسرد قصة رائعة عن نفسك
أخيراً، لا تستخف بتجربتك الحياتية؛ إذ تُكسبك الحياة عدداً لا يُستهان به من المهارات التي يمكنك إدراجها ضمن سيرتك الذاتية. فكر في الفترات التي أمضيتها في السفر أو خدمة المجتمع أو قيادة النوادي أو ممارسة الرياضة أو الأنشطة الفنية أو تنظيم فعاليات أسرية وبحضور الأصدقاء. من المؤكد أن هذه الخبرات كلها منحتك أساليب فريدة في التفكير وقدرات قد تميزك عن الآخرين. وإذا كان بإمكانك صياغة قصة رائعة (في سيرتك الذاتية وفي خطابك التعريفي) حول الأسباب التي تجعل تجربة معينة تؤهلك لدور وظيفي معين، فقد ينظر إليك القائمون على الأمر بعين الجدية.
وإليك تمريناً يشجعك على التفكير: انظر إلى الوصف الوظيفي للدور الذي تريد التقدم لشغله. حاول الآن التفكير في تجربة حياتية ساعدتك على اكتساب المهارات التي يطلبها صاحب العمل. اكتب قصة من فقرتين عن هذه التجربة، بما في ذلك ما فعلته وما تعلمته وكيف تتوافق هذه الكفاءات مع ما يبحث عنه مدير التعيينات. استخدم هذه القصة في خطابك التعريفي وأدرج هذه المهارات ضمن سيرتك الذاتية. حاول المواءمة بين اللغة التي تستخدمها في وصف مهاراتك واللغة التي يستخدمها مسؤولو الشركة أو المؤسسة التي تريد العمل بها في الوصف الوظيفي أو في رسالة الشركة.
على سبيل المثال، لنفترض أنك مهتم بالمبيعات؛ فلعلك استفدتَ من السفر إلى الخارج الذي غرس فيك الرغبة في تقدير الثقافات المختلفة أو حتى شجعك على تعلُّم لغة ثانية. وبوسع هاتين الكفاءتين أن تدعماك خلال أدائك دوراً معيناً في هذا القطاع. ويمكنك أن تستغل خطابك التعريفي لسرد قصة حول الدروس المستفادة من تجوالك وإعالة نفسك من خلال شغل وظائف متباينة وكيف ساعدتك هذه التجربة على تطوير عدة مهارات مثل المشاركة الوجدانية والقدرة على التحمل والتواصل بأسلوب واضح والإقناع. كان عليك أن تؤدي مهام دور وظيفي جديد كل يوم، ويمكنك استغلال مهاراتك في التعامل مع الأشخاص وتطبيقها في بيع المنتجات أو الخبرات للعملاء من مختلف الثقافات.
وبالمثل، إذا كنت قد شاركت في فرق رياضية، ففكّر في الأشياء المحددة التي أديتها بعيداً عن الأنشطة الرياضية البحتة، كجمع التبرعات أو تنظيم الفعاليات أو إدارة اجتماعات الفريق والرسائل الإخبارية. أياً كان مجال خبرتك، اسأل نفسك: كيف أستخدم المهارات التي تعلمتها في المجال الذي أهتم به؟ أرغم نفسك على التفكير بأسلوب غير تقليدي، وكن مبدعاً.
يمكن لأيٍّ من هذه الاستراتيجيات تحسين فرصك في الحصول على دور وظيفي، كما أنها تساعدك على بناء سيرة ذاتية تتميز بالقوة والتماسك. ويتمثل الهدف منها في إبراز كلٍّ من الخبرات العملية الرسمية، إلى جانب الخبرات الحياتية في الوقت نفسه؛ إذ يجدر بك أن تجعل مدير التعيينات يقرأ طلب شغلك للوظيفة ويفهم من فوره أنك مناسب تماماً لمتطلباتها. وما الشهادة الجامعية إلا حبر على ورق، أما خبراتك ومهاراتك فهي ما يميزك عن غيرك؛ فاحرص على استغلالها أحسن استغلال.