كيف تتصرف عندما تتلقى عرض عمل بينما تجري مقابلات عمل مع شركة أخرى؟

5 دقائق
عرض عمل
جوناثان نولز/غيتي إميدجيز

ملخص: قد يصعب عليك عند إجراء مقابلات عمل معرفة ما يجب عليك فعله عندما تتلقى عرض عمل من شركة ما لكنك تأمل أن تتلقى عرضاً من شركة أخرى أيضاً. قد ترغب في قبول العرض الذي حصلت عليه، لكنك ترغب أيضاً في التعرف على فرصة التوظيف في الشركة الأخرى. يعرض المؤلف عدة طرق لإدارة ذلك الموقف الصعب. حاول كسب بعض الوقت، ورفض أي شركة لا تهتم بها، ومعرفة ما إذا كانت الشركة التي تفضلها قادرة على تسريع عملية التوظيف. وبغض النظر عن قرارك، احرص على إبداء احترامك دائماً لمسؤولي التوظيف الذي تتواصل معهم. فكما ترغب في النهاية في العثور على عمل يناسبك، ترغب الشركات في تعيين موظفين ملائمين أيضاً. وسيكون اتصافك بالصدق والمهنية من خلال التواصل الاستباقي أمراً حاسماً لنجاحك وشعورك بالرضا عن الوظيفة التي ستشغلها، وعن الشركات التي رفضت عروض العمل التي قدمتها لك.

 

حصلت على عرض عمل أخيراً بعد عدة شهور من إجراء مقابلات عمل. قد تكون متحمساً بالطبع، لكن الشركة التي قدّمت لك العرض ليست خيارك الأول. وما زلت تجري مقابلات عمل لتشغل وظيفة أحلامك أو وظائف أخرى لا تعرف الكثير عنها حتى. قد لا ترغب في خسارة العرض الحالي، لكنك ترغب في الوقت نفسه في التعرف على فرصة التوظيف في الشركات الأخرى. فما الذي يجب عليك فعله؟ نورد فيما يلي 5 طرق لإدارة عرض العمل عندما تكون غير واثق من احتمال حصولك على عرض آخر أم لا.

اطلب بعض الوقت لتتخذ قرارك

أهم ما يجب عليك فعله هو التعبير عن مدى حماسك، وذلك لأن إحجامك عن التعبير عن حماسك بإيجابية قد يجعلك تخسر العرض. أما حين تُخبر مسؤول التوظيف بمدى حماسك للوظيفة والشركة ومدى امتنانك للحصول على العرض، فأنت تُظهر له بذلك أنك اتخذت خطوة صحيحة باتجاه الانضمام إلى شركته.

ثم اطلب منحك أسبوعاً واحداً للتفكير في العرض، وقيّم رد فعل مسؤول التوظيف. قد ترفض بعض الشركات الانتظار كل تلك المدة لأن السوق تنافسية للغاية، وترغب في معرفة ما إذا كان يجب عليها الانتقال إلى المرشح الاحتياطي أو البحث عن مرشحين آخرين حتى. إذا كان رد مسؤول التوظيف جامداً، فاسأله عن الفترة الزمنية المعقولة التي يتوقع فيها الحصول على إجابة دون ذكر مزيد من التفاصيل. ليس من الضروري أن تخبره أنك ما زلت تجري مقابلات عمل مع شركات أخرى، فذلك سيترك انطباعاً بأن حماسك بشأن المنصب غير صادق.

قابل مزيداً من الموظفين أو تجوّل في الشركة

إذا لم تتمكن من تحديد مقدار الوقت الذي تحتاج إليه للتفكير في العرض، فحاول تمديد الجدول الزمني عبر طلب إجراء مقابلة مع شخص لم تقابله بعد أو إجراء جولة في المكتب (إن أمكن) قبل اتخاذك القرار. فقد يساعدك إجراء جولة، حتى في مكتب فارغ، في فهم ثقافة الشركة والفرص التعاونية. وحاول تحديد موعد للاجتماع أو إجراء جولة لمدة أسبوع، حتى تتمكن من إنهاء المقابلات مع الشركات الأخرى.

ارفض عروض الشركات التي لا تهتم بها

إذ كنت خلال تلك الفترة الزمنية تجري مقابلات في شركات لا تهتم بها، فاتصل بمسؤول التوظيف أو راسله عبر البريد الإلكتروني لإبلاغه بوجود عرض آخر تفكر في قبوله. وعلى الرغم من أن معظم المرشحين يفقدون التواصل مع مسؤولي التوظيف في مرحلة ما في أثناء بحثهم عن عمل، حاول ألا تقلد ذلك السلوك السيئ. فقد بنيت علاقة معهم بالفعل، وقد تحتاج إلى مساعدتهم مرة أخرى بعد عدة سنوات. لذلك، تعامل مع مسؤولي التوظيف باحترام كما تتمنى أن تُعامل، حتى لو مررت بتجارب سيئة من قبل.

حدد ما إذا كنت مرشحاً ملائماً في شركة أخرى

اتصل بمسؤول التوظيف أو مدير التوظيف في الشركة التي اخترتها لتعبر عن مدى حماسك للوظيفة، وأخبرهم بأن العمل في شركتهم هو خيارك الأول وأنك حصلت على عرض من الشركة التي تمثّل خيارك الثاني. وأخبرهم أنك لا تود خسارة عرض الشركة الثانية إذا لم تكن مرشحاً مناسباً للمنصب في شركتهم، واسألهم عما إذا كنت بالفعل ضمن قائمة المرشحين الملائمين، وراقب مقدار الطاقة في الرد بعناية. إذا أخبروك أنك لست مرشحاً مناسباً، فيمكنك المضي قدماً وقبول العرض الذي حصلت عليه. وإذا قالوا إنهم بدأوا عملية التوظيف للتو، فيجب عليك أن تتوقع رفضهم لك كمرشح بغض النظر عن مدى ملاءمتك.

أما إذا أجابوا بأنك مرشح ملائم، وأبدوا حماساً كبيراً في الحديث معك، وأنك اجتزت خطوات كثيرة في عملية المقابلة، فيمكنك أن تسألهم إن كانوا بحاجة إلى أي معلومات أخرى لتحصل على عرض منهم. إذا كنت في المراحل الأولى من عملية المقابلة، فيمكنك أن تطلب منهم تسريع العملية لتحديد ما إذا كنت أفضل مرشح للوظيفة. إذا أمكنهم تسريع العملية، فذلك أمر رائع! أما إذا لم يتمكنوا من تسريعها، فيجب عليك اتخاذ قرار بشأن ما إذا كنت ترغب في المخاطرة برفض العرض الذي حصلت عليه بالفعل.

اقبل العرض واطلب تأجيل بدء العمل إلى موعد تحدده أنت

يبدأ الموظفون الجدد عملهم وسطياً بين أسبوعين و4 أسابيع بعد قبول العرض. فإذا كان وضعك المادي يسمح، اقبل العرض واطلب أن تبدأ العمل بعد شهر. فذلك سيمنحك بعض الوقت لإنهاء المقابلات مع أي شركة أخرى وتحديد مدى ملاءمتها لك. لكن توجد إيجابيات وسلبيات لذلك النهج:

الإيجابيات

إذا قبلت العرض، فسيكون لديك عمل في انتظارك، ولن تشعر بالتالي بنفس القدر من الضغط للحصول على عرض عمل آخر. سيمنحك طلب تأجيل بدء العمل لمدة 4 أسابيع الوقت الكافي لتلقي عرضاً من الشركة التي تمثّل خيارك الأول أو لاستنفاد خياراتك الأخرى، وهو ما سيتيح لك استثمار كامل جهدك وطاقتك في الوظيفة التي قبلتها.

السلبيات

إذا انتظرت لمدة شهر وكنت عاطلاً عن العمل، فلن تتلقى أي أجر لفترة أطول، وهو ما قد يجعلك في ضائقة مالية. وحتى لو لم يشكل المال مصدر قلق لك، فإن تغيير رأيك بعد قبول العرض قد ينعكس بشكل سلبي على شخصيتك، لا سيما إذا كنت لا تعرف كيفية التعامل مع المحادثات الصعبة بعد.

فإذا كنت ترغب في قبول عرض من شركة أخرى بعد قبولك عرضاً في مكان آخر بالفعل، فمن الأفضل أن تتصل بمسؤول التوظيف في الشركة التي كنت تنوي الانضمام إليها في أقرب وقت ممكن وإبلاغه أنك غيرت رأيك. قد تعتقد أن رسالة البريد الإلكتروني جيدة، لكن من الأفضل إجراء مكالمة هاتفية مع تقديم اعتذار، بغض النظر عن مدى صعوبة تلك الخطوة. أتذكر موظفاً جديداً لم يحضر إلى أول يوم عمل له ولم يرد على المكالمات والرسائل النصية. وعلى الرغم من أنه كان يقطن بعيداً عن الشركة وسيضطر إلى قيادة سيارته مسافة طويلة، أرسل مسؤول التوظيف شرطياً إلى منزله للتحقق من أحواله وما إن كان بخير، وفتح الموظف الجديد الباب. وأرسل بريداً إلكترونياً سيئ اللهجة إلى مسؤول التوظيف قائلاً فيه إنهم "تجاوزا الحد في إرسال الشرطة إلى المنزل". لقد غير رأيه فقط ولم يجد داع لإخبار أحد.

واضطرت الشركة التي رفض العمل فيها إلى الانتظار أكثر من 60 يوماً إضافياً لتعيين موظف جديد؛ لذلك لا تقطع اتصالاتك مع الشركة أو تؤخر إبلاغك لها بالمستجدات. وحتى إذا تعاملت مع تلك المحادثة بشكل مثالي، ضع في حسبانك أنك لن تحصل على عمل في الشركة التي رفضتها مرة أخرى، أو حتى في شركات أخرى ينتقل إليها مسؤول التوظيف أو مدير التوظيف لاحقاً.

فكما ترغب أنت في النهاية في العثور على عمل يناسبك، ترغب الشركات في تعيين موظفين ملائمين أيضاً. إذا كنت تعتقد أن الشركة التي عرضت عليك الوظيفة ليست مناسبة تماماً بناءً على تطلعاتك المهنية أو ثقافتك أو لأي سبب آخر، فمن الأفضل رفض العرض ومواصلة البحث عن الوظيفة المناسبة شرط أن تكون قادراً على ضبط أعصابك والحفاظ على استقرار وضعك المالي. وسيكون اتصافك بالصدق والمهنية من خلال التواصل الاستباقي أمراً حاسماً لنجاحك وشعورك بالرضا عن الوظيفة التي تشغلها، وعن الشركات التي رفضت عروض العمل التي قدمتها لك.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي