لا يمكن اختزال أخلاقيات عالم الشركات في الامتثال

3 دقائق
أخلاقيات عالم الشركات والامتثال
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تزداد المستويات الخاصة بآليات الامتثال في الشركات حول العالم، ويبدو هذا منطقياً للوهلة الأولى: فربما أن الأسلوب الأوضح والأكثر مباشرة حول أخلاقيات عالم الشركات والامتثال التي تسعى لمنع السلوك غير الأخلاقي أو الهدام يتمثل في زيادة عدد القوانين الرامية إلى الحد منه. على الرغم من ذلك، فإن أحد أكثر العواقب غير المقصودة والمثيرة للقلق إزاء التركيز المنفرد على الأخلاق باعتبارها مجرد امتثال للقوانين تتمثل في ظهور عقلية خانة الاختيار التي توهم بالحد من المخاطر دون الحد منها فعلياً. علاوة على ذلك، وما لم تكن المؤسسة حريصة، فقد يعيق اتباع نهج يركز على الامتثال للقضاء على السلوك غير الأخلاقي الجهود التي تبذلها الشركة بهدف الابتكار واتخاذ مخاطر واعية.

إذاً، ما الذي بوسع الشركة فعله لتتفوق من الناحية الأخلاقية؟

بدلاً من التركيز على الخيارات المحدودة التي تريد من موظفيك تجنبها، ركّز على الفضائل الإيجابية التي تريد منهم التحلي بها.

شدّد أفلاطون في أكاديميته قبل 2,400 عام، على نظام أخلاقي قائم على الفضيلة. وآمن الفيلسوف أن أفضل ما يشجّع على الفضائل هو طرح الأسئلة والمناقشات بدلاً من إصدار البيانات والتصريحات. وبعبارة أخرى، نحن نتعلم الأخلاق في المحادثات التي نُجريها مع الآخرين.

لذا، بدلاً من الاجتماع مع كبار المدراء لصياغة “بيان حول القيم”، يتعين على قادة الشركة تعزيز سلسلة من المحادثات المنظمة بين القادة وفِرقهم على جميع المستويات. يجب أن يتمثّل الهدف من هذه المحادثات في تطوير لغة مشتركة تساعد في تأطير أمثلة عن طريقة عيش الناس للقيم التي تتبعها المؤسسة أو لفضائلها التقليدية. وتُعتبر هذه العملية اجتماعية بطبيعتها، فالفضيلة مكتسبة وليست متوارثة. والقادة هم بالفعل معلمون لثقافتهم، سواء أدركوا ذلك أم لا، ولهذا ينبغي أن يسألوا أنفسهم كيف يمكنهم تدريسها على نحو أفضل.

الفضائل التقليدية السبع للشركات

فيما يلي أسئلة لكل فضيلة من الفضائل التقليدية السبع التي تستطيع الشركات استخدامها لصياغة هذه المحادثات وتحويل تركيزها من الالتزام بالقوانين إلى التفوق أخلاقياً.

الثقة: أن نثق في بعضنا البعض

متى جعلتنا الثقة أسرع وأكثر رشاقة؟

كيف نستطيع استعادة الثقة؟

عندما نكون في أفضل أحوالنا، وكيف نكتسب الثقة ونعززها؟

التعاطف: فهمٌ التحديات التي تواجه الآخرين

كيف يدعم التعاطف أهداف شركتنا؟

كيف يسهم التعاطف في زيادة التواصل؟

متى أسهمت أفعال التعاطف في تحسين نتائج أعمالنا التجارية؟

الشجاعة: القوة في مواجهة الشدائد

متى شهدتَ الشجاعة في شركتك؟

من هو الشخص الفاعل في تشجيع الناس على أن يكونوا شجعاناً؟

كيف نستطيع مساعدة الناس ليصبحوا أكثر شجاعة؟

العدالة: الاهتمام بالإنصاف

متى أفسحنا لك المجال كشركة كي تساعد زميلاً في العمل؟

كيف يمكننا تمكين موظفينا بدرجة أكبر حتى يصبحوا أكثر تفاعلاً في وضع معايير الأداء الخاصة بهم؟

متى قدمنا أفضل ما لدينا تلبية لاحتياجات كل من أصحاب المصلحة؟

الحكمة: امتلاك حكم جيد ومنطقي

ما هي أكثر القرارات التي اتخذناها حكمةً؟

عندما نواجه أصعب القرارات التي يتعين علينا اتخاذها، متى نختار أفضل مسار ونتمتع بالقوة لنتحمل؟

كيف يمكننا أن نصبح أكثر تصميماً فيما يتعلق بدمج الحكمة في عملية صنع القرار؟

الاعتدال: التمتع بالانضباط الذاتي

كيف يمكننا الموازنة بين حقين متنافسين، مثل الاهتمام بالشركة والاهتمام بالفرد أو التعاطف والعدالة؟

كيف يمكننا مساعدة الناس على ممارسة ضبط النفس؟

متى بذلنا أفضل ما لدينا لتشجيع الموازنة بين العمل والحياة؟

الأمل: توقع إيجابي ومتفائل لأحداث المستقبل

ما هي نواحي العمل لصالح الشركة التي تشعر بالامتنان لها؟

ما الأمر الذي نجيده وكيف يمكننا القيام بالمزيد منه؟

متى كانت ثقافتنا في أفضل حالاتها؟

يستطيع القادة تقييم مدى جودة نمذجة الأخلاق القائمة على الفضيلة من خلال طرح 5 أسئلة على الموظفين بخصوص الطريقة التي تمارس بها الشركة قدرتها الأخلاقية:

ما مدى جودتنا في تدريس الشخصية الأخلاقية في شركتنا؟

كيف يمكن لتطوير الشخصية الأخلاقية أن يفيد شركتنا؟

ما هي الخطوات المتخذة لتشجيع تطوير الشخصية الأخلاقية أو تثبيطها في شركتنا؟

كيف يمكن لتطوير الشخصية الأخلاقية أن يحد من المخاطر؟

كيف يمكن لتطوير الشخصية الأخلاقية أن يعزز من النمو؟

ليس الهدف من ذلك هو الكمال؛ فالشركات ليست نزيهة بالكامل ولا خالية تماماً من الفضيلة. والهدف هو أن تكون الشركات أفضل مما كانت عليه وأن يعلّم القادة السلوك الفاضل عن طريق القدوة.

ونرى أنه من الذكاء الاستراتيجي أن تحرص المؤسسة على مشاركة القصص حول أخلاقيات عالم الشركات والامتثال إضافة إلى ممارسة الفضيلة بنشاط وعن عمد في جميع أنحاء المؤسسة. فالشخصية الأخلاقية هي نتاج الأفعال اليومية مثل تخطيط الاجتماعات والتقارير ربع السنوية وطلبات العروض وتفاعل الزبائن وهلم جرا. وكما قال أرسطو في جملته الشهيرة: “ما نفعله بشكل متكرر يحدد هويتنا. أما التميز، فهو عادة وليس عملاً”. وتتغلغل الفضائل بدورها في الثقافة المؤسسية الأوسع نطاقاً وتحدد “طريقة أداء الأشياء هنا”. وهذه قوة أقوى بكثير من التركيز المحدود على اتباع القوانين.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .