كيف تأخذ استراحة من العمل دون الابتعاد عن شاشة الكمبيوتر؟

5 دقائق
فترات الراحة
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: تساعد فترات الراحة المتكررة في إعادة شحن بطارياتنا في العمل. وفي حين أن فترات الراحة التي نبتعد خلالها عن الشاشات هي الأفضل عادة، إلا أنك في بعض الأحيان لا يمكنك الابتعاد عن أجهزتك، وأحياناً قد لا ترغب في ذلك. لكن الخبر السار هو أن فترات الراحة التي تقضيها مع التكنولوجيا أو التي تعززها التكنولوجيا يمكن أن تعود عليك ببعض الفوائد نفسها التي توفرها فترات الراحة التي تقضيها بعيداً عن الشاشة، وهذا سيحدث إذا كنت قادراً على تضمين مزيج من النشاط البدني والتفاعل الاجتماعي وتحفيز الدماغ. يمكنك أن تخصص بضع دقائق للاستماع إلى أغنيتك المفضلة ومشاهدة مقاطع الفيديو التي تفضلها عبر موقع “يوتيوب” أو المشاركة في إحدى ألعاب الفيديو دون الشعور بالذنب أو للدردشة مع الأصدقاء في منتصف اليوم.

 

سواء كنت تتلقى مكالمات فيديو متتالية أو سيل من رسائل البريد الإلكتروني، يمكن أن يُنهكك العمل ما لم تحرص على أخذ فترات راحة دورية ومتجددة. وقد ورد في مقال نُشر عام 2015 في مجلة علم النفس التطبيقي” (Journal of Applied Psychology) أن “طاقتنا المهنية وحماسنا وتركيزنا… بمثابة بطاريات تحتاج إلى إعادة شحن بشكل دوري”.

في حين أنه يمكنك، ويتعين عليك، أخذ فترات راحة تبتعد خلالها عن أجهزتك وشاشاتك، إلا أنك قد لا يكون لديك دائماً الوقت أو الحرية للقيام بذلك. (وجهت اهتمامي أنا وروبرت بوزين، في كتابنا الذي سيصدر قريباً العمل عن بُعد” (Remote, Inc.)، صوب يوم العمل الذي يستمر لمدة 8 ساعات يومياً لأنه يحول دون أخذ العاملين عن بُعد فترات الراحة التي يحتاجون إليها ليظلوا منتجين وبصحة جيدة). ولكن إذا اخترت في فترات الراحة الجلوس أمام الشاشات الصحيحة، فإنها يمكن أن تعود عليك بفوائد مماثلة للأنشطة المتنوعة التي تمارسها بعيداً عن الشاشات ويمكن أن تساعدك أيضاً في الحصول على عدد أكبر من فترات الراحة طوال اليوم. وأحياناً يمكن للتكنولوجيا أيضاً تعزيز فترة الراحة التي تقضيها بعيداً عن الشاشة إلى حد كبير. لذا، لا تقع في الفخ الذي أطلق عليه فريق بحثي “الشعور بالذنب نتيجة الجلوس أمام الشاشات”: ما يعني الاعتقاد بأن فترة الراحة لن تُحتسب حقاً ما لم تبتعد عن شاشات أجهزتك.

أنواع فترات الراحة

لا أقول أيضاً أنه ينبغي لك تصفح تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي بحثاً عن الأخبار السيئة. فهذا لن يمنح عقلك أو جسمك الراحة من العمل التي تحتاج إليها. بدلاً من ذلك، اختر فترات الراحة التي تساعدك في أمر أو أكثر من الأمور التالية:

تحريك جسمك

وجد الباحثون أن فترات الراحة المنتظمة التي تتضمن تحريك جسمك، والتي يمكن أن تتمثل في المشي لمدة دقيقتين، لها تأثير كبير على مستويات الطاقة البدنية للعاملين وراحتهم، دون تقليل إنتاجيتهم.

التواصل مع الآخرين

نعم، يمكن فعل ذلك حتى عبر الشاشات! إذا كنت تعمل عن بُعد أو تلتزم بالتباعد الاجتماعي، فقد تشعر بعزلة شديدة. لكن أظهرت دراسة أُجريت على أساتذة جامعيين يعملون عن بُعد في أثناء فترة الجائحة أن “اللقاءات” التي تتم عبر الإنترنت كان لها تأثير كبير على مشاعر العزلة، وهو ما يتوافق مع ما ورد في بحث سابق أظهر أن التواصل عبر الإنترنت يمكن أن يقلل من الشعور بالوحدة.

تحدي عقلك بشيء مختلف

يمكن للقليل من التحفيز العقلي غير المتعلق بالعمل أن يهيئ عقلك لمواجهة تحديات العمل بشكل أكثر فعالية. على سبيل المثال، أظهرت دراسة تلوية بحثية حول التأثير المعرفي والعاطفي لألعاب الفيديو أن الألعاب يمكن أن تحسن سرعة المعالجة العقلية وأزمنة الاستجابة والذاكرة العاملة. وتَبين من دراسة تجريبية لطلاب تتراوح أعمارهم بين 12 و13 عاماً أن لعب الألغاز الذهنية أدى إلى تحسين قدراتهم على حل المشكلات.

كيف تجعل فترة راحتك أفضل؟

فيما يلي بعض الأمثلة على فترات الراحة القائمة على التكنولوجيا التي تفي بهذه المعايير. ضعها في اعتبارك إلى جانب جلسات اليوغا وأخذ استراحة سريعة لشرب القهوة بين الاجتماعات، ما يساعدك على استعادة نشاطك وطاقتك لبدء الاجتماع التالي.

ممارسة التمارين الرياضية أمام شاشة الكمبيوتر

اجمع بين اللعب والحركة للتخلص من التوتر. خُذ بضع دقائق للعب لعبة تتطلب نشاطاً بدنياً مثل “بيت سابر” (Beat Saber) أو “وي سبورتس” (Wii Sports)، وإذا كنت تفضل الخروج ومطاردة “بوكيمون” جديد يمكنك لعب “بوكيمون غو” (Pokémon Go) عبر الهاتف.

الغناء بصوت عالٍ

لا يعني النشاط البدني بالضرورة ممارسة تمارين رياضية. فقد تناولت مجموعة متزايدة من الدراسات الآليات الفسيولوجية التي تجعل الموسيقى عاملاً قوياً يساعد على تقليل الشعور بالتوتر، فضلاً عن فوائد الغناء الجماعي على الشعور بالراحة والسعادة وبناء “الترابط الاجتماعي”.  ونظراً إلى أن هناك أدلة على أن الغناء الجماعي في وجود الأشخاص معاً في المكان نفسه يمكن أن ينشر مرض “كوفيد-19″، فإنني أوصي ببديل يمكن القيام به بشكل منفرد: وهو الغناء بطريقة “الكاريوكي” من خلال تشغيل مقاطع فيديو عبر موقع “يوتيوب” وغيره. بغض النظر عن ذوقك في الموسيقى، ستجد على موقع “يوتيوب” ما يناسبك. شغِّل الموسيقى وأغلق الباب إذا كنت تخجل من أن يسمعك الآخرون وغنِّ بصوت عالٍ لبضع دقائق.

الاستماع إلى قصة في أثناء وقت الراحة

شغِّل تطبيق الكتب الصوتية المفضل لديك واستخدم أدوات الحياكة الخاصة بك أو اغسل الأطباق أو اذهب في نزهة سريعة، فجميعها أشياء يمكنك أن تفعلها في أثناء الاستماع إلى قصة أو رواية قصيرة. لا تحاول أن تقضي وقت الراحة في فعل شيء يتعلق بالعمل من خلال الاستماع إلى كتاب حول الأعمال التجارية على سبيل المثال؛ إذ إن الهدف من هذه الاستراحة هو مكافحة الانفصال العاطفي الذي يمكن أن يحدث عندما تعمل عن بُعد. لا يوجد شيء مثل القصص والروايات لإثارة عواطفك، ولكن فقط إذا كنت مندمجاً للغاية لدرجة أن “تنتقل عاطفياً إلى داخل القصة”، وفقاً لما ورد في إحدى الدراسات التجريبية. لذا استخدم هذه الاستراحة لتجديد حماسك والعودة إلى العمل وأنت قادر على إعادة التواصل مع زملائك بروح جديدة.

إجراء محادثات صوتية في أوقات الراحة

ليس من قبيل الصدفة أن الشبكات الاجتماعية القائمة على المحادثات الصوتية، مثل تطبيق “كلوب هاوس” (Clubhouse) وخاصية “تويتر سبيسز” (Twitter Spaces)، انطلقت في الفترة التي انقطعنا فيها عن الدردشة غير الرسمية في مكان العمل. وقد ذكرت آن لوري فايارد وجون ويكس في مقال نُشر في هارفارد بزنس ريفيو حول السبيل إلى تعزيز التفاعلات العفوية والبناءة في أماكن العمل، أن هذه الأنواع من المحادثات الارتجالية يمكن أن تكون وسيلة رائعة لتعزيز الابتكار والإبداع. يمكن أن يمنحك الدخول إلى إحدى الشبكات الاجتماعية القائمة على المحادثات الصوتية القليل من تلك العفوية؛ فسواء كنت تستمع إلى محادثة جماعية يمكن أن توحي لك بأفكار جديدة أو تنضم إلى غرفة أصغر لإجراء القليل من الدردشة، فإن الاندماج مع أشخاص آخرين يمكن أن يجعلك تستعيد نشاطك، حتى أنه قد يتيح لك النظر إلى مشروع أو مشكلة ما من زاوية جديدة.

التغلب على الفوضى

أظهر بحث أن الفوضى المنزلية يمكن أن تجعل الأشخاص مكتئبين ومرتبكين، وإذا كنت تعمل من المنزل فأنت لا تأخذ استراحة لمدة 8 ساعات من تأثيرها. لذا، اختر مكاناً في منزلك لتتخلص من الفوضى التي تعمه، مثل هذا الدرج الفوضوي في مطبخك أو كومة الأوراق الموجودة على مكتبك، واستغرق 10 دقائق لتجعل المكان الذي اخترته مرتباً. (يمكن أن تفعل ذلك في أثناء الاستماع إلى كتاب صوتي أو الغناء أو الدردشة الصوتية عبر تطبيق “كلوب هاوس” للحصول على استراحة مضاعفة).

زيادة كفاءة عقلك

أظهرت دراسة أُجريت عام 2014 حول الأنشطة المعرفية التي يمكن أن تخفف من خطر الإصابة بمرض الزهايمر أن أي نوع من الألعاب المعرفية، مثل أوراق اللعب والكلمات المتقاطعة والشطرنج، يؤدي إلى تحسين الأداء المعرفي. ويشير بحث آخر أيضاً إلى أن لعب ألعاب الفيديو السهلة في أثناء الاستراحة من العمل يمكن أن يقلل من الشعور بالتوتر. لذا، يمكنك تنشيط عقلك وتقويته من خلال لعب لعبة الكلمات مع الأصدقاء” (Words with Friends) قليلاً في منتصف النهار، أو الأفضل من ذلك أن تجمع بين اللعب والقيام ببعض النشاط البدني باستخدام مساعد منزلي مثل المتوفر في جهاز “أمازون إيكو” (Amazon Echo) للعب بصوت عالٍ؛ جرِّب أن تلعب لعبة “جيوباردي” (Jeopardy) أو “ميموري ماتش” (Memory Match) أو “سونغ كويز” (Song Quiz) في أثناء ممارسة تمارين التمدد أو المشي أو ترتيب المنزل.

بالطبع لا توجد قاعدة تنص على أنه يتعين عليك استخدام أجهزتك في فترات الراحة التي تأخذها في أثناء عملك عن بُعد. ولكن في تلك اللحظات التي يكون فيها الابتعاد عن حاسوبك صعباً، أو إذا كنت لا ترغب في إطفاء جهازك (كما يحدث معي)، فلا تدع ذلك يمنعك من إعادة شحن جسمك وعقلك طوال يوم العمل، تماماً مثلما تعيد شحن أجهزتك.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .