ملخص عام 2020: الدروس المستفادة من سلسلة #مبتكرون_يصنعون_الرخاء

4 دقائق
سلسلة مبتكرون يصنعون الرخاء
shutterstock.com/Sergey Nivens
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يرتبط العام 2020 في مُخيلة الكثيرين بالجائحة التي أنهكت العالم. لكن، وعلى الرغم من أن العام الماضي مر ثقيلاً بلا شك على الحكومات ومؤسسات الرعاية الصحية والمعلمين وموظفي الخطوط الأمامية وكل البشر تقريباً على سطح الكوكب، فقد تميز أيضاً بضخامة حجم الابتكارات المتحققة خلاله. وفي هذا المقال سوف نستعرض أهم الدروس المستفادة من المتبكرين والمؤسسات المُنشئة للأسواق ضمن سلسلة “#مبتكرون_يصنعون_الرخاء” (#InnovatorsCreatingProsperity).

حيث أسهمت شركات مثل “إيفرلي ويل” (Everlywell) في إبطاء منحنى انتشار العدوى في الولايات المتحدة من خلال تطويرها السريع لأجهزة إجراء اختبارات الكشف عن الفيروس في المنزل، واستخدم المبتكرون في السنغال آلات الطباعة ثلاثية الأبعاد لصناعة أجهزة التنفس الاصطناعي بقيمة 60 دولاراً للجهاز الواحد، لكن الابتكارات لم تقتصر على قطاع الرعاية الصحية. فمع تضرر الاقتصاد العالمي، اضطر الكثير من المؤسسات إلى إعادة تصميم نماذج عملها من الألف إلى الياء.

وإذ رحنا نواصل استعراض المؤسسات المُنشئة للأسواق ضمن سلسلة “#مبتكرون_يصنعون_الرخاء” (#InnovatorsCreatingProsperity)، فوجئنا بقدرة المبتكرين على المثابرة والتوصل إلى حلول إبداعية لمشاكل تبدو مستعصية على الحل، على الرغم من سيل التحديات المستجدة التي تلقيها الظروف في طريقهم كل يوم. وتنطبق هذه الملاحظة أكثر ما تنطبق على المبتكرين العاملين في الاقتصاديات الناشئة التي تضررت بشدة من الجائحة.

إذ لا تعتبر التحديات أمراً جديداً على هؤلاء المبتكرين، وهم يصلون الليل بالنهار لإحداث الفارق في قطاعاتهم وبلدانهم واضعين نصب أعينهم هدفاً مشتركاً لخلق الرخاء. ويسرنا أن نستعرض هنا 4 دروس استفدناها من المبتكرين المدرجين على سلسلتنا لعام 2020:

الدرس الأول: تحديات الاقتصاديات الناشئة ما هي إلا فرص للابتكار

يتعرض الابتكار في الاقتصاديات الناشئة لعدد من التحديات التي لا مثيل لها في أي مكان آخر، فغالباً ما تكون القاعدة الأساسية في هذه المناطق هي تهالك البنية التحتية وعدم كفاءة المؤسسات وتفشي الفساد وقلة الدعم الحكومي، ما يعرقل مسيرة بعض المبتكرين المحتملين الذين كان بمقدورهم أن يلعبوا دوراً حاسماً في تحفيز الاقتصاد. ولكن المبتكرين الآخرين يبادرون بتحويل هذه التحديات إلى فرص، بل ومزايا تنافسية، بدلاً من وقوفهم مكتوفي الأيدي في انتظار تحسن الظروف.

خذ على سبيل المثال شركة “مترو أفريكا إكسبرس” (Metro Africa Xpress) المتخصصة في خدمات النقل والتي تهدف إلى توفير وسائل آمنة للنقل والمواصلات بأسعار ميسورة للسكان المحرومين من الخدمات في نيجيريا وخارجها، حيث أوضح المؤسس المشارك أديتايو باميدورو، قائلاً: “تعمل الشركة على تحويل عراقيل البنية التحتية إلى ميزة تنافسية من خلال إرسائها لنظامها الخاص لمنح تراخيص قيادة المركبات وبناء شبكة مزودي الائتمان وتنفيذ شبكة إنترنت الأشياء لتأمين المركبات وتوفير محافظ رقمية للسائقين وإتاحة الدفع عبر الهاتف الجوال. وتستخدم الشركة بيانات المعاملات لإنشاء سجل ائتماني وتقديم الخدمات المالية للسائقين”.

الدرس الثاني: الشركات الناجحة تؤدي “المهمة المطلوب أداؤها”

وجدنا خلال بحثنا أن إحدى ألمع الرؤى الثاقبة هي بحث الناس باستمرار عن التقدم، مهما كان تعريفهم له. ونطلق على هذا التقدم من جانبنا “المهمة المطلوب أداؤها”. ويسهم فهم المهمة المحددة التي يحاول العملاء “توظيف” منتج أو خدمة ما من أجل أدائها في مساعدة المبتكرين على تطوير منتجات تلبي ما يحاول العملاء تحقيقه بصورة أدق.

وتقع الشركات للأسف في بعض الأحيان في مزلق محاولة حل الكثير من المشاكل لكثير من الناس، لكن الشركات تحقق نتائج أفضل حينما تعمل على اكتشاف مهمة واحدة يجب أداؤها، ومن ثم تطوير حل يساعد العملاء على إحراز تقدم نحو هذه الغاية. خذ على سبيل المثال شركة “لولا” (LULA)، وهي شركة مهتمة بالابتكار في جنوب إفريقيا توفر للركاب في المناطق الحضرية وسائل نقل آمنة وسريعة وموثوقة من خلال تجميع الركاب الذين يقطنون المناطق ذاتها في مجموعات مشتركة. وقد تحدثنا مع المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للشركة، فيلاني مبويني، الذي أوضح أن سبب فشل التجربة الأولى للشركة هو أنها حاولت فعل الكثير من أول مرة. ونصح غيره من المبتكرين:

“إياكم ومحاولة فعل كل شيء للجميع. وعليكم التركيز على طريق واحد تجيدون السير فيه، وما إن تتقنوه، يمكنكم إكمال المسير في اتجاه آخر”.

الدرس الثالث: غالباً ما تكون مراقبة ما يفعله العملاء أهم من الاستماع إلى ما يقولونه

قد يبدو الحل الأمثل للكشف عن المهمة التي يريد العملاء أداءها مباشراً، كأن تسأل عملاء المستقبل ببساطة عن التقدم الذي يحاولون تحقيقه. وعلى الرغم من أن هذه النقاشات مفيدة بكل تأكيد، فإن مراقبة ما يفعلونه على أرض الواقع أكثر موثوقية، حيث تحفل حياة الناس بالصراعات أياً كانت المنطقة التي يعيشون فيها، ولكن حياة من يعيشون في الاقتصاديات الناشئة تعج بقدر أكبر من الصراعات بكل تأكيد. ويصعب التحدث عن هذه الصراعات في كثير من الأحيان، ما يصعّب على المبتكرين فهم كيفية مساعدة العملاء على إحراز تقدم.

وقد تحدثنا مع إيكينا نزوي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة “ريليف” (Releaf) التي تعمل على تذليل صعاب الخدمات اللوجستية في سلسلة التوريد الزراعية في نيجيريا من خلال توسيع نطاق بيع المواد الخام عالية الجودة، حيث لاحظ نزوي والمؤسسون المشاركون قبل إنشاء الشركة أن الكثير من مصانع معالجة زيت النخيل لم تكن تعمل بكامل طاقتها بسبب ندرة المواد الخام التي يوفرها صغار المزارعين والتجار. ولكنّ إيكينا وشركاءه اكتشفوا أن الحل الحقيقي للمشكلة، أو بالأحرى المهمة التي يتعين على المزارعين أداؤها، هي مراقبة العملاء المستقبليين عن كثب قدر الإمكان. وهو ما أوضحه بقوله:

“كثيراً ما يحاول العملاء تلطيف التحديات بسبب عدم ارتياحهم لفكرة الكتابة عن استمرار الناس في كسر جوز النخيل بالصخور”.

الدرس الرابع: التكامل هو كلمة السر عند إنشاء أسواق جديدة

يعد الاستثمار في العمليات التي لا يُنظر إليها على أنها كفاءات أساسية لأعمال المؤسسة أمراً ضرورياً للغاية عند إنشاء أسواق جديدة في الاقتصاديات الناشئة، حيث لا تتوافر البنية التحتية الأساسية في كثير من الأحيان، لذا لا تملك الشركات الجديدة خياراً سوى سد الثغرات بنفسها.

وكان هذا يعني ضرورة دمج التعليم في نموذج عمل مؤسسة مثل “باببان غونا” (Babban Gona)، وهي مؤسسة اجتماعية تُعنى بمساعدة المزارعين على زيادة إنتاجيتهم من خلال بناء تعاونيات لصغار المزارعين. يقول كولا ماشا، المؤسس والمدير الإداري:

“كان أحد التحديات التي واجهناها هو تدريب الموظفين وصقل مهاراتهم استعداداً للتوسع، وقد نجحنا في تذليل هذه التحديات من خلال وضع برنامجين تدريبيين استباقيين يهدفان إلى تحسين مهارات موظفينا في مختلف مستويات المؤسسة”.

ليس من الواضح كيف سيبدو العام الجديد، لكننا على يقين من شيء واحد، وهو أن المبتكرين سيواصلون المضي قدماً ومساعدة عملائهم على عيش حياة أكثر إنتاجية وتحقيق الازدهار للجميع من خلال هذه العملية. ويسعدنا أن نواصل مشاركة قصصهم ورؤاهم الثاقبة.

يسرنا أيضاً أن نتعرف على قصتك: هل هناك #مبتكرون_يصنعون_الرخاء آخرون تريد أن نعرض قصتهم في العام الجديد؟ يرجى إخبارنا في التعليقات.

نُشر هذا المقال للمرة الأولى في موقع معهد كلايتون كريستنسن (Clayton Christensen Institute). 

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .