أسئلة القراء: ماذا أفعل عندما أُجبر على العمل في مكان لا يأخذ تهديد الجائحة على محمل الجد؟

5 دقائق
العمل في بيئة عمل لا تأخذ فيروس كورونة على محمل الجد
shutterstock.com/Nastya_Korchagina

سؤال من قارئ: أعمل مساعداً قضائياً في وكالة فيدرالية حكومية كبيرة. عملي مثير للاهتمام، وأنا منسجم مع زملائي، كما أنني أحقق التوازن بين الحياة والعمل، إضافة إلى أنني راضٍ عن راتبي وعن الامتيازات الأخرى التي أحصل عليها. لكن جائحة كورونا تمثل مشكلة كبيرة، بسبب عدم أخذ تهديد جائحة فيروس كورونا على محمل الجد في بيئة العمل، والوكالة متخلفة من الناحية التقنية، وجميع ملفات القضايا هي ملفات ورقية ولا يمكن للموظفين أخذها إلى منازلهم، وحتى لو كان بإمكاننا أخذها، فالوكالة لن تقدم لي جهاز كمبيوتر محمولاً. لذا، بقيت مكاتبنا مفتوحة على الرغم من تأكيد إصابة عدد من موظفينا بفيروس كورونا، وتكتفي الوكالة بإغلاق مكتب الموظف المصاب ليوم واحد كي يتم تنظيفه، ثم يفتح مجدداً. لم يعد كثير من زملائي الأعلى رتبة يحضرون إلى العمل خشية الإصابة بالمرض، وأنا حالياً في المنزل مع طفليّ الصغيرين بما أن مدرستهما أغلقت أبوابها. علماً أني لن أتقاضى راتبي إلا إذا تم إغلاق المكتب الذي أعمل فيه بسبب إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، وإلا فأنا مطالب بالحضور إلى العمل ما دام المكتب مفتوحاً. وبما أني موظف جديد، ليس لدي عدد كبير من أيام الإجازات لأستفيد منها، وإذا ذهبت إلى العمل، فسأبقى خائفاً لأن الإصابات تزداد باستمرار. أعتقد أن الوكالة لا تتعامل مع تهديد الجائحة بدرجة كافية من الجدية. فكرت بالانتقال إلى وكالة فيدرالية أخرى تسمح لي بالعمل من المنزل، أو العمل لدى وكالات حكومية أخرى أو لدى المحاكم الجنائية، لكن أعتقد أنه من غير الممكن العثور على وظائف فيها في الوقت الحالي.

سؤالي هو:

كيف أتصرف مع هذه الوكالة التي لا تأخذ تهديد جائحة فيروس كورونا على محمل الجد؟ ماذا أفعل؟ 

يجيب عن هذا السؤال كل من:

دان ماغين: مقدم برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.

أليسون بيرد: مقدمة برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.

سكوت غالواي (Scott Galloway): أستاذ في كلية ستيرن للأعمال بـ "جامعة نيويورك" (إن واي يو) (NYU)، ومؤلف كتاب "جبر السعادة: ملاحظات عن السعي لتحقيق النجاح والحب والمعنى" (The Algebra of Happiness: Notes on the Pursuit of Success, Love, and Meaning).

سكوت غالواي: ليس لدي جواب سهل عن هذا السؤال. أعتقد أن هناك مجموعة وظائف أساسية مهمة يجب الاستمرار بأدائها ويكون العاملون فيها مضطرين لمواجهة الخطر، لكن لا بد أن يؤدوا عملهم من باب الطمع لا الخوف. أعتقد أن هذا قرار مهم جداً يتعلق بالصحة الشخصية والرفاهة الاقتصادية. إنه قرار صعب جداً.

دان ماغين: يقول صاحب السؤال: "فكرت بالانتقال إلى وكالة فيدرالية أخرى تسمح لي بالعمل من المنزل"، هل يبدو هذا خياراً جيداً؟

أليسون بيرد: لا أرى ضيراً في البحث، وهذا ما قلناه لأصحاب الرسائل الأخرى المشابهة. لا نعلم ما هو مجال خبرته تحديداً، لكن ليس من المؤكد أن تتوفر فرص توظيف لدى تلك المؤسسات الأخرى. لذا، أود من صاحب السؤال أولاً أن يبدأ بالوكالة التي يعمل لديها حالياً، وأن يتحدث إلى مديره بصدق حول حقيقة شعوره بانعدام الأمان وعدم رغبته بتعريض عائلته للخطر، وحول التدابير البديلة الممكنة. فلا ذنب للموظفين في عدم اعتماد المؤسسة على التقنيات الرقمية التي تتيح لهم العمل من منازلهم. يجب عليه التحدث مع المدير أو مسؤول الموارد البشرية عن مدى الظلم الذي يعاني منه الموظفون جراء طريقة العمل المتبعة فيها.

سكوت غالواي: لست واثقاً من إمكانية التواصل مع ممثل الموارد البشرية، فهذا وضع صعب ويثير مجموعة مشكلات.

أليسون بيرد: يبدو لي أن هذه الوكالة تتعامل مع الوضع الحالي بصورة مروعة. هل يجب عليه اللجوء إلى الصحافة؟

سكوت غالواي: هذا تصرف خطير، لأنه قد يعرض نفسه للطرد من العمل وسيواجه صعوبة في الحصول على وظيفة أخرى. إذا كانت الوكالة تعرّض صحة موظفيها للخطر، سيكون الطلب من أحدهم التوجه إلى الصحافة بمثابة شن حرب عليها.

دان ماغين: أي من الخيارين أفضل، أن يبحث صاحب السؤال عن وظيفة أخرى في مكان آخر، أم أن يحاول إصلاح الوضع في الوكالة التي يعمل لديها؟

سكوت غالواي: الطريقة الألطف والأصعب، هي الحصول على عرض عمل آخر كي يتمتع صاحب السؤال بموقف قوي ويحظى بعدة خيارات. فيما يخص اتخاذ خطوة ضمن المؤسسة التي يعمل فيها، أعتقد أن ذلك يتطلب الذكاء العاطفي والوضوح، لذا يجب أن يتوجه إلى مسؤول الموارد البشرية، وإلى مشرفيه والتعبير عن مخاوفه. لأن عليه ألا يدع مجالاً للنظر إليه على أنه شخص سيسبب كثيراً من المشكلات والصداع للمسؤولين في المؤسسة في وقت صعب، وعليه أيضاً ألا يتعامل مع الشركة على أنه مُلزِم لها قانونياً، لأنه عندئذ قد يُنفى إلى مسار مهني غير مناسب له، بهدوء ومن دون أن يشعر، ليدرك بعد 3 أعوام أنه لا يزال في مكانه ولم يحصل على أي ترقية ولا تتاح له فرص جديدة بسبب نظرة المؤسسة له على أنه مجرد التزام قانوني. لذا أعتقد أن عليه اتخاذ خطوة مدروسة وشفافة وغير عدائية وأن يتحدث مع زملائه عن الأمر، (وأعتقد أن لديهم الشعور ذاته)، وأن يخوض حديثاً صريحاً مع مديره حول المسألة ويناقشه حول ما يستحق مجازفة الموظفين بأنفسهم، وأسباب عدم السماح لهم بالعمل من المنزل، وما إذا كان من الضروري بذل جهد أكبر كي يتمكن الموظفون من أخذ العمل إلى منازلهم ويشعر الجميع بأمان أكثر. كما يتعين عليه مناقشة الطرق البناءة لفعل ذلك، وربما كان بإمكانه اقتراح بعض الأفكار. أعتقد أن المسؤولين في إدارة الوكالة هم أشخاص محترمون يتمتعون بالحكمة ويسعون للقيام بالأمر الصائب، ويجب ألا ننسى أن الوضع صعب جداً على الجميع. لذا أعتقد أن عليه التوجه إلى مسؤول الموارد البشرية ومديره وإجراء حوار صريح معهما، والأهم أن يكون الحوار بنّاء يقترح حلولاً للمساعدة.

دان ماغين: كان بوب ساتون أحد أوائل ضيوفنا في بدايات هذا البرنامج، وكان يتحدث كثيراً عن حشد مجموعة من الزملاء عند الرغبة في التوجه إلى الإدارة بشأن شكوى ما. وعلى الأغلب، فإن صاحب السؤال ليس الموظف الوحيد المستاء من هذا الوضع، فهو يعمل في وكالة فيدرالية كبيرة، لذا يمكنه التحدث مع زملائه ومحاولة اكتساب شيء من الزخم كي يتمكن من التحدث مع الإدارة. ومن المفترض أن يتمكن من أداء عمله كمساعد قضائي عن بعد في أزمة كهذه، فكثير ممن يعملون في مجال القضاء والمحاماة يؤدون أعمالهم عن بعد في هذه الفترة، وليس منطقياً ألا يسمح له بذلك. يجب أن يجرى نقاشاً أوسع حول هذه المسألة، وألا ينسى أن مناقشة المسألة مع الإدارة كمجموعة وليس كفرد يجنبه الوقوع في المشكلات..

أليسون بيرد: أعتقد أنه بإمكان صاحب السؤال حشد عدد من زملائه الذين يفكرون بنفس طريقته، ولا بد أن هناك عدداً كبيراً منهم، بدءاً بالموظفين الأكبر سناً الذين التزموا منازلهم بالفعل، وصولاً إلى الآخرين وكل من لا يرغب بتعريض عائلته وأطفاله للخطر. إن تشكيل مجموعة ضغط داخلية هي فكرة سديدة حقاً. لكن، هل الوقت مناسب لاستكشاف فرص أخرى، كأن يتواصل صاحب السؤال مع شبكة معارفه ومعرفة الحلول الأخرى المتوفرة؟ من جهتي، لا أعلق آمالاً كبيرة على ذلك صراحة لأننا نمر بفترة اضطراب جنوني، وإذا حاول الانتقال للعمل في المحاكم الجنائية، فهي جميعها مغلقة الآن. لكن من يدري، من المفيد دائماً أن يجري بحثاً بما أنه باق في المنزل على كل حال. أشجعه على جمع مزيد من المعلومات حول الخيارات المتاحة له.

دان ماغين: أولاً، نشعر بالأسف الشديد للوضع المجحف الذي يعاني منه صاحب السؤال، فهو على ما يبدو لا يتماشى مع ما تقوله لنا الحكومة عن بقاء العاملين الأساسين فقط في أماكن عملهم، وهو وضع صعب حقاً. يمكن لصاحب السؤال العمل على إقناع مدرائه الحاليين في الوكالة الفيدرالية كي يتبعوا أساليب متقدمة أكثر فيما يخص العمل من المنزل في أثناء الأزمة. ونعتقد أنه من الممكن أن يحشد مجموعة من زملائه الذين يفكرون بنفس طريقته ليشكلوا صوتاً جماعياً، وربما أن يلجأ إلى مشرف أكبر سناً موثوق ومتعاطف معه ويرى مثله أن أسلوب تعامل الوكالة مع هذا الوضع ليس جيداً، وأن يشكل مجموعة تأثير داخلية ويدعو الوكالة لتغيير الوضع فيها. أو يمكن أن يحاول الحصول على عرض عمل في مكان آخر، سواء كان مع وكالة فيدرالية أخرى أو مؤسسة مختلفة تماماً. وبما أنه الآن في المنزل ولا يعمل، فالوقت متوفر ولا يشكل عائقاً للبحث عن عمل، وإنما العائق هو سوق الوظائف المتاحة، فالمؤسسات جميعها مغلقة وجميع المجالات تمر بأزمة حالياً. لذا، إذا كان يرى أنه سيضطر للعثور على وظيفة أخرى، نرى أن عليه الاستعداد للسير في درب طويل، فالأمر قد يستغرق وقتاً ولن تكون الحلول قصيرة الأمد بسبب عدم اكتراث الوكالة القانونية التي يعمل بها لتهديدات جائحة فيروس كورونا.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي