أسئلة القراء: كيف أنتقل من التدريس إلى مسار مهني آخر؟

5 دقائق
من التدريس إلى مسار مهني آخر
shutterstock.com/PureSolution
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

سؤال من قارئة: أعمل في التدريس منذ خمسة أعوام، لكن لم يمر أي عام من دون أن أفكر بتغيير مهنة التعليم برمتها، والانتقال إلى مجال مختلف، وهذا بسبب رغبتي العميقة بمزيد من التحدي في العمل. أنا مهتمة بقطاع التقنية تحديداً، ولربما كان اهتمامي بالراتب أكبر. وحتى مع شهادة الماجستير التي أحملها، سأحتاج إلى عامين آخرين لأتمكن من جني 50,000 دولار في العام. وهكذا، سأحتاج أنا وزوجي إلى أعوام لتحقيق أهدافنا المالية والعائلية. جربت العمل في المدارس العامة الكبيرة والمدارس الخاصة الصغيرة، وعلى الرغم من استمتاعي ببعض أوجه التدريس وتحقيق نجاح كبير، فأنا لا أتمتع بما يكفي من الرضا الوظيفي في التدريس لتبرير تضحيتي فيه من الناحية المالية. من المدهش كم يصعب الحصول على مراجع ذات جودة حول طريقة الانتقال بفاعلية من مهنة التدريس، وبعض المقالات تكتفي بتعداد وظائف تؤدي إلى رواتب مماثلة لما أجنيه من التدريس، مثل العمل كمعلمة مهنية أو مستشارة أو إدارية في المدرسة أو مؤلفة مناهج دراسية، لكن هذا ليس ما أريده. قال أحد أصدقائي الذي نجح في الانتقال من مهنة التدريس أن المدرسين يتمتعون بكثير من المهارات القابلة للتحويل، كالتنظيم والتواصل وإدارة الأشخاص وتخطيط الفعاليات والمناهج ومهارات في تقديم العروض وإلقاء الخطابات ومهارات هائلة في التعامل مع الأشخاص. لكن المشكلة هي أن من يعملون في الشركات لا يدركون حقاً ما يمكن للمدرسين فعله، لذا فالمدرسين لا يؤخذون على محمل الجد.

سؤالي هو:

كيف يمكنني رسم أفضل صورة ممكنة عن عملي في التدريس بطريقة لا تدفع الآخرين لتصنيفي؟ ما الذي يمكنني قوله كي أعثر لنفسي على موطئ قدم؟ أعلم أني أرغب بترك التدريس، لكني أترنح ما بين التفاؤل وانعدام الثقة الساحق بنفسي.

يجيب عن هذا السؤال كل من:

دان ماغين: مقدم برنامج “ديير آتش بي آر” من هارفارد بزنس ريفيو.

أليسون بيرد: مقدمة برنامج “ديير آتش بي آر” من هارفارد بزنس ريفيو.

مونيكا هيغنز: أستاذة في كلية الدراسات العليا في التعليم بـ”جامعة هارفارد”.

مونيكا هيغنز: ترغب صاحبة السؤال في ترك التدريس، لكن هل تريد ترك مجال التعليم برمته؟ فقطاع التعليم واسع جداً، ويمكننا التفكير بالتطوير القيادي أو تطوير البالغين أو التدريب في مجال الموارد البشرية. وهناك طرق كثيرة يمكن لصاحبة السؤال التفكير بها، ومن منظور قائم على الأصول، يجب أن تفكر بما لديها لتقدمه. فلنعترف بأنها لا ترغب بأن تكون مدرسة في القاعة الدراسية، لكن هذا لا يعني أنه ليس بإمكانها تغيير مسارها المهني نحو مجال يعتمد على مكامن قوتها، التي تتمثل في فهم عملية التعليم.

أليسون بيرد: إن ذكرها لقطاع التقنية يدفع إلى التفكير بأن التقنية هي المجال الذي يشهد أعظم نمو في قطاع التعليم الآن، وخصوصاً بعد هذه الأزمة التي اضطر جميع المدرسين فيها للتحول إلى خبراء في التقنية والصفوف الافتراضية والابتكار في التعليم عن بعد. هذا المجال يشهد نمواً بالتأكيد.

مونيكا هيغنز: هذا مثال عن امرأة تحاول تحويل مسارها المهني لتنتقل إلى مجال يهمها، وهو التقنية، وهو حالياً مجال يشهد نمواً هائلاً عند اقترانه بما عملت به في الماضي. يكمن التحدي في أنها تحتاج إلى معرفة المكان الذي يمكنها المساهمة فيه، والتوصل إلى طريقة كي تتعلم المزيد وتحصل على مؤهلات في مجال التقنية. فقول: “لا أريد أن أعمل في التدريس” يختلف تماماً عن قول “ما الذي أريد فعله في مجال التقنية؟” يجب أن تروي قصة لا تتحدث عن المجال الذي تريد أن تنتقل منه، وإنما عن المجال الذي ترغب بالانتقال إليه، هذا ما يجب أن تهتم به.

دان ماغين: هي تعلم أنها تود المغادرة، لكنها لا تعرف وجهتها بعد ولا تملك إلا إحساساً ضبابياً عنها. ذكرني وضع صاحبة السؤال براقصة الباليه في سؤال سابق.

مونيكا هيغنز: هي تحتاج إلى تحصيل بعض الشهادات. للأسف، فشهادة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية والماجستير في التعليم، إلى جانب السنوات التي قضتها في التدريس ستوجهها إلى مجال محدد في قطاع التعليم، في حين أنها تحتاج إلى التغيير. لذا، يمكنها الآن التسجيل في دروس مجانية مختلفة عبر الإنترنت في مجال التقنية وما إلى ذلك. يجب أن تحصل على تعليم وشهادات أكثر كي تكتسب معرفة قوية في التقنية تساعدها في إقناع أصحاب العمل المحتملين بها.

أليسون بيرد: ثمة عقبة هنا، تقول صاحبة السؤال أنها غير مهتمة بالإدارة والمناهج وكل ما هنالك. ماذا لو رفضت فكرة التعلم على الرغم من أن التعليم هو المجال الذي حصلت فيه على شهادة الماجستير؟ كيف ستستكشف القطاعات الأخرى والأنواع الأخرى من الوظائف؟

مونيكا هيغنز: عندئذ سيكون تفكيرها محصوراً بنطاق ضيق. أعمل في التدريس في كلية الدراسات العليا للتعليم بـ “جامعة هارفارد”، ولدي طلاب يخرجون من مجال التعليم ويعملون لدى شركة “جوجل”. فالتعليم بالنسبة لشركات التقنية هو مجال نمو. لذا أعتقد أن هناك مجموعة شركات مختلفة قد ترغب صاحبة السؤال في البحث عن عمل فيها، ولا أدري إن كانت قد بدأت البحث بالفعل، والوظائف فيها تختلف تماماً عما كانت تفكر به حتى الآن. ثمة مشكلة أخرى، أو عقبة أخرى، حسبما سمعت وقد تكون قد مرت بذلك فعلاً، إذا دخلت إلى مقابلة عمل وكان من يجري المقابلة معها قد عمل في التدريس من قبل، قد يرى أنه يفهم تماماً ما كانت تفعله لأنه اختبره بنفسه، وكان في القاعات الدراسية. أعتقد أن هذا فخ أمام صاحبة السؤال التي تحاول الانسجام.

أليسون بيرد: إذاً، ما الذي يجب عليها فعله للتغلب على هذا الفخ؟

مونيكا هيغنز: أرى أن على صاحبة السؤال تغيير إطار تفكيرها بما ستفعله بعيداً عن التدريس وأن تعيد صياغته، وتفكر بالتوجه نحو تقنيات التعليم. والأمر الرائع هنا هو أنها إذا كانت تعمل في التدريس أثناء هذه الجائحة فهي تقوم بتجارب مصغرة مع تلاميذها بالفعل.

دان ماغين: عندما تحدثت مونيكا عن عملها في التدريس في كلية الدراسات العليا للتعليم وقالت إن بعضاً من طلابها يذهبون للعمل لدى شركة “جوجل”، وجدت في كلامها ما ينطبق على تجربتي. إذ إن واحدة من أفراد عائلتي كانت تعتقد أنها ترغب في أن تصبح مدرسة، لكنها لم تحب التدريس وانتهى بها الأمر بالعمل بوظيفة في عمليات إعداد الموظفين الجدد لدى شركة “غولدمان ساكس”، وكان مسارها المهني شبيهاً بالعمل في “وول ستريت” وليس في التدريس. أعتقد أن صاحبة السؤال ستستفيد من العثور على نماذج تحتذي بها بدلاً من الفكرة الضبابية التي تحملها، وأن تعثر على شخص تنظر إلى ملفه على منصة “لينكد إن” وتقول: “لقد انتقل من التدريس إلى المجال الفلاني، ترى كيف فعل ذلك؟” أقصد أن عليها استكشاف المسارات المهنية لأشخاص لديهم سيرة ذاتية معروفة، والنظر إلى أمثلة ملموسة عن أشخاص نجحوا في الانتقال من مجال إلى آخر. فهي بذلك ستتمكن من فهم ما هو ممكن وقد تتمكن من تحديد الوظيفة التي تريد الحصول عليها بدلاً من الرغبة بالعمل في مجال التقنية فحسب.

أليسون بيرد: بالإضافة إلى أن عليها التحدث مع الآخرين حول المسارات المهنية المختلفة، وأن تجعلهم جزءاً من شبكة معارفها. ثمة بحث كلاسيكي أجراه دانيال ليفين حول العلاقات الخاملة. وتتمثل الفكرة في أن تتواصل صاحبة السؤال مع أشخاص خارج نطاق دائرة التدريس كي تعثر على من يعطيها أفكاراً خلاقة أكثر حول ما يمكنها فعله بخبرتها في التدريس، ثم أن تتواصل مع من يستطيع مساعدتها في الحصول على الوظيفة.

مونيكا هيغنز: قرأنا في سؤالها أنها طالعت بعض المقالات، وهي مصدر حقيقي للتعليم، وتحدثت إلى شخص واحد. لكن عليها التحدث مع مجموعة من الأشخاص، فبحثنا حول التعليم بالقدوة يقول إننا نتعرف على القدوة المناسبة لنا عن طريق الانتقاء والاختيار من مجموعة تضم نماذج القدوات المختلفة ومعرفة أيها منطقي أكثر بالنسبة لنا. يمكن أن تكون صاحبة السؤال قد أجرت شيئاً من البحث، وهي تجيده بلا شك، لكنها تقرأ مقالات عن جمع طلابها وتدريسهم، وهي مقالات نابعة عن أمثلة واحتمالات كثيرة، لكنها تتحدث عن أنماط مألوفة لديها. لذا، يجب أن تتحدث مع مجموعة أشخاص مختلفين.

أليسون بيرد: نود من صاحبة السؤال أن تبدأ بإعادة صياغة أفكارها. نرى أنها قد تكون قادرة على دمج تجاربها وخبراتها مع طموحاتها المستقبلية في التقنية. يشهد مجال تقنيات التعليم نمواً كبيراً، وخصوصاً هذه الفترة، لذا نود منها أن تحصل على بعض الشهادات العلمية في تقنيات التعليم وربما أن تأخذ بعض الدروس على الإنترنت، وأن تقوم بهذه الخطوات الصغيرة باتجاه هذا المسار الجديد. وعلى وجه الخصوص، إذا كانت مستمرة بعملها أثناء الجائحة وتدرس في قاعات الدراسة الافتراضية، فبإمكانها أن تبتكر وتبدع، وهذا سيساعدها عندما تتحدث إلى أصحاب العمل المستقبليين المحتملين لأنها ستتمكن من توجيه المحادثة نحو هذه المشاريع، بدلاً من تعزيز الصورة النمطية التي يحملونها في أذهانهم عن المدرسين. نود منها أيضاً أن تتحدث إلى أشخاص غيروا مساراتهم المهنية لتستمد منهم أفكاراً ملهمة، ثم أن تستكشف عدداً من الاحتمالات كي تعثر على عمل في الشركة التي تناسبها. وفي النهاية، نرى أنها إذا فكرت من زاوية أوسع، فستتمكن من العثور على وظيفة في مؤسسات مثل “لينكد إن” أو “جوجل” أو “غولدمان ساكس”، وليس عليها سوى توسيع نطاق تفكيرها ليشمل هذه الاحتمالات بما أنها تريد تغيير مهنة التدريس كما أوضحت في سؤالها.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .