سؤال من قارئ: أنا مدير في قطاع الرعاية الصحية، وأعاني من صعوبة في تحديد الاستراتيجية المناسبة لإدارة فريقي بعد أن أصبحنا نعمل من منازلنا، علماً أن بعضاً من أفراد الفريق فقط قد اختبروا العمل عن بعد فيما سبق. ونظراً لزيادة حجم العمل والضغط الناجمين عن أزمة "كوفيد-19"، أنا حريص على مراعاة الاحتياجات النفسية لفريق العمل عن بعد.
سؤالي هو:
ماذا أفعل كي أساعد فريقي على تجاوز الصعوبات والضغوط الناجمة عن العمل من المنزل ومراعاة صحتهم النفسية؟
يجيب عن هذا السؤال كل من:
دان ماغّين: مقدم برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.
أليسون بيرد: مقدمة برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.
تسيدال نيلي: أستاذة في كلية "هارفارد للأعمال".
تسيدال نيلي: من الضروري الاطمئنان على أفراد الفريق بانتظام في هذه الفترة. وأعني بذلك التواصل معهم أثناء عملهم من منازلهم وقول أشياء مثل: "كيف حالكم؟ كيف تجري أموركم؟ كيف يمكنني مساعدتكم؟" من أجل ضمان ألا تتأثر صحتهم النفسية أو أن يؤثر عليهم التوتر، وتحديد الطريقة المناسبة لتقديم الدعم اللازم. بالإضافة إلى ضرورة التفكير بالطرق الممكنة لتقديم الدعم للعمل الذي يقومون به وحثهم على التحدث عن نتائجهم.
دان ماغّين: أحاول دوماً أن أوضح لمن يعملون معي أني مشوش قليلاً، وأني أشاهد الأخبار كثيراً وأعاني من مشكلة في التركيز أحياناً، وأطلب منهم منحي مزيداً من الوقت لأني قد لا أتمكن من إنهاء العمل في الوقت المحدد. وبذلك أحاول جعلهم يشعرون أني أنا أيضاً حساس تجاه قلقي في هذه الفترة وأن هذا أمر عادي. ربما كانت هذه استراتيجية مفيدة أيضاً.
أليسون بيرد: من الضروري التسامح مع بعض الأخطاء وزيادة المرونة قليلاً في هذه الفترة. كما أن التواصل مع الآخرين على المستوى الشخصي مهم أيضاً. ثمة نصيحة أساسية نقدمها في كثير من الأحيان للموظفين بشأن الطريقة التي تمكنهم من الشعور بالرضا عن وظائفهم في أوقات الضغط الشديد، وهي التركيز على الغاية الأسمى من العمل، وسبب الاستمرار به. وخصوصاً في قطاع الرعاية الصحية، حيث يعمل صاحب السؤال، ثمة هدف أسمى مقنع بلا شك.
كما تدور النصيحة أيضاً حول منح الموظفين شعوراً بأنهم يتحكمون بالأمور، قد لا يكونوا قادرين على التحكم بكل ما يحدث في ظل هذه الأزمة، لكنهم قادرين على التحكم بطريقة تخطيط أيامهم والأعمال التي ينجزونها. وأخيراً، يجب التأكيد على راحتهم، وتشجيعهم على أخذ إجازاتهم الأسبوعية حتى وإن بدت هذه الفترة مشوشة وضبابية ولا يمكننا إدراك الفرق بين العمل والحياة لأننا نعمل جميعنا من المنازل. كما يجب تقدير الموظفين والطلب منهم ممارسة بعض التمارين وأخذ فترات استراحة أثناء اليوم. برأيي، هذه أمور يجب على المدراء القيام بها في أي وضع وظرف، لكنها اليوم تتمتع بأهمية أكبر.
تسيدال نيلي: أود ذكر أمر آخر، فالفريق الذي يديره صاحب السؤال يعمل في الرعاية الصحية، وقد ازداد حجم العمل واشتد الضغط. لذا، هل يجب على هذا المدير زيادة عدد أفراد فريقه؟ عندما نفكر بالفرق وتصميمها والاستراتيجيات المناسبة لها، يجب علينا أغلب الأحيان أن نفكر بما إذا كان السياق والظرف الحاليان يستدعيان إعادة النظر في حجم الفريق وتشكيله، وخصوصاً في ظل الأزمة التي نعيشها. قد تكون هذه استراتيجية مهمة يمكن أخذها بعين الاعتبار أيضاً.
دان ماغّين: يمنح الاهتمام بالصحة النفسية للموظفين المدير دافعاً قوياً، ويمكن القيام بالكثير من الأمور كي نكون أكثر تعاطفاً واهتماماً في تعاملنا مع الموظفين. لكني أرى أن علينا أيضاً إدراك أنه عند نقطة معينة، قد يكون الشخص بحاجة إلى مساعدة شخص مختص في الصحة النفسية. فشركتنا مثلاً أرسلت لجميع الموظفين رسالة إلكترونية تحتوي على رقم الخط الساخن المخصص لمساعدتهم، وهو أمر متوفر في كثير من الشركات. وعلى الرغم من أن كثيراً من المعالجين النفسيين قد أغلقوا أبواب مكاتبهم بسبب إجراءات التباعد الاجتماعي، فإن كثيراً منهم يقدمون خدمات صحية عن بعد. لذا، يجب أن ندرك أن المدير قادر على فعل كثير من الأمور، لكن عند نقطة معينة، قد يكون الموظف بحاجة إلى مساعدة من مختص، ومن المفيد أن يساعده مديره في الحصول عليها من أجل تحسين صحة الموظف النفسية حتى وإن كان يعمل من منزله.