ما الفرق بين الإدارة والقيادة؟
الإدارة والقيادة (Leadership and Management): كثيراً ما يُخلط بين هذين المفهومين، غير أنه يوجد فرق جوهري بينهما، فالإدارة تتمحور حول كيفية التعامل مع التعقيدات، لتأتي ممارساتها وإجراءاتها استجابة لأحد أهم التطورات في القرن العشرين، وهو ظهور الشركات العملاقة؛ لذا فإن الشركات التي تنطوي على منظومات عمل معقدة وتفتقر إلى الإدارة الجيدة تميل إلى الوقوع في حالة من الفوضى التي تهدد وجودها؛ في حين توفر الإدارة الرشيدة درجة عالية من الانضباط والتماسك في جوانب العمل الرئيسة مثل جودة المنتجات وأرباحها.
وخلافاً لذلك، تتمحور القيادة حول كيفية التعامل مع التغييرات، ويعود جزء من الأسباب التي جعلتها مهمة للغاية في السنوات الأخيرة إلى أن قطاع الأعمال الذي أصبح أكثر تنافسية وتقلباً. وهناك عوامل عديدة ساهمت في هذا التحول الكبير، أبرزها التطور التكنولوجي المتسارع، وتنامي المنافسة الدولية بشكل مطرد، وتخفيف الضوابط التنظيمية للأسواق، والفائض الكبير في رؤوس أموال في مختلف القطاعات، وعدم استقرار أسواق النفط، وتزايد سماسرة السندات عالية المخاطرة فيها، والتغيرات الديموغرافية للقوى العاملة.. لذلك تعد التغييرات الجذرية حاجة ضرورية وملحة لضمان استمرارية الشركات وتعزيز قدراتها التنافسية في بيئة الأعمال الجديدة هذه، ويتطلب التغيير دائماً المزيد من الشخصيات القيادية الخبيرة والمتمكنة.
مثال من الميدان العسكري
لنأخذ مثالاً عسكرياً بسيطاً: ما يُبقي الجيش في أوقات السلم متماسكاً عادة هو وجود إدارة جيدة تتبع التنظيم الهرمي في المؤسسات العسكرية، مدعومة من قيادة جيدة تترأس الهرم التنظيمي؛ أما في أوقات الحرب، فيحتاج الجيش إلى القيادة المؤهلة على جميع المستويات، وحتى إدارة الجنود بفعالية في ساحة المعركة يحتاج إلى قيادة فعالة.
إن هاتين الوظيفتين المختلفتين (التعامل مع التعقيد والتكيف مع التغييرات) تشكلان الأنشطة المميزة للإدارة والقيادة، فكل نظام عمل يشمل تحديد الاحتياجات، وإنشاء شبكات تواصل بين مختلف الأشخاص وبناء العلاقات التي من شأنها أن تدعم خطة عمل ما، ومن ثم محاولة التأكد من قدرة الأشخاص المعنيين على إنجاز المهام الموكلة إليهم، شرط أن ينجز كل شخص منهم هذه المهام الثلاث بطرق مختلفة.
اقرأ أيضاً: