كيف تبدأ عملاً جديداً عن بُعد؟

4 دقائق
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

على الرغم من الأعداد غير المسبوقة للأشخاص الذين يتقدمون بطلبات البطالة، لم يتوقف سوق العمل تماماً، إذ لا يزال هناك شركات تعمل على تعيين موظفين جدد، في حين أن العديد منها كانت تُجري مقابلات شخصية عندما دخلت تدابير التباعد الاجتماعي حيز التنفيذ.

وإذا كنت محظوظاً بما يكفي لبدء عمل جديد خلال هذه الأيام، فأنت تواجه تحدياً مثيراً للاهتمام، إذ من المحتمل أن تبدأ عملك الجديد من المنزل. ويوجد احتمال أن تكون عملية إعداد الموظفين الجدد لدى صاحب العمل الجديد لا تراعي الأزمة الحالية، ومن غير المرجح أن يكون تكييف تلك العملية مع الوضع الراهن على رأس أولوياته في ظل هذه الظروف.

لذلك، يجب عليك أن تكون استباقياً دائماً في التأقلم مع منصب جديد، منصب قد لا تعمل فيه جنباً إلى جنب مع زملائك الجدد في المستقبل المنظور؛ ومن الضروري بشكل خاص أن تتخذ نهجاً فاعلاً للتكيّف مع هذا الوضع بأسرع وقت. وفيما يلي خمس خطوات يمكنك اتباعها لملء تلك الفجوات وتقليل عواقب الانتقال إلى وظيفة جديدة.

حدد كثيراً من المواعيد لإجراء مراجعات موجزة مع زملائك

تتمثّل إحدى أصعب خطوات بدء العمل في شركة جديدة في أن لكل مؤسسة ثقافتها الخاصة. وغالباً ما تتكون تلك الثقافة من أهداف ومعايير غير مُعلنة لكنها مصقولة بلغة فريدة تَعلّمَ أعضاء فريقك الجديد التعبير عنها بسهولة. ولطالما تعجّبت خلال عملي الاستشاري بالمصطلحات التي يستخدمها الموظفون بانتظام داخل الشركات والتي لم يكن لها معنى خارجها.

فنحن نتعلم تلك الجوانب الدقيقة لمكان العمل من خلال التفاعلات اليومية مع الزملاء والاستماع إلى المحادثات وإجراء مناقشات حول ما يعمل عليه الآخرون. كما أننا نتعلم مصطلحات مكان العمل ونستنتج من تلك المحادثات أنشطة العمل المهمة وأنماط العمل التي تحظى بالتقدير.

وتُعدّ تلك التفاعلات جزءاً طبيعياً من الوجود في المكتب في الظروف العادية. لكن اليوم، يتعيّن عليك اختلاق تلك التفاعلات بمفردك. تواصل مع زملائك الجدد وأجر مناقشات سريعة مدتها 10 دقائق إلى 15 دقيقة مع كل زميل على انفراد. ويمكنك إجراء تلك المناقشات عبر الهاتف أو من خلال مكالمة فيديو، ويجب عليك تكرارها كل حين. حاول الاجتماع مع زملائك بانتظام لمحاكاة التفاعلات القصيرة غير الرسمية التي كان من المفترض أن تقوم بها بشكل شخصي في مكان العمل. واغتنم تلك المحادثات لطرح أي سؤال يراودك بشأن مشاريعك الحالية، واسأل زملاءك عما يعملون عليه أيضاً لتُتيح لهم فرصة وصف عملهم. وانتبه إلى أي عبارات ضمنية حول الأنشطة التي يعتقدون أنها مهمة.

كوّن فريق توجيه بسرعة

ستحتاج إلى فريق من الأشخاص الذين يقدمون لك التوجيه طوال مسيرتك المهنية. ويوجد نوعان من الموجهين المهمين بشكل خاص داخل شركتك الحالية. النوع الأول هو شخص يعرف كيفية سير العمل في الشركة ويمكنه مساعدتك في فهم مجموعة متنوعة من الإجراءات، مثل استرداد تكاليف النفقات والوصول إلى المعدات. والنوع الثاني هو شخص يمتلك علاقات جيدة في المؤسسة ويمكنه تعريفك بالأشخاص الذين تحتاج إلى إقامة صلات معهم.

قد تكون قادراً على تطوير تلك العلاقات ببطء في الأيام العادية. لكن عندما تبدأ العمل في شركة عن بُعد، يجب عليك تحديد المرشحين الأوليين الذين يمكنهم القيام بهذه الأدوار في أسرع وقت ممكن. وبما أنه يتعذر عليك البحث عن زملاء تعرفهم يقدمون لك التوجيه في المكتب في ظل هذه الظروف، لا بدّ أن تلجأ إلى إرسال رسائل بريد إلكتروني أو طرح استفسارات على منصة “سلاك” (Slack)، لكن من المحتمل ألا تحصل على إجابات سريعة عن استفساراتك. لذلك، قد يساعدك تحديد بعض الموجهين الجيدين بسرعة في أن تكون منتجاً فاعلاً.

ومع ذلك، ليس من الضروري أن تلتزم بالاعتماد على أولئك الأشخاص باعتبارهم موجهين لك طوال فترة عملك في الشركة، إذ يتمثّل الجانب السلبي للاختيار السريع في أنه يُتيح لك الاعتماد على شخص متاح ولكن ليس بالضرورة أن يكون ذلك الشخص هو الموجه الأمثل لك. لذلك، عندما تتعرف على المؤسسة بشكل أفضل، يمكنك حينئذ التواصل مع أشخاص آخرين وأن تطلب منهم تقديم التوجيه لك. إلا أن وجود موجّه في وقت مبكر أفضل من عدم وجود أي موجه على الإطلاق.

أخبر زملاءك أنك موظف جديد

عندما تبدأ عملاً جديداً في المكتب، يلاحظ الموظفون عادة أي أفراد جدد انضموا إلى الشركة على الفور. ويمكنك في ظل الظروف العادية أن تتوقع أن يقوم الموظفون بالتعريف عن أنفسهم وأن يقدموا لك المساعدة.

لكن الوضع يختلف عندما تكون موظفاً جديداً في مكتب افتراضي. قد يبادر مديرك الجديد في تقديمك للموظفين الآخرين، وهو النهج الأمثل، لكن من المحتمل جداً ألا تلتقي العديد من زملائك الجدد إلا عند حضور اجتماع افتراضي، وهو ما يعني أنه يجب عليك أن تكون أكثر وضوحاً بشأن التعريف عن نفسك بصفتك موظفاً جديداً في المكتب. فإذا حضرت اجتماعاً ما للفريق، حاول استغلال دقيقة واحدة منه لتقديم نفسك. وامنح الموظفين فرصة إدراك أنك موظف جديد في منتديات مثل “سلاك” من خلال إرسال بعض رسائل البريد الإلكتروني القصيرة إلى أشخاص آخرين في وحدة عملك. قد يكون ذلك صعباً في حال كنت لا ترغب في لفت الانتباه إلى نفسك، لكن من الضروري أن تخبر الأشخاص أنك موظف جديد وأنك تقدّر أي مساعدة يقدّمونها لك للتأقلم. قد يرغب العديد من زملائك في الترحيب بك، إلا أنهم قد يحتاجون إلى تذكير صريح للقيام بذلك خلاف النهج المتّبع في الترحيب في الماضي.

اطلب المساعدة.

غالباً ما يلاحظ زملاؤك في المكتب أي تعبيرات تعجّب أو تساؤل ويقدمون لك المساعدة التي يكون في اعتقادهم أنك بحاجة إليها. لكن قد يكون من الصعب على الموظفين في اجتماعات الفيديو والهاتف معرفة ما إذا كنت تشعر بالارتباك أم لا. لذلك، من الضروري أن تطلب المساعدة عندما تحتاج إليها.

قد ينتابك شعور أن زملاءك لا يرغبون في المساعدة، فلكل منهم ما يكفيه من المشاغل. لقد أظهر عدد كبير من البحوث التي أجرتها فانيسا بونز مع زملائها أن الموظفين غالباً ما يكونون أكثر استعداداً للمساعدة مما نعتقد. لذلك، لا تنتظر عروض المساعدة، واطلب ما تحتاج إليه بصراحة.

مارس عادة كتابة اليوميات

قد يكون من السهل معالجة المشكلات عند ظهورها عندما تكون في المكتب، حيث يمكنك غالباً النهوض من مكتبك والبحث عن شخص ما لمساعدتك في حلها. أما في حال قمت بإرسال رسالة بريد إلكتروني أو طرحت سؤالاً ما سعياً للحصول على إجابة في أثناء عملك من المنزل، فمن المحتمل ألا تلقى لسؤالك أي مجيب. وفي حال كانت المسألة التي تود الاستفسار عنها بسيطة، فمن المحتمل حتى أن تنسى متابعتها.

لذلك، من الضروري أن تختتم يوم عملك بالرجوع إلى جدول مواعيدك وأن تدوّن بعض الملاحظات حول كيفية سير أمور العمل. اكتب المهام التي أنجزتها والعقبات التي واجهتها. وتحقّق مما إذا كان لا يزال هناك مشكلات معينة لم يجر حلها بعد. ويمكنك إثارة تلك القضايا مع مشرفك أو زميلك والتماس وجهات نظرهم في اجتماعك التالي.

إن تذكرك لما يحدث كل يوم يكون أقوى حيال القضايا التي تتوافق مع مفهومك حول سير العمل، وهو ما يعني أنك قد لا تتذكر الجوانب غير المألوفة لعملك الجديد، لاسيما المهام التي تحتاج إلى كثير من المساعدة فيها. ويُعتبر تدوين أحداث يومك فور حصولها طريقة رائعة للتغلب على ذلك التحيّز.

ليس من السهل أبداً أن تكون الشخص الجديد في الفريق في ظل الوضع الحالي الذي يجعل تلك المهمة أصعب. إلا أن اتباع نهج استباقي يمكّنك من التأقلم بشكل أكثر سلاسة مع الفريق الجديد والمؤسسة وإثبات قيمتك بسرعة أكبر.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .