ماذا تفعل إذا فقدت ثقة مديرك في العمل بك؟ كيف تكسب ثقة مديرك؟ على الأغلب أن هذه الوخزة التي تشعر بها في معدتك ناجمة عن ذلك شعورك غير المريح بأن وضعك وفرصك في الارتقاء الوظيفي قد تلقيا ضربة مفاجئة وغير مرحب بها.
كيفية اكتساب ثقة المدراء
لذا، فإن الخطوة الأولى لحل هذه المعضلة هي معرفة ما إذا كان الحدث المؤسف أدى إلى التشكيك في نزاهتك أو كفاءتك. أصف في كتابي الذي يحمل عنوان: "حقيقة الثقة" (The Truth About Trust)، استعدادنا للاتكال على الآخرين بأنه يتوقف على هاتين الركيزتين المميزتين: أي النزاهة والكفاءة. فالنزاهة – وهي الاستعداد للتصرف بعدل والوفاء بالالتزامات – هي أول ما يتبادر إلى الذهن عادة عندما نفكر في موضوع الثقة. ومع ذلك فإن الكفاءة – أي حيازة المهارات المطلوبة لإنجاز مهمة معينة – لا تقل أهمية أيضاً.وبالتالي، فإن كسب ثقة مديرك يعتمد على إقناع من هم أعلى مرتبة وظيفية منك، بأنك تمتلك التوازن الصحيح من النزاهة والكفاءة.
اقرأ أيضاً: كيف تختلف في الرأي مع مديرك؟
لفعل ذلك، حاول معرفة أي من هاتين الصفتين قد أثرت على ثقة الناس بك وهي تحتاج إلى دعم وتحسين. هل يعتقد مديرك بأنك تعطي أولوية أكبر لاحتياجاتك على حساب احتياجات الشركة؟ أم هل تشك مديرتك بأنك ببساطة لا تمتلك المهارات أو القدرات الضرورية لإنجاز العمل؟إذا كان الشك يحوم حول نزاهتك، فأنت محظوظ، لأن إصلاح هذا الأمر غالباً ما يكون أسهل. لنأخذ في الحسبان كيف ينظر الدماغ إلى الشخصية. فالنزاهة هي استعدادك لقبول تحمل التكاليف القصيرة الأجل التي ستتكبدها لصالح الآخرين. نعم، قد يؤدي عدم رد الجميل إلى موارد أكبر على المدى القصير، ولكن على المدى الطويل، فإن اكتسابك للسمعة بوصفك شخصاً أنانياً أو غير أمين سيقلل كثيراً من حجم المكاسب التي إذا جُمعت مع مرور الوقت، يمكن أن تكون كبيرة جداً. وبما أن ظهور المرء بمظهر الشخص الذي يستحق الوثوق به مرهون بتضحيته بمكاسب قصيرة الأجل لصالح مكاسب طويلة الأجل، فإن النزاهة تتطلب منك أن تظهر بمظهر الشخص القادر على التحكم بنفسه.
الطريقة الأولى تستغرق بعض الوقت: حاول أن تُظهر مراراً قدرتك على تأخير إرضاء ذاتك الأنانية الذي تحصل عليه من أمور مغرية صغيرة. على سبيل المثال، اعمل خلال فترة الغداء دون استراحة، أو أدِّ مهاماً صعبة ومعقدة تحتاج إلى من ينجزها لكن لا أحد آخر يرغب بتنفيذها. أما الطريقة الثانية فإنها أسرع: أظهر استعدادك للتضحية حتى يستفيد الآخرون، علماً أن خسائرك قد تكون كبيرة.
اقرأ أيضاً: كيف يتجنب المدير الوقوع في المحاباة؟
وبالتالي، فإن اكتساب ثقة الآخرين مجدداً يفرض عليك التصرف بسرعة بطرق تظهر استعدادك للتضحية باحتياجاتك وملذاتك الشخصية من اجل إفادة الآخرين، شريطة أن يكون ذلك في أوضاع تتسم بتكبدك لتكاليف شخصية مرتفعة نسبياً سواء من حيث الوقت أو المال أو غير ذلك من الموارد ذات الصلة. يجب أن يُنظر إليك على أنك مستعد لتفعل ما قد لا يفعله الآخرون في خدمة الأهداف الأكبر للشركة. على سبيل المثال، أجّل إجازة كنت قد خططت لها مسبقاً من أجل تلبية حاجة أساسية لمديرك أو أحد أهدافه الرئيسية.
أما إذا كانت كفاءتك مشكوكاً فيها، فاستعد للمضي في رحلة أطول لا تخلو من المشقة والكدح. فالكفاءة لا تستند إلى الدوافع والحوافز، وبالتالي لا يمكن تغييرها بنفس السرعة والسهولة. باختصار شديد، الكفاءة هي أمر يستند إلى المهارات، وإذا كان مديرك لا يعتقد أن لديك المهارات التي يجب أن تمتلكها، فإن معالجة هذا الأمر ستحتاج إلى الكثير من الجهد.
اقرأ أيضاً: كيف تقنع مديرك بأنك تحتاج إلى إجازة؟
يحتاج إصلاح الوضع مستوى معيناً من التواضع من جانبك من أجل معرفة كيف تكسب ثقة مديرك، لأن محاولة إظهار الثقة بعد إخفاق سابق لن تؤدي إلا إلى تفاقم المشكلة لأنها ستجعلك تبدو متعجرفاً ومتغطرساً. وأنت ستحتاج إلى أن يُنظر إليك على أنك تعمل على تطوير مهاراتك وتشذيبها – من خلال القراءات الإضافية، أو التسجيل في دورات معينة، إلخ - وذلك لتحظى بالثقة مجدداً. لا تستعجل في الأمر ولا تندفع. عوضاً عن ذلك، وعندما يُطلب رأيك، تأكّد من أنك تقدم الإجابات الصحيحة، حتى لو كان ذلك يحتاج إلى طلب المزيد من الوقت للتوصل إلى هذه الإجابات الصحيحة.
اقرأ أيضاً: كيف تعمل مع مدير يطرح فكرة جديدة كل 5 دقائق؟