أسئلة القراء: كيف أتقدّم في مساري المهني؟

6 دقائق
كيف أتقدم في مساري المهني
shutterstock.com/William Potter
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

سؤال من قارئ: أنا مهندس أقترب من الثلاثينات في العمر، وأعمل في شركة استشارات هندسية. وقد نجحت في الماضي في تطوير علاقات مع معارف جدد، وكسب القليل من العملاء الصغار من ذلك التعارف. ولكنني لا أعرف كيف أتقدم في مساري المهني ولم أحصل على لقب مدير مشروع. وفي هذه الأثناء، رأيت زملائي الذين في نفس عمري يتم ترقيتهم إلى ذلك المستوى أو يشغلون مناصب أعلى في شركات أخرى. وقبل بضع سنوات كان حجم عملي ثقيلاً. وقال مديري إنه سيمد لي يد المساعدة. وقام بنقل العملاء الذين قمت بتطوير علاقات معهم إلى مدير مشروع آخر. وسارت مشاريع العملاء هؤلاء على ما يرام. وفي هذه الأثناء، تقلص حجم عملي إلى وظائف بإشراف مديري. لم أعد أتفاعل مع العملاء. وقد سألت عن التقدم في المسار المهني. وتراوحت الإجابة بين: لسنا مستعدين للحديث حول ذلك الآن خلال مراجعة نهاية العام، والإجابة بـ: ستكون جاهزاً لتصبح مدير مشروع خلال عامين. لذلك قمت بتغيير طريقة عملي. جلست وأعددت قائمة بالأشياء الأساسية التي احتجت إلى القيام بها في وظيفتي، وتوقفت عن محاولة التعرف على أشخاص جدد والعثور على عملاء محتملين. إذا طُلب مني فعل شيء أقوم بفعله. وأبذل قصاري جهدي عندما أكون في المكتب. وإذا لم يوجد عمل مستعجل وعملت لمدة 40 ساعة في الأسبوع، فإنني أذهب إلى المنزل. ولم يتحدث أحد بذلك لي. وأنا متأكد أنني أستطيع الاستمرار بذلك لبضع سنوات. ربما سيأتي انكماش اقتصادي ليتم فصلي من عملي. أعرف أنّ ثمة شركات أخرى أستطيع الانضمام إليها. ولكن ما يزعجني هو أنني أستطيع العمل بجد والإنجاز أكثر. أتمنى لو كان لي مرشد. لم أفصح عن شعوري لأحد. ولا أعلم إلى أين أذهب عند هذه النقطة، ولهذا فسؤالي هو:

كيف أكسب المزيد من الأعمال التي تساعدني في التقدم في مساري المهني؟

يجيب عن هذا السؤال:

دان ماغين: مقدم برنامج “ديير آتش بي آر” من هارفارد بزنس ريفيو.

أليسون بيرد: مقدمة برنامج “ديير آتش بي آر” من هارفارد بزنس ريفيو.

ديان حسن: المؤسّسة والرئيسة لوكالة سي سبيس (C Space) المتخصصة في تكنولوجيا التسويق، والرئيسة التنفيذية لشركة سالينت فينتشرز (Salient Ventures).

ديان حسن: إليك الجزء الأسوأ من سؤاله، سُلبت منه بعض المسؤوليات. ويتم ترقية الموظفين من حوله. ولا يعطيه أحد إرشادات واضحة حقاً حول مساره المهني وكل الأمور ذات العلاقة. وثمة لحظة في سؤاله حيث يقول: ثم قررت أن أغير طريقة عملي. ولوهلة اعتقدت أنه يذهب لتحقيق هدفه الآن. وبدلاً من ذلك، ماذا يفعل؟ أعني أنه يتوقف عن الالتقاء بأشخاص جدد. ويقوم بالحد الأدنى من العمل. هو يعمل بلا مبالاة. وهو يعود إلى المنزل بعد 40 ساعة أسبوعياً ويجلس ليفكر فيما إذا كان سيفصل من عمله. وأنه إن حصل ذلك فسيحصل على مبلغ صغير من المال وسيذهب لإيجاد وظيفة أخرى. وهذا ليس على ما يرام.

أليسون بيرد: ثم ينتقل في الحديث وتوجد بارقة أمل لأنه يقول “إنه يزعجني أنني أستطيع العمل بجد أكثر والإنجاز أكثر، وأنا ببساطة أبحث عن مرشد لي. أبحث عن شخص ليخبرني ماذا أفعل”. كيف يمكنه تغيير هذا الواقع؟

ديان حسن: يقول إنه يستطيع العمل بجد أكثر والإنجاز أكثر، ثم لا يقول إنه يتساءل فيما إذا كان يتعين عليه إيجاد مرشد له. وبدلاً من ذلك، فهو يقول “لا أحد يستيقظ من نومه ويأتي إلى مكتبي ليقول لي: تبدو متعثراً إلى حد ما. لماذا لا أقوم بإرشادك؟”. وبصراحة، ليست هكذا تسير الأمور في المؤسسات في هذه الأيام، سواء المؤسسات الكبيرة أم الصغيرة أم غيرها. إذا كنت قائداً، فإنّ أهم شيء تريده هو شخص يتحلى بروح المبادرة ولا يتشنج عندما تصبح الأوضاع مدعاة للتوتر. وعندما يصبح كل شيء غامضاً فجأة. أعني أنك تريد شخصاً سيعمل بجد ويقف في وجه التحديات، لذا أعتقد أنّ عليه الحديث مع نفسه.

دان ماغين: سأتدخل وأدافع عن كاتب السؤال للحظة هنا. فهو لم يحصل على الكثير من ناحية الآراء التقويمية المباشرة والخاصة. ربما قرروا أنه لا يتمتع بالمؤهلات التي تخوله للحصول على الترقية إلى المستوى التالي، ولكنهم لم يخبروه بذلك حقاً. وقالوا إنهم سيتحدثون خلال سنتين أو ما شابه. هو يستحق آراء تقويمية صريحة ومباشرة من مدرائه، وهو يستحق اتخاذ مجموعة خطوات خاصة ذات طابع أكثر إلزاماً. حتى تصبح مدير مشروع، فإنك تحتاج إلى القيام بكذا وكذا وكذا. وهو لم يفعل أياً من تلك الأمور. أعتقد أنّ نسبة بسيطة مما يحدث تقع على عاتق مدرائه.

ديان حسن: بالتأكيد يمكنه الذهاب إلى قسم الموارد البشرية وأن يقول: “مديري يقوم بعمل سيئ للغاية في مراجعات الأداء. أعني أنني لا أحرز أي تقدم ولا أعلم السبب”. يمكنه أن يفعل ذلك مع قسم الموارد البشرية. ويمكنه الحديث مع رئيسه حول الأمر. وبالمناسبة، أعتقد أنّ ثمة بيئة سعيدة هنا. يبدو أنه يريد من الأشخاص أن يأتوا إليه ويدربونه ويرشدونه، وأعتقد أنّ ذلك يحدث في المؤسسات. لكنه أمر نادر الحدوث.

أليسون بيرد: أعتقد إنّ إحدى الطرق التي يمكنه من خلالها تغيير طريقة تفكيره إلى التقليل من اعتبار نفسه كضحية تكمن في فهم أنّ الموظفين يتخطاهم آخرون في الترقيات طوال الوقت. ويرى الموظفون زملاءهم الذي شعروا سابقاً أنهم نظراءهم يرتقون في مناصب أعلى، وما يميزك هو كيفية ردة فعلك تجاه ذلك. وللأسف، من المرجح أنّ كاتب السؤال يؤذي نفسه أكثر من خلال موقف غير مبال. إذاً، هل يوجد أمل بالنسبة له في تغيير كل شيء الآن داخل المؤسسة؟ أم أنه عليه مغادرة مؤسسته للانتقال إلى مؤسسة أخرى؟

ديان حسن: هذا الشخص لا يوجد ما يخسره بالبقاء في مكانه والمحاولة الجادّة. لذا فما سأقوله له هو أنه يوجد جزء في سؤالك تقول فيه أنك قررت تغيير طريقة عملك. ما سأقوله له هو أنّ لدي فكرة. لماذا لا تكتب الفقرة التالية من سؤالك؟ لماذا لا تقول: ثم مرة ثانية قررت تغيير طريقة عملي. قررت الخروج والعمل لأكثر من 40 ساعة أسبوعياً. قررت البدء في البحث عن عملاء محتملين. وعندما كانت ثمة فرص للتعارف داخل المؤسسة ومقابلة أشخاص جدد، فعلت ذلك. وفي غضون ذلك قابلت شخصين أعلى مني مرتبة، ولست متأكداً حقاً من أنني سأدعوهما بمرشدين، ولكنهما يتوليان رعايتي. وسأبدأ بموقف من نوع مختلف. ولكنني قررت أنني سأكون شخصاً مختلفاً على مدار الأشهر الستة القادمة، وفي الحقيقة فإنّ الطريقة التي قررت أن أفعل ذلك من خلالها كانت بأنني قلت لمديري: كنت غير سعيد حقاً. من الأرجح أنك لاحظت ذلك عندما بدأت بعدم المبالاة نوعاً ما. أريد منك أن تعلم أنك من اللحظة التي سأغادر فيها هذه الغرفة سترى شيئاً مختلفاً.

أليسون بيرد: والقدر الذي تستطيع أن تعطيني إياه من الآراء التقويمية حول أدائي وما يجب عليّ فعله للارتقاء إلى المستوى التالي.

دان ماغين: إحدى المشاكل التي يطرحها هي أنه في شركة خدمات مهنية مثل هذه أحد أوجه المفاضلة بين من يتم ترقيته ومن لا يتم ترقيته يتمثل في هوية الشخص الذي يحضر الأعمال الجديدة. من يصبح صانع الصفقات؟ نرى ذلك في شركات المحاماة بالتأكيد. ونرى ذلك في قطاع الاستشارات. هل يقلل الناس من قيمة عمل العميل حتى إنك في مرحلة ما إذا لم تجد عملاء جدد فسيكون هناك حد يتوقف عنده مسارك المهني؟

ديان حسن: أعتقد أنّ التوقف في المسار المهني للموظفين عندما يتعلق الأمر بكونهم صانعي صفقات هو عندما يكونوا في درجات وظيفية متقدمة جداً. لست واثقة فيما إذا كان في مرحلة مبكرة من مساره المهني. هو مهندس في شركة استشارات هندسية. ولست واثقة فيما إذا كان ذلك بالغ الأهمية، ولكنه قال بالفعل إنني أحضرت القليل من العملاء الصغار. ربما أحضر الأشخاص الذين حصلوا على الترقية لمنصب مدير مشروع القليل من العملاء الكبار.

أليسون بيرد: هل يتعين عليه أن يطلب من رئيسه مرة أخرى بعض هؤلاء العملاء؟

ديان حسن: هل يستطيع أن يطلب؟ هل يستطيع أن يقول: لديّ بعض القدرة؟ أعتقد أنّ جزءاً من هذا يمثل الذهاب إلى بعض الأشخاص والقول: أنا مستعد للعمل. أنا في الخارج أعتني بعملائي. إذا احتاج أحد إلى المساعدة فأنا موجود هنا.

دان ماغين: تتمثل إحدى المميزات إذا قام بتنشيط علاقاته في احتمال عثوره على أعمال عملاء أكثر لشركته الحالية، ما سيزيد من اعتباره ويجعله أكثر جاذبية إلى حد ما في نظر جهة التوظيف الحالية. كما سيساعده ذلك في الالتقاء بأشخاص جدد يمكن أن يقودوه إلى وظيفته التالية إذا قرر أنّ شركته الحالية غير مناسبة بالنسبة له.

أليسون بيرد: أعني أنّ الفكرة التي تقول إنه يتعين عليك الانتظار حتى فصلك من عملك لكي تحاول بدء العمل لصالح شركة أخرى هي أكثر ما سمعته مخالفة للمنطق.

دان ماغين: توجد أيضاً حالة حيث يكون قد فعل ذلك تماماً بأن يكون قد عمل لمدة 60 أو 70 ساعة أسبوعياً على مدار السنة والنصف الماضية ولم تتم ترقيته حتى الآن لأنهم قرروا أنهم لن يقوموا بترقيته أبداً.

ديان حسن: الجزء الأكثر حزناً في هذا السؤال هو عندما يقول إنني لا أبالي ويبدو أن لا أحد يلاحظ ذلك. وأنت تعلم، ماذا نريد جميعنا من العمل؟ نريد الاستيقاظ في الصباح والنظر في المرآة والقول: لا أريد ماذا سيفعلون بدوني. أعنني أننا نريد حقاً أن نصنع فارقاً. نريد أن نغير الكون. عندما لا نعمل بطريقة مجنونة جداً، فإننا نريد من أحد ما أن يأتي إلى مكتبنا وأن يقول لنا: هل أنت بخير؟ لأننا نحتاجك.

دان ماغين: نعتقد أنه سيستفيد إذا سبق له اتخاذ مسار استباقي وتفادى إيصال نفسه إلى هذا الوضع. نعتقد أنه كان بوسعه الاستفادة من صراحة أكبر حول دور الحصول على عملاء جدد للشركة في التأثير على قرارات التوظيف. أعتقد أنها لم تجرِ إدارته على نحو جيد، ولكنه على الأرجح لا يخدم نفسه من خلال الشكوى من عبء العمل الملقى على عاتقه وأخذ العملاء منه. والسؤال هو ماذا الذي يفعله بهذا الصدد الآن؟ أحد النهج يتمثل في التغيير إلى العمل بفعالية أكبر حيث يحدد ستة أشهر يعمل فيها بجد ويفتح صفحة جديدة. ثم يوجد احتمال أن تكون الشركة قد تخلت عنه على نحو أساسي عند هذه المرحلة. وفي هذه الحالة، يكون الوقت قد حان للبدء في البحث عن وظيفة أخرى حالاً. فعلى الأرجح أنّ الانتظار حتى يتم فصلك أو الأداء الرديء لسنة أخرى وما شابه لن يكون الطريق الصحيح للمضي قدماً. وفي هذه الحالة، يتعين عليه البدء في التعارف وإيجاد شركة أخرى يمكنه الحصول فيها على بداية جديدة وإضافة قيمة.

اقرأ أيضاً: 

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .