اكتسبت كريستيان أمانبور شهرة عالمية في التسعينيات، بصفتها مراسلة حربية لصالح شبكة "سي إن إن"، ثم انتقلت للعمل في برنامج "60 دقيقة" (60 Minutes) على قناة "سي بي إس". وفي العام 2012، وبعد 16 شهراً فقط من عملها في تقديم البرامج على قناة "إيه بي سي" ضمن برنامج "هذا الأسبوع" (This Week)، عادت من جديد إلى العمل الميداني وإرسال التقارير من خارج الولايات المتحدة وتحديداً لصالح شبكتي "سي إن إن" و"إيه بي سي"، "لأنه لا يوجد كثير من الذين يفعلون ذلك" على حد قولها. وأجرت الحوار معها آليسون بيرد.
كيف بدأت عملك في الصحافة؟
كانت بداياتي ضمن محطة تلفزيونية محلية في "بروفيدنس"، التابعة لولاية رود آيلاند. إذ قرر المسؤولون عن المحطة المغامرة وتعييني. ربما بسبب رؤيتهم لامرأة شابة جادة جداً بشأن حياتها المهنية وتعرف تماماً ما تريد فعله. حيث كنت ملتزمة بعملي في الصحافة، وأردت العمل مراسلة خارج البلاد. لا أظن أن جيل اليوم يفعل هذا، حيث لا يزال العديد من طلاب الجامعات غير مدركين لما يريدون القيام به بعد التخرج، والكثير منهم يؤجلون تقرير مصيرهم إلى ما بعد الدراسات العليا. أعتقد أنني أبديت ما يكفي من الطموح وحس العمل والرغبة في تطوير نفسي وفعل أي شيء والذهاب إلى أي مكان. فلم أرَ أي مهمة على أنها تافهة، أو أدنى من خبرتي، بل كنت أفعل كل شيء بإتقان.
هل أنكِ امرأة ميزة أم نقطة ضعف لكِ؟
بالنسبة لي، كانت ميزة، إذ تمكنت من الوصول إلى أماكن لم يكن الرجال قادرين على الوصول إليها. لكن لا بد من القول إن هناك ندرة في القيادة النسائية ضمن مجالنا. كنت أتمنى لو أن هناك امرأة رئيسة لشبكة إخبارية. فالنساء أصحاب خطوات سريعة، وأنا مسرورة جداً بما وصلت إليه، ومسرورة بالكيفية التي تسلقت بها السلم الإداري، لكن ما زلت أعمل على أن تحصل كل النساء اللواتي يعملن معي على حقوقهن والوصول إلى ما وصلتُ إليه. إذ يحتجن إلى أن يُعاملن بشكل مساوٍ للرجل، ويحتجن إلى أن يحصلن على نفس الأجور التي ينالها الرجال في حال أدّين نفس أدوار الرجال. بالنتيجة، لا يزال هناك بعض المعوقات الواجب علينا التعامل معها.
أجريتِ مقابلات مع العشرات من قادة العالم على مر السنين. ما هو تعريفك للقيادة الجيدة؟
أعتقد أنه على القائد الجيد التعبير بشجاعة عن قناعاته، لكن تتعلق القيادة أيضاً بمحاولة تقديم شيء في مقابل نيل شيء ما، وعدم التصرف بغرور. سأعطي مثالاً، ما الذي جعل نيلسون مانديلا قائداً رائعاً بعد أن أن سُجن قرابة 28 عاماً؟ لقد كان قائداً عظيماً لأنه لم يؤمن بوجوب خسارة الآخر. ولم يكن يعتقد بوجوب تدمير الآخر للفوز. وبالتالي، لم يكن يناضل من أجل حكم الأغلبية السوداء وتشويه الأقلية البيضاء، بل كان يفاوض الرئيس الجنوب أفريقي آنذاك "فريديريك ويليم دي كليرك" وهو يفهم تفكير البيض. حيث كان عليه إظهار التعاطف كيلا يظن البيض أنه يستهدف تدميرهم. لقد تحدثت إلى قادة متنازعين ممن قالوا لي بأنه بغرض إنجاح عملية السلام، عليك معرفة قصة "الآخر". وقد سألت ذات مرة كريستين لاغارد، الرئيسة الحالية لـ "صندوق النقد الدولي"، إذا كانت تعتقد أن هناك فرقاً بين القيادات النسائية والذكورية، فأجابت: "نعم، قيادة الرجل متصلة بهرمون الذكورة المتعلق بالأنا العليا لديه". كما أضافت أن هناك الكثير من المفاوضات فشلت أو باتت أصعب فقط، لأن الطرف الآخر كان يؤمن بأنه من أجل الفوز، عليه تحطيم الآخر بدل محاولة خلق تسوية مربحة للطرفين.
لقد ذكرتِ زوجك، جيمي روبين. كلاكما ناجح، كيف يمكنكما الموازنة بين عملكما وحياتكما؟
نحن نعتز ببعضنا ونحب بعضنا، ونؤمن بالأشياء ذاتها، وبما هو مهم لنا وبأخلاقيات العمل ورؤيتنا تجاه العالم. توصلنا إلى اتفاق عند زواجنا ينص على أنه في حال سافرت أنا، سيبقى هو في البلاد لأجل طفلنا، وفي حال سافر هو، سأبقى أنا. حيث يركز كلانا جداً على تقديم الأفضل لطفلنا لأن هذا أكبر مسؤولياتنا.
هل ترغبين في تولي دور قيادي أكبر في شبكة إخبارية؟
لا أعرف. آمل أن أتولى المسؤولية عندما يكون ذلك ضرورياً، وأن أكون تابعة لقادة عندما يكون ذلك ضرورياً. كما أود مساعدة الأشخاص الأصغر سناً ممن يلجؤون إلي. صحيح أن معظمهن من النساء، لكن هناك رجال أيضاً. فأنا أعمل على تشجيع ودعم الآخرين طوال الوقت.
ما النصيحة التي تقدميها لهم؟
يجب أن يكون لديكم أحلام. ويجب أن تمتلكوا شغفاً. عليكم معرفة أن النجاح السريع لا وجود له، إذ يأتي النجاح فقط من خلال العمل الشاق والالتزام والتضحية. وعليكم معرفة أن الطريقة الوحيدة للنجاح في عملكم هي حبكم له، فضلاً عن العمل الشاق. كما عليكم معرفة أن مصداقيتكم ستُبنى على تجربتكم وعلى ثقة من هم حولكم بكم.