المسافة الجغرافية Geographic Distance

المسافة الجغرافية (Geographic Distance): أحد أبعاد نموذج “كايج” لأبعاد المسافة الأربعة، وبشكل عام، كلما كنت بعيداً عن بلد ما، كان من الصعب ممارسة أعمال تجارية في هذا البلد. ولكن بيدَ أنّ المسافة الجغرافية ليست مجرد مسألة مدى بُعد البلد بالأميال أو الكيلومترات. إذ تتضمن خصائص أخرى يجب مراعاتها مثل المساحة الفعلية للبلد، ومتوسط ​​المسافات داخل البلد إلى الحدود، والوصول إلى الممرات المائية والمحيطات والتضاريس الطبيعية. كما يجب أيضاً مراعاة الخصائص الجغرافية التي يصنعها الإنسان، وعلى الأخص البنية التحتية للنقل والاتصالات في البلد.

وبشكل واضح فإنّ الخصائص الجغرافية تؤثر أيضاً في تكاليف النقل. إذ تتكبّد المنتجات ذات الحجم الضخم، مثل الصُلب والإسمنت، تكاليف مرتفعة بشكل خاص مع زيادة المسافات الجغرافية. وبالمثل، تصبح تكاليف نقل المنتجات، التي تتسم بالهشاشة أو القابلة للتلف، كبيرة عبر المسافات الطويلة.

ليست المنتجات الملموسة فقط التي تتأثر بالمسافات الجغرافية، وإنما يطال ذلك التأثير السلع والخدمات غير الملموسة أيضاً. إذ أنّ تدفقات الأسهم العابرة للحدود بين بلدين تنخفض بشكل كبير مع ازدياد المسافة الجغرافية بينهما. ومن الواضح أنّ هذه الظاهرة لا يمكن تفسيرها بتكاليف النقل، إذ إنّ رأس المال، في نهاية المطاف، ليس سلعة مادية. وفي هذه الحالة فإنّ مستوى البنية التحتية للمعلومات الذي يقاس بشكل مباشر بحركة الاتصالات الهاتفية وعدد فروع البنوك متعددة الجنسيات يمثل الكثير من تأثير المسافة الفعلية في تدفقات الأسهم العابرة للحدود.