لا تترك عملك قبل أن تسأل نفسك هذه الأسئلة

3 دقائق

هل حان الوقت لترك عملي؟ هذا سؤال طرحناه جميعاً على أنفسنا في مرحلة ما. إن السواد الأعظم من الناس ينتظرون حتى يخالجهم شعور بأن عليهم ترك وظيفتهم أو مؤسستهم، وهذا ما يضعهم في موقف عصيب. وقد ينتهي بهم الأمر إلى اختيار "وظيفة تعينهم على الرحيل" بدلاً من اتخاذ الخطوة المهنية التالية الصحيحة.

لا تدع هذا يحصل لك. بدلاً من ذلك، كن سبّاقاً واغتنم الفرصة، على الأقل مرة واحدة في السنة، لتقييم مؤسستك ومنصبك فيها، وكذلك أصولك المهنية الشخصية. ينبغي أن تساعدك الأسئلة الثلاث التالية على تقييم موقفك.

هل تعمل لصالح المؤسسة المناسبة؟

احرص على عدم التشبث بشكل سلبي بمؤسسة متعثرة في طريقها للاحتضار. إليك 7 مؤشرات ينبغي أن تثير قلقك:

  • حدثت عملية اندماج أو استحواذ أو تغيير في السلطة، ولم تعد جزءاً من التغييرات الجديدة.
  • تتعرض الإدارة إلى انتقادات متعاقبة في الصحافة الاقتصادية.
  • المؤسسة لا تستثمر في منتجات أو خدمات جديدة، وتصر على التركيز على السبل القديمة في إنجاز الأعمال.
  • الأشخاص الذين تكنّ لهم احتراماً يغادرون الشركة.
  • الأرباح تراجعت، أو إذا كنت تعمل في مؤسسة غير ربحية، فالتبرعات تدنت.
  • يُعيّن دخلاء في مناصب إدارية، ويشرعون في استقدام أصدقائهم.
  • يجري حالياً تنفيذ إجراءات لخفض التكاليف دون إشعار كافٍ أو تفسير منطقي.

إذا انطبقت 4 أو 5 علامات مما سبق على مؤسستك، فحاول أن تلقي نظرة ثاقبة عليها. تحدث إلى الأشخاص الذين تعرف أنهم غادروا الشركة. وابحث عن الشركة في الصحافة الاقتصادية. هل وقعت المؤسسة في ورطة؟ هناك أوقات ربما أردت فيها أن تختار العمل لصالح مؤسسة واقعة في ورطة، ولكن شريطة أن ينطوي عملك بها على ميزة مهنية، كأن تكون جزءاً من فريق الإنقاذ أو كأن تكون بصدد تعلّم مهارة جديدة بالغة الأهمية.

هل تشغل الوظيفة المناسبة لك؟

ربما كانت هذه الوظيفة رائعة بالنسبة لك العام الماضي. ولكن، أما زالت كذلك؟ إن الوظيفة العظيمة هي التي تساعدك على النمو والتعلم. وهي الوظيفة التي يقدّر فيها الناس العمل الذي تنجزه، ويكون جزء كبير مما تنجزه فيها مثيراً ومجزياً. بمجرد أن تبدأ التفكير في أن الجانب السياسي لوظيفتك أهم من العمل الذي تزاوله، فإنه ينبغي عليك إلقاء نظرة فاحصة على منصبك. ستساعدك العلامات السبعة التالية على رؤية المخاطر:

  • لم تعد علاواتك أو زياداتك أعلى من المتوسط.
  • يرواغك مديرك ويتعامل مباشرة مع مرؤوسيك أو أقرانك.
  • لم تعد تُدعى إلى الاجتماعات المهمة أو الخروج لتناول الغداء مع زملائك.
  • تنجز أعمالاً لا توافق عليها، أو تعتقد أن عليك إخفاء ما يجول بخاطرك فعلاً.
  • ترتكب أخطاء ساذجة طول الوقت، وليس بوسعك معرفة سبب حدوثها.
  • غادر مدراؤك المؤسسة أو خسروا سُلطتهم ومكانتهم.
  • لم تعد تستطيع التنبؤ بعد بالترقيات أو الشخص الذين سيُعدّ صاحب الأداء الأفضل.

لو كانت مؤسستك عظيمة، ووظيفتك لا تناسبك، فابحث عن منصب آخر في قسم آخر من أقسام الشركة. إن الذين يستطيعون مساعدتك أكثر من غيرهم أولئك الذين انتقلوا إلى مناصب أخرى مؤخراً داخل المؤسسة، أو أولئك الذين تشمل مناصبهم أكثر من مجال عمل واحد، كمراجعة الحسابات أو الموارد البشرية. وإلا، فقد آن الأوان لتحديث سيرتك الذاتية. لا تنشغلنّ بفكرة مَن كان "المخطئ"، إذا آن وقت الرحيل، فاعلم أن الرحيل قد حان.

ما هو موقفك من مستقبلك المهني؟

على العكس من السؤالين الأوليين اللذين يركزان على المخاطر أو الالتزامات المحتملة لدى صاحب عملك أو وظيفتك الحالية، يعطيك هذا السؤال الأخير فرصة لترى موقفك من الجانب الآخر من الميزانية العمومية. راجع أصولك المهنية الشخصية. هل هذه المقولات تنطبق عليك؟

  • تتمتع بسمعة طيبة داخل مؤسستك وخارجها في مجال عملك عموماً.
  • يستدعيك الناس لمساعدتهم أو لإسداء النصح إليهم، وتحاول من جانبك أن تمد يد المساعدة إليهم.
  • تَعْلَم ما تريد أن تتعلمه في المرحلة التالية، وأنفقت مالك الخاص على الارتقاء بمستقبلك المهني أو توسعة نطاق معارفك خلال العام الماضي.
  • تحيط عِلماً بالقضايا الساخنة في تخصصك.
  • تعلم طبيعة التحدي التقني المقبل في مجال عملك.
  • لديك مجموعة من المعارف على المستوى المهني تستطيع الاتصال بهم التماساً لمساعدتهم أو دعمهم.
  • تتطوع بوقتك بعدة سبل.

لو استطعت أن تجيب بـ "نعم" عن 5 أو 6 من المقولات السبعة أعلاه، فلا ينبغي أن يساورك القلق. اعلم أنك في وضع يؤهلك لإدارة مستقبلك المهني. ستساعدك أصولك الشخصية على تحقيق التوازن بين التزامات وظيفتك الحالية أو التزامات صاحب العمل. إذا لم تحصل على درجات عالية في هذه القائمة، فاعلم أن باستطاعتك تغيير الأوضاع بسهولة. بادر إلى عمل ما ورد وصفه في العبارات السبعة وحسب. ابدأ بتقديم مساهمات لزملائك ومجتمعك ومهنتك، وحينئذ ستتوسع شبكة علاقتك المهنية، وستبلغ سمعتك الآفاق.

وبالتالي، إذا كنت تفكر في الاستقالة من وظيفتك، فقم بعمل تحليل سريع. هل تمثل المؤسسة التي تعمل لصالحها مصدر قلق بالنسبة لك؟ ربما بحثت إذاً عن وظيفة مثيلة لدى صاحب عمل آخر. هل الوظيفة نفسها هي المشكلة؟ إذاً، ينبغي لك بحث فكرة الانتقال داخل شركتك إلى وظيفة أخرى قبل أن تقرر الرحيل. وأخيراً، هل أنت متأهب للإقدام على الخطوة التالية؟ إن بناء أصولك المهنية الشخصية هو الذي سيؤهل مسيرتك المهنية للمستقبل.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي