$User->is_logged_in:  bool(false)
$User->user_info:  NULL
$User->check_post:  object(stdClass)#7009 (18) {
  ["is_valid"]=>
  int(1)
  ["global_remaining_posts_to_view"]=>
  int(0)
  ["remaining_posts_to_view"]=>
  int(0)
  ["number_all_post"]=>
  int(0)
  ["number_post_read"]=>
  int(0)
  ["is_from_gifts_balance"]=>
  int(0)
  ["gifts_articles_balance"]=>
  int(0)
  ["all_gifts_articles_balance"]=>
  int(0)
  ["gifts_read_articles"]=>
  int(0)
  ["exceeded_daily_limit"]=>
  int(0)
  ["is_watched_before"]=>
  int(0)
  ["sso_id"]=>
  int(9965)
  ["user_agent"]=>
  string(9) "claudebot"
  ["user_ip"]=>
  string(14) "54.166.170.195"
  ["user_header"]=>
  object(stdClass)#7066 (45) {
    ["SERVER_SOFTWARE"]=>
    string(22) "Apache/2.4.57 (Debian)"
    ["REQUEST_URI"]=>
    string(131) "/%D9%87%D9%84-%D9%8A%D9%85%D9%83%D9%86-%D8%A5%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9/"
    ["REDIRECT_HTTP_AUTHORIZATION"]=>
    NULL
    ["REDIRECT_STATUS"]=>
    string(3) "200"
    ["HTTP_AUTHORIZATION"]=>
    NULL
    ["HTTP_HOST"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_ACCEPT_ENCODING"]=>
    string(8) "gzip, br"
    ["HTTP_X_FORWARDED_FOR"]=>
    string(14) "54.166.170.195"
    ["HTTP_CF_RAY"]=>
    string(20) "86bac9891e4c5788-FRA"
    ["HTTP_X_FORWARDED_PROTO"]=>
    string(5) "https"
    ["HTTP_CF_VISITOR"]=>
    string(22) "{\"scheme\":\"https\"}"
    ["HTTP_ACCEPT"]=>
    string(3) "*/*"
    ["HTTP_USER_AGENT"]=>
    string(9) "claudebot"
    ["HTTP_REFERER"]=>
    string(31) "https://hbrarabic.com/?p=167548"
    ["HTTP_CF_CONNECTING_IP"]=>
    string(14) "54.166.170.195"
    ["HTTP_CDN_LOOP"]=>
    string(10) "cloudflare"
    ["HTTP_CF_IPCOUNTRY"]=>
    string(2) "US"
    ["HTTP_X_FORWARDED_HOST"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_X_FORWARDED_SERVER"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_CONNECTION"]=>
    string(10) "Keep-Alive"
    ["PATH"]=>
    string(60) "/usr/local/sbin:/usr/local/bin:/usr/sbin:/usr/bin:/sbin:/bin"
    ["SERVER_SIGNATURE"]=>
    string(73) "
Apache/2.4.57 (Debian) Server at hbrarabic.com Port 80
" ["SERVER_NAME"]=> string(13) "hbrarabic.com" ["SERVER_ADDR"]=> string(10) "172.21.0.4" ["SERVER_PORT"]=> string(2) "80" ["REMOTE_ADDR"]=> string(14) "162.158.87.229" ["DOCUMENT_ROOT"]=> string(13) "/var/www/html" ["REQUEST_SCHEME"]=> string(4) "http" ["CONTEXT_PREFIX"]=> NULL ["CONTEXT_DOCUMENT_ROOT"]=> string(13) "/var/www/html" ["SERVER_ADMIN"]=> string(19) "webmaster@localhost" ["SCRIPT_FILENAME"]=> string(23) "/var/www/html/index.php" ["REMOTE_PORT"]=> string(5) "44782" ["REDIRECT_URL"]=> string(47) "/هل-يمكن-إصلاح-الرأسمالية/" ["GATEWAY_INTERFACE"]=> string(7) "CGI/1.1" ["SERVER_PROTOCOL"]=> string(8) "HTTP/1.1" ["REQUEST_METHOD"]=> string(3) "GET" ["QUERY_STRING"]=> NULL ["SCRIPT_NAME"]=> string(10) "/index.php" ["PHP_SELF"]=> string(10) "/index.php" ["REQUEST_TIME_FLOAT"]=> float(1711662117.368504) ["REQUEST_TIME"]=> int(1711662117) ["argv"]=> array(0) { } ["argc"]=> int(0) ["HTTPS"]=> string(2) "on" } ["content_user_category"]=> string(4) "paid" ["content_cookies"]=> object(stdClass)#7067 (3) { ["status"]=> int(0) ["sso"]=> object(stdClass)#7068 (2) { ["content_id"]=> int(9965) ["client_id"]=> string(36) "e2b36148-fa88-11eb-8499-0242ac120007" } ["count_read"]=> NULL } ["is_agent_bot"]=> int(1) }
$User->gift_id:  NULL

هل يمكن إصلاح الرأسمالية بجعل الشركات أكثر إنصافاً؟

19 دقيقة
shutterstock.com/Vintage Tone
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio
يمكنكم الاستماع إلى هذا البرنامج الصوتي (بودكاست) والاشتراك فيه عبر آبل بودكاستس | جوجل بودكاستس | آر إس إس

أجرت هارفارد بزنس ريفيو مقابلة صوتية (بودكاست) مع إيثان روان وتشارلي وانغ، الأستاذان في كلية هارفارد للأعمال.

يستكشف الأستاذان روين ووانغ ما إذا كانت الرأسمالية معيبة، وما إذا كان مبدأ تقييم الأداء واستراتيجيات ممارسة النفوذ لشركة “جاست كابيتال” (JUST Capital) ستكون فعالة على الأرجح في الارتقاء بسلوكيات الشركات. دراسة الحالة التي يقومون بها تحت عنوان: “قياس الأثر في شركة جاست كابيتال“.

وإليكم مقتطفات من هذه المقابلة الصوتية:

النص:

بريان كيني: كان العام 1776 محورياً بسبب صدور مؤلفات بالغة الأهمية تصدرت قائمة الكتب التي أزمع الجميع قراءتها خلال فصل الصيف في الولايات المتحدة. فقد صادف هذا العام في الولايات المتحدة إعلان استقلالها الذي جاء في وثيقة موجزة ولكنها دامغة، كان لها تداعيات كبيرة على مستقبل البلاد، ووقّع عليها جميع مؤلفيها البالغ عددهم 56. وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، صدر مؤلف آخر ضخم بلغ عدد صفحاته 950، لا يقل أهمية عن إعلان الاستقلال، وأمسى على القدر ذاته من الأهمية للولايات المتحدة والعالم أجمع. ألا وهو كتاب “ثروة الأمم” (The Wealth of Nations) لآدم سميث. ولقد أرسى هذا العمل الكلاسيكي أساس النظام الرأسمالي على النحو الذي نعرفه الآن. وكان لب أطروحته أن حاجتنا إلى إشباع مصلحتنا الشخصية يؤدي إلى الرخاء، وأن الناس يعززون الصالح العام عن طريق اختياراتهم الاقتصادية. وبتعبير آخر، الجميع فائزون. حسناً، ربما ليس الجميع. كما تبين لنا على مدار مائتين وخمسين عاماً مضت، فإن الرأسمالية منظومة جيدة جداً، لكنها ليست مثالية. هل يمكننا أن نرتقي بها إذاً؟

سنستمع اليوم إلى الأستاذين إيثان روان وتشارلي وانغ وهما يتحدثان عن دراسة الحالة التي أجروها والمعنونة “قياس الأثر في شركة جاست كابيتال”. معكم بريان كيني، وأنتم تستمعون إلى برنامج “كولد كول” الذي سُجل على الهواء مباشرة في “كلارمان هول أستوديو” في كلية هارفارد للأعمال. تركز أبحاث إيثان روان على فهم العوامل التي تؤدي إلى انعدام المساواة في الدخول، وكيف يمكن قياس انعدام المساواة بغية وضع استراتيجيات للتعامل مع هذه المشكلة المهمة. ويدرس تشارلي وانغ حوكمة الشركات وتقييم حقوق المساهمين. وهما ينضمان إليّ اليوم في الأستوديو. شكراً لانضمامكما إليّ.

إيثان روان: شكراً لك على استضافتنا.

تشارلي وانغ: شكراً لك.

بريان كيني: لقد استمتعت حقاً بدراسة الحالة هذه، وأعتقد أن الناس يستمتعون بسماعهم عنها بالفعل لأنها تشير إلى حدوث تغيير إلى حد ما، وأعني تغييراً كبيراً في الطريقة التي ننظر بها إلى نظامنا الرأسمالي. لِم لا نغوص في العمق على الفور يا تشارلي؟ هل يمكنك أن تساعدنا على التمهيد لدراسة الحالة؟ مَن البطل؟ وما الذي يدور بخلده؟

تشارلي وانغ: تبدأ دراسة الحالة بمارتن ويتاكر، الرئيس التنفيذي لشركة “جاست كابيتال” الذي أوشك على الإعلان عن تصنيفات عام 2019 لأكثر الشركات الأميركية إنصافاً. وهو تصنيف تصدره الشركة أو المؤسسة بناء على نهجها الخاص، ومن المزمع نشره في طبعة خاصة لمجلة “فوربس”. كان العام 2018 مذهلاً بكل ما في الكلمة من معان لهذه المؤسسة. فقد اكتسبت التصنيفات زخماً كبيراً، وأطلقت شركة “غولدمان ساكس” (Goldman Sachs) بنجاح في فترة مبكرة من العام ذاته صندوق مؤشرات متداول بناء على تصنيفات شركة “جاست كابيتال”-

بريان كيني: وما صندوق المؤشرات المتداول لتعريف مستمعينا الذين لا يعرفون عنه؟

تشارلي وانغ: هو صندوق استثمار تُتداول أسهمه في سوق الأوراق المالية.

بريان كيني: شكراً لك. غالبية مستمعينا يعرفون ذلك، ولكن بيان ذلك أفضل تحسباً لجهل البعض به لا أكثر.

تشارلي وانغ: ولكن، في الوقت ذاته، فإن مارتن ومؤسسته يميلان للتأمل المتعمق بشدة فيما ينجزانه. وتحديداً، يتساءل مارتن ما إذا كانت المؤسسة قد اتخذت النهج السليم نحو قياس أثر الشركة على المجتمع، وكذلك نحو التأثير في سلوك الشركات.

بريان كيني: وهذه أسئلة عميقة، وأقر أن العمل في “كلية هارفارد للأعمال” جعلنا نرتبط بعلاقة حب وكراهية مع التصنيفات، لأن كليات الأعمال تصنّفها العديد من المنشورات كل عام. ومن المهم أن يكون لنا حضور في تلك التصنيفات. لكن الأمر مرهق جداً أيضاً بالنسبة للمؤسسات المشاركة. ولذلك، أريد أن أتكلم أكثر عن التصنيفات عموماً، وفيما يختص بدراسة الحالة التي بين أيدينا بينما نمضي قدماً. ولكن، ما الذي شجعكما على كتابة هذه الدراسة، يا تشارلي؟ وكيف سمعتما بشركة “جاست”؟

تشارلي وانغ: أنا أقوم بتدريس دورة تدريبية عن التحليل والتقييم الماليين في المنهج الانتقائي ضمن برنامج ماجستير إدارة الأعمال الخاص بنا. وينصب تركيز هذه الدورة على تعليم الطلاب أدوات التحليل لكيفية تأثير الاستراتيجية المؤسسية والإدارية على الأداء المالي والقيمة المتأصلة لمؤسسة ما. بطبيعة الحال، تعتبر أرباح الشركة وأسعار الأسهم مقاييس محورية للأداء في إطارنا التحليلي. ومع ذلك، فقد كان هناك قلق متزايد في الميدانين العام والسياسي من أن هذا التركيز ذاته على الأداء المالي لأسعار الأسهم هو في صميم ما تعانيه شركاتنا واقتصادنا عموماً. وأن هذا التركيز تحديداً من جانب المستثمرين في السوق العامة يدفعنا نحن مدراء الشركات إلى اتخاذ إجراءات محددة تفضي في واقع الأمر إلى نتائج غير مرغوب فيها لمجتمعنا. وعليه، كنت أنا وإيثان مهتمين للغاية بوضع دراسة حالة تتيح الفرصة لطلابنا للتفكير في دور المستثمرين في أسواق رأس المال وفي شركاتنا والمجتمع، بغية تقييم الدرجة التي ربما يخيب بها النظام الاقتصادي آمالنا. ولو صح ذلك، فما هي مصادر هذه المشكلات؟ وما بعض الحلول المقترحة لها؟ كان إيثان يعرف شركة “جاست كابيتال” نظراً للأعمال التي أنجزها في أطروحته. وقد اعتقدنا أنها حالة لافتة على وجه الخصوص نظراً للأسلوب المدروس والحازم والعلمي الذي انتهجته الشركة في محاولة تطوير بعض الحلول للمساعدة في الارتقاء باقتصادنا. وبالتالي، اعتقدنا أنه من المهم طرح هذه الحالة في قاعة المحاضرات لمناقشتها.

إيثان روان: ولنبني عليها ونضعها في سياق الصف ذاته، وأعني الصف الذي يدرّسه تشارلي، هذه الشركة من النوع الذي كثيراً ما ينخرط في أعمال الخدمات المصرفية الاستثمارية وتحليل الأوراق المالية.

بريان كيني: أطلعنا على شركة “جاست كابيتال”، يا إيثان.

إيثان روان: رسالة شركة “جاست” تكمن في بناء سوق أكثر عدالة وإنصافاً يعكس الأولويات الحقيقية للشعب الأميركي على نحو أفضل. وتأسست الشركة على يد الملياردير بول تيودور جونز الذي يؤمن هو وشركة “جاست كابيتال” بأن الرأسمالية والأعمال يمكن، بل وينبغي، أن تكون قوة تعمل لأجل الخير. لكنهما يؤمنان بأننا بدأنا ننحرف عن هذا المسار. وجزء من السبب الذي يجعلنا نعجز عن اتخاذ قرارات بناءً على ذلك هو أن المعلومات ليست متاحة بين أيدينا. فالشركات لا تفشي المعلومات المتعلقة بالقضايا التي تحاول شركة “جاست” التعاطي معها. وبالتالي، تقيس شركة “جاست” أداء الشركات وفقاً للأثر الأوسع نطاقاً لها على المجتمع عن طريق جمع البيانات والقياس المدروس. وهكذا تحدد الشركة تصنيفاتها.

بريان كيني: وهل تعتبِر هذا جزءاً من الحركة البيئية والاجتماعية والإدارية (المعنية بحوكمة الشركات) التي نسمع عنها كثيراً في أيامنا هذه؟

إيثان روان: أجل. إن هذا هو جوهر رسالة شركة “جاست” إلى حد كبير، ألا وهي وضع هذه القضايا البيئية والاجتماعية والإدارية في الحسبان.

بريان كيني: ويصب ذلك نوعاً ما في قلب المقدمة التي تتعاطى مع الرأسمالية وكيف أنها منظومة غير مثالية. أعتقد أنني سأطرح السؤال بينما تتعمق دراسة الحالة في المشاكل التي يعاني منها الناس في تعاطيهم مع الرأسمالية، هل الرأسمالية فعلاً معيبة، لأنني لا أجد صفة أفضل أصفها بها؟

إيثان روان: أعتقد أن هذا السؤال يتجاوز نطاق معرفتي ومسؤولياتي، ولكن –

بريان كيني: أنا خريج كلية هارفارد للأعمال. ولذلك أطرح هذا السؤال.

إيثان روان: أعتقد أنه بصفة أكثر عمومية هناك طائفة كبيرة من الناس، بمن فيهم عمالقة الرأسمالية أمثال جيمي دايمون وراي داليو، تؤمن بأن التصدعات بدأت تتسلل إلى أسس نظامنا الرأسمالي. إن هذا نظام تم تطويره منذ أجيال، والاقتصاد تطور إلى حد كبير منذ ذلك الحين. ولقد بدأنا نرى المَواطن التي ربما تخلق فيها الرأسمالية بعض المشكلات التي تحتاج إلى معالجة، وما تنجزه شركة “جاست”، فضلاً عما ينادي به هؤلاء العمالقة. والسبب وراء القلق الذي يساورهم هو الإيمان بأننا لم لو نعالج هذه المشكلات في مرحلة أسبق عن طريق اللوائح الحكومية أو إجراءات الشركات أو عبر الحركات المجتمعية الأوسع نطاقاً، فالنظام بأسره سيتعرض لخطر الانهيار.

بريان كيني: ومن المثير أننا نجلس الآن في “كلارمان هول أستوديو” الذي سُمي تيمناً بسيث وبيث كلارمان اللذين جعلا هذا المبنى واقعاً. ولقد أثار سيث المشهور بشكل واضح في الدوائر الاستثمارية بإسهاماته في مجموعة “بوبوست” (Baupost Group)، مخاوف مثيلة حيال منظور الناس للرأسمالية. تتعمق دراسة الحالة في بعض الأرقام، خاصة فيما يتعلق بجيل الألفية، يا تشارلي. ما طبيعة شعورهم؟ وهل يثقون بالرأسمالية؟

تشارلي وانغ: أعتقد أن هناك بعض المؤشرات التي يمكن أن تكون مثيرة للقلق داخل هذه التركيبة السكانية الثانوية تحديداً من أن الدعم التقليدي الذي ربما نسلّم به في هذا البلد يتراجع بالتأكيد. في واحدة من الدراسات المشهورة، أجري استقصاء هنا في جامعة هارفارد أثبت أن حوالي 51% من المشاركين فيه، وأعني أبناء الألفية، صرحوا أنهم لا يدعمون الرأسمالية، وأن 42% فقط منهم يدعمونها. ومع ذلك، ففي استقصاء منفصل، صرحت نسبة كبيرة من أبناء الألفية هؤلاء بأن الشركات لها دور محوري بوصفها جزءاً من الحلول لبعض أكبر مشكلات العالم حالياً، سواء كانت مشكلات تتعلق بقضايا تدور في مدار الاقتصاد أو الرعاية الصحية أو البيئة. وبصفتي شخص متفائل، يطيب لي أن أنظر إلى هذه الأدلة على أنها تشي على الأقل بأنه حتى بين أبناء الألفية، هناك أمل كبير في أن الرأسمالية يمكن أن تعمل على خلق عالم أفضل.

بريان كيني: ولعل هذه الأدلة حتى تمثل دعوة لقادة الشركات للتأهب والتفكير على نحو مختلف في دورهم، أليس كذلك؟ وتكاد تضفي حتى شرعية على دورهم في هذه اللحظة.

تشارلي وانغ: أعتقد أنه من بين الأمور التي يجدر ملاحظتها في إشارتك إلى الرأسمالية ولآدم سميث، وأحد أهم الاشتراطات المسبقة لما يجعل اليد الخفية تؤتي ثمارها، هي فكرة أن الأطراف الفاعلة في النظام الاقتصادي بحاجة إلى أن يكون لديهم جميع المعلومات الضرورية لاتخاذ القرارات السليمة. وبالتالي، من بين سبل التفكير فيما تحاول شركة “جاست كابيتال” أن تفعله توفير هذه المعلومات المفقودة أو إحكام العطاء المعلوماتي لبيئتنا الاقتصادية بحيث يستطيع الناس الاستقرار على الخيارات الصحيحة، وبحيث يمكن مساعدتهم على تحقيق مجموعة أفضل من النتائج.

بريان كيني: صحيح. يتفق ذلك والمنطق تماماً. هناك جانب آخر تتعمق دراسة الحالة فيه وكان منافياً للمنطق بالنسبة لي لأننا نعيش في مناخ سياسي الآن على وشك أن يشهد انتخابات يتحدث الناس فيه عن انعدام المساواة، لاسيما انعدام المساواة في الدخل. هل يمكنك أن تحدثنا قليلاً عما تتعمق فيه دراسة الحالة والنتائج التي خلصت إليها، يا إيثان؟ وذلك، لأن واحداً من الأدلة بالنسبة لي كان مذهلاً نوعاً ما فيما يختص بهذه النقطة.

إيثان روان: إن الصورة معقدة. وإجمالاً، عندما نلقي نظرة على استحداث النظام الرأسمالي، سنجد أنه أدى دوراً حيوياً في انتشال الناس من مستنقع الفقر والارتقاء بمستويات المعيشة وزيادة متوسط أعمار البشر. لكنها أنجزت ذلك أيضاً بسبل افتقرت إلى عدالة التوزيع. وبالتالي، فقد بدأنا نلمس في الولايات المتحدة زيادة في انعدام المساواة في الدخول، ونرى هذه الظاهرة عبر البلدان المختلفة وبداخلها أيضاً. وإجمالاً، لدينا بعض الأدلة، وفقاً لكيفية قياسك للمسألة، على أن انعدام المساواة تراجع خلال الثلاثين أو الخمسة وثلاثين عاماً الماضية. ولكن، في الولايات المتحدة، نجد أن نصيب الدخل الموجّه إلى نسبة الـ 1% الأعلى زاد من 10% عام 1980 إلى 20% خلال الأعوام الأخيرة. ولقد شهدنا تحولاً معاكساً تماماً للشريحة الدنيا البالغة نسبتها 50%. جرى العرف على أن تحصل الشريحة الدنيا البالغة نسبتها 50% على 20% من الأجور، أما الآن فهي تحصل على 10% منها فقط.

بريان كيني: حسناً. هذه الفجوة تتسع إذاً.

إيثان روان: أجل.

بريان كيني: من بين الإجراءات التي تحاول شركة “جاست” تنفيذها التعرف على ما يراه الأميركيون مهماً بحيث يتسنى للشركة، على ما أعتقد، قياسه في مقابل ما تحويه أطروحتها. وكيف يحددون الأمور ذات الأهمية للأميركيين؟

إيثان روان: تبدأ شركة “جاست” بمجموعات مركزة. وتخرج الشركة إلى الشارع فعلاً، وتطرح أسئلة على عامة الناس بخصوص ما يعتقدون أنه أعظم قيمة بالنسبة لهم. وكيف ينبغي للشركات أن تتصرف، والجوانب التي ينبغي للشركات وضعها على رأس أولوياتها. وبالتالي، فهي تشكل هذه المجموعات المركزة في شتى أنحاء الولايات المتحدة. وتنجز ذلك كل عام، وبناء على ما تصرح به المجموعات المركزة، تضع الشركة قائمة بالأولويات للشركات.

بريان كيني: وما الذي يكتشفونه؟ ما الأولويات؟ لأنه في هذا المناخ السياسي، ربما كان من الرائع أن يتعرف المرشحون على أولويات الشعب الأميركي أيضاً.

إيثان روان: أعني أن الأولويات متاحة عموماً على موقع شركة “جاست”. كي أكون واضحاً لا أكثر، هذه الأولويات تتبدل نوعاً ما كل عام، لأن الشركة تشكّل هذه المجموعات المركزة كل عام. ولكن، في العام الأخير، كانت هناك سبع قضايا أساسية استخلصتها الشركة. وأهم أربع منها تتمثل في التعامل مع العمال والزبائن بعدل وإنصاف، وتقديم منتجات عالية الجودة، والحد من أثر الشركات على البيئة الطبيعية. وبعد ذلك، نرى داخل هذه الفئات أنها تتفرع وتنتج عنها بعض الفئات الثانوية. وعليه، فمعاملة العمال معاملةً عادلة تعني ضمان سلامتهم، ما يعني بدوره دفع أجور عادلة لهم.

بريان كيني: والأمر يزداد تفرعاً وتفصيلاً في حقيقة الأمر. لأن واحداً من الأشكال التوضيحية يظهر مدى تعمق الشركة في النظر إلى هذه الأولويات.

إيثان روان: شكل العدسة المكبرة التوضيحي. فالخط المستخدم صغير جداً كي تستوعب صفحة واحدة جميع فئاتهم الثانوية.

بريان كيني: خاصة إذا كان مستوى نظرك كمستوى نظري. فأنا أصاب بصداع شديد من هذا الخط الدقيق. ما الذي يوازنون أولوياتهم مقابله؟

إيثان روان: مرة أخرى، بما يتسق مع فكرة أنهم يريدون أن يقود الشعب الأميركي هذه التجربة، بعد أن ينتهوا من وضع قائمة أولوياتهم، يخرجون على الناس، ويجرون استبياناً يشارك فيه عشرات الآلاف من الأميركيين، ويطلبوا إليهم ترتيب هذه القضايا المختلفة بحسب أهميتها، وبناء على النحو الذي يرتبها به الشعب الأميركي. هكذا تستقر الشركة على كيفية موازنتها. ومجدداً، أؤكد على أن معاملة الموظفين بإنصاف هي أهم أولوية، حيث تحتل مرتبة القضية الأهم على الإطلاق في الدراسات الاستقصائية. وبالتالي، تحصل هذه القضية على أعلى درجة.

بريان كيني: يبدو الأمر بسيطاً جداً، أليس كذلك؟ أعني أنهم يسألون الناس وحسب، وهو أمر عظيم. ولكن، هل هناك عيوب في منهجهم هذا؟

تشارلي وانغ: من بين العيوب في رأيي هو ما إذا كان من المنطقي حقاً أن تسأل المواطن الأميركي العادي عما ينبغي للشركات أن تفعل. والعيب الثاني، هو أنه حتى لو اقتنعنا بهذا الأساس المنطقي، بالرغم من بذل أفضل جهودهم الحثيثة، ربما يحتج المرء ببساطة بأن مبدأ قياسهم بالغ التعقيد. مع كل قضية من القضايا السبع الكبرى ذات الأهمية، هناك العديد من القضايا الفرعية، ولكل قضية فرعية تستطيع شركة “جاست كابيتال” أن تستخدم عدة مقاييس للأداء لأغراض التقييم. وإجمالاً، أعتقد أن هناك ما يربو على 80 مقياساً تنطوي عليها منظومة القياس هذه. وبالتالي، أعتقد أن المدير الفطن وحسَن النية نوعاً ما قد يجد صعوبة في فهم من أين يبدأ إذا أراد تحسين تصنيفاته على مقياس شركة “جاست كابيتال”.

إيثان روان: ولنبني على ذلك في إيجاز فعلاً، هنا تتدخل النزعة الذاتية. تحاول شركة “جاست” أن تظل موضوعية في تحديدها للقضايا، غير أن النزعة الذاتية تتسلل إلى القياس، وهذا يعتبر تحدياً كبيراً. ولا توجد هناك إجابة قاطعة، صحيحة كانت أو خاطئة.

تشارلي وانغ: وبالتالي، جزء من ذلك مسألة ما إذا كانت المؤسسة حققت فعلاً التوازن بين الاقتصاد والاستيفاء. في رأيي الشخصي على الأقل، أعتقد أن الشركة حاولت حقاً أن تميل إلى الاستيفاء، ولكن نظراً لبعض التعقيدات التي تدخل في كيفية قياس القضايا الثانوية المحددة أو الأداء المصاحب لقضية ثانوية معينة، سيتعين الأمر طرح فرضيات. ومن الممكن أن يسفر تفشي الأخطاء عن أداء إجمالي أكثر تشويشاً من أن ينتج إطار عمل أبسط أو أكثر اقتصاداً.

بريان كيني: وهذه مشكلة كبيرة نوعاً ما لأن الآثار المترتبة أو التبعات جسيمة في اعتقادي إذا صنفت أحداً تصنيفاً خاطئاً، أليس كذلك؟ أعني أن ذلك يمكن أن يؤثر على أداء الأسهم وعلى جوانب أخرى.

تشارلي وانغ: هذا ممكن.

بريان كيني: تتناول دراسة الحالة انخراط شركة “غولدمان ساكس” في هذه الجهود، ويبدو أن هذا عنصر مهم في سياق إضفاء صفة الشرعية على ما تحاول شركة “جاست كابيتال” إنجازه. لماذا كانت شركة “غولدمان ساكس” مهتمة بالمشاركة؟

تشارلي وانغ: أعتقد أن شركة “غولدمان ساكس” كانت مهتمة باحتمالية خلق أداة استثمارية بناءً على الاستثمار الذي يراعي الاعتبارات البيئية والاجتماعية والإدارية، وتأخرت نوعاً ما في الانضمام إلى الركب. غير أن ما راق لها حقاً، فيما يختص بما كانت شركة “جاست كابيتال” تفعله، هو أن الأخيرة سعت إلى تقييم الشركات على أساس مجموعة كبيرة جداً من القضايا المهمة للأميركيين. وراق للشركة هذا الأسلوب المعني بفهم ما يهم المواطن الأميركي العادي، وآمنت بأن شركة “جاست كابيتال” تتعاطى مع هذه القضية بمبدأ قياس مدروس وصارم وشفاف جداً، وهي إحدى نقاط النقد الموجهة إلى التصنيفات التي تراعي الجوانب البيئية والاجتماعية والإدارية. وأعني أنها غالباً ما تكون غامضة جداً، ومن الصعب فهم ما يحويه صندوقها الأسود بالفعل.

بريان كيني: كيف كان رد فعل “شارع المال” على إطلاق صندوق المؤشرات المتداول الذي كان بمثابة نقطة تحول أخرى في رأيي الشخصي في دراسة الحالة عندما أعلنت الشركة عن هذا الصندوق. ماذا كان رد فعل “شارع المال”؟ هل أثار الموضوع السخرية؟ أم كان هناك تقبل للفكرة؟ كيف نظر إليها “شارع المال”؟

تشارلي وانغ: أعتقد أن إطلاق الصندوق اعتُبر نجاحاً منقطع النظير على أساس حجم رؤوس الأموال التي استطاعت شركة “جاست كابيتال” جذبها. بنهاية اليوم الأول للتداول، كانت الشركة قد حصدت أصولاً قيمتها 250 مليون دولار، ما جعل إطلاق صندوقها الأنجح بين عمليات إطلاق صناديق المؤشرات المتداولة التي تراعي الاعتبارات البيئية والاجتماعية والإدارية حتى تاريخه.

بريان كيني: لقد ذكرت أن شركة “غولدمان ساكس” كانت مهتمة بالانضمام إلى أحد الصناديق المعنية بالقضايا البيئية والاجتماعية والإدارية. إلى أي حد يعتبر انضمامها منافساً في ذاك المشهد؟ وهل هناك أي صناديق مثيلة متاحة؟

تشارلي وانغ: نعم، هذا الميدان صار مزدحماً على نحو متزايد. على سبيل القياس فقط، في عام 2013، شهدنا 8 عمليات إطلاق لصناديق استدامة اشتملت على صناديق استثمار مشتركة وصناديق مؤشرات متداولة. وفي عام 2017 وحده، كان هناك 40 صندوقاً. وهذا ميدان نمو كبير خصيصاً لصناديق المؤشرات المتداولة. وفي عام 2018، عندما أطلقت شركة “جاست” صندوق المؤشرات المتداولة، كان قد أُطلق بالفعل 14 صندوقاً من هذا النوع معتمدة على الأفكار البيئية والاجتماعية والإدارية. وفي النصف الأول من عام 2019، أُطلق صندوقان للمؤشرات المتداولة حققا رواجاً واسعاً، حيث جذب كل واحد منهما أصولاً تتجاوز قيمتها 800 مليون دولار.

بريان كيني: يا للروعة!

تشارلي وانغ: وأصبح كل منهما أكبر عملية إطلاق لصندوق مؤشرات متداولة، ليس فقط إطلاق صندوق مؤشرات متداولة مراعٍ للبيئة والمجتمع وحوكمة الشركات وحسب، ولكن أكبر عملية إطلاق لصندوق مؤشرات متداولة على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية.

بريان كيني: حسناً. وبالتالي، يبدو ذلك بلا شك مؤشراً على التغيير.

تشارلي وانغ: بالتأكيد، هكذا يبدو الأمر.

بريان كيني: حسناً، يا إيثان، واجهت شركة “جاست” تحدياً، أعتقد فيما يتعلق بإقناع الرؤساء التنفيذيين والشركات بشكل عام أكثر بمسايرة جهودها، لأنه كما ذكرت آنفاً فيما يختص بتصنيفات كلية الأعمال، من الصعب على المؤسسة أن تنجز الأمور التي تحتاج إلى إنجازها لتحقيق أداء متميز في التصنيفات. كيف استطاعت الشركة تجنيد الرؤساء التنفيذيين، إذا جاز التعبير، لدعم هذه الفكرة؟

إيثان روان: إن هذا رد فعل للنقد الذي كتبناه في السابق لمسألة التعقيد، وكذلك فائدة الصندوق الأسود. لقد أجريت مقابلة شخصية مع رئيسة قسم الاستدامة في شركة “جنرال موتورز” لأتكلم معها بخصوص علاقتها بشركة “جاست كابيتال”، ومن بين الأمور التي حاولت الترويج لها مسألة الشفافية. بدأنا نرى أن هذه المسألة ليست مهمة للمستثمرين والزبائن فقط، وإنما للمسؤولين التنفيذيين أيضاً. وأنا متردد في التصريح بأن هذا يُعد توجهاً عاماً لو خطى المرء الخطوة الأولى، لكننا بدأنا نرى أن تعويضات المسؤولين التنفيذيين تتحدد بناء على مقاييس مراعاة الجوانب البيئية والاجتماعية والإدارية. وما قالته رئيسة قسم الاستدامة في شركة “جنرال موتورز” هو أن فائدة العدالة والشفافية تكمن في أننا رأينا بالضبط السبب وراء حصولنا على النقاط التي حصلنا عليها، ويمكننا أيضاً أن نرى خارطة الطريق المتعلقة بكيفية التحسن. وأدوات التأثير التي يجب أن نلجأ إليها كي نتحسن عما كنا عليه في العام الماضي.

تشارلي وانغ: أعتقد أن بوسعنا بصفة عامة أن نفكر بشأن ثلاث أدوات للتأثير تحاول شركة “جاست كابيتال” استغلالها. واحدة عبر قوة رؤوس الأموال، والأخرى عبر قوة أثر ما يمكن أن تطلق عليه الثناء والذم، والأخيرة عبر قوة العلاقات العامة. وتكمن قوة قناة رؤوس الأموال في صندوق المؤشرات المتداولة الذي إذا استطاع بطريقة ما جمع رؤوس أموال كافية ليتم تداولها في إطار تصنيفات شركة “جاست كابيتال”، فمن الممكن أن تكون هناك حوافز مالية كبيرة للمدراء لتحقيق أداء رائع على طول هذه الأبعاد. وبعد ذلك، يستغلون قوة أثر الثناء والذم عبر شراكتهم مع مجلة “فوربس” باستدعاء أسماء أفضل الشركات التي تخدم المجتمع، وكذلك أسوأها على الإطلاق، من بين أكبر الشركات في السوق. وبعد ذلك، يحاولون استغلال قوة أثر العلاقات العامة بتقديمهم شارات يمكن أن تضعها فرق التسويق داخل الشركات على منتجاتها كي تجعل المنتجات أكثر جاذبية للمستهلكين.

بريان كيني: لدينا إذاً ترغيب وترهيب في هذا الأسلوب.

تشارلي وانغ: أعتقد أن شركة “جاست” ستصرح أن الأمر يتعلق حالياً بالترغيب بقدر أكبر بكثير. ولا تحب الشركة التأكيد على فكرة الترهيب، لكن يبدو لي بالتأكيد أن التهديد بالترهيب موجود دائماً. لكنني لست متأكداً مما إذا كان المدراء يكترثون بالترهيب أم لا. لكنني أؤمن بأن المدراء غالباً ما يهتمون اهتماماً كبيراً بسمعتهم، وأنه ما من أحد يحب أن يكون في قاع أي قائمة.

بريان كيني: وبالعودة للحديث عن جيل الألفية، فمن المؤكد أنه في عصر وسائل التواصل الاجتماعي تنتقل الأخبار السيئة بسرعة البرق، وأبناء جيل الألفية يريدون الارتباط بشركات يشعرون أنها تتحرى الصواب، ولديها بالتأكيد تركيز أكبر على رسالتها. ولذلك، أعتقد أن ذلك أيضاً له دور في هذا السياق.

إيثان روان: وأعتقد أن هذا هو الجانب الذي تأمل شركة “جاست” في أن تواصل فيه نموها، وتواصل بناء زخم تحركاتها. عندما تحدثنا مع مارتن ويتاكر، الرئيس التنفيذي لشركة “جاست كابيتال”، كان من بين الأهداف التي ذكرها وضع شارة “جاست كابيتال” على جانب واحدة من طائرات أعلى شركات الطيران ترتيباً على تصنيفات “جاست”، وعلى واحدة من السيارات فائقة السرعة لشركة “جنرال موتورز” لأنها أفضل شركة سيارات ضمن تصنيفاتها، وأشياء من هذا القبيل.

تشارلي وانغ: وفي الوقت ذاته، فإن جانباً من جوانب تحدي استغلال ذاك النوع من الآليات التي يمكن أن تدفع عجلة التغيير في الثقافة المؤسسية، إذا جاز التعبير، هو إقناع الآخرين جميعاً باتباع هذه الطريقة المحددة لقياس أثر الشركات هذا على محمل الجد بوصفه أمراً واقعاً أو باعتباره المعيار المعمول به لكيفية التفكير في أثر الشركات على المجتمع. ولكن، في هذا المجال، نعلم أن الميدان مزدحم بالمعايير البديلة لقياس الأداء في سياق القضايا البيئية والاجتماعية والإدارية، بداية من تصنيفات القضايا البيئية والاجتماعية والإدارية لمؤشر مورغان ستانلي كابيتال إنترناشيونال، وانتهاء بتصنيفات شركة “ساستيناليتيكس” (Sustainalytics)، وغيرها من المعايير. ومن الممكن غالباً أن تقدم تصنيفات متضاربة حول أداء الشركات. وبالتالي، فإن جزءاً من التحدي، بالنسبة لهذه المؤسسة، يكمن في التوصل إلى استراتيجية لإقناع الآخرين جميعاً بأخذ هذا القياس بجدية بوصفه المعيار المعمول به.

بريان كيني: أجل، وثمة منافسة بين هذه المنصات. فهي تود أن تصبح تصنيفاتها مميزة عن تصنيفات الآخرين، لأنها مصدر من مصادر الإيرادات بالنسبة لها. أتخيل أن الأمر مفتوح على الإمكانات نفسها لانتشار تصنيفات مختلفة.

إيثان روان: أعتقد ذلك. ولإبقاء المقارنة مع تصنيفات كلية الأعمال، أؤكد مرة أخرى أن الأمر ذو طابع ذاتي، وأن بعض الأمور تعلو أهميتها على غيرها من الأمور. ومن بين التحديات التي تواجهها شركة “جاست” وجميع هذه المؤسسات هو أنها تحاول التميز عن غيرها والتغريد خارج السرب، حيث هناك جوانب مختلفة من القضايا البيئية والاجتماعية والإدارية ستعلو أهميتها أو تنخفض. لدينا شركات بيع بالتجزئة ينبغي أن تعلو أهمية الأجور فيها على الأثر البيئي. وبالنسبة لشركات النفط والغاز، من الواضح أن البيئة قضية ذات حيثية. وهنا يكمن التحدي. كنت أتبادل أطراف الحديث مع بعض الأشخاص منذ بضعة أسابيع، وتحديداً مع مصرفيين استثماريين، وما كنت أحسبه كان الطريقة المحتملة لحدوث ذلك، وهو التحدي الذي يواجه تصنيفات شركة “جاست” وتصنيفات غيرها من الشركات، أن يتاح نوع من المقاييس المعدلة بحسب الصناعات أو بحسب الإدارات للقضايا البيئية والاجتماعية والإدارية على غرار ما نفعل مع العائدات. لدينا فجوة، وهي طريقة جيدة لتعميم العائدات، ولكن كل شركة ستحتك بالفجوة بطريقة مختلفة. ولهذا السبب، هم يقدمون هذه الإيرادات المعدلة إدارياً.

بريان كيني: هل كانت هناك صناعات معينة حققت أداء في التصنيفات أفضل من غيرها؟

تشارلي وانغ: إن ما ركزنا عليه هو أن الشركات في قطاعات التقنية والبرمجيات وأشباه الموصلات بدا أنها تندرج بشكل منتظم على قائمة الشركات الأفضل أداءً. ولكن، هناك شركات أخرى في صناعات كالبيع بالتجزئة والأغذية والمشروبات واستخراج الطاقة…

إيثان روان: والتبغ.

تشارلي وانغ: شركات صناعة التبغ تحتل قاع القائمة على نحو منهجي. هناك شيء يميز خطة القياس هنا يمنح ميزة أو عيباً منهجياً لأنواع بعينها من الشركات. ومن المنطقي أن هذه كانت واحدة من العيوب، إذا جاز التعبير، لأن المرء قد يحتج بأن ما ينعكس في هذه التصنيفات يمكن ببساطة أن يكون أوجه الاختلاف الاقتصادية الطبيعية بين الشركات في هذه الصناعات.

إيثان روان: ويرجع بنا ذلك إلى التحدي. دفاعاً عن شركة “جاست”، تطبق الشركة تصنيفاتها أيضاً داخل الصناعة نفسها. وبالتالي، فلا يمكنك أن تتعرف على أفضل الشركات وحسب، وإنما أفضل الشركات داخل صناعة التبغ. وفي الوقت ذاته، ربما كان من قبيل المفاجأة أن شركات التقنية يأتي أداؤها رائعاً بالفعل لأن أثرها البيئي محدود إلى حد كبير. وهي تنافس منافسة قوية على العمالة، وبالتالي تميل أجورها إلى أن تكون أعلى بكثير من إحدى شركات البيع بالتجزئة ذات هامش الربح المنخفض.

بريان كيني: يتفق ذلك والمنطق تماماً. والأولويات التي تحددها عاماً بعد عام ستعكس أيضاً الخطاب السياسي الراهن الذي يجري في الدولة وينعكس بدوره على تلك الصناعات أيضاً. هل تعتقد إذاً أنه يمكن أن تنجح مساعي الشركة في تغيير سلوك الشركات؟ هذا السؤال موجّه لأي منكما.

إيثان روان: أعتقد أن هناك موجة كبيرة قادمة. وأعتقد أن شركة “جاست” لديها فرصة لأن تؤدي دوراً. ولا أعتقد أن شركة “جاست” ستكون الشرارة الوحيدة التي ستشعل هذا الأجيج الهائل. لكننا نشهد حالياً استعداداً لقبول ذلك والتعاطي معه بصفة عامة. ومرة أخرى، رجوعاً إلى شركة “جنرال موتورز”، فمن بين الجوانب التي جذبت الشركة إلى شركة “جاست” هو إيمانها بأن: “المواطن الأميركي العادي هو زبوننا الأساسي. ونريد أن نعرف ما يهتم الأميركان لأمره، ولذلك سنتبع تصنيفات شركة “جاست””.

تشارلي وانغ: إنني متشكك عموماً لأنني أعتقد أنه سيكون من الصعب جداً على الشركة أن تصنع خطة قياسها المحددة الخاصة بها، نظراً لأنها وافدة جديدة على المشهد، وأن تطيح بالمعايير الثلاث الحالية، وتصبح المعيار المعمول به للقضايا البيئية والاجتماعية والإدارية. وأعتقد أنه لو استطاعت الشركة أن تحقق ذلك، فسأكون أكثر تفاؤلاً حيال الفرص المتاحة لديها لمحاولة ممارسة نفوذ منهجي على سلوك الشركات.

بريان كيني: يمكن أن تكون هناك دراسة حالة أخرى على سبيل المتابعة، أليس كذلك؟ هذا ما أسمعه.

إيثان روان: أجل، وكان ينبغي أن نكشف اللثام عنه في مرحلة أبكر. لكنني أعتقد أنه من أكثر الأمور الطريفة حيال كتابة هذه الدراسة أنني وتشارلي لدينا بالتأكيد آراء مختلفة بشأن الكثير من الموضوعات التي شملتها هذه الدراسة. وكان هذا تحدياً طريفاً يتعين علينا التغلب عليه بينما ننكب على العمل في الدراسة.

بريان كيني: هل كان علينا الإعداد لهذا اللقاء على هيئة مواجهة حوارية للتعرف على الرأي والرأي المضاد؟

إيثان روان: تشارلي كان سيفوز بها.

بريان كيني: إذن، هل قمت بتدريس هذا في الصف؟ أجل.

إيثان روان: أجل.

بريان كيني: أشعر بالفضول وحسب، ولا أريدك أن تكشف عن أي أسرار. ولكن، كيف كان رد الفعل العام؟ هل كان هناك أي مفاجآت كبرى أو رؤى ثاقبة بالنسبة لك؟

تشارلي وانغ: أعتقد أن غالبية الطلاب كانوا متقبلين للأساس المنطقي الذي مفاده أن الرأسمالية معيبة بطبيعتها، ويمكن أن تخلق نتائج محددة غير مرغوب فيها. لكنهم انقسموا انقساماً كبيراً بشأن قضيتين، في رأيي الشخصي. إحداهما قضية ما إذا كانت الشركات العامة تضرب بجذورها حقاً في هذه المشكلة. وبالتالي، فقد شكك الطلاب فيما إذا كان استهداف الشركات العامة هو السبيل السليم للمضي قدماً في معالجة ما يعيب نظامنا الاقتصادي. يقول كثير من الطلاب: “اسمع، ينبغي أن نمضي فعلاً وقتاً طويلاً في محاولة إصلاح نظامنا السياسي، لا شركاتنا العامة”. والقضية الأخرى التي اختلف عليها الطلاب اختلافاً كبيراً مسألة ما إذا كان نهج شركة “جاست كابيتال” منطقياً، سواء فيما يختص بما إذا كانت تقيس الجوانب السليمة، وما إذا بلغت درجة التعقيد الصحيحة، وكذلك ما إذا كان نهجها لتحفيز السلوك من الأرجح أن يكون فعالاً. وهو الأمر الذي ناقشناه تواً. وأعتقد أن هناك كثيراً من الطلاب ممن كانوا متحمسين للغاية، وأثنوا ثناء عظيماً على الشركة لتعاطيها مع مثل هذه المشكلات المهمة، وظنوا أن حلولها كانت مبتكرة. ولكن، كان هناك عدد كبير من الطلاب الآخرين أيضاً ممن تسلل إليهم الشك حيال ما إذا كانت قوة رؤوس الأموال عبر صناديق المؤشرات المتداولة وقوة أثر الثناء أو الذم أو قوة أثر العلاقات العامة، يمكن في حقيقة الأمر أن تحمل الشركات في أميركا بشكل منهجي على الحد من التلوث ودفع أجور أعلى، من بين أمور أخرى.

إيثان روان: ولقد درّست إعداد التقارير المالية والمراقبة المالية في صف مبادئ المحاسبة. درّست ذلك على مدار العامين الماضيين، وأعتقد أن هذا النقاش يشيع في الكلية في هذه المرحلة. وأعتقد أن الطلاب من المستبعد بقدر أكبر أن يختلفوا حول المخاوف التي تساورهم بقدر اختلافهم على الحلول. وعلى الحلول كان التركيز. وهو ما يبعث على الأمل، أعني أنهم على دراية بالقضايا، وأنهم يريدون التوصل إلى حلول لها.

تشارلي وانغ: هناك أمر آخر أريد أن أذكره، وكان بمثابة المفاجأة بالنسبة لي، لأنني عندما دخلت الصف، توقعت أن أغلب الطلاب سيقولون لي: “نعم، الرأسمالية 1) معيبة و2) هناك سبل لا حصر لها يمكن أن نحاول تقويم النظام بها”. ولكن، ما كان أبعد ما يكون عن الحقيقة، على الأقل في منهجي الدراسي، وربما كان مشكلةً تتعلق بالاختيار الذاتي، أن كثيراً من الطلاب الذين التحقوا بصفي كانوا في أغلبهم يعملون ضمن منظومة سوق رأس المال الحالية. وبالتالي، صحيح أن كثيراً منهم يعتقدون أن النظام تعيبه مشكلات، لكنني أعتقد أن السواد الأعظم من الطلاب يعتقدون أن الخطاب الحالي حول نظامنا المعيب لا يتعدى أنه خطاب، وأنه مبالغ فيه جداً.

بريان كيني: حسناً، سيتعين علينا أن نبقي أعيننا على شركة “جاست كابيتال” لنتابع تطور الأحداث. شكراً لانضمامكما إلينا اليوم.

إيثان روان: شكراً لك. كانت حلقة رائعة بالفعل.

تشارلي وانغ: شكراً جزيلاً لك.

بريان كيني: إذا استمتعتم بهذه الحلقة من برنامج كولد كول (Cold Call)، فيمكنكم الاستماع إلى البرامج الصوتية الأخرى المقدمة من كلية هارفارد للأعمال، بما في ذلك آفتر آورز (After Hours) وسكاي ديك (Sky deck) وماناجينغ ذا فيوتشر أوف وورك (Managing the Future of Work). ويمكنكم العثور على هذه البرامج على تطبيق “آبل” أو على أي تطبيق آخر تستمعون إليه. أنا مقدّم البرنامج، بريان كيني، وكنتم تستمعون إلى برنامج “كولد كول”، وهو برنامج صوتي رسمي صادر عن كلية هارفارد للأعمال، وهو جزء من شبكة إتش بي آر برزنتس (HBR Presents).

إتش بي آر برزنتس (HBR Presents) هي شبكة من البرامج الصوتية (بودكاست) التي ينظمها محررو هارفارد بزنس ريفيو، ويقدمون لك من خلالها أفضل أفكار العباقرة في مجال الإدارة. وجهات النظر والآراء الواردة هنا هي آراء مؤلفيها حصراً، ولا تعبر بالضرورة عن السياسات أو المواقف الرسمية لمجلة هارفارد بزنس ريفيو أو المؤسسات التابعة لها.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

Content is protected !!