$User->is_logged_in:  bool(false)
$User->user_info:  NULL
$User->check_post:  object(stdClass)#7061 (18) {
  ["is_valid"]=>
  int(1)
  ["global_remaining_posts_to_view"]=>
  int(0)
  ["remaining_posts_to_view"]=>
  int(0)
  ["number_all_post"]=>
  int(0)
  ["number_post_read"]=>
  int(0)
  ["is_from_gifts_balance"]=>
  int(0)
  ["gifts_articles_balance"]=>
  int(0)
  ["all_gifts_articles_balance"]=>
  int(0)
  ["gifts_read_articles"]=>
  int(0)
  ["exceeded_daily_limit"]=>
  int(0)
  ["is_watched_before"]=>
  int(0)
  ["sso_id"]=>
  int(9589)
  ["user_agent"]=>
  string(9) "claudebot"
  ["user_ip"]=>
  string(12) "3.88.185.100"
  ["user_header"]=>
  object(stdClass)#7068 (45) {
    ["SERVER_SOFTWARE"]=>
    string(22) "Apache/2.4.57 (Debian)"
    ["REQUEST_URI"]=>
    string(180) "/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D8%A7%D9%86%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%B0%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%84/"
    ["REDIRECT_HTTP_AUTHORIZATION"]=>
    NULL
    ["REDIRECT_STATUS"]=>
    string(3) "200"
    ["HTTP_AUTHORIZATION"]=>
    NULL
    ["HTTP_HOST"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_ACCEPT_ENCODING"]=>
    string(8) "gzip, br"
    ["HTTP_X_FORWARDED_FOR"]=>
    string(12) "3.88.185.100"
    ["HTTP_CF_RAY"]=>
    string(20) "86bd52b62b048254-FRA"
    ["HTTP_X_FORWARDED_PROTO"]=>
    string(5) "https"
    ["HTTP_CF_VISITOR"]=>
    string(22) "{\"scheme\":\"https\"}"
    ["HTTP_ACCEPT"]=>
    string(3) "*/*"
    ["HTTP_USER_AGENT"]=>
    string(9) "claudebot"
    ["HTTP_REFERER"]=>
    string(31) "https://hbrarabic.com/?p=134330"
    ["HTTP_CF_CONNECTING_IP"]=>
    string(12) "3.88.185.100"
    ["HTTP_CDN_LOOP"]=>
    string(10) "cloudflare"
    ["HTTP_CF_IPCOUNTRY"]=>
    string(2) "US"
    ["HTTP_X_FORWARDED_HOST"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_X_FORWARDED_SERVER"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_CONNECTION"]=>
    string(10) "Keep-Alive"
    ["PATH"]=>
    string(60) "/usr/local/sbin:/usr/local/bin:/usr/sbin:/usr/bin:/sbin:/bin"
    ["SERVER_SIGNATURE"]=>
    string(73) "
Apache/2.4.57 (Debian) Server at hbrarabic.com Port 80
" ["SERVER_NAME"]=> string(13) "hbrarabic.com" ["SERVER_ADDR"]=> string(10) "172.21.0.5" ["SERVER_PORT"]=> string(2) "80" ["REMOTE_ADDR"]=> string(13) "162.158.86.40" ["DOCUMENT_ROOT"]=> string(13) "/var/www/html" ["REQUEST_SCHEME"]=> string(4) "http" ["CONTEXT_PREFIX"]=> NULL ["CONTEXT_DOCUMENT_ROOT"]=> string(13) "/var/www/html" ["SERVER_ADMIN"]=> string(19) "webmaster@localhost" ["SCRIPT_FILENAME"]=> string(23) "/var/www/html/index.php" ["REMOTE_PORT"]=> string(5) "49018" ["REDIRECT_URL"]=> string(64) "/الجوانب-السلبية-للاعتذار-في-العمل/" ["GATEWAY_INTERFACE"]=> string(7) "CGI/1.1" ["SERVER_PROTOCOL"]=> string(8) "HTTP/1.1" ["REQUEST_METHOD"]=> string(3) "GET" ["QUERY_STRING"]=> NULL ["SCRIPT_NAME"]=> string(10) "/index.php" ["PHP_SELF"]=> string(10) "/index.php" ["REQUEST_TIME_FLOAT"]=> float(1711688707.61702) ["REQUEST_TIME"]=> int(1711688707) ["argv"]=> array(0) { } ["argc"]=> int(0) ["HTTPS"]=> string(2) "on" } ["content_user_category"]=> string(4) "paid" ["content_cookies"]=> object(stdClass)#7069 (3) { ["status"]=> int(0) ["sso"]=> object(stdClass)#7070 (2) { ["content_id"]=> int(9589) ["client_id"]=> string(36) "e2b36148-fa88-11eb-8499-0242ac120007" } ["count_read"]=> NULL } ["is_agent_bot"]=> int(1) }
$User->gift_id:  NULL

نقاش: الجوانب السلبية للاعتذار في العمل

25 دقيقة
سلبيات الاعتذار في العمل
shutterstock.com/Rawpixel.com
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أجرت هارفارد بزنس ريفيو مقابلة صوتية (بودكاست) مع كارينا شومان، وهي أستاذة مساعدة في مجال علم النفس في جامعة بيتسبرغ (University of Pittsburgh)، وسالي هلغيزن، وهي مدربة تنفيذية ومستشارة في مجال القيادة النسائية ومؤلفة مشاركة لكتاب “كيف تنهض المرأة بنفسها: تخلصي من العادات الاثني عشرة التي تعيق وصولك إلى العلاوة أو الترقية أو الوظيفة التالية” (How Women Rise: Break the 12 Habits Holding You Back from Your Next Raise, Promotion, or Job) حول موضوع سلبيات الاعتذار في العمل.

نقدم لكم هذا الموضوع عبر المدونة الصوتية “النساء في العمل” (Women at Work):

يمكنكم الاستماع إلى هذه المدونة والاشتراك فيها عبر آبل بودكاستس | جوجل بودكاستس | آر إس إس.

سمعَت الكثيرات منا النصيحة القائلة إنه ينبغي على النساء التوقف عن تقديم الكثير من الاعتذارات لاسيما في العمل، لكن هل صحيح أنّ النساء تعتذرن كثيراً؟ وهل توقّفنا عن الاعتذار يدفع قدماً بمسارنا المهني؟ لكي نعرف أكثر حول هذا الموضوع، ننتقل إلى خبيرتين في هذا المجال.

سنخلص خلال المقابلة نتائج دراسة كارينا شومان تحت عنوان “لماذا تعتذر النساء أكثر من الرجال”. ثم سنتحدث بعد ذلك مع سالي هلغيزن، والتي ستوضح لنا كيف أنّ كلمة “آسفة” ليست سوى إحدى الكلمات التي تستخدمها النساء في العمل والتي تضعف من مكانتها، وستشاركنا نصائح حول سبل التغلب على هذه العادة.

وإلكم مقتطفات من هذه المقابلة الصوتية:

النص

إيمي غالو: إيمي؟

إيمي بيرنستين: تفضلي.

إيمي غالو: متى كانت آخر مرة قلتي فيها كلمة “آسفة” في العمل؟

إيمي بيرنستين: يصعب علي تذكر هذا لأنني لا أعتذر إلا لسبب يدفعني للاعتذار، ولكنني متأكدة أنها كانت عندما قاطعت شخص ما عن الحديث، إنه تصرف فظّ وأجد نفسي بحاجة إلى الإقرار بذلك.

إيمي غالو: صحيح، إذاً فالاعتذار هنا يقع في مكانه الصحيح؟

إيمي بيرنستين: بالتأكيد في مكانه الصحيح.

إيمي غالو: أجل، الاعتذار محبّذ في العمل خاصة إذا كان الشخص مخطئاً وبدر عنه تصرف يدفعه إلى الاعتذار، إلا أننا نسمع في الوقت نفسه بأنّ “عادة” الاعتذار غير مرحب بها وقد وجهت إلينا جميعاً النصيحة القائلة بأنّ على النساء التقليل من الاعتذار في العمل.

إيمي بيرنستين: أجل، في الحقيقة، سمعت للتو حول ذلك الملحق الذي يُضاف إلى البريد الإلكتروني والذي يشير إلى جميع العبارات والكلمات التي تضعف مكانة الشخص والتي حُذرنا من استخدامها كثيراً مثل “أنا أسفة” و”أريد فقط” و”أنا لست خبيرة ولكن…”، ويُشير ذلك الملحق إلى تلك العبارات قبل ضغط “إرسال”.

إيمي غالو: صحيح، من المضحك أننا بحاجة إلى ملحق لذلك الغرض ولكنها فعلاً عادة يصعب التخلص منها.

إيمي بيرنستين: أجل، وخاصة عند كتابة الرسائل الإلكترونية وفي نوع تلك الرسائل التي نرسلها.

إيمي غالو: أجل، أنا آسفة لتأخر هذا الأمر مدة 30 أسبوعاً.

إيمي بيرنستين: ربما يجدر بك الاعتذار حول ذلك.

إيمي غالو: هذا منصف بما يكفي.

إيمي بيرنستين: أنتم تستمعون إلى المدونة الصوتية “النساء في العمل”، من هارفارد بزنس ريفيو. أنا إيمي بيرنستين.

إيمي غالو: أنا إيمي غالو.

نيكول توريس: وأنا نيكول توريس. نحاول في هذه الحلقة معرفة ما إذا كان الاعتذار يضر بنا من الناحية المهنية، وما إذا كان علينا حذف كملة “آسفة” نهائياً من مفرداتنا. سوف نبدأ بالحديث حول دراسة أًجريت في العام 2010 بعنوان “لماذا تعتذر النساء أكثر من الرجال” معنا كارينا شومان المؤلفة المشاركة في هذه الدراسة، وهي أستاذة مساعدة في مجال علم النفس في جامعة بيتسبرغ.

كارينا شومان: صادفت بشكل متكرر الصورة النمطية التي تخلص إلى أنّ النساء تعتذرن أكثر من الرجال، وأنّ سبب ذلك يعود إلى أنّ النساء أكثر استعداداً للاعتذار، بينما الرجال ليس لديهم ذلك الاستعداد سواء للاعتذار أو الاعتراف بالخطأ. والأمر الذي يمنعهم عن ذلك هو غرورهم، إنهم ببساطة لا يريدون الاعتراف بالخطأ.

إيمي غالو: إذاً، فقد درست كارينا المشكلة المتمحورة حول ما إذا كانت النساء تعتذرن أكثر من الرجال، ولماذا؟ وبخصوص النتائج التي توصلت إليها، فقد وجدت فعلاً أنّ النساء تعتذرن أكثر من الرجال.

كارينا شومان: لكن السبب لا يعود بالضرورة إلى ما تشير إليه تلك الصورة النمطية، أي أنّ الرجال لا يعتذرون كثيراً ليس لأنهم غير مستعدين للاعتذار. ففي حال اعتقدوا أنهم اقترفوا خطأ ما، فإنهم على استعداد للاعتذار كما النساء، لكنهم ببساطة لا يجدون أنهم فعلوا الكثير من الأمور الخاطئة. إذاً، فهم يرون أنّ عدد الأفعال التي تتوجب الاعتذار قليلة مقارنة بالنساء اللواتي تقيمن تلك الأفعال ذاتها على أنها جسيمة، وبالتالي يكن أكثر استعداداً للاعتذار عنها.

إيمي بيرنستين: تلقت هذه الدراسة عندما صدّرت قدراً كبيراً من الاهتمام، وقد تعتقد أنّ النصيحة الأساسية التي تقدمها هي أنّ على النساء التوقف كلياً عن الاعتذار!

كارينا شومان: حتى الآن، ليس لدينا أدلة علمية كافية حقاً لدعم هذا النوع من الاستنتاج.

نيكول توريس: أردنا النظر عن كثب في هذه المسألة المتعلقة بالاعتذار والحديث حول العادات اللغوية الأخرى التي تنطوي على إشكاليات محتملة.

إيمي غالو: لأنه ينبغي حقاً على النساء تحقيق التوازن في هذا الموضوع، إذ إنّ استخدام الكلمات والعبارات التي تُعتبر ذكورية جداً يمكن أن تأتي بنتائج عكسية أيضاً. ومن أجل أخد المشورة بخصوص هذا الموضوع نتحدث إلى سالي هلغيزن، تقدم سالي المشورة في مجال مهارات القيادة وهي مؤلفة مشاركة لكتاب: “كيف تنهض المرأة بنفسها: تخلصي من العادات الاثنتي عشرة التي تعيق وصولك إلى العلاوة أو الترقية أو الوظيفة التالية”.

إيمي غالو: مرحباً سالي!

سالي هلغيزن: مرحباً إيمي، كيف حالك؟

إيمي غالو: نشكرك على انضمامك إلينا اليوم.

سالي هلغيزن: سعيدة بوجودي معكن.

إيمي غالو: أود استهلال النقاش معك حول موضوع الاعتذار بقصة حدثت أمامي مؤخراً. خلال الأسبوع الماضي، كنت في أحد المؤتمرات المنعقدة حول قضايا النوع الاجتماعي وكان هناك متحدثة بدأت في عرض أفكارها من خلال عرض تقديمي. كان من الواضح أنّ الشرائح لديها لا تعمل، لذلك فقد أجرت محادثتها بأكملها مع شخص مختص في تكنولوجيا المعلومات الذي كان يساعدها في حل المشكلة وحول ما كان يسير على نحو جيد وما كان معطّل. ووصلا أخيراً إلى حل لتلك المشكلة، ثم وجهت المتحدثة، وهي بالمناسبة خبيرة في قضايا النوع الاجتماعي، الحديث إلى الحضور قائلة: “أنا آسفة جداً، لا بد أنني ضغطت الزر الخطأ”، بينما كان واضحاً للجميع بأنها لم ترتكب أي خطأ وأنّ المشكلة كانت تقنية فحسب. فوجئت بتصرفها وطرحت على نفسي هذه الأسئلة: هل صحيح فعلاً أنّ المرأة تعتذر أكثر من الرجل؟ وأي نوع من التأثير ينطوي عليه ذلك النوع من الاعتذار الذي قدمته تلك المتحدثة؟ وأخيراً، هل ذلك التصرف يضر فعلاً بالمرأة في محل العمل؟

سالي هلغيزن: هذا النوع من الاعتذار يضر حقاً بها. فكما تعلمن، أعمل أسبوعياً في مختلف أرجاء العالم على عدة برامج تتمحور معظمها حول مهارات القيادة لدى النساء، لذلك أجد نفسي معرضة للقاء حوالي ألف امرأة مختلفة كل أسبوع، ولاحظت في السنوات الأخيرة أنّ الميل إلى فتح الحديث بالاعتذار حول أي شيء تقريباً قد انتشر على نطاق واسع. أجد أنّ ذلك السلوك هو مجرد عادة إلى حد ما، وبالنتيجة يسهل التخلص منها. من المهم حقاً تخطيها لأنها لا تنمّ عن قوة أو إرادة لدى الشخص الذي يقولها ضمن هذا السياق ولا تُظهر كذلك أنه حاضر بالكامل، بل إنها شكل من أشكال التقليل من أهمية الشخص لنفسه وحضوره ومساهمته.

نيكول توريس: كثيراً ما تساءلت ما إذا كان الاعتذار سيئ إلى ذلك الحد، إذ إنني اعتدت على الاعتذار طوال الوقت لحفنة من الأسباب المختلفة. لكن هل عادة الاعتذار سيئة لأنها قد توحي بأنّ الشخص اقترف خطأ ما بينما هو لم يفعل في حقيقة الأمر؟ هل هي عادة سيئة لأنها بمثابة قصاص للمرأة التي تقولها كثيراً، أو إنها تدفع الناس إلى الاعتقاد بأنّ تلك المرأة ليست على قدر من الكفاءة أو ليست منظمة وواثقة من نفسها كما ينبغي أن تكون؟

سالي هلغيزن: باعتقادي، الافتراض الثاني هو الأصح، إنها تشير إلى أنّ المرأة ليست مؤهلة بما يكفي أو واثقة تماماً من حقها في الحضور بمكان أو منصب معين. لن أصف الاعتذار على أنه عادة “سيئة”، بل إنّ الأمر يتوقف على ما تريده المرأة من الحياة. إذا كنت تريدين أن يُنظر إليك بصفتك قائدة، أو أنك شخص يمكن الوثوق به حقاً ويمكنه ممارسة السلطة، فمن الجيد إيجاد طريقة للتغلب على عادة الاعتذار، لأنها باعتقادي عادة تدل على أنك غير مسؤولة أو أنك تحملين نفسك مسؤولية كل شيء.

إيمي بيرنستين: نحن نتكلم حول عادة الاعتذار بصورة عامة، إلا أنها تنطوي على ما هو أبعد من عبارة “أنا آسفة”، هل هذا صحيح سالي؟

سالي هلغيزن: صحيح، ذلك في حال وضعنا الاعتذار في سياق السلوكيات التي تندرج ضمن إطار العادة والتي من شأنها أيضاً التقليل من أهمية مساهمة المرأة ومن حقها أن تكون حاضرة في المنصب الذي تشغله. من وجهة نظري، تقع عادة الاعتذار ضمن فئة عادات الكلام المنتشرة مثل قول: “أريد إضافة شيء واحد فقط” أو “سيستغرق هذا ثانية واحدة ليس إلّا”، التي تعطي انطباعاً بأنّ ما سيقوله الشخص ليس مهماً أو أنه قد يكون خارج الموضوع المطروح. إذاً، ذلك النهج من إعطاء مقدمات تحوطية التي تستغرق وقتاً، يرسل إشارة مفادها أنه لا يحق لي بالفعل التواجد هنا، أو أنني غير واثقة حول ما أنا بصدد قوله، أو إنّ انطباع شخص آخر عما سأقوله هو أكثر أهمية بالنسبة إلي للمضي قدماً مما سأقوله فعلياً، فأنا بالتالي لا أعوّل بالكامل على هذه الفكرة. كما أنّ ذلك النهج يركز كل الأنظار حولك، إنه ينقل رسالة مفادها بأنّ مصدر قلقك الأول هو الصورة التي سيراك من خلالها الآخرين. بالتالي، قد يبدو هذا سلوك لطيف للغاية، لكنه يركز كل الانتباه عليك.

إيمي بيرنستين: هل يمكنني طرح سؤال صغير هنا؟ أنا آسفة نيكول.

سالي هلغيزن: أوه، هل أنت آسفة؟

إيمي بيرنستين: أنا آسفة نيكول. لأنني قاطعتك. إذاً سالي، ذكرت أنّ هذا السلوك ينتشر على نطاق واسع، لماذا برأيك؟

سالي هلغيزن: باعتقادي إنّ أحد أسباب انتشار هذه العادة هو أننا أصبحنا مشتتي الانتباه على نحو أكبر في هذه الأيام بحكم التكنولوجيا التي نستخدمها والتي تجعلنا أقل تيقظاً تجاه عاداتنا أثناء الحديث. ويعود سبب ذلك أيضاً إلى أننا نسمع هذه الكلمة (آسف) كثيراً وبالتالي تنتقل إلينا مثل العدوى كما هو حال الكثير من العادات، إذ عندما تحيط بنا ثقافة حيث يعتذر الناس كثيراً وبصورة روتينية على أمور خارج سيطرتهم، فإننا نسمع كيف يعتذرون ونبدأ في تكرار ما سمعناه. إنه شيء شبيه بأسلوب الكلام المنتشر الذي نستخدمه على نحو متزايد هذه الأيام، حيث يُنهي الناس كل جملة بصيغة السؤال ويبدون بالتالي غير ملتزمين حقاً بما يقولونه. لا أعتقد إنّ هذه العادة تنطوي بالضرورة على حالة نفسية حادة، إنما هي مجرد التقاط عدوى ما سمعناه.

إيمي غالو: صحيح، إنها معدية.

سالي هلغيزن: أجل.

نيكول توريس: أريد فقط التوقف عند هذه الفكرة القائلة أنّ النساء تفعلن هذا أكثر، أي أنهن تعتذرن أكثر من الرجال، أو بمعنى آخر، تتبعن أسلوب التحوّط أكثر – ذلك النوع من التحوّط الذي أجد نفسي أفعله طوال الوقت – لكن لا أعلم ما إذا كان سبب ذلك يعود إلى أنني امرأة، أو لأنني أصغر سناً في المؤسسة التي أعمل فيها، أو يعود إلى شيء آخر من هذا القبيل. سؤالي هنا ينطلق مما قلته للتو، أي عندما نكون ضمن ثقافة، حيث يعتذر الناس كثيراً، ويمكن بالتالي لأي شخص التقاط تلك العادة والبدء في ممارستها، ثم نجد الجميع يقدم الكثير من الاعتذارات، فهل ترين أنّ هذا الأمر تفعله المرأة أكثر من الرجل؟ أم أنه أمر نلاحظه أكثر عندما تفعله المرأة مقارنة بالرجل؟

سالي هلغيزن: إنه سؤال مهم، أستطيع القول من خلال ملاحظاتي بأنّ النساء تعتذرن أكثر من الرجال، لكن هذه مجرد ملاحظات ولا تنس أنّ معظم الأشخاص الذين ألتقي بهم هم من النساء. كما أنني ألاحظ بأنّ البحوث تتضارب حيال هذا الموضوع، من المؤكد أنّ بعض البحوث تُظهر أنّ النساء تعتذرن أكثر بكثير من الرجال، وبعضها الآخر تشير في الحقيقة إلى أنّ هناك القليل من الاختلاف، وهو ما يتنافى كلياً مع ما شهدته خلال السنوات الثلاثين الأخيرة. لكن مجدداً، أجد من خلال ملاحظاتي بأنّ هذا الأمر شائع جداً، سواء كانت المرأة تعتذر أكثر بالفعل، وهو ما أجد أنه صحيح، أو في حال كنا نتصور ذلك لأننا لا نلقي بالاً كثيراً عندما يقدم الرجل الاعتذار، أرى أنه من المفيد جداً بالنسبة إلى النساء الشروع في معالجة هذه العادة، ذلك لكي تهيّئن أنفسهن للتمتع بالثقة اللازمة وممارسة السلطة، ولكي يظهرن بأنهن قادرات على القيادة والنهوض بأنفسهن في المؤسسة التي يعملن فيها أو في مجال عملهن.

إيمي غالو: إذا كنا لا نتوقع سماع عبارة “أنا آسفة” من قائدة قوية فعلاً، فما هي الكلمات والعبارات التي نتوقع سماعها؟

سالي هلغيزن: ما أتوقع سماعه شخصياً من قائدة قوية هي عبارة “شكراً لك”، إنها عبارة غالباً ما تحل محل “أنا آسفة”. أرى نساء تقلن عبارة “أنا آسفة لتأخري” إذا ما تأخرن عن الاجتماع دقيقة واحدة، وتتوجه بالتالي أنظار الجميع نحوهن – هن لسن متأخرات في هذه الحالة لأنّ التأخر لمدة دقيقة واحدة ليس مشكلة كبيرة – ولكن تُعتبر تلك العبارة بمثابة جملة استهلالية. لا حاجة للإقرار بالتأخر عندما يكون لدقيقة واحدة فحسب. في المقابل، في حال التأخر لعشر دقائق مثلاً، يمكنك الدخول إلى الاجتماع وقول: “شكراً على انتظاركم قدومي”. إنها جملة تشير إلى أنك لطيفة مع الآخرين، وتدل على أنّ حضورك في هذا الاجتماع هو أمر مهم وتتصورين أنّ الآخرين ينتظرونك بالفعل. إذاً، فأنت تعكسين الانطباع من خلال هذا النهج.

إيمي غالو: هل لديك أمثلة أخرى حول عبارات يمكننا استبدالها بعبارة “أنا آسفة”؟

سالي هلغيزن: هناك الكثير من العبارات والكلمات الإيجابية، يمكنك الانضمام إلى الاجتماع وقول شيء من قبيل: “أنا مسرورة لحضوري هذا الاجتماع” أو “إنني متشوقة فعلاً لما سنتحدث حوله اليوم”. أو أي عبارة استباقية.

إيمي بيرنستين: لاحظت خلال حديثك أنك لا تذكرين أننا ينبغي تقمص ما يفعله الرجال والشروع في التكلم بأسلوبهم، وهذا ما أجده مثيراً للاهتمام لأنّ هناك دراسات أشارت إلى أنّ النساء اللواتي تتفاوضن بحدة أو اللواتي تتبنين الأسلوب الذكوري نوعاً ما في التواصل، يُنظر إليهن بطريقة سلبية. ما رأيك في هذه المسألة؟

سالي هلغيزن: أرى أنّ ذلك غالباً ما يحدث، ويُنظر إليهن بالتالي بطريقة سلبية، من قبل النساء الأخريات بالمناسبة، فهذا إذاً أشبه بالوقوع في الفخ. باعتقادي إنّ أحد الأمور الرائعة التي يمكن للمرأة تبنيها هو أسلوب التواصل الذي ينطوي على درجة معينة من الدفء وروح التعاطف، لكن ليس بتردد أو من خلال نقد الذات حيث لا يكون ذلك ضرورياً، ولا من خلال الاعتذار أو من خلال إضعاف المرأة لمكانتها. أعتقد أنّ إحدى القدرات العظيمة التي يمكن للمرأة جلبها إلى القيادة ومحل العمل هو أسلوبها المختلف الذي يمكن أن يكون فاعلاً أيضاً. لذلك، يتمحور اهتمامي حول مدى فاعلية أسلوب المرأة في التواصل وأين يمكنها تعديله ليخدم مخططاتها وأهدافها بصورة أفضل.

إيمي غالو: صحيح، لكن مفهوم الفاعلية مخادع إذا صح التعبير، أليس كذلك؟ لأنّ ما نتوقعه من القادة ليس بالضرورة هو نفسه ما نتوقعه من النساء، لذلك نجد أنفسنا مكبلين بذلك القيد المزدوج. هل يمكنك أن تحدثينا قليلاً بشأن الطريقة التي يمكننا من خلالها الجزم بشأن معنى الفاعلية بالنسبة إلى النساء.

سالي هلغيزن: باعتقادي إنّ هناك الكثير قد قيل بشأن “القيد المزدوج”، إنه موجود بالتأكيد ولا شك أنني شهدت خلال حياتي المهنية وبالنظر إلى الحياة المهنية للنساء الأخريات نتائج غير مقصودة حدثت جرّاء سلوكيات معينة. ولكن أحد الأمور التي يجلبها التركيز المفرط على ذلك “القيد المزدوج” هو أنه يبعدنا عن أن نكون على تماس مباشر بما قد نعرفه بديهياً بصفته استجابة إيجابية، لأننا نحاول تحليل كل ما نقوله من أجل ملاقاة توقعات الآخرين لكي لا يُنظر إلينا على أننا نتصرف كثيراً على هذا النحو أو ذاك. أحد الحلول التي أراها مهمة، هو أننا بحاجة إلى منح الناس بعض الوقت للاعتياد على بعض السلوكيات. أسترجع دائماً موقفاً حصل منذ عدة أعوام خلال حياتي المهنية، حيث كنت أعمل في مجال التواصل المؤسسي وأتذكر كيف تقدم المدير نحوي بعد الاجتماع قائلاً: “إنك تحرصين على التعبير عن رأيك بصراحة وبأشد أسلوب بائس ممكن”، وكانت إجابتي: “نعم، أنا أفعل ذلك”. لم أعتذر أو أتراجع ولم أقل: “نعم، أنا أفعل ذلك ولكن…”، أي أنني لم أضف شيئاً آخر ولم أقل سوى الكلمات القليلة تلك. وبعد ذلك بحوالي الشهر، سمعته يقول لأحد الأشخاص: “هل تعلم ما يعجبني بسالي؟ إنها تعبّر عن رأيها بصراحة تامة”. لذلك، نحتاج إلى إعطاء الناس الوقت للاعتياد على بعض الأمور، واكتساب الثقة من ناحية ردودنا الخاصة بينما يخضعونها للاختبار في الوقت عينه.

نيكول توريس: من خلال ملاحظاتك، حدثينا عن بعض أنماط الكلام التي تستخدمها النساء لأجل رغبتهن في أن يُعجب الآخرون بهن، أو يُنظر إليهن على أنهن كاملات، إلا إنها توشي في المقابل بأنهن غير واثقات بما يكفي.

سالي هلغيزن: كنت أتحدث حول إضعاف المرأة لمكانتها الذي ينطوي على سلوكيات ينتج عنها التقليل من أهمية مساهمتها أو حضورها، حتى لو كان يُقصد منه استرضاء الغير. أما الجانب الآخر فهو الإفراط في تقدير النفس المتمثل في التحدث كثيراً وعرض الكثير من المعلومات والخبرات السابقة والتفاصيل.

نيكول توريس: أي التهويل.

سالي هلغيزن: أي التهويل. دعونا نطلق على تلك الحالة هذه التسمية، غالباً ما نشاهد النساء تقعن في هذا الفخ أثناء طرحهن لأفكارهن من خلال العروض التقديمية، ذلك في محاولة منهن للحديث عن جميع التفاصيل من أجل تبرير حقهن في التواجد في ذلك المكان ودعمه والمطالبة به، لكن من شأن هذا النهج أن يكون أقل فاعلية. وتميل النساء إلى التحدث أكثر، فقد اطلعت على العديد من الدراسات التي أجريت هنا في الولايات المتحدة والتي خلصت إلى أنّ النساء تستخدمن في المتوسط 20 ألف كلمة في اليوم، بينما يستخدم الرجال 7 آلاف كلمة. كما تتقرب النساء من بعضهن من خلال استخدام الكثير من الكلمات، ومن خلال ذلك النوع من التواصل الوثيق والمستمر. ولكن في أماكن العمل، قد يقوّض حديث المرأة حول الكثير من الخبرات السابقة واستعراضها للكثير من التفاصيل، من دورها على المستوى القيادي، مثل قولها على سبيل المثال “دعوني أخبركم كيف خلصت إلى هذه الفكرة”. فإذا كانت تتعامل مع قائد (أو قائدة) مدفوع حقاً بتحقيق الأرباح ولديه وقت ضيق جداً، فإنه ربما لا يريد سماع ذلك، بل يريد سماع الفكرة فحسب. من الأجدر القول على سبيل المثال: “هذه هي فكرتي، دعوني أعلم في حال كنتم مهتمين بمعرفة كيف خلصت إليها”. إذاً، سواء كنا نتحدث عن التقليل من أهمية الذات أو التهويل كما أسميتها، ما أقصده هنا هو ضرورة أن يكون لدى المرأة هدف أو خطة وراء الطريقة التي تتواصل على أساسها مع الآخرين، ذلك من أجل تحقيق ما تتطلع إليه، ما هو هدفي هنا؟ إلى أين أرغب في أن يقودني هذا التواصل؟ ما الذي من شأنه أن يكون مرضياً وأكثر فاعلية ومستداماً فيما يخص الهدف الذي أرى نفسي ذاهبة نحوه؟ ثم اعملي على خلفية أجوبتك. ينبغي إذاً التفكير في المكان الذي أسعى إلى الوصول إليه من خلال تواصلي مع الآخرين، هل يجب علي إضافة تعديلات صغيرة من شأنها تعزيز احتمال وصولي إلى المكان الذي أعتقد أنه بإمكاني من خلاله تسخير أفضل مهاراتي؟

إيمي غالو: تمحور حديثنا كثيراً على أسلوب الكلام، ولكن ماذا بشأن الكتابة، مثل الرسائل الإلكترونية على سبيل المثال؟ ما هي الكلمات والعبارات التي نستخدمها؟ وهل تستخدم النساء أسلوباً في كتابة الرسائل الإلكترونية ترينه ضعيفاً بوجه خاص؟

سالي هلغيزن: أرى أنّ الكثير من الناس يكتبون الرسائل الإلكترونية بأسلوب ضعيف، نساء ورجالاً. يميل تصوري الخاص فيما يتعلق بكتابة الرسائل الإلكترونية نحو الإيجاز بقدر المستطاع، ذلك لتكون الرسالة مفيدة إلى أقصى حد. ينبغي فعلاً تنقيح الرسائل قبل إرسالها للتأكد من عدم تضمنها على كلمات أو عبارات أو جمل لا حاجة لها، إذ يحب الناس قراءة الرسائل القصيرة والواضحة. وباعتقادي إنّ الرسائل الإلكترونية بصورة خاصة ليست مكاناً مناسباً لتقديم الاعتذارات إلا في حال كان الاعتذار ضرورياً جداً. ومجدداً، يعود سبب ذلك إلى أنّ بدء الرسالة بجملة “أعتذر على عدم ردي على رسالتك الإلكترونية قبل اليوم” تُعتبر بمثابة مضيعة للوقت، بالإضافة إلى أن الاعتذار عادة غير ضروري، وفي حال كان كذلك، يفضّل أن يتضمن الرد إقراراً بالتأخر وليس اعتذاراً فعلياً. ينبغي إذاً أن نكون جميعاً مقتضبين ومباشرين في أسلوب كتابة رسائلنا بقدر الإمكان، ما يعني تنقيح رسائلنا وحذف الكلمات الإضافية منها. وأنا شخصياً ما زلت أجد نفسي أنقّح كل رسالة لغاية حذف كلمة “فقط” منها، وتصيبني الدهشة من عدد المرات التي أستخدم فيها تلك الكملة على الرغم من تكوّن الوعي لدي حول ذلك، لذلك، أعتقد أنّ الانتباه لحيثيات رسائلنا هو أمر ضروري. والأمر الآخر الذي أجده مفيداً هو فكرة ضرورة أنّ تكون الرسالة الإلكترونية مكونة أساساً من موضوع واحد عوضاً عن محاولة تغطية الكثير من المواضيع. في حالتي مثلاً، أعلم أنني شخص لدي الكثير من المشاغل حقاً وغالباً ما أكون مضطرة إلى تفقد الرسائل الإلكترونية من هاتفي الجوال. لذلك، عندما أرى رسالة بطول معين، أضع عليها رمز “النجمة” معتقدة أنه يمكنني العودة إليها في وقت لاحق، لكنها بالطبع تنسدل كثيراً إلى الأسفل ما يصعب علي رؤيتها ثانية. بينما في حال أتتني رسالة تقول فقط: “أريد معرفة ما إذا كنت غير منشغلة في تاريخ كذا”، يمكنني حينها قول فقط “نعم” أو “لا” من دون ذكر أمر آخر. باعتقادي إذاً إنه عوضاً عن تناول العديد من المواضيع كما لو أنك لن تجد فرصة أخرى لمراسلة ذلك الشخص مجدداً، من الأفضل تضمين موضوع واحد في الرسالة.

إيمي بيرنستين: دعيني أعود إلى النقطة التي ذكرتها حول استخدام الكثير من الكلمات، إذ إنني لاحظت أنّ المرأة تستخدم أحياناً خلال حديثها الكثير من “أسلوب الحشرجة” إذا صح التعبير، والكثير أيضاً من كلمات الحشو. وفي خلال الاجتماعات، يتكون لدي انطباع أحياناً بأنّ النساء تفعلن هذا لتجنب المقاطعة، ما رأيك بهذا الخصوص؟

سالي هلغيزن: هذه فكرة مثيرة للاهتمام، لم أسمع بها من قبل لكن يمكنني تصورها بالتأكيد. هذا نوع من محاولة الاستحواذ على الحديث لأننا كثيراً ما عانينا من المقاطعة فأصبحنا نخشاها ونفضل أسلوب الحشو والتمتمة مقابل أن نكون مستعدين للتعامل مع المقاطعة بقول شيء من قبيل: “اعذرني، ما زلت أتحدث”. والأمر الآخر الذي قد يدعو الشخص إلى استخدام هذا الأسلوب هو عدم اكتمال التحضير للكلمة أو المداخلة. لقد مررت في الماضي بتجربة مثيرة للاهتمام، وهي عندما كنت أعمل مع مؤسسة كبيرة للرعاية الصحية، أتت إحدى النساء من اللواتي زاولن مهنة الطب، وكانت قد شقّت طريقها بسرعة في تلك المؤسسة وشغلت منصب رئيسة بحوث مرض السكري على مستوى العالم. وأحد الأسئلة التي طرحتها عليها كان التالي: ما هو العامل الذي تعتقدين أنه المسؤول في الدرجة الأولى عن توليك لهذا المنصب الرفيع في هذه المؤسسة؟ قالت: “أنا أعلم ما هو ذلك العامل، إنه يتمثل في كوني مقتضبة جداً وواضحة”. ثم أضافت: “تعلمت أن أكون مقتضبة وواضحة بسبب طبيعة عملي كطبيبة مزاولة للمهنة، تلك المهنة التي تنطوي على متطلبات مرهقة ينبغي تلبيتها في الوقت المحدد الذي يعطينا إياه قطاع الضمان الصحي، إذ غالباً ما أكون مضطرة لأخذ وتلقي معلومات متعلقة بشؤون الحياة أو الموت في مدة زمنية وجيزة جداً حيث تنطوي أيضاً على الكثير من المشاعر. لذلك، تعلمت التحضير لعملي بدقة من أجل أن أكون مقتضبة وواضحة قدر الإمكان”. وعبّرت عن أحد الأمور المذهلة التي لاحظتها قائلة: “هناك أمر نلاحظه جميعاً وهو حين تتحدث المرأة خلال الاجتماع حول أمر معين ولا يلاحظه أحد آخر تماماً، ثم بعد ذلك بقليل يتحدث رجل حول الأمر ذاته تقريباً ويتفاخر بسماعه اهتمام الآخرين به قائلين: ‘فكرة مذهلة يا وائل، إنها عظيمة فعلاً’، ثم تعكف المرأة إلى التفكير بينها وبين نفسها قائلة: ‘حسناً، ألم يلاحظ أحد بأنني ذكرت هذا'”. وقالت استناداً إلى ملاحظاتها بأنه عندما يحدث ذلك، أي عندما يتخطى الرجل المرأة، فإنّ الرجل يعيد صياغة ما قالته تلك المرأة بطريقة مقتضبة وواضحة أكثر، حيث يعتقد أنّ الآخرين في الاجتماع سيتمكنون من فهم الفكرة بعد أن تشتتوا بسبب استخدام المرأة للكثير من الكلمات خلال طرحها.

إيمي غالو: ماذا إذا قررت المرأة تغيير تلك العادة باستخدامها عدد أقل من الكلمات وأن تكون مقتضبة ومباشرة أكثر، ثم تلقت رأياً سلبياً حول ذلك. فقد يقول لها أحدهم إنها عدوانية بلا شك، أو قد يُطلب منها التخفيف من حدة أسلوب كلامها أو سلوكها قليلاً، ما الذي يمكنها فعله حيال ذلك؟

سالي هلغيزن: باعتقادي إنّ هناك عدد من الإجابات التي يمكن أن تكون مناسبة حقاً. عندما يقول أحدهم “إنها عدوانية حتماً”، لنذكر بداية إنها جملة شبيهة بالجملة التي وجهت إلي وهي أنني أعبر عن رأيي بصراحة تامة، قد نختار حينها منحهم القليل من الوقت للاعتياد على ذلك أو القول: “قد يبدو لكم أسلوبي عدوانياً ولكنني أمرّن نفسي على أن أكون واضحة ومقتضبة ومباشرة أكثر، وقد لا أكون تمرست بذلك تماماً بعد. هل لديكم أي فكرة حول كيف يمكنني تحسين ذلك؟ إذ سيكون رأيكم مفيداً بالنسبة إلي”، ثم استمعي إلى ما سيقولونه. ليس بالضرورة أن تأخذي بتلك النصحية، فقد تكون نصيحة جيدة أو سيئة، وقد تكون مقدمة بنية حسنة أو سيئة أيضاً، لكن من المفيد جداً في هذه الحالة مجرد طرح ذلك السؤال عليهم وعكس مسار الحديث نوعاً ما.

إيمي غالو: صحيح، ينبغي علي اتباع هذا النهج – أي إشراك الآخرين نوعاً ما عند إجراء التغيير – لكنني أتساءل أيضاً ما إذا كان ذلك الرأي السلبي يعود إلى حقيقة أنه ينطوي على التحيز ضد المرأة، أو أنّ المقصود منه تقويض المرأة.

سالي هلغيزن: حسناً، كلا الأمرين صحيحين. إذا طُرح ذلك الرأي السلبي بهدف تقويضك، فكل ما يمكنك فعله هو مجرد الإقرار بذلك والمضي قدماً. ينبغي عليك أن تكوني واعية تماماً، وما أعنيه هو أنّ تلك المواقف تحصل دائماً، حيث يعمل الآخرون على تقويضنا خاصة إذا كنا بصدد الارتقاء في عملنا، لأنهم يتصورون ذلك بمثابة تهديد لمصالحهم الخاصة. ويُتبع ذلك النهج مع الرجال والنساء على حد سواء، وهو جانب من الجوانب السياسية الموجودة في المؤسسات والعالم الحقيقي. يتمثل جزء من مسؤوليتنا تجاه أنفسنا في عدم السماح لذلك بالحدوث من دون الاستجابة له، ولن ينفعنا مطلقاً قول أمور من قبيل: “ما الذي تحاول فعله؟”. أما إذا كان ذلك الرأي ناجم عن التحيز ضد المرأة، عندها من الأهمية بمكان التعامل مع ذلك بطريقة غير دفاعية ومنفتحة والقول مثلاً: “حسناً، سوف آخذ برأيك في الحسبان”. وينبغي علينا إدراك أنّ التغير في آراء الآخرين نحونا سوف يأخذ بعض الوقت، ولكن إذا تراجعنا مبكراً لأننا تلقينا بعض الآراء السلبية، أو خوفنا من تلقي تلك الآراء، أو تجنباً لأن يكون أحدهم غير مسرور، بالإضافة إلى خوفنا من إثارة ذلك التحيز لديهم ضدنا، أعتقد حينها بأننا لن نتمكن من إحراز أي تقدم يُذكر.

إيمي غالو: إذا كان هناك نصيحة واحدة تودين قولها لمستمعاتنا حول أسلوب الكلام وكيف يمكنهن تغيير طريقة حديثهن مع الآخرين أو التفاعل معهم في العمل، فماذا ستكون تلك النصيحة؟

سالي هلغيزن: نصيحتي هي تحديد عادة واحدة تعتقدين أنّ تغييرها سيساعدك على أن تكوني أكثر كفاءة، ولكن تذكري تحديد عادة واحدة فقط ولا تقولي لنفسك ينبغي علي فعل جميع هذه الأمور مرة واحدة، ثم اعملي على إشراك الآخرين في ذلك التغيير. باشري في إشراك شخص تثقين به فعلاً، ويمكنك التوجه نحو العديد من الأشخاص بعد شعورك بالراحة تجاه سير الأمور. ولكن باعتقادي إنّ انخراط أكثر من شخص في عملية التغيير منذ البداية سوف يمنحك المزيد من الأفكار، وسوف تشعرين براحة أكبر في حال وقوعك في بعض الأخطاء، أو خلال تلك الأوقات التي لا تلبين فيها توقعاتك الخاصة، فضلاً عن تمكنك حينها من إدارة تصورات الآخرين. إذاً، فإنّ إشراك الآخرين في تغيير تلك العادة هو عامل جوهري.

نيكول توريس: شكراً جزيلاً سالي على انضمامك معنا اليوم.

سالي هلغيزن: استمتعت بذلك، إنها محادثة مهمة حقاً.

إيمي بيرنستين: إذاً نيكول، دعيني أسمع رأيك حول حوارنا مع سالي.

نيكول توريس: في وقت مبكر من حياتي المهنية، أي قبل خمس سنوات، تلقيت نصيحة من مديرتي خلال أحد الاجتماعات بألا أعتذر كثيراً، وأعتقد إنني أشرت إلى هذا في حلقة سابقة، حيث كنت أطرح ما يتضمنه عرضي التقديمي في أحد الاجتماعات وظننت أنّ شرائح ذلك العرض سيئة، وظللت أعتذر عن ذلك طوال الوقت ظناً مني أنّ ذلك كان طريفاً ولكنني في الوقت نفسه كنت محرجة ومتوترة كثيراً من وجودي أمام الجميع، وأفضى ذلك إلى انتشار عدوى التوتر إلى الآخرين. بعد ذلك، وبينما كنت أظن أنّ عرضي التقديمي كان سيئاً، قالت لي تلك المديرة: “كان عرضك رائعاً، لكن نصيحتي لك هي التوقف عن الاعتذار في أثناء تقديمك لأفكارك، إذ لا ضرورة لذلك، فضلاً عن أنّ الاعتذار لا يساعدك كثيراً”. قالت ذلك بصورة مباشرة، وقد تقبلت ما قالته وشرعت أفكر حول السبب الكامن وراء اعتذاري المبالغ به وحول الأسباب المختلفة لذلك. باعتقادي إنّ الاعتذار هو أمر مهم وسلوك صحيّ جداً وعلى بعض الناس الاعتذار أكثر، لكن في الوقت نفسه هناك أمور لا ضرورة للاعتذار عليها إذ لن يخدمك ذلك بصورة صحيحة وأوافق على ما ذكرته سالي بهذا الخصوص. لا أعلم مدى صحة أنّ النساء تعتذرن أكثر من الرجال، إذ هناك الكثير من الرجال الذين أصادفهم ممن يعتذرون على أمور لا تستدعي الاعتذار. فكرت في ذلك شخصياً، وأصبحت اليوم عندما أسمع أحدهم يعتذر على أمر لا يستوجب الاعتذار، أقول له شيئاً من قبيل: “رجاء، لا تعتذر على هذا الأمر، إذ لا داعي لذلك”. أخذت تلك النصيحة بجدية كاملة، إلا أنني اليوم لا أتشدد في موقفي الثابت ضد الاعتذار، ففي كثير من الأوقات لا أجده يسبب ذلك الضرر. عندما أنظر إلى الوراء أجد نفسي أفكر في هذا: هل من الممكن أن أكون أكثر نجاحاً اليوم لو أنني لا أعتذر على الأمور الصغيرة والتي لا تجب الاعتذار؟ لا أعلم في الحقيقة. باعتقادي إنّ الاعتذار دلالة على المقاصد الحسنة في الكثير من الحالات، وأجد ما قالته سالي حول أنّ الاعتذار يحملك مسؤولية كل شيء كناية عن فهم دقيق وعميق، وإذا كنت تعتذرين كثيراً، فقد يبدو الأمر وكأنك لا تعلمين ما ينبغي وما لا ينبغي عليك تحمل مسؤوليته، لأنّ هناك بعض الأمور التي لا يتوجب عليك أخذها على عاتقك. لكن هناك حالات أخرى تبدو وكأن الشخص يحمل على عاتقه أمر معين لصالح الفريق، وهذا ما أعتقد أنه محفز وجيد بالنسبة إلى ذلك الفريق. إذاً، فأنا لا أعتقد أنّ الاعتذار بذلك السوء، وأحاول أن أكون أقل جدية بهذا الخصوص عندما لا أعتذر عن أمر ما، أو عندما أقول للآخرين بألا يقدموا الاعتذار إلي.

إيمي بيرنستين: لكن عندما نقدم الاعتذار، أجد أنه من الأهمية بمكان سؤال أنفسنا حول سبب اعتذارنا، فإذا كنا نعتذر بسبب حصول خطأ ما وكان ذلك الخطأ يتطلب الإقرار به وعلى أحدهم تحمل المسؤولية، فلا بأس بذلك، إذ إنه اعتذار حقيقي. ولكن إذا كان ما يبحث عنه الشخص من خلال الاعتذار هو أخذ الموافقة ليكون جزءاً من الحوار، عندها ينبغي طرح السؤال حول أثر ذلك الاعتذار. إذا كنت تطلبين الموافقة، فمن المفيد تذكر هذا، ولا تقدمي الاعتذار.

إيمي غالو: هنالك سؤالان أطرحهما على نفسي قبل أن أعتذر، وأفعل ذلك عادة عند كتابة الرسائل الإلكترونية. الأول، هل أنا آسفة بصدق، لأنني لا أرغب في الاعتذار عندما لا أكون أشعر بذلك فعلاً، إذ يعد ذلك نوعاً من الخداع، صحيح؟ والسؤال الثاني: هل أنا المخطئة؟ كما أنني أجد نفسي أعتذر عندما أشعر بالمرض، فغالباً ما أعتذر عند اضطراري إلى إلغاء أمر ما، ثم أقول لنفسي أنني لم أنتقي أن أكون مريضة اليوم.

إيمي بيرنستين: أعتقد أنّ الناس يعتذرون أحياناً لجذب الانتباه إليهم.

إيمي غالو: بالطبع، أو للطلب من أحدهم تقديم شيء لهم. بين طيات الاعتذار، هناك حقاً نوع من تركيز الانتباه عليك، ولكن هناك أيضاً نوع من سؤال الآخرين قول “لا بأس” أو “لا مشكلة”، كأنك تطلبين منهم مسامحتك.

إيمي بيرنستين: صحيح تماماً، لكن سؤال الآخرين مسامحتك لأنك تطلبين منهم القيام بعملهم بصفتك مديرة أو زميلة في الفريق، هو ضرب من الغرور الغريب والصارخ من جانبك، أي كما لو أنك لا تريدين لصورتك أن تُخدش، فهمتي قصدي؟

إيمي غالو: نعم، أحد الأمور التي تبادرت إلى ذهني بينما كانت سالي تتحدث هي أنّ جزءاً كبيراً من هذا الأسلوب في الكلام، بالنسبة إلى المرأة وبالنسبة إلي شخصياً، ينطوي على العلائقية، إنها طريقة تُظهر للشخص بأنني منخرطة معك في هذه الصلة. وفي حين أنّ تلك هي الغاية، فهناك باعتقادي بعض الطرق البديلة من الكلام التي تُعتبر أكثر فاعلية في هذا الخصوص، كتلك التي ذكرتها سالي مثل قول “شكراً لكم على انتظاري”، إنها جملة قصيرة تنطوي أيضاً على مفهوم العلائقية. لماذا لا نستخدمها؟

إيمي بيرنستين: بالضبط، إنها أيضاً تدفع بالمحادثة قدماً، أما عبارة “أنا آسفة” فإنها تقطع تلك المحادثة، إنها توقفها على نحو غير مريح إذ يكون هنالك نوع من الإقرار، لا تفكري في قولها مطلقاً.

إيمي غالو: صحيح، هناك أمر أود ذكره حول ما قالته سالي بخصوص الرسائل الإلكترونية، بألا نبدأ رسالتنا بقول: “أعتذر على عدم ردي في وقت أبكر”، كان ذلك بمثابة طعنة في الصميم، إذ إنني أفعل ذلك طوال الوقت.

إيمي بيرنستين: أجل، وأنا كذلك.

نيكول توريس: وأنا أيضاً، لكنني وجدت طريقة لتخطي ذلك. ألاحظ.

إيمي غالو: ما هي تلك الطريقة؟

نيكول توريس: عوضاً عن قول: “أنا آسفة على التأخير” أو ما شابه، لأنّ هذا ربما نوع من الهروب من المواجهة وهو ليس أمر جيد في الحقيقة، بدأت أعتاد قول فقط: “أقدم اعتذاراتي على هذا” وكأنني أقول: إليك اعتذاري على التأخير قليلاً عن الرد، أدرك أنّ هذا يقع علي لكنني لست آسفة جداً.

إيمي بيرنستين: أنا أفعل الأمر ذاته تماماً وأستعين بتلك الطريقة، لكن باعتقادي إذا كنت متأخرة فكري بتلك الحالة فقط، أي عندما نتأخر عن الرد، فيعود ذلك إلى أنّ أحدهم يطلب منا أمراً معيناً يتطلب بعض الوقت، إلا إذا كنت متأخرة بصورة فاضحة – ولا أحد سواك يمكنه الحكم على ذلك. في الحالتين، كل ما يريده الناس حقاً هي الإجابة، لذلك أدخلي في الموضوع مباشرة. كنت على استعداد للوقوف والهتاف عندما كانت سالي تتحدث حول الاقتضاب والوضوح.

إيمي غالو: أنت مقتضبة وواضحة جداً إيمي، عندما كنا نستمع إلى سالي تتحدث حول ذلك، قلت لنفسي: “إيمي نموذج لهذا فعلاً”، رسائلك وأسئلتك مقتضبة وواضحة جداً، وأنت تنجحين في هذا حقاً. ماذا فعلت لتحقيق ذلك؟

إيمي بيرنستين: لا أدري من أين اكتسبت ذلك، جلّ ما أعلمه هو أنّ مدة انتباهي للحديث قصيرة. فإذا لم يدخل الشخص في الموضوع مباشرة، فإنني أحول انتباهي إلى هاتفي. إذاً، قد يكون الأمر متعلق بهذا التفسير، أي قد يكون ميلي إلى الاقتضاب مؤشر لمدة انتباهي القصيرة. بالإضافة إلى ذلك، تعلمت أنه من غير المنصف عدم قول ما تفكرين به وعدم قول رأيك حول أمر معين في حال كنت تدركينه جيداً، صحيح؟ فإذا كنت أنا ونيكول مثلاً نعمل سوياً من وقت لآخر على مشروع معين، وكنت أنا أعلم بالضبط ما الذي ينبغي أن تكون عليه النتيجة النهائية ولم أخبرها بذلك، هل سيكون هذا مفيداً لك نيكول؟ نريد مساعدة الناس على النجاح مهما كان الموقف الذي نجد أنفسنا منخرطين فيه، ونريد الوصول بالعمل إلى المكان الصحيح وأن يشعر الآخرين بمشاعر رائعة حول تحقيق ذلك، لماذا نعتذر إذاً؟

إيمي غالو: لماذا يصعب كسر هذه العادة إذاً؟ ما رأيك نيكول؟

نيكول توريس: باعتقادي إنّ المرأة تُحمّل مسؤولية الخطأ في كثير من الأوقات، وكأننا نتوقع منها تحمّل ذلك أو أننا نعاملها بقسوة أكثر من الرجل عندما تقترف الأخطاء، وهناك دراسة تتناول هذا الجانب. وبالتالي أرى أنّ المرأة هيّئت اجتماعياً لتحمل المزيد من المسؤولية، وهذا يتقاطع مع البحث الرائع الذي تحدثنا حوله والذي تناول فكرة أنّ الرجال والنساء يعتذرون بالقدر نفسه نسبياً عندما يعتقدون أنّ الأمر يتطلب الاعتذار، لكن النساء تعتقدن أنّ هنالك مواقف أكثر تتطلب الاعتذار. وأعتقد إنه ينبغي علينا تقويم هذه النزعة، لا أعلم لماذا الحال هكذا، إلا أنّ أحد الأسباب التي أراها كامنة خلفه هو أنّ المجتمع يدفع المرأة إلى إضعاف مكانتها، وأخذ مساحة أقل، والاعتذار عن أمور قد لا يكون لها يد فيها.

إيمي بيرنستين: وأرى أيضاً، بالنسبة إلى الرجال، أنّ عدم اعتذارهم متعمّد وهو نوع من التكتيك الذي يتبعونه لصرف الانتباه عن أي خطأ يحدث. ويقولون لأنفسهم إنهم لا يريدون الاعتذار عن هذا الخطأ لأنهم لا يريدون هدر المزيد من الوقت في التركيز على ما حدث.

إيمي غالو: صحيح، لا يريدون جذب الانتباه إلى الأخطاء التي يقعون فيها.

إيمي بيرنستين: أجل، وهذا ما يجعلني غاضبة قليلاً، لأنه في حال أخطأ الشخص بشيء، ينبغي عليه الاعتراف بذلك على الأقل. صحيح؟

نيكول توريس: أجل، أود ذكر أمر بخصوص فكرة الاقتضاب في الحديث والكتابة، وهو ما تعلمته من إيمي وقد تكلمنا عنه في حلقة سابقة. إنّ التفكير فيما يريده الآخرون مني حقاً في الرسالة، أو في مراسلات العمل، جعلني بكل تأكيد مقتضبة وواضحة أكثر في كتابتي للرسائل. أرى أنني أصبحت مباشرة أكثر، وأحاول حذف كلمات مثل “فقط” كلما استطعت ذلك، وأعتقد إنّ هذا أكثر جدوى. لم يكن الأمر مريحاً في البداية، أي عدم إضافتي لجميع تلك الملاحظات حول لماذا أكتب هذه الرسالة وما الذي أفكر فيه، لكن أعتقد إنّ تلك النصيحة كانت جيدة للغاية وقد ساعدتني كثيراً.

إيمي بيرنستين: وفكري أيضاً في الأثر الذي يخلقه الاقتضاب، ما الذي يُعتبر أكثر فاعلية، ذكر 5,000 كلمة تفيد بـ “نعم” أو كلمة واحدة تفيد بالنتيجة ذاتها؟

نيكول توريس: هذا بيت القصيد، أقول لنفسي أحياناً وأنا أكتب تلك الرسائل: “أنا أعمل محررة، لماذا لا أتمكن من صياغة هذه الفكرة في جملة واحدة؟”.

إيمي بيرنستين: لأنك تخشين أن يشعر مستقبل تلك الرسالة بأي شعور سيئ.

إيمي غالو: بالضبط.

إيمي بيرنستين: ذلك سيحدث بطريقة أو بأخرى.

إيمي غالو: لكن لا أعتقد إنه بإمكاننا التقليل من أهمية ردود الأفعال العنيفة التي من المحتمل أن تتعرض إليها النساء، إذ تلقينا رسالة من مستمعة لدينا تقول فيها إنها مقتضبة ومباشرة في تعاملاتها في المؤسسة التي تعمل فيها، ولكن قيل لها من قبل زميلها إنها مخيفة. هذا هو الواقع برأيي، أعني أنه إذا كتبت الرسالة ذاتها التي كتبها زميلي الرجل الذي وقّع باسمه في نهاية تلك الرسالة، فسوف يتم تفسير المحتوى على نحو مختلف. لا أعتقد إنه يمكننا الاستخفاف بذلك.

إيمي بيرنستين: صحيح بكل تأكيد، لكن يمكنك التعامل مع هذا الموقف في اللحظة ذاتها.

إيمي غالو: كيف يكون ذلك؟

إيمي بيرنستين: أعني إذا قال لك أحدهم: “إيمي، أنت مباشرة جداً ومخيفة نوعاً ما”. برأيي إنّ الإجابة الصحيحة تكون كهذه: “يسهل جداً إخافتك، أليس كذلك؟”.

إيمي غالو: هذا رائع، هل بإمكانك الرد على جميع الرسائل المرسلة إلي؟

إيمي بيرنستين: نعم، سأكون سعيدة بكتابة جميع رسائلك. أتفق مع سالي كلياً حول ما قالته بمعنى أنه لا يمكنك جعل الناس يعلمون ما هو داخل رأسك، وينبغي عليك التفكير في هدفك. وما تستطيعين قوله أيضاً في ذلك الموقف الذي ذكرته للتو هو التالي: “أنا أعلم أنك منشغل جداً وأنا أحاول أخذ ذلك في الحسبان، لذلك دخلت في الموضوع مباشرة”. ويمكنك أيضاً عدم الرد على ذلك مطلقاً.

إيمي غالو: بالضبط.

إيمي بيرنستين: وترك ذلك التعليق الأحمق دون أدنى مبالاة منك.

إيمي غالو: أو القول مثلاً: “سآخذ هذا بعين الاعتبار” أو “وصلت الفكرة”.

إيمي بيرنستين: لكن تجنبي قول بأنك ستأخذين هذا بعين الاعتبار إذا كنت لا تعتزمين فعل ذلك.

نيكول توريس: ينطوي هذا أيضاً على التفكير على المدى البعيد، إذ أعتقد أنني والكثير من النساء الأخريات تلقينا نصائح لا حصر لها حول ما ينبغي قوله وما لا ينبغي قوله. لكن عند مرحلة معينة علينا التوقف عن إيلاء الاهتمام بجميع تلك النصائح المتضاربة حول كيفية النهوض بأنفسنا وكيفية تقديم أنفسنا إلى الآخرين، والتركيز عوضاً عن ذلك على ما نريده وعلى ما يهمنا، وبهذه الطريقة نفكر على المدى البعيد. فمثلاً أنت لا تريدين الاعتذار على أمور معينة ولكنك ترغبين بأن يُنظر إليك على أنك قائدة من نوع معين وتريدين استخدام هذا الأسلوب المعين من الحديث لأنه سيخدمك وسيخدم الأشخاص الذين تهتمين لأمرهم.

إيمي بيرنستين: بالضبط،

إيمي غالو: الخلاصة هي سؤال أنفسنا: “ما الذي أريده في هذه الحالة؟ وما هو أسلوب الكلام الذي سيساعدني على الوصول إلى ما أنشده؟

إيمي غالو: انتهت حلقتنا لهذا اليوم. أنا إيمي غالو.

إيمي بيرنستين: أنا إيمي بيرنستين.

نيكول توريس: وأنا نيكول توريس. منتجة برنامجنا هي أماندا كيرسي، شكر خاص لماري دو على إنتاج هذه الحلقة التي كانت حول سلبيات الاعتذار في العمل، الشكر أيضاً لمدير الإنتاج السمعي آدم باكولتز، والمحررة المشرفة مورين هوك. الدعم التقني يقدمه لنا روب إيكارت، ونذكر أنّ إيريكا تراكسلر تعمل على كتيبات المقابلات التي نجريها في برنامجنا. نشكر أخيراً المدقق اللغوي جي أوليجارز.

المصادر:
يمكنكم مراسلتنا عبر البريد الإلكتروني: [email protected]
موسيقى برنامجنا هي مقطوعة “سيتي إن موشن” لـ “مات هيل”، مقدمة من شركة أوديو نتورك لإنتاج الموسيقى (Audio Network).

اقرأ أيضاً: 

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

Content is protected !!