الإرشاد الفاعل (Efficient Coaching): يُطلق عليه أيضاً "الإرشاد القائم على التعاطف" ((Coaching with Compassion، وهو مصطلح ورد في مقال نُشر في "هارفارد بزنس ريفيو" بعنوان "الإرشاد من أجل التغيير"، للأستاذ "ريتشارد بوياتزيس" من جامعة "كيس وسترن ريزيرف" بالولايات المتحدة الأميركية.
يُقصد بالإرشاد الفاعل تخطي مجرد إسداء المشورة مثل تقديم النصائح حول نوع الملابس التي تريد شراءها، وإنما التحدث عن أحلام الشخص وقيمه وأهدافه الاستراتيجية، وإبداء الاهتمام به، وتقديم المساعدة بأي شكل كان، وهو عكس الأسلوب الآخر في الإرشاد الذي أطلق عليه ريتشارد مصطلح "الإرشاد بهدف الامتثال"، والذي يكون الهدف منه الامتثال إلى النصائح فقط وفرض الرأي، لذلك يفقد الشخص الذي يتلقى هذا النوع من الإرشاد الرغبة في التعلم أو التغيير ولن تكون أعماله مستدامة.
من أهم صفات المرشدين الفاعلين إدراكهم للأوقات الصعبة التي يمر بها الموظف (أو طالب المساعدة)، والصعوبات التي يواجهها، ويفهمون قيمه ومبادئه، ويدركون ما يسعى إلى تحقيقه في حياته المهنية والشخصية على حد سواء، ويعرفون نقاط قوته وضعفه، ويسألون أسئلة ذكية، ويقدمون اقتراحات مفيدة، ويكونون بجانبه كلما اقتضت الحاجة، لذلك من الضروري أن يكون كل مدير أو قائد على دراية بأحلام موظفيه وما يحفزهم.
يخلط الكثير بين التوجيه والإرشاد إذ ينطوي التوجيه على اتباع نهج رسمي، بينما ينطوي الإرشاد على تقديم دعم اجتماعي وعاطفي وعلائقي، وبالتالي فالجمعيات التي تنظم الجلسات التي تهدف إلى حل مشكلات فئة معينة هي في حقيقة الأمر تقدم الإرشاد وليس التوجيه.
من أهم عوامل نجاح الإرشاد الفاعل هو تقديم الجرعات المناسبة منه، فلا يجب أن ننسى أنّ الأفراد يبحثون عن جرعات محدودة منه، ولا يجب تقديمها إلا عندما يلتمسونها، وتعتبر معرفة الجرعة المناسبة والوقت المناسب لتقديمها مهارة معقدة يطورها بعض القادة بمرور الوقت بشكل طبيعي، في حين يحتاج البعض الآخر إلى العمل على تطويرها.