هناك الكثير من الموظفين الشباب الذين ينحدرون من ثقافات (مثل الصين) تعتبر من غير الملائم أن يعبّر المرء عما يدور في رأسه خلال مناسبة عامة، خاصة إذا كان كبار الزملاء حاضرين في الغرفة. أما في أوقات أُخرى، ربما لا تكون الثقافة هي المشكلة بل اللغة، حيث يتطلب الانضمام إلى حديث معين والمشاركة بصورة جازمة للكثير من البراعة اللغوية، ويمكن حتى للمتحدثين الناطقين بلغتهم الأم أن يعانوا من هذه القضية أيضاً. وأخيراً، يمكن للشخصية أن تكون هي حجر العثرة. فبعض الناس غير خلوقين بشكل لا يسمح لهم المشاركة في المداولات الجماعية.
ما الذي بوسعنا فعله لمساعدة الموظفين المولودين في بلد أجنبي على الانضمام إلى الحديث؟
• أولاً: ضمان وجود نظام مكافأة قوي في شركتك. يجب أن يكون هؤلاء الموظفين الشباب على دراية بوجود هكذا نظام. ويجب أن يكون من الواضح تماماً بالنسبة لهم خلال المراجعات الرسمية وغير الرسمية للأداء بأنّ المشاركة لها تأثير كبير. ما يساعدهم على بذل الجهود الضرورية والصعبة في الوقت عينه للإقدام على أمر لا يُعتبر مصدر راحة بالنسبة لهم.
• بعد أن تلفت انتباههم إلى أهمية المشاركة، قدّم لهم المهارات الفعلية والأدوات الضرورية كي يكونوا ناجحين. وثمّة شقان لهذا الأمر. الأول، هو أن تُطلع الموظفين المولودين في الخارج لديك على المعنى الفعلي للمشاركة وكيف يبدو شكلها. وسوف تفاجأ عندما تكتشف إلى أي مدى قد يكون الأمر غير واضح بالنسبة لهم. أشر لهم إلى الآخرين الذين يتقنون المشاركة بنجاح، وصلهم بأناس قادرين على مساعدتهم في تعلم أسرار المهنة. ثانياً، عندما يحاول الناس أن يتعلّموا كيفية التصرف خارج إطار ما هو مألوف ومريح بالنسبة لهم، يكونوا بحاجة إلى دعم نفسي. إذ يمكن للناس أن يشعروا بالقلق، والإحراج، والغربة، وبعدم الصدق عندما يتصرفون بطريقة هم بكل بساطة غير معتادين عليها. ساعدهم في فهم الأمور التي تشكّل تحدياً خاصاً لهم عند المشاركة في اجتماع. فهل عدم ارتياحهم مردّه إلى المستوى العالي وغير المعتاد من الجزم؟ أم يتعلق ذلك ربما بمستوى الحماسة أو المباشرة المطلوبة؟
• بوصفك الشخص الذي يلجأ إلى عقد اجتماع، هناك عدة أدوات محددة إضافية متاحة لك لتشجيع الناس على المشاركة. أحد هذه الأدوات هو "طلب الحديث بصورة مفاجئة"، وهي طريقة يمكن أن تثبت نجاحها، ولاسيما إذا علم الناس مسبقاً أنه ربما يُطلب منهم الحديث دون سابق إنذار. بيد أنّ الناس قد يشعرون بالترهيب أيضاً وهم بالكاد يتعلّمون التكيّف في هذه الحالة. ويتمثّل أحد البدائل بطرح سؤال عام على الحاضرين في الغرفة، ولكن قم بصياغة السؤال ليكون واقعاً ضمن مجال خبرة الشخص الذي تأمل بمشاركته.
• أخيراً، بوسعك تشجيع مشاركة الموظفين المولودين في بلد أجنبي من خلال تأكيدك على مدى أهمية المشاركة، ليس لنجاحهم وإنجازاتهم الشخصية فحسب، وإنما أيضاً لصالح الشركة. فبالنسبة للموظفين الذين ينحدرون من ثقافات تركّز على الجماعة وتشعر بنوع من المسؤولية تجاه المؤسسة، هذا الطرح يمكن أن يكون قوياً جداً في تحفيزهم على العمل بجد نيابة عن المجموعة.