ما هو التمويل السلوكي؟
التمويل السلوكي (Behavioral Finance): هو التمويل الذي يُعنى بدراسة المتغيرات النفسية التي غالباً ما تؤثر في صنع القرارات الاستثمارية وذلك بالنسبة للمستثمرين والمحللين ومديري المحافظ المالية، فهو يتضمن العوامل أو الموضوعات النفسية والاجتماعية عند دراسة التحركات غير الاعتيادية بالسوق وعند تعريف المحافظ المالية. ويهدف تصنيف التمويل السلوكي إلى المساعدة في فهم سبب اتخاذ الناس خيارات مالية معينة وكيف يمكن أن تؤثر هذه الخيارات في الأسواق.
برز التمويل السلوكي خلال تسعينيات القرن الماضي ليدمج علم النفس بعلم الاجتماع بعلم التمويل. ويعتبر نموذج التمويل السلوكي أحد النماذج البديلة للنماذج أو النظريات المالية التقليدية.
مبادئ التمويل السلوكي
يشتمل التمويل السلوكي عادةً على خمسة مفاهيم رئيسية، وهي:
- المحاسبة العقلية: تشير إلى ميل الناس إلى تخصيص الأموال لأغراض محددة.
- سلوك القطيع: يوضّح أن الناس يميلون إلى تقليد السلوكيات المالية لغالبية القطيع، ويعد سلوكاً سيئ السمعة في سوق الأسهم باعتباره السبب وراء الارتفاعات الهائلة وعمليات البيع المكثفة.
- الفجوة العاطفية: تشير إلى اتخاذ القرار بناءً على المشاعر الشديدة أو التوترات العاطفية مثل القلق أو الغضب أو الخوف أو الإثارة. في كثير من الأحيان، تكون العواطف سبباً رئيسياً لعدم اتخاذ الناس خيارات عقلانية.
- الإرساء: يشير الإرساء إلى إرفاق مستوى الإنفاق بمرجع معين، مثل الإنفاق باستمرار على أساس مستوى الميزانية.
- الإسناد الذاتي: يعني الميل إلى اتخاذ خيارات بناءً على الثقة المفرطة في معرفة الفرد أو مهارته. عادة ما ينبع الإسناد الذاتي من موهبة متأصلة في منطقة معينة. إذ يميل الأفراد ضمن هذه الفئة إلى تصنيف معارفهم أعلى من غيرهم، حتى عندما تكون أقل موضوعية.
- يمكنك الاطلاع على: كيف تبني خبرة تعزز فهم التحيز في عملية صنع القرار؟
نظريات التمويل السلوكي
يؤكد نموذج التمويل السلوكي على سلوك المستثمر الذي يؤدي إلى تحركات غير معتادة وانعدام الكفاءة بالأسواق. ويهتم التمويل السلوكي بموضوعين أساسيين، وهما:
- علم النفس الإدراكي: يمثل الدراسة العلمية لإدراك الأفراد أو العمليات العقلية التي تشكل السلوك الإنساني.
- حدود الترجيح: تنتج عن سلوك المستثمر بشراء الأوراق المالية المسعَّرة بأعلى من قيمتها وبيع الأوراق المالية المسعَّرة بأقل من قيمتها.
يُعنى التمويل السلوكي بتفسير وزيادة فهم أنماط التفكير لدى المستثمرين والتي تتضمن المشاعر الإنسانية ودرجة تأثيرها في عملية صنع القرار. ويحاول الإجابة على الأسئلة التي تشمل بماذا، ولماذا، وكيف والتي تتعلق بالتمويل والاستثمار من وجهة النظر الإنسانية. فعلى سبيل المثال، يدرس التمويل السلوكي الأسواق المالية مع محاولة تفسير التحركات غير الاعتيادية بأسواق الأسهم ومنها تأثير التقويم (مثل تأثير يناير/كانون الثاني)، والفقاعات الناتجة عن عمليات المضاربة، وانهيار السوق. ويهتم بالعوامل النفسية والاجتماعية التي تؤثر في عملية صنع القرار للفرد، والمجموعات، والكيانات. ومن الظواهر النفسية التي يركز عليها التمويل السلوكي ظاهرة عدم التصرف بطريقة رشيدة طوال الوقت، وزيادة الثقة، وزيادة تقدير المهارات والقدرة على النجاح، وغيرها.
اقرأ أيضاً: