ملخص: بالنسبة إلى هؤلاء الذين استنفدت وظائفهم اليومية طاقتهم بالفعل ولكنهم يسعون إلى تحقيق المزيد من الأمان المالي، كيف يمكنهم تحديد ما إذا كان بدء عمل جانبي يستحق كل هذا العناء؟ وما هو نوع الأعمال الجانبية التي يمكنهم البدء بها؟
- أولاً، حدد سبب رغبتك في بدء عمل جانبي. إن كان هدفك هو كسب أموال على المدى القصير لتحقيق أهداف قصيرة الأجل، فإن اقتصاد العمل الحر يُعد مكاناً رائعاً للقيام بذلك. ولكن إذا كان لديك حل قيِّم لإيجاد حلّ لإحدى المشكلات أو إذا صنعت منتجاً رائعاً وتريد مشاركته مع العالم، فيجب أن تبدأ التفكير في كيفية تعزيز استدامة فكرتك.
- كن واضحاً بشأن مهاراتك واهتماماتك. عند التفكير في بدء عمل جانبي، من الأفضل تقديم خدمات أو منتجات في مجال لديك بالفعل معرفة وخبرة به، لتجنب إضاعة الوقت.
- أجرِ بحثك وأعِد رسالة واضحة. يتميز المشروع أو المنتج الناجح بقدرته على تلبية احتياج أو خدمة مجتمع أو حل مشكلة. قبل تنفيذ فكرتك، أجرِ بحثك للتأكد من أن فكرتك تلبي على الأقل أحد هذه المعايير.
- كن صبوراً، واعرف متى يجب أن تغير مسارك. قد لا يحقق لك أول عمل أو مشروع جانبي الأموال التي تريدها. وهذا لا يعني أنه لا يمكنك التعلم منه؛ إذ ستمنحك أي فرصة تغتنمها دروساً وموارد وعلاقات ثمينة لدعمك في مشروعك القادم.
هل تريد كسب المزيد من المال؟ يُعد بدء عمل جانبي من الطرق الشائعة لزيادة دخلك. يذكر أكثر من واحد من كل 3 أميركيين أن لديهم عملاً جانبياً خارج نطاق وظيفتهم اليومية لكسب دخل إضافي.
عادة ما يتطلع الأشخاص الذين يستثمرون في عمل جانبي إلى كسب أموال أكثر مما تمنحها لهم وظائفهم اليومية، بالإضافة إلى بناء احتياطي مالي. ومع وجود فترة ركود محتملة في الأفق، فإن الأمان الوظيفي على المحك، وتُعد المدخرات من الطرق التي تساعدنا على الاستعداد لأسوأ السيناريوهات.
ولكن ليس من السهل بناء عمل جانبي مستقل ناجح؛ فإلزام نفسك بالعمل في أكثر من وظيفة وأداء جميع الوظائف بإتقان يتطلب وقتاً وجهداً والكثير من الطاقة. بالنسبة إلى هؤلاء الذين استنفدت وظائفهم اليومية طاقتهم بالفعل ولكنهم يسعون إلى تحقيق المزيد من الأمان المالي، كيف يمكنهم تحديد ما إذا كان بدء عمل جانبي يستحق كل هذا العناء؟ وما هو نوع الأعمال الجانبية التي يمكنهم البدء بها؟
للمساعدة على الإجابة عن هذين السؤالين، أجريت مقابلة مع امرأتين ناجحتين في هذا المجال: الخبيرة المالية التي تساعد النساء اللاتينيات على إيجاد مصادر دخل إضافية وبناء ثروة، جانيس توريس رودريغيز، ورائدة الأعمال لسلسلة من المشاريع، أرنيتا جونسون هول التي أسست شركة أيه إم بي كريديت كونسالتانتس (AMB Credit Consultants) وساعدت مئات النساء على بدء عمل جانبي.
وبناءً على محادثاتنا، أعرض فيما يلي 5 عوامل ستحتاج إليها لبناء عمل جانبي يحقق لك عائداً يستحق ما بذلته من وقتك.
1) حدد سبب رغبتك في بدء عمل جانبي
هل ترغب في زيادة دخلك لكسب المزيد من المال لسداد ديونك أم زيادة الأموال التي تدخرها لحالات الطوارئ أم الاستثمار؟ هل تريد استخدام هذا المال لمساعدتك على تحقيق أهداف محددة قصيرة الأجل؟ هل ترغب في بناء مشروع يحولك في النهاية إلى رائد أعمال يعمل بدوام كامل؟ ذكرت كل من جونسون هول وتوريس رودريغيز أهمية تحديد ما يدفعك إلى اتخاذ قرار ببدء عمل جانبي.
إذ إن فهم "السبب" وجعله على قمة اهتماماتك سيساعدك على التعامل مع التحديات اليومية التي ينطوي عليها بدء عملك الجانبي المستقل والحفاظ عليه. وسيساعدك أيضاً على تضييق نطاق الخيارات المحتملة، واستبعاد الأفكار التي لن تكون منطقية بالنظر إلى موقفك.
قالت لي توريس رودريغيز: "إذا كان هدفك هو البدء بالحصول على أموال على المدى القصير لتحقيق أهداف قصيرة الأجل، فإن اقتصاد العمل الحر يُعد مكاناً رائعاً للقيام بذلك. يمكنك تنزيل تطبيقات مثل إنستاكارت أو أوبر، والبدء بالقيام بهذه المهمات إلى جانب عملك الأساسي عندما يكون لديك وقت فراغ. ثم استخدم الأموال التي جنيتها لتحقيق أهدافك القصيرة الأجل".
وأضافت: "ولكن إذا كان لديك حل قيِّم لإحدى المشكلات أو إذا صنعت منتجاً رائعاً وتريد مشاركته مع العالم، فيجب أن تبدأ التفكير في كيفية تعزيز استدامة فكرتك واتخاذ الإجراءات المناسبة لإطلاقها".
2) كن واضحاً بشأن مهاراتك واهتماماتك
عادة ما يكون من الأفضل تقديم خدمات أو منتجات في مجال لديك بالفعل معرفة وخبرة به.
بدأت جونسون هول عملها الجانبي، الذي يدرّ الآن مليون دولار، وهي تكسب 12 دولاراً في الساعة من وظيفتها اليومية في قطاع التأمين. كان راتبها متدنياً لدرجة أنها كانت من المستحقين للمساعدات الحكومية. وبعد تراجُع تصنيفها الائتماني من جيد إلى سيئ، خصصت بعض الوقت لتثقيف نفسها بشأن كيفية إصلاح هذا الوضع. كان هذا هو الأساس الذي استندت إليه فكرتها الكبيرة: مشروع لمساعدة الناس على تحسين سجلاتهم الائتمانية.
حققت توريس رودريغيز أيضاً دخلاً يصل إلى مئات الآلاف من الدولارات من خلال توسيع نطاق خبرتها لتتجاوز مجال الهندسة، وتحويل شغفها بالطهي إلى مدونة عن الطعام تتمتع بشعبية كبيرة. ولديها اليوم 10 مصادر دخل، أحدها من تعليم الآخرين كيفية كسب المال من التدوين.
قالت توريس رودريغيز: "تفحّص مهاراتك المهنية والشخصية، وحدد أي من المهارات في هاتين القائمتين قد تفكر في بدء عمل جانبي قائم عليها. إذا كان هناك شيء تجيده وعلّمته لأشخاص آخرين في حياتك الشخصية، فهذا شيء يجب التفكير فيه".
ينطوي بناء مصدر دخل إضافي من عمل جانبي على تحديات بالنسبة إلى معظم الناس لأنه يتطلب تحويل فكرة إلى نشاط مدرّ للدخل. لذا، سهِّل الأمر على نفسك من خلال اختيار شيء من مجال عملك الحالي أو من الأشياء التي تثير شغفك. اسأل نفسك: ما هو الشيء الذي أرغب في استثمار الكثير من الوقت والطاقة فيه؟ ما هو أكثر شيء أهتم به داخل نطاق العمل وخارجه؟
3) أجرِ بحثك وأعِد رسالة واضحة حول عرضك
يتميز المشروع أو المنتج الناجح بقدرته على تلبية احتياج أو خدمة مجتمع أو حل مشكلة. قبل تنفيذ فكرتك، أجرِ بحثك للتأكد من أن فكرتك تقوم بواحد على الأقل من هذه الأشياء. اسأل نفسك 3 أسئلة:
- ما هو الحد الأدنى من الموارد التي سأحتاج إليها للبدء واختبار فكرتي؟
- مَن هو الجمهور المستهدف لمشروعي أو منتجي أو الخدمة التي سأقدمها؟
- ما هي الاحتياجات أو المشكلات التي أتطلع إلى حلها؟
إذا لم تتمكن من الإجابة عن هذه الأسئلة، فقد حان الوقت للعودة إلى مرحلة التخطيط الأولى.
قالت جونسون هول إنك إذا كنت واضحاً بشأن القيمة التي ستقدمها فكرتك، فمن الضروري أيضاً التفكير في كيفية التواصل مع الجمهور المستهدف والوصول إليه. كرائد أعمال، ستحتاج إلى تحديد أسعار السوق والتفكير في الصور واللغة التي ستجذب العملاء المحتملين، إذ إنك لن تتمكن من تنفيذ فكرتك بنجاح ما لم يعرف أحد عنها.
اسأل نفسك هذه الأسئلة كجزء من بحثك:
- أين يقضي جمهوري المستهدف وقته؟
- كيف يتواصل بعضهم مع بعض؟
- ما هي المنصات التي يمكنني التواصل معهم عبرها أو ربما تعريفهم بفكرتي أو منتجي؟
- ما هي الصيغ أو الرسائل التي تلقى استحسان هذه الفئة؟ هل يستجيبون بشكل أكبر للفكاهة أم الصور المثيرة للفضول أم البحوث أم النشرات الإخبارية أم الفيديو، أم غير ذلك؟
خطط للتواصل مع جمهورك حيثما يوجدون بالفعل.
4) ابدأ بخطوات صغيرة
غالباً ما يحجم الأشخاص عن بدء عمل جانبي لاعتقادهم أنهم بحاجة إلى مبلغ كبير من المال للبدء. لكن جونسون هول وتوريس رودريغيز تشجعان عملاءهما على عدم الاستثمار بشكل مفرط في البداية.
قالت جونسون هول: "ابدأ بما هو متوفر لديك. الشيء الأكثر شيوعاً الذي يعتقده الأشخاص عند بدء عمل جانبي هو: 'يجب أن يكون لدي موقع إلكتروني وشعار وما إلى ذلك'، ولكن لم يكن لدي أي من هذه الأشياء عندما بدأت. ولم أكن أخشى العمل بما هو متوفر لدي؛ وهو جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بي وأوراق وطابعة وما أمتلكه من معرفة". بدأت جونسون هول مشاركة معرفتها مع الأشخاص دون مقابل إلى أن اقترح أحد الأشخاص الذين ساعدتهم أن تحول ذلك إلى مشروع وبدأت بمراسلة معارفها.
اتخذت توريس رودريغيز موقفاً مماثلاً. إذ قالت: "إذا لم تكن جنيت أي أموال من فكرتك حتى الآن، فربما لا يجدر بك الاستثمار في بناء كيان تجاري. اختبر أفكارك أولاً، واكتشف ما ينجح، وافعله باستمرار. وبمجرد أن تبدأ بجني القليل من المال، فكر في أشياء مثل إضفاء الطابع الرسمي على هيكل عملك والاستثمار في البرمجيات وتطوير معداتك وتوظيف مساعدين".
غالبية الشركات تستغرق عامين لتحقيق أرباح، ولكن يمكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي مكاناً رائعاً لاختبار الفكرة وتسويق خدماتك أو منتجاتك وقياس الاهتمام المحتمل بها. انتبه إلى كيفية استجابة الأشخاص، واستخدم البيانات التي تجمعها لتكييف منتجاتك وخدماتك بناءً على ذلك.
5) كن صبوراً، واعرف متى يجب أن تغير مسارك
قد لا يحقق لك أول عمل أو مشروع جانبي الأموال التي تريدها. وهذا لا يعني أنه لا يمكنك التعلم منه؛ إذ ستمنحك أي فرصة تغتنمها دروساً وموارد وعلاقات ثمينة لدعمك في مشروعك القادم.
من الأمثلة على ذلك، جربت توريس رودريغيز أن تكون طاهية كعمل جانبي قبل أن تنشئ مدونتها عن الطعام. ولكن بعد اختبار الفكرة، سرعان ما أدركت أن احتراف الطهي ليس مناسباً لها، لأنه مرهِق جسدياً ويتطلب العمل لساعات طويلة، إضافة إلى تدني أجوره.
كان مشروعها التالي هو إنشاء المدونة، وحتى في تلك الحالة استغرق تحقيق أرباح من المدونة عامين. وخلال ذلك الوقت، ثقّفت توريس رودريغيز نفسها حول استراتيجيات تحسين محركات البحث لزيادة عدد الزيارات في موقعها وإنشاء المحتوى الذي يمكن أن يجذب عدداً أكبر من الزوار ويساعدها على كسب أموال. لو أنها استسلمت بعد محاولتها الأولى، لما استمتعت بالدخل السلبي الذي تكسبه من المدونة اليوم ويصل إلى مئات الآلاف من الدولارات.
قالت: "أعتقد أنه من المهم وضع توقعات واقعية عندما تحاول تجربة عمل جانبي لأول مرة. إذا كان بإمكانك أن تقول بصدق أنك جربت كل شيء وأخذت دورات تدريبية وتعلمت كل ما يمكنك تعلمه حول هذا الموضوع وعلى الرغم من ذلك لا تسير الأمور على ما يرام، فمن المهم أن تعترف أن هذا العمل لم يكن مناسباً لك. فكل فشل هو درس ستتعلم منه وسيساعدك على معرفة ما ينجح وما لا ينجح".
هل يجب أن تحول عملك الجانبي إلى عمل بدوام كامل؟
عندما يكون عملك الجانبي مربحاً ويساعدك على تحقيق أهدافك المالية، فربما عليك التفكير في تحويله إلى عمل بدوام كامل. على سبيل المثال، كانت توريس رودريغيز مهندسة في الأساس. ولكن بعد بضع سنوات، وبمجرد أن حولت عملها الجانبي إلى مشروع مدر لدخل، قررت الاستقالة من وظيفتها اليومية.
إذا كنت تريد أن تصبح رائد أعمال بدوام كامل في مرحلة ما، فضع بعض الأهداف المالية قبل أن تتخذ هذه الخطوة.
قالت توريس رودريغيز: "أردت استبدال راتبي من العمل في مجال الهندسة بالكامل، وقد كان يبلغ 118 ألف دولار تقريباً في الوقت الذي غادرت فيه. في عام 2020، حقق مشروعي 85 ألف دولار بعد الضرائب والنفقات. وبحلول يناير/كانون الثاني عام 2021، حققت ما يتراوح بين 25 ألف دولار و30 ألف دولار كدخل من عملي الجانبي".
قبل أن تترك وظيفتها اليومية، كانت قد ادخرت مبلغاً لأي ظروف طارئة وسددت جميع ديونها وفتحت ادخاراً لتقاعدها، وحصلت على وثيقة تأمين على الحياة، وانضمت إلى خطة التأمين الصحي لزوجها.
أضافت توريس رودريغيز: "تم تجهيز كل شيء، لكي أنتقل إلى وضع مستقر عند تقديم إشعار الاستقالة. كنت أعلم أن القرار لن يوترني، ولم أرغب في اكتشاف كيف سأتدبر أموري بعد استقالتي".
هذا الاستعداد التام أتاح لتوريس رودريغيز التركيز بالكامل على عملها الجديد. وخلال عامها الأول كرائدة أعمال، سرعان ما حققت أرباحاً فاقت توقعاتها.
قد تقرر أنك لست بحاجة إلى أن يكون لديك كل شيء بالترتيب الذي اتبعته توريس رودريغيز قبل أن تحول عملك الجانبي إلى عمل بدوام كامل، لكن استعدادك مالياً يحسن فرص نجاحك. ومن ناحية أخرى، إذا كنت تحب وظيفتك ولا ترغب في أن تصبح رائد أعمال بدوام كامل، فلا بأس في أن تحتفظ بعملك الجانبي بوصفه طريقة إضافية لتحقيق دخل إلى جانب وظيفتك الأساسية التي تعمل فيها بدوام كامل.