ما هي إجابة سؤال كيف أحصل على وظيفة بعد الطرد من عملي؟
بعد تسريحك من العمل، قد يكون رجوعك إلى سوق العمل صعباً، وسوف تحتاج إلى معرفة كيف ينبغي لك إدراج الوظيفة الأخيرة في سيرتك الذاتية، وما إذا كان ينبغي إدراجها من الأساس، وأيضاً ما ينبغي لك قوله في المقابلة الشخصية، وكيف يُمكنك الخوض في عملية تقديم طلبات التوظيف مستبشراً بالنجاح.
رأي الخبراء حول موضوع كيف أحصل على وظيفة بعد الطرد بشكل صحيح؟
البحث عن وظيفة لا يكون سهلاً أبداً، وقد يكون مُرهقاً للأعصاب بعد أن تزعزعت ثقتك بنفسك. يقول جون ليز، الخبير الاستراتيجي في الحياة المهنية الذي يعيش في الولايات المتحدة وهو مؤلف كتاب "سر النجاح" The Success Code، إنه من الطبيعي أن تشعر بقليل من الارتياب، مضيفاً "ليست لديك فكرة عن كم المعلومات المتوفرة حولك، وحول ظروفك، بخلاف ما تعلن عنه بنفسك". وقد تقلق من أن ينظر الآخرون إلى تسريحك من العمل على أنه نقطة سوداء في حياتك المهنية، وفقاً لما قاله كلاوديو فيرنانديز أراوز، كبير مستشارين في الشركة العالمية للأبحاث التنفيذية "إيجون زيندر" Egon Zehnder ومؤلف كتاب "لا يتعلق الأمر بكيف وماذا ومَن: حقق النجاح بإحاطة نفسك بكل ما هو أفضل" It’s Not the How or the What but the Who: Succeed by Surrounding Yourself with the Best. وقال أيضاً "تقلق من أن يفترض الجميع في الحال أنك أنت السبب"، فالتغلب على خسارة وظيفتك والعثور على فرصة توظيف جديدة يشكل تحدياً، ولكن عندما تُقرر خوض هذا التحدي "سوف تصبح موظفاً أفضل بكثير" على المدى الطويل. وفيما يلي بعض الاستراتيجيات التي يُمكنك تطبيقها.
اقرأ أيضاً: عندما يصبّ تسريحك من وظيفتك في مصلحتك
اعرف سبب ما حدث
قبل أن تبدأ في البحث عن وظيفة أخرى، اعرف السبب الذي سُرحت لأجله أولاً. وفقاً لما قاله ليز، فعل هذا يُساعدك على "معرفة حجم المشكلة التي تواجهك"، وما الذي تحتاج إلى التغلب عليه في سوق العمل. كما يمكّنك أيضاً من التفكير في السبل الممكنة "لتجميل" تسريحك من العمل، فيما تمضي قدماً في طريقك. فربما لم تتلاءم مع ثقافة الشركة، أو لم تتفق أنت ومديرك في الرأي. وربما تكون أخطأت في الحكم. يوصي ليز بإجراء نوع من "الفحص الدقيق" مع زميل عمل سابق أو "مستشارين موثوقين" على دراية بـ "الموقف والمؤسسة". وهدفك من ذلك هو تكوين "رؤية موضوعية" حول نسبة أن يكون التسريح قد حدث "بسببك أنت، ونسبة أن يكون قد حدث بسبب عوامل خارجية". وفقاً لما قاله فيرنانديز آروز، قد يكون من المجدي أيضاً أن تتحدث مع موظفين من قسم الموارد البشرية بالشركة التي سُرحت منها. وأضاف أيضاً، بعد أن "توقّع الوثائق التي يجب توقيعها" وبعد أن تهدأ "أعصابك"، "حدد موعداً لإجراء مقابلة"، "ويمكن لموظفي الموارد البشرية الجيدين مساعدتك في فهم ما هي أنواع الوظائف التي قد تناسبك في المستقبل".
تمالك نفسك
يقول ليز "عادةً لا يرغب المرشحون في سماع ذلك، ولكنهم بالفعل غالباً ما يدخلون سوق العمل في وقت مبكر للغاية". ويحذر من أن هناك تكلفة حقيقية ستتكبدها عندما تقدم طلبات توظيف قبل أن تصبح مستعداً لذلك نفسياً. وقال أيضاً إنك إذا واجهتَ صنّاع القرار رفيعي المستوي قبل أن تتخلص من كل ما تشعر به من حزن وغضب ومرارة، فأنت بذلك تخاطر "بفضح انفعالاتك" مما قد يدمر سمعتك. "اللحظة الذهبية في أثناء بحثك عن وظيفة هي عندما تبحث بثقة وطاقة تامة. فبالتأكيد لا ترغب في أن تستنفد أفضل معارفك وأنت لست مستعداً بعد". امنح نفسك وقتاً للتعافي وقبل أن تبدأ في مرحلة تكوين العلاقات بجدية، يوصي فيرنانديز آروز أن تسأل "صديق متبصر يعرفك جيداً ويدعمك" ما إذا كنت مستعداً الآن.
ابحث عن الشركة المناسبة لك
يقول فيرنانديز آروز، بمجرد أن تمنح نفسك الوقت للتعافي، فكر في "ما تعلمته" عن نفسك في ضوء عملية التسريح. فلنقل مثلاً إن تسريحك من العمل كان بسبب التصادم بين شخصيتك وشخصية مديرك أو عدم وجود توافق ثقافي، فكر فيما يعنيه هذا فيما يتعلق بنوع الزملاء الذين ترغب في العمل معهم، والبيئة التي تحتاج إليها لتحقق النجاح. وفي هذا السياق يقول فيرنانديز آروز "لا توجد شخصيات سيئة"، و"لطالما تعلق الأمر بالظروف". فإذا كنت عدوانياً وتنافسياً، قد لا تتلاءم مع المؤسسة التي تتبع نهجاً أكثر تعاوناً. ولكن هناك العديد من الأماكن حيث سوف يُنظر إليك باعتبارك ميزة ومكسباً. وقال فيرنانديز آروز أيضاً إنك تحتاج إلى "معرفة نوع الشركة الذي سيلائمك"، فإذا سُرحتَ من العمل بسبب شيء بالغ الخطورة مثل "اتهامك بالكذب أو السرقة"، فيجب أن "تفكر بطريقة استراتيجية" أثناء بحثك عن وظيفة جديدة. "لذا، ابحث عن الشركات التي قد لا تعارض انضمام مرشحين في مثل موقفك". ويقترح أيضاً البحث عن أماكن العمل التي تعقد شراكات مع المؤسسات غير الربحية التي تساعد "المدانين على إعادة إدماج أنفسهم" في مكان العمل. قد لا يكون لديك سجلاً إجرامياً، ولكن هذه الشركات نفسها قد لا تقبل تعيين شخص بمثل خلفيتك.
تواصل مع شبكة علاقاتك من أجل معرفة إجابة سؤال: كيف أحصل على وظيفة بعد الطرد من عملي؟
يقول فيرنانديز آروز، قبل أن تبدأ في تقديم طلبات للحصول على وظائف، تحتاج إلى "إعداد قائمة بالأشخاص الذين قد يمنحوك رسائل توصية رائعة". وهو ما سوف يساعد في أن تصبح "مصداقيتك" "بالغة الأهمية لموظفي الموارد البشرية". ووسّع نطاق البحث بأن "تفكر في الأشخاص الذين قد لا يكونون في دائرتك المقربة، ولكنهم يعرفونك من الناحية المهنية منذ مدة طويلة"، ويمكنهم أن يشهدوا على مصداقيتك. وهذا الإجراء من المرجح أيضاً أن يوفر لك فرص عمل. يقول فيرنانديز آروز "يجد معظم الأشخاص وظائف بفضل العلاقات الشخصية غير الرسمية". لذا تذكّر "مدراءك وزملاءك السابقين في العمل" وكذلك "المستشارين والمحاسبين والمحامين والاستشاريين الإداريين ومستشاري البحث" الذين عملت معهم على مدار حياتك المهنية. ربما لديهم "عملاء يمكن أن يقدموك لهم". فعندما يُدرك الناس ما تبحث عنه، يمكنهم مساعدتك على نحو أفضل.
اقرأ أيضاً: كيف تجعل التسريح المؤقت للموظفين أكثر إنسانية؟
ركز على الأشياء الإيجابية
يقول ليز إنه ليس من الحكمة أن تحذف وظيفتك السابقة من سيرتك الذاتية والخطاب التعريفي لأنه "لا يُحبذ أن تترك فجوة" في تاريخك المهني. ولكن يجب عليك أن "تركز على ما ترغب في أن تجعله في الصدارة" في سيرتك الذاتية. ابرز "مهاراتك والمسؤوليات التي اضطلعت بها، أو جوانب أخرى من تاريخك المهني عندما كان أداؤك جيداً بشكل استثنائي". وفقاً لفيرنانديز آروز، لا حاجة لأن تتطرق في الخطاب التعريفي أيضاً إلى وظيفتك السابقة. ويقول أيضاً "تحتاج بالطبع إلى تحديد موقفك"، ولكن بعد ذلك اذكر سريعاً حقيقة أنك "تبحث بجدية عن فرصة عمل جديدة".
احكِ تجربتك بذكاء
بالتأكيد سوف تتطلب المقابلات الشخصية قدراً من العناية والتروي أكثر من تلك التي أجريتها في السابق. يقول ليز "لا تتجاهل الأمر آملاً ألا يُثار". "بل يجب أن تستعد لتتمكن من الإجابة على الأسئلة المباشرة". هناك قاعدة جيدة يمكنك تطبيقها وهي "لا تخدع، ولكن أيضاً لا تعطِ أي معلومات طوعاً". يوصي فيرنانديز آروز "بالتدرب في مواقف منخفضة المخاطر" مع أصدقاء أو حتى مع مدراء توظيف في "شركات ليست على رأس قائمتك". الهدف من ذلك هو أن "تشعر بالأمان والراحة لأنْ تحكي تجربتك". واجعلها قصيرة ومفعمة بالإيجابية والتفاؤل. إليك فيما يلي بعض السيناريوهات المحتملة.
- سلط الضوء على ما تعلمته من التجربة. يقول ليز، إذا كنت سُرحت بسبب "فشلك في تحقيق الأهداف النهائية"، فإن أفضل استراتيجية يمكنك اتباعها هي "توخي الصدق المطلق". قل "هذا ما حدث، وقد عالجت الأمر، وتعلمت مما حدث، وهذا ما سوف أفعله بطريقة مختلفة إذا مررت بالموقف نفسه مجدداً". ينبغي أن يتمثل هدفك في "أن تعود بالحوار إلى الوقت الحاضر. فالأشخاص يحترمون ويراعون أن كل شخص قد يقع في مشكلة من حين لآخر". وعلى أي حال، ربما لم يكن خطأك من الأساس، ولا ينبغي لك أن تلقي باللوم على الآخرين، ولكن عليك أن تشير إلى "أنك فشلت في بلوغ هدفك في بيئة لا تسمح سوى لقلة من الأشخاص ببلوغ أهدافهم".
- تحمَّل المسؤولية. إذا سُرحت لسبب أكثر حدة، ستحتاج إلى بيان أنك "تحملت مسؤولية" أفعالك ووضح "كم تغيرت". يُعد هذا الأسلوب "جذاباً ومثيراً لاهتمام" مدراء التوظيف. "ستجد أنهم يقولون: نحن لا نعين شخصاً مسبباً للمشاكل، بل نُعين شخصاً لديه الكثير ليقدمه نظراً لما مرّ به". وبعد أن توضح ما تعلمته من التجربة التي مررت بها، يوصي فيرنانديز آروز أن تُتبع ذلك سريعاً بتعليق حول "رسائل التوصية الرائعة التي حصلت عليها" لتبرهن على مصداقيتك.
- كن مهذباً. إذا سُرحت من العمل بسبب تصادم شخصيتك مع شخصية مديرك أو زميلك في العمل، لا تشتكي تحت أي ظروف إلى محاورك. وكبديل، يقترح ليز أن تقول شيئاً من قبيل "كل منا يرى العالم من منظور مختلف، ونمتلك رؤى مختلفة حول الكيفية التي يجب أن تتقدم بها المؤسسة قدماً، لذلك كان على أحد منا أن يغادر". يقول ليز إن صياغة الأمر بهذه الطريقة "يدلل على أن عملية صناعة القرار جيدة وواضحة". لذا "كن مهذباً وأظهر أنك تحترم" زملاءك السابقين. من المرجح أن يقرأ مدير التوظيف ما بين السطور. فالأمر يتعلق فحسب بالتأكيد على أن "كل منا عَمل مع شخص صعب المراس في مرحلة ما".
- صف وظيفتك الأخيرة بأنها مشروع. يمكنك أيضاً استخدام الفترة القصيرة التي قضيتها في وظيفتك الأخيرة في صالحك من خلال تسميتها "مشروعاً" وليس وظيفة. لا يجب أن تكذب أبداً بخصوص هذا الأمر، ولكن يمكنك عرض تجربتك بطريقة أكثر إيجابية. على سبيل المثال، يقترح ليز أن تقول شيئاً من قبيل "كنت أعلم عندما عُينت أنني لن أستمر في هذه الوظيفة طويلاً، فقد كانت المؤسسة تواجه تحدياً محدداً، وعينتني للمساعدة في ذلك". وهذا يُعد تفسيراً موجزاً لسبب عملك في هذه المؤسسة مدة سبعة أشهر فقط.
سيطّر على زمام الأمور في المقابلة الشخصية
عندما تتحدث مع مدير التوظيف وجهاً لوجه، يوصي فيرنانديز آروز "بالسيطرة على المقابلة الشخصية" في الحال من خلال "أن تذكر ما تتوقعه وتنشده، وأيضاً أن تبين أنك تملك ما يلزم من مقومات". وهذه الاستراتيجية ذكية على وجه الخصوص عندما تفضل تجنُّب الحديث في موضوع ما. يقول فيرنانديز آروز أيضاً "تشير البحوث إلى أن المحاورين يتخذون قرارهم في غضون 3 إلى 5 دقائق من لقائهم بالشخص، وأي شيء يحدث بعد ذلك ما هو إلا اختراع مبررات". بعد أن تحكي تجربتك، يقترح ليز أن تكمل حديثك مباشرة. يقول "العديد من المحاورين مستعدون تماماً ألا يتناقشون معك في هذا الأمر إذا بيّنت أنك تعاملت مع هذه التجربة بإيجابية. مهما حدث "لا تظل عالقاً في دوامة الماضي"، "وإلا فإن كل ما تفعله هو تعزيز لفكرة أنك عاطل عن العمل".
كن إيجابياً
يمكنك أن تحد من الضغط الواقع عليك جراء البحث عن وظيفة جديدة بعد خسارة وظيفتك من خلال الحرص على تناول الطعام الصحي وأداء التمارين الرياضية والحصول على قسط وفير من النوم. وأحط نفسك بالأصدقاء واشغلها. يقول فيرنانديز آروز "من المهم أن تشارك بإيجابية في شيء ما أثناء بحثك عن وظيفة جديدة"، كما أن "الأعمال التطوعية وممارسة هوايتك المفضلة" قد يكون لها مفعول السحر. وأوضح "ليست بالفكرة السيئة أن تضيف إلى سيرتك الذاتية أنك اضطلعت ببعض الأعمال الحرة أو المهام الاستشارية أثناء بحثك عن وظيفة جديدة، فوجود دليل على نشاطك أمر محبذ دائماً".
مبادئ يجب ألا تغيب عن بالك عند محاولة الإجابة عن سؤال: كيف أحصل على وظيفة بعد الطرد من عملي؟
ما عليك فعله:
- فكّر فيما عرفته عن نفسك في ضوء تجربة التسريح التي مررت بها، وما الذي يعنيه ذلك فيما يتعلق بنوع البيئة التي يمكنك أن تنجح وتزدهر داخلها.
- وتواصل مع الأشخاص الذين عملتَ معهم في الماضي بحثاً عن فرص عمل، أو ليوصوا بك.
- خطط كيف ستجيب على الأسئلة المباشرة المتعلقة بسبب تركك لوظيفتك الأخيرة، من خلال تجهيز تفسير موجز ومفعم بالإيجابية والتفاؤل.
ما عليك تجنّبه:
- أن تتحدث مع قسم الموارد البشرية في شركتك السابقة حول تسريحك من العمل. يجب أن تدع أعصابك تهدأ ثم حدد موعداً لإجراء مقابلة.
- أن تحذف وظيفتك السابقة من سيرتك الذاتية والخطاب التعريفي. ولكن لا توجه الانتباه إليها أيضاً.
- أن تكون سلبياً تجاه طموحاتك. ولذا يجب عليك أن تحيط نفسك، أثناء البحث عن وظيفة جديدة، بأصدقائك وأن تعتني جيداً بنفسك.
دراسة حالة رقم 1: ضع خطة للتحدث حول وظيفتك السابقة وما الذي تأمل أن تجده في الوظيفة الجديدة
كانت صفاء حسين* تترأس قسم وسائط الإعلام الرقمية في شركة صغيرة للتسويق والتصميم والعلاقات العامة مدة 9 أشهر، ثم سُرحت منها. تقول صفاء "قبل أسابيع قليلة من حدوث ذلك كان لدي شعور داخلي بأن شيئاً ما سيحدث"، "لذا بدأت بالفعل في تجهيز سيرتي الذاتية".
وفي أعقاب ذلك مباشرة، فكرتْ صفاء فيما حدث. فقد كانت هذه الوظيفة جديدة عليها نسبياً، ولم تكن علاقتها بمديرها السابق جيدة. في الواقع، لقد أحضر مديرها القديم مؤخراً مديراً جديداً لمواقع الويب، ومن المفترض أن تعمل صفاء تحت إشرافه المباشر، وهو شيء لم تكن صفاء راضية عنه.
لذا تحدثت صفاء في سرية مع زميلة سابقة حول الموقف لتستوضح منها. وقالت صفاء "أخبرتني زميلتي أنها عانت أيضاً في البداية مع مديرها"، وفي النهاية أدركتُ أنها لم تدرك كم من الوقت تستغرقه مهام محددة لإنجازها، ولم أهتم كثيراً بإيضاح ذلك لها، فقد كان هذا الأمر متبادلاً بيننا".
اقرأ أيضاً: كيف تدير أعمالك بحيث لا تلجأ إلى تسريح موظفيك مطلقاً؟
بمجرد تسريح صفاء، لم تضيّع وقتاً في التواصل مع شبكة معارفها، فقد أرسلت بريداً إلكترونياً إلى مشرفها السابق في إحدى الدورات التدريبية، وأيضاً إلى الأشخاص الذي عملوا في الفرع المحلي لهيئة صناعية حيث كانت متطوعة. تقول صفاء "كنت أطلب المشورة بوصفي باحثة عن عمل، كما طلبت إجراء مقابلات شخصية معلوماتية، فقد أردت أن أجعلهم يعرفون أنني أبحث عن وظيفة".
كما تواصلت صفاء أيضاً مع أستاذ جامعي سابق ساعدها على الحصول على الوظيفة في البداية. تقول "قلت له 'لا أدري كم تنتشر الأخبار بسرعة، ولكني أردت إعلامك بما حدث، وشكرك على مساعدتي في خوض هذه التجربة'. وقد رد أستاذي على رسالتي في الحال وسألني: كيف يمكنني أن أساعدك؟".
علاوة على ذلك، أعدتْ صفاء خطاباً تعريفياً لها، تقول "وصفت نفسي بأني شخص يرغب في الانتقال من العمل في الوكالات إلى العمل في شركات للعلاقات العامة"، وبهذه الطريقة ذكرت أهدافي المستقبلية بدلاً من الحديث عن وظيفتي السابقة".
ولتستعد صفاء للمقابلات الشخصية، أعدت "نصين" لسيناريوهات مختلفة. تقول "إذا ذُكر الأمر، كانت خطتي هي الحديث عن الانتقال الذي أرغب في فعله، وإذا لم يُذكَر، خططت لأن أقول إنه قد حدث تغيير في الإدارة، وقد حدث بالفعل، ولم تعد هناك حاجة لوجودي".
وقد ذكرت صفاء أنها كانت إيجابية لأنها لم تفقد حماسها وعزمها أبداً. فتقول "كنت أجري مكالمات، وأرسل رسائل عبر البريد الإلكتروني، وأقدم طلبات توظيف وأكوّن علاقات، وكنت أشعر أنني ذات قيمة قادرة على العطاء، وهذا ما دفعني للاستمرار والصمود".
تمكنت صفاء، بمساعدة أستاذها السابق، من الحصول على وظيفة جديدة بعد ثلاثة أسابيع فقط من تسريحها من العمل، وهي أكثر سعادة في شركتها الجديدة. وقد تحدثت عن تجربتها قائلة "بغض النظر عن مدى استيائي مما حدث، لا أندم على وظيفتي السابقة، فقد تعلمت الكثير من هذه التجربة".
دراسة الحالة رقم 2: فكّر فيما تعلمتَ من التجربة وتمالك نفسك في الأيام الأولى لتكوين العلاقات والتعارف
عمل أحمد ممدوح* نائباً لرئيس المنتجات في شركة لتقنيات الإعلانات مدة عام تقريباً قبل أن تُباع إلى شركة أسهم خاصة. وبعد فترة قصيرة سُرح أحمد من العمل.
يقول أحمد: لم أطيل التفكير في السبب، وكنت متلهفاً لطي الصفحة".
فكّر أحمد ملياً فيما تعلمه من هذه التجربة، وما سيبحث عنه في وظيفته الجديدة. يقول "عندما سُرحت من العمل، قالت الشركة إنها ترغب في تحويل استراتيجياتها لتقنيات الهاتف المحمول والتقنيات الرقمية، ولكن لم يرغب الكثيرون في إجراء هذا التغيير، مما خلق مناخاً سياسياً بغيضاً". وأضاف "وعدت نفسي بأني، عند التعيين مستقبلاً، سأقضي المزيد من الوقت في استكشاف مدى التزام الشركة بالتغيير قبل أن ألتزم بالعمل معها".
وذكر أحمد أنه في الأسابيع القليلة الأولى بعد تسريحه من العمل، ركز بشكل أساسي على "تكوين علاقات غير رسمية". فقال "أعددت قائمة تضم أصدقائي ومدرائي السابقين وزملائي في العمل والمعارف المقربين، ثم تواصلت معهم بطريقة منهجية وصولاً إلى آخر القائمة، وكنت أكثر صراحة مع هؤلاء الأشخاص، لأنهم سألوا عن وضعي وحالتي من منطلق إبداء الرعاية والاهتمام".
فالتحدث مع أصدقائه الذين "يدعمونه ويساندونه" ساعده في التغلب على أي شعور بالغضب تجاه شركته السابقة. فقد قال "لقد قضينا الوقت في التحدث عن الفرص المتاحة أمام مَن هم مثلي، ونتيجة لذلك، صرتُ أفضل من خلال التحدث عما أهتم به، وصقلتُ مهاراتي في إجراء المقابلات الشخصية قبل إجراء أي مقابلة، وزودتني شبكة معارفي بالعديد من فرص العمل ولقاءات التعارف".
إجراء هذه المحادثات في وقت مبكر ساعده أيضاً على نسج "قصة ذات مصداقية" حول ظروفه الحالية. وعندما بدأ أخيراً في إجراء مقابلات شخصية مع صائدي المواهب ومدراء التوظيف، كان لديه قصة ليرويها. يقول أحمد "كنت أصيغ الأمر كالتالي: 'بيعت الشركة التي كنت أعمل بها، وشركة الأسهم الخاصة الجديدة كان لديها منظور آخر حول الاتجاه الذي ينبغي أن تسلكه الشركة، وكنت أبين أن هذه التجربة لم تكن بالضرورة سيئة".
في غضون شهرين، أُجري مع أحمد عدة مقابلات شخصية للالتحاق بعدة وظائف. يقول "لم يركز سوى عدد قليل للغاية من المحاورين على سبب تركي العمل في شركتي السابقة، إلى أن أصبحتُ مرشحاً حقيقياً وأراد مديري المحتمل أن يفهم ما حدث".
وعندما حان هذا الوقت، كان أحمد واثقاً بنفسه. فقال "لم أكن متوتراً بشأن التحدث عن الأمر، وكنت واضحاً للغاية في إجاباتي، مما ساعدني على إقناعهم بقصتي".
وقد وجد أحمد وظيفة جديدة في غضون ثلاثة أشهر وعرف إجابة سؤال: كيف أحصل على وظيفة بعد الطرد من عملي؟
*تم تغيير الأسماء.
اقرأ أيضاً: كيف تدير عملية التسريح من العمل انطلاقاً من مبدأ التعاطف؟